قد يبدو السؤال غريب او فيه تهجم على المسؤول ولكن الحقيقة لاهذا
ولا ذاك بل الفت انتباهي بعض رؤوساء الدول العربية والاسلامية عندما
يصلي الجمعة يرافقه هالة اعلامية واسعة لتغطية الرئيس وهو يصلي خلف
الامام ولا اعلم من هو المتفضل على الاخر ؟
ليس النص بل المعنى،سال احد المسلمين الامام الصادق عليه السلام
قائلا كيف لي ان اعلم هل صلاتي صحيحة ومقبولة ؟ اجابه عليه السلام
عندما يعترضك المنكر والفحشاء كيف تتصرف حيال ذلك فان اجتنبتها فصلاتك
صحيحة والعكس بالعكس.
ومن هنا نسال السيد المسؤول هل صلاته تنهيه عن الفحشاء والمنكر ام
لا ؟
في الدول العربية عندما صلى رئيس موريتانيا صلاة الجمعة التفت
المصلون والاعلاميون الى امر مهم ان الرئيس يصلي من غير حماية واعتبر
هذا امر خارج عن المالوف، والمالوف لديهم ان الرئيس صلى ولمرة واحدة
فقط حيث انه لم يسبق له ان صلى الجمعة.
وهناك من يستخدم الصلاة لاغراض الله اعلم بها خذوا على سبيل المثال
البرادعي الذي كثر الحديث عنه كمرشح لمبارك شوهد وهو يصلي في المنصورة
صلاة الجمعة وقد تناقلت وسائل الاعلام هذا الخبر العجيب انه يصلي ام ان
الصلاة لا تلتقي مع المسؤولية.
وحتى في فترة الدعاية الانتخابية البرلمانية في العراق شوهد بعض
الاخوة المرشحين يؤدون صلاة الجمعة في بعض المحافظات، وما ان انتهت
الانتخابات اعتكف المسؤول لمسؤولياته.
السؤال المهم هو لماذا يصلي المسؤول ؟ يقال انه وجوب الهي اقول نعم
ولكن بشرطها وشروطها وان كان الظاهر هو المعتبر ولكن ما يترتب على
تصرفات المسؤول نتيجة الصلاة هي التي تظهر خشوع المصلي في صلاته.
ولا ننكر او نغمط حق بعض المسؤولين الذين يلتزمون الصلاة ومن غير
رياء ولا شوشرة اعلامية واغلبهم تظهر على تصرفاتهم صلاتهم.
صلاة الائمة واصفرار لونهم وارتعاد فرائصهم لعلمهم انهم سيلاقون
ربهم الذي لا يغرب عنه مثقال ذرة خير او شر نعلم ان هذه الحالة لا يصل
اليها المسؤول بل انها اشبه بالمستحيل، ولكم صورتان من الصلاة اقلها
لكم احداها لامير المؤمنين عليه السلام عندما غرس سهم في كتفه في احدى
المعارك فتعسر اخراجه لشدة الالم فقال لهم الامام الحسن عليه السلام
انتظروه عند صلاته وفعلا لما بدأ الصلاة اخرج السهم من غير ان يشعر به
الامام علي عليه السلام لان روحه وعقله ونفسه تعيش اجواء الصلاة الحقة
والارتباط بالله عز وجل.
الصورة الاخرى، معاوية بن ابي سفيان صلى صلاة الجمعة يوم الثلاثاء
وعندما قيل له لماذا؟ قال لاننا الاربعاء سنتوجه لقتال ابي تراب (
معركة صفين ) فاحببت ان اصليها اليوم خوفا من عدم ادراكها يوم
الجمعة...هذا الايمان ولا بلاش. |