فضائح الكنيسة والتوبة في الوقت الضائع

محاولات إصلاح خجولة ومَطالب شعبية بتعويض الضحايا

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: تعهدَ البابا الذي تعرضَ لانتقادات من جماعات الضحايا لاستخدامه تعبيرات غامضة بشأن أزمة الانتهاكات الجنسية بالكنيسة الكاثوليكية علانية بأن الكنيسة ستتخذ إجراء لمكافحة الفضيحة.

ومنذ تفجّر أزمة الانتهاكات الجنسية خلال الشهر المنصرم وانتشار الادعاءات في الولايات المتحدة والنمسا وألمانيا التي وُلد بها البابا استخدم بنديكت تعبيرات غامضة مثل كيف أن الكنيسة "أصيبت بخطايانا" أو الحاجة إلى "التوبة".

وكانت تقارير نقلت عن بابا الفاتيكان قوله إن على المسيحيين التوبة عن الخطايا والاعتراف بارتكاب أخطاء، في الإشارة على ما يبدو إلى فضائح تتعلق بانتهاك رجال دين لأشخاص كانوا في رعايتهم. في حين أعلن الفاتيكان إنه بصدد إرساء قواعد وضوابط لإصلاح نظامه بشأن التعامل مع اتهامات الاعتداء الجنسي التي يتورط فيها كهنة في الكنائس، لكنه لم يعط أي تفاصيل عن تلك الضوابط.

وبعد الكشف أخيراً عن فضائح الاعتداءات الجنسية على تلاميذ في عدة مؤسسات دينية ألمانية تابعة للكنيسة الكاثوليكية، علَت الأصوات المطالِبة بتسليم الفاعلين إلى القضاء وبتعويض الضحايا نفسياً ومادياً وبإدخال إصلاحات جوهرية على الكنيسة الكاثوليكية.

البابا يتعهد باتخاذ إجراء..

تعهد البابا بنديكت الذي تعرض لانتقادات من جماعات الضحايا لاستخدامه تعبيرات غامضة بشأن ازمة الانتهاكات الجنسية بالكنيسة الكاثوليكية علانية بان الكنيسة ستتخذ "اجراء" لمكافحة الفضيحة.

وتحدث البابا مع الجمهور مستخدما كلمة "انتهاك" علانية لاول مرة منذ اكثر من شهر وهي الفترة التي انتشرت فيها الفضيحة على نطاق واسع وتطورت الى اكبر ازمة خلال السنوات الخمس التي مضت منذ توليه البابوية. بحسب رويترز.

وقال بنديكت ملخصا رحلته التي قام بها في عطلة نهاية الاسبوع الى مالطا للجمهور في ساحة القديس بطرس "أردت لقاء بعض الذين كانوا ضحايا للانتهاك على ايدي اعضاء من رجال الدين. وشاركتهم معاناتهم وصليت معهم بعاطفة ووعدتهم باتخاذ اجراء من جانب الكنسية."

وكانت جماعات الضحايا حثت البابا على قول شيء مباشر علنا بدلا من استخدام اشارات غامضة وعبارات عامة.

وقال بيان صدر في مالطا بعد لقائه بثمانية ضحايا ان البابا وعدهم بان الكنيسة "ستبذل قصارى جهدها للتحقيق في الادعاءات لتقديم المسؤولين عن الانتهاك للعدالة وتنفيذ اجراءات فعالة صممت لحماية الصغار في المستقبل."

وكان هذا واحدا من اوضح التصريحات التي صدرت عن الفاتيكان حتى الان انه يرغب في تعاون الاساقفة المحليين مع السلطات المدنية في مقاضاة القساوسة الذين ارتكبوا انتهاكات بحق الاطفال.

وتكشفت خلال الشهر الماضي المئات من قضايا الانتهاك الجنسي والجسدي للشبان في العقود الاخيرة على ايدي قساوسة في اوروبا والولايات المتحدة حيث شجعت الافصاحات الضحايا الذين صمتوا طويلا على اعلان شكاواهم علانية اخيرا.وسقطت العديد من القضايا بالتقادم.

البابا بكى مع ضحايا التحرش الجنسي..

واختتم البابا بنديكتوس السادس عشر الذي يتعرض لانتقادات على ادارته لفضيحة التحرش الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية، زيارته الى مالطا حيث التقى بعض ضحايا هذا الاستغلال ودافع عن "القيم المسيحية".

وقال لورانس غريتش، احد الرجال الثمانية الذي تعرضوا للتحرش الجنسي في ميتم في ثمانينات القرن الماضي، متحدثا لوكالة فرانس برس بعد لقائه البابا الاحد "لقد اخذ البابا على نفسه الاحراج الذي تسبب به غيره. لقد كان شجاعا جدا. لقد استمع الينا وصلى معنا وبكى معنا". واستقبل البابا "الرجال" الثمانية لمدة عشرين دقيقة تقريبا في مقر القاصد الرسولي في مالطا.

واوضح الاب فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان ان البابا اعرب عن "العار والاسف لما قاساه الضحايا وعائلاتهم من الام". وتابع "لقد بدأ البابا اللقاء بصلاة صامتة راكعا قبل ان يستقبلهم الواحد بعد الاخر".

وقال غريتش (37 عاما) انه لم يعد يطالب البابا بتقديم اعتذار. واضاف "كنت غاضبا لكن غضبي زال الان وانا راض عن لقائي مع البابا. سأواصل معركي ليس ضد الكنيسة بل ضد التحرش الجنسي بالاطفال".

واكد البابا ان "الكنيسة لا تزال تبذل كل جهودها" للتحقيق حول حالات الاستغلال ومحاكمة المسؤولين و"حماية الشباب في المستقبل".

وكان البابا اعرب قبل شهر عن "العار" و"الندم" وندد بتكتم الاساقفة في رسالة الى المؤمنين في ايرلندا بعد فضيحة تحرش جنسي من قبل كهنة. وتوالى بعدها الكشف عن العديد من الحالات في اوروبا والولايات المتحدة. كما اتهم الفاتيكان والبابا شخصيا بمحاولة طمس هذه الفضائح.

وهذه هي المرة الثالثة منذ انتخابه في 2005 التي يلتقي فيها البابا ضحايا تحرش جنسي من قبل كهنة اذ سبق له القيام بذلك في استراليا والولايات المتحدة. ودعا البابا خلال زيارته التي استمرت 26 ساعة الى "الدفاع" عن القيم المسيحية واشاد بمواقف مالطا من الطلاق والاجهاض الممنوعين فيها.

وشدد على موقفه خلال ترؤسه للقداس في فلوريانا بحضور عشرات الاف المصلين الذين رفعوا علم الفاتيكان بلونيه الاصفر والابيض وخلال لقائه مع الشباب في مرفأ فاليتا. وطلب البابا من الشباب الذين قدر عددهم بعشرة الاف والذين هتفوا "يعيش البابا" الدفاع عن "الثقافة المسيحية المضادة" في المجتمع الاوروبي. وقال "عليكم ان تفتخروا ببلدكم، الوحيد بين دول الاتحاد الاوروبي الذي يدافع عن الطفل قبل ولادته ويشجع في الوقت نفسه استقرار الحياة الاسرية برفضه الطلاق والاجهاض". ويشكل الكاثوليك 95% من سكان مالطا.

البابا: لابد من التوبة والإقرار بالخطأ..

ونقلت تقارير عن بابا الفاتيكان البابا بنديكتوس السادس عشر قوله إن على المسيحيين التوبة عن الخطايا والاعتراف بارتكاب أخطاء، في الإشارة على ما يبدو إلى فضائح تتعلق بانتهاك رجال دين لأشخاص كانوا في رعايتهم.

وأشارت وكالة أنسا للأنباء إلى أن البابا بنديكتوس تحدث خلال قداس يوم الخميس بحضور أعضاء من اللجنة الكتابية الرسولية .

ولم يقدَم بعد نص ما جاء عن الفاتيكان، فيما لم يذع القداس على التلفزيون وقال متحدث بلسان الفاتيكان إنه ليس بوسعه آنيا تأكيد تلك التصريحات.

ووفقا لما نقلته وكالة أنسا للأنباء فقد قال البابا لابد لي من القول إننا، نحن المسيحيين، كثيرا ما تجنبا في الآونة الأخيرة الاتيان بلفظ التوبة والتي تبدو أثقل من الإتيان بها. ولكن الآن ومع تعرضنا للهجوم من العالم، الذي يخبرنا بخطايانا .. أدركنا ضرورة أن نتوب، وبمعنى آخر، أن نقر بالخطأ في حياتنا .

يذكر أن سلسلة من المزاعم بوقوع انتهاكات من جانب رجال دين قد أدت لتوجيه المزيد من الانتقادات للكنيسة.

وجاء الانتقاد للبابا من جانب اتهامه بأنه لم يقوم بتحرك كاف ضد القساوسة المتهمين بالاعتداء على أطفال، على خلفية فضائح مست رجال دين في أيرلندا والنمسا والولايات المتحدة وألمانيا خلال الشهور الأخيرة.

وجاء في الكلام المنسوب للبابا قوله إن التوبة والإقرار بالخطأ تفتحنا على الغفران والتغير. غير أن البابا هاجم منتقدي الكنيسة مشيرا إليهم باعتبارهم في قبضة نوع من الديكتاتورية التي تفرض نمطا أحاديا إلزاميا في الفكر والفعل.

وقال البابا إن هذا النمط المتبع يجعل لزاما على الجميع أن يفكروا وأن يتصرفوا كل كالباقين، وما العداء الخفي، أو الظاهر، للكنيسة إلا صورة لكيف يتبدى هذا النمط الإلزامي في شكل ديكتاتورية حقيقية .

وكانت الاتهامات بأن الكنيسة قد أساءت التصرف مع، أو حتى عملت على التغطية على حدوث انتهاكات جنسية لأطفال في رعاية قساوسة في الولايات المتحدة وأيرلندا وألمانيا وإيطاليا وغيرها، قد بلغت البابا نفسه، باعتبار أنه كان قبل توليه البابوية المسؤول عن تقويم سلوك الكهنة في حال انحرافه.

غير أن الكنيسة الكاثوليكية نفت وجود أي نوع من التغطية أو التكتم على التعدي على مائتي صبي أمريكي من المصابين بالصمم من جانب القس لورانس ميرفي في الفترة ما بين عامي 1950 و1974. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أوردت أن الفاتيكان والكاردينال يوزيف راتسينجر (اسم البابا بنديكتوس قبل توليه البابوية) قد تلقيا تحذيرات بشأن القس ميرفي دون أن يتحركا لعزله عن الكهنوت.

قواعد للتصدي للاستغلال الجنسي بالكنائس

ومن جانبه أعلن الفاتيكان، إنه بصدد إرساء قواعد وضوابط لإصلاح نظامه بشأن التعامل مع اتهامات الاعتداء الجنسي التي يتورط فيها كهنة في الكنائس، لكنه لم يعط أي تفاصيل عن تلك الضوابط.

وقال الفاتيكان، إن هيئة الكنيسة الكاثوليكية التي تتعامل مع مثل تلك الادعاءات (التحرش الجنسي) تعمل على تحديث النظام الذي يعود لعام 2001."

وكانت الكنيسة الكاثوليكية اهتزت بشدة بسبب مزاعم الاعتداء على الأطفال على نطاق واسع من قبل رجال الدين الكاثوليك في ايرلندا، إلى جانب المئات من الناس الذين يقولون إنهم تعرضوا للاعتداء الجنسي في ألمانيا والنمسا وهولندا، إلى جانب مزاعم تطال البابا نفسه.

ففي مارس/آذار الماضي، قال الفاتيكان إنه لم يكن على علم بالادعاءات حول قس أمريكي "تحرش بنحو 200 طفل،" إلا بعد نحو 20 عاما من وقوعها، عندما بدأت السلطات تحقيقاتها في تلك المزاعم، ثم أسقطت التهم عن القس. بحسب سي ان ان.

وأصدر المتحدث باسم الفاتيكان فريدريكو لومباردي، بيانا ردا على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز،" وقالت فيه إن "مسؤولين كبار في الفاتيكان بمن فيهم البابا بنديكت السادس عشر الذي كان برتبة كاردينال في ذلك الوقت،" فشلوا في اتخاذ إجراءات ضد القس لورنس ميرفي، رغم التحذيرات المتكررة."

وقال لومباردي "خلال منتصف السبعينيات، بعض ضحايا القس ميرفي أبلغوا عن اعتداءات للسلطات المدنية، الذين بدورهم حققوا في تلك المزاعم، لكنهم أوقفوا التحقيقات، وفقا لعدة تقارير إخبارية."

وأضاف المتحدث "لم يتم تبليغ مجمع عقيدة الإيمان بالفاتيكان والذي كان يرأسه آنذاك الكاردينال جوزيف راتسنغر (البابا بندكيت السادس عشر) بتلك الادعاءات إلا بعد نحو 20 عاما."

والوثائق التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" تشتمل على رسالة وجهها مباشرة الأب الأمريكي لورنس مورفي إلى الكاردينال جوزيف راتسينغر في 1996 الذي أصبح البابا.

وقالت الصحيفة إن راتسينغر أبلغ في رسالتين بالاتهامات ضد لورنس مورفي تلقاهما من رئيس أساقفة ويسكونسن بالولايات المتحدة، لكنه لم يرد على الرسائل وتم تعليق محاكمة كنسية سرية سمح بها نائبه بعدما وجه مورفي رسالة مباشرة إلى راتسينغر ليطلب منه وقف الإجراءات بحقه.

الألمان يطالبون بتعويض ضحايا الاعتداءات الجنسية

وبعد الكشف أخيراً عن فضائح الاعتداءات الجنسية على تلاميذ في عدة مؤسسات دينية ألمانية، علت الأصوات المطالبة بتسليم الفاعلين إلى القضاء وبتعويض الضحايا نفسياً ومادياً وبإدخال إصلاحات جوهرية على الكنيسة الكاثوليكية.

وأعلنت وزيرة العدل الألمانية سابينه لويتهويزر شنارّنبيرغر أن الكنيسة الكاثوليكية بدأت أخيرا بالتحرك في الاتجاه الصحيح لمعالجة تداعيات فضائح الاعتداءات الجنسية على التلاميذ من جانب رجال الدين المشرفين على مؤسساتهم الدينية والتعليمية. وقالت الوزيرة إن اجتماعها مع رئيس الأساقفة الكاثوليك الألمان المطران روبرت تسولّيتش والتصريحات التي سمعتها من الفاتيكان، تركت لديها انطباعا بـ" أن أمورا كثيرة تتحرك حاليا داخل الكنيسة".

 وبعد أن اتهمت شنارّنبرغر الكنيسة الكاثوليكية بمحاولة تجاهل الموضوع والتغطية عليه ذكرت أخيرا أنها تنظر بإيجابية إلى نية الكنيسة الكاثوليكية التعاون بصورة أوثق الآن مع النيابة العامة والسلطات القضائية في هذا الشأن وإيصال المعلومات إليها بسرعة حول حالات مماثلة في المستقبل. كما تنظر بإيجابية إلى خطوات أخرى مثل تكليف مفوضين خاصين بملاحقة هذه التصرفات المشينة والتعاطي مع الحالات التي حدثت في الماضي بكل مسؤولية.

ورأت الوزيرة أنه إضافة إلى التعويض النفسي لضحايا الاعتداءات الجنسية، الذين خرجوا من الظل بسبب الخوف والفضيحة إلى دائرة الضوء ليكشفوا ما حدث لهم، يتوجب على الكنيسة تعويضهم مادياً أيضاً. وأضافت أن بإمكان مؤسسات اجتماعية أخرى تعويض الذين يعانون نفسيا حتى اليوم، وأوضحت أن الطاولة المستديرة التي دعت إليها في 23 الشهر الجاري، والتي تعقد للمرة الأولى حول موضوع التحرش الجنسي بالقاصرين، ستدعو مؤسسات المجتمع للتعاطي مع المسألة بصورة علنية وفعالة لإيجاد حل يحمي الأطفال. وأعربت شنارنّبرغر عن أسفها لمرور الزمن عل حالات الاغتصاب التي حدثت قبل 20 أو 30 سنة والتي لم يعد بالإمكان رفع دعوى قضائية على فاعليها بسبب مرور أكثر من عشر سنين عليها، لكنها شدّدت على ضرورة النظر إلى ما يحدث اليوم وفي المستقبل لملاحقته بكل عزم وحزم.

 وحذرت مفوضة الحكومة الألمانية لمسائل الاعتداء الجنسي، كريستينه بيرغمان، من حصر الموضوع برجال الدين قائلة إن 90 في المائة من مثل هذه الاعتداءات تتم داخل العائلات. ودعت إلى أخذ ذلك بعين الاعتبار في الحملة التي تشن حاليا ضد أعمال التحرش الجنسي والاغتصاب وحضّت على تشديد العقوبات معتبرة أنه "دون قوانين وازعة، من غير الممكن حماية القاصرين". ولفتت إلى أن الهدف من طاولة الحوار التي ستعقد قريبا هو جعل المجتمع أكثر حساسية إزاء هذه الآفة الأخلاقية.

وحضَّ ألويس غلوك، رئيس اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان،  الكنيسة على إدخال إصلاحات عدّة فيها، مشدداً على أنه إلى "جانب الكشف الكامل عن فضيحة التحرش الجنسي بكل شفافية وصدق وكسر للمحرمات، يتوجب على الكنيسة تجديد نفسها بالكامل". كذلك طالب غلوك بإصلاح طرق اختيار رجال الدين للمهام المنوطة بهم على المستوى الفكري والمهني والتعليمي، مشيراً إلى  "وجود خيبة أمل ويأس شديدين بين الكاثوليك حاليا".

وكشف استطلاع أجرته القناة التلفزيونية الثانية "إيه.أر.دي" أن 47 في المائة من الألمان و38 في المائة من الكاثوليك يؤيدون إجراء إصلاحات جوهرية في الكنيسة. وقال 22 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتقدون أن الكنيسة تواجه أزمة خطرة تهدد وجودها مقابل 13 في المائة لا يرون ذلك.

البابا: خمس سنوات من اللغط والجدل

منذ توليه الكرسي الرسولي في الفاتيكان قبل خمس سنوات خلفا للبابا يوحنا بولس الثاني، أثار البابا بنديكتوس السادس عشر الكثير من اللغط والتساؤلات. وهذه عودة إلى أبرز المحطات التي ميزت مسيرته. بحسب فرانس 24.

الجذور المسيحية لأوروبا

في أول إطلالة رسمية له في 27 ابريل / نيسان 2005 أسف البابا بنديكتوس السادس عشر لكون مشروع الدستور الأوروبي لا يتضمن إشارة صريحة إلى الجذور المسيحية للقارة الأوروبية. ولكن الفاتيكان وبعد مرور عامين على هذا التصريح الذي أثار بعض الجدل عاد ولين موقفه مؤيدا انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

خطاب البابا في جامعة رتيسبون الألمانية

في 12 سبتمبر / أيلول 2006 ألقى الحبر الأعظم خطابا حول الأيمان في جامعة ربيستون الألمانية أدان خلاله استعمال العنف باسم الدين، مستشهدا بالإمبراطور البيزنطي مانويل باليولوغوس الثاني الذي أدان لجوء النبي محمد إلى السيف لنشر الإسلام. وأثارت كلمة البابا موجة من ردود الفعل الغاضبة في العالم الإسلامي وقد أسف البابا بعد ذلك  كون خطابه كان سببا لسوء فهم.

بعد ثلاث سنوات على ذلك زار البابا الأردن وصلى في جامع الحسين ليصبح الثاني بعد يوحنا بولس الثاني الذي يدخل حرم مسجد.

القداس باللاتينية

في يوليو/ تموز 2007 أجاز البابا بندتكتوس السادس عشر إقامة القداديس باللاتينية، الأمر الذي اعتبرته أوساط في الرأي العام تراجع عن سياسة التحديث في الفاتيكان.

جدل مع اليهود

في 24 يناير / كانون الثاني 2009 رفع البابا بندتكتوس السادس عشر الحرمان الكنسي عن أربعة قساوسة متشددين منهم المونسينور ويليامسون المعروف بنفيه للمحرقة ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية ولوجود أفران الغاز، الأمر الذي أثار حفيظة اليهود وإرباك الكاثوليك أيضا، حتى أن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل طلبت تفسيرات من الحبر الأعظم. وأكد الفاتيكان عدم معرفته بمواقف المونسينور ويليامسون حين اتخذ موقفه من رفع الحرمان الكنسي وطالبه بسحب تصريحاته علنا واعتبر الكرسي الرسولي اعتذارات ويليامسون غير كافية.

تطويب شهداء الحرب الأهلية الاسبانية

في 28 أكتوبر / تشرين الأول 2007 انكب الحبر الأعظم على ملف فتحه سلفه البابا يوحنا بولس الثاني هدفه تطويب 498 "شهيدا من شهداء الحرب الأهلية الاسبانية" والمقصود هم  كهنة كاثوليك انحازوا إلى صف الديكتاتور فرانكو الذي كان على أهبة الاستعداد للتحالف مع هتلر وموسوليني وقتلوا كونهم من الكاثوليك. قرار البابا أثار وقتها استياء في اسبانيا التي كانت حكومتها تعمل على إعادة الاعتبار لضحايا فرانكو.

الواقي الذكري يضاعف من مشكلة السيدا

في الطائرة التي كانت تقله إلى الكاميرون في جولته الأفريقية الأولى في مارس / آذار 2009 أطلق البابا بندتكتوس السادس عشر هذه الجملة الشهيرة "الواقي الذكري يضاعف من مشكلة السيدا" التي نشرتها كل صحافة العالم والذي ذهب فيها الحبر الأعظم بعيدا مقارنة بسلفه الذي كان يعارض الواقي الذكري ولا يعتبره حلا لمشكلة السيدا.

عملية تقديس البابا بيوس الثاني عشر

باستغراب ودهشة الجميع وقع البابا بندتكتوس السادس عشر في 17 كانون الأول / ديسمبر 2010 مرسوما يفتح الأبواب أمام تقديس البابا يوحنا بولس الثاني ولكن أيضا البابا بيوس الثاني عشر المتهم بعدم إدانته الجرائم النازية ضد اليهود أبان الحرب العالمية الثانية والذي كانت فكرة تقديسه موضوع خلاف بين الفاتيكان والدولة العبرية منذ سنوات.

الكنيسة في قلب فضائح الاعتداءات الجنسية

في مطلع شباط / فبراير من هذا العام انفجرت في كنيسة دبلن فضيحة اعتداءات جنسية كبرى على أطفال واتهمت الكنيسة بتغطية هذه الاعتداءات التي حصلت بين العامين 1975 و2004 وبعد ذلك كرت سبحة الفضائح الجنسية في ألمانيا وهولندا والنمسا ووصلت إلى الولايات المتحدة. وللتخفيف من وطأة الأزمة وجه البابا كلمة إلى كاثوليك ايرلندا يعرب فيها عن أسف الكنيسة، ولكن سلسلة الفضائح تواصلت وأصاب بعضها البابا بنديكتوس السادس عشر شخصيا الذي اتهم بتغطية كاهن اعتدى جنسيا على صغار يوم كان كاردينالا. وفي الوقت الذي التف فيه الفاتيكان حول البابا خرجت بعض الأصوات مطالبة سيد الفاتيكان بالاستقالة ومرت أعياد الفصح هذا العام بأجواء غلب عليها التوتر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 25/نيسان/2010 - 10/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م