العالم بالأرقام: ثورة مادية وتراجُع في القيم

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يتصاعد تأثير التبادل التجاري والثقافي والصناعي والعلمي فيما بين دول العالم بصورة أغلبها ايجابي، فقط هناك البعد الإنساني الذي لازال رغم تطور مفاهيم الرعاية الاجتماعية في أنحاء عديدة قاصراً عن إدراك ولو نسبة بسيطة مما يتم انهياره من القيم والأخلاق والتكافل والرعاية الإنسانية...

مع العالم بالأرقام نتنقل في بانوراما توضح حجم الإرهاصات المختلفة الاتجاهات في وقتنا الحاضر:

هجرة أدمغة حتى في الصين

وتقول وسائل الاعلام الصينية إن البلاد تعاني من اسوأ حالة هجرة ادمغة في العالم، حيث ان ثلثي الطلاب الصينيين الذين اوفدوا للدراسة في الخارج منذ الثمانينيات لم يعودوا الى البلاد.

وجاء في تقرير حول الموضوع اصدرته اكاديمية العلوم الاجتماعية في بكين ان هذه النسبة هي الاعلى في العالم.

ويقول التقرير إن من مئة الف طالب غادروا الصين للدراسة منذ عام 2002، لم يعد الى الوطن سوى 20 الى 30 الفا. ويخلص التقرير الى ان زهاء 35 مليون صيني يعيشون خارج البلاد في اكثر من 150 بلدا حول العالم.

لو كان الفقر رجلا..

*أفاد رئيس منظمة «الاتحاد الدولي لتحسين التغذية» (غاين) الخيرية، جاي نايدو أن عدد الجياع في الدول النامية ازداد العام الماضي، نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية، بنحو 100 مليون جائع إضافي عن 2008، وتابع: إن 195 مليون طفل ما دون 5 سنوات لا يحققون طاقتهم للنمو في الدول النامية، والبعض منهم ستتأثر حياتهم في شكل دائم.

وأضاف أن المنظمة تسعى في الأمد المتوسط إلى الحصول على تمويل بقيمة 350 مليون دولار سنوياً، إذ أن تأمين مكملات غذائية، مثل ملح الطعام الميوَّد والزيت بالفيتامين «أ» ودعم الطحين بالحديد، لإطعام 80 في المئة من الجياع عالمياً يكلّف نحو 347 مليون دولار سنوياً، لكنه يحقق 5 بلايين دولار إضافية في شكل إيرادات مستقبلية محسّنة للدول التي تعتمده ويخفض فاتورة التكاليف الصحّية للحكومات. وأوضح أن «المنظمة»، التي تهتم في تعزيز الغذاء الأساسي للأفراد بالمكملات الضرورية، تنشط حالياً في 28 دولة حول العالم، تحديداً في جنوب شرقي آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء.

*سبعة ملايين عراقي تحت خط الفقر

أكد الجهاز المركزي للإحصاء في العراق أن حوالي سبعة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر, وهو ما يمثل 23% تقريبا من سكان البلاد. وتأتي هذه الأرقام بعد مسح أجراه الجهاز في إطار إعداد الإستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر في البلاد.

وقال بيان للجهاز إنه بعد تنفيذ مسح وطني شامل امتد على مدى عام كامل سمي بالمسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق، أظهرت نتائجه أن قيمة خط الفقر الوطني بلغت 77 ألف دينار (66 دولارا) للفرد شهريا، وهذا يعني أن 23% من السكان يقعون تحت خط الفقر.

وأضاف البيان أن هذه النسبة توزع بواقع 39% في الريف أي 3.4 ملايين فرد وبنسبة 16% في الحضر أي 3.5 ملايين فرد، وبهذا يكون مجموع الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر حوالي سبعة ملايين فرد  ويمثلون حوالي 23% من مجموع السكان.

وكانت دراسة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية، ونشرت نتائجها في عمان منتصف فبراير/ شباط 2007، أشارت إلى أن ثلث الشعب العراقي يعيش حالة فقر، بينهم 5% في ظل فقر مدقع.

كما أظهرت دراسة أكاديمية أعدها الباحث في جامعة بابل العراقية  الدكتور عبد السلام جودت أن ما يقرب من عشرة ملايين عراقي يعانون من الفقر.

اقتصاد المعرفة

قال أخصائي إن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات العالمية تطور خلال عشر سنوات من حجم 1.25 تريليون دولار للقطاع عام 1993 إلى 1.7 تريليون دولار عام 1996 حتى وصل 2.4 تريليون دولار في 2004.

الطلبة والمخدرات

أظهر تقرير للمركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن ضبط مئات الطلبة الجامعيين في قضايا تعاطي وحيازة مخدرات في 2009.

وقال المركز في تقرير سنوي عن حقوق الإنسان إن 2009 شهد انخفاضا في عدد الطلبة المضبوطين في جرائم المخدرات مقارنة بـ 2008، وتحدث عن تسجيل 336 حالة تعاط وحيازة للمخدرات بين طلبة التعليم العالي مقارنة بـ429 حالة في 2008.

وقدّر التقرير المضبوطين بـ236 طالبا و45 طالبة من الأردنيين، و43 طالبا و12 طالبة من غير الأردنيين.

وتراجعت من 142 إلى 55 أعداد الطلبة غير الأردنيين الذين ضبطوا في قضايا المخدرات.

وكشف تقرير المركز، وهو هيئة مستقلة تمولها الحكومة، أن 2009 سجل 3641 قضية لدى دائرة مكافحة المخدرات والتزييف بزيادة بلغت 26% عن عام 2008.

ونبه التقرير إلى أن 80% من النساء المعنفات اللاتي يقدر عددهن بـ1400 امرأة سنويا، يتناولن حبوبا مهدئة توصلهن في نهاية المطاف إلى مرحلة الإدمان، عدا أن "عددا منهن يلجأن في النهاية للانتحار إذا ما ساءت ظروفهن النفسية".

وسجل التقرير أن ثلاثة من كل أربعة أقدموا على الانتحار العام الماضي كانوا من الذكور.

وقال التقرير إنه سجلت 88 جريمة قتل في 2009 مقابل 104 في 2008.

أموال وتجميل

كشف الدكتور إبراهيم كلداري أستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة الإمارات واستشاري بمستشفى توام، أن متوسط معدلات الإنفاق على “جمال الجسد” يتراوح بين 20 و 30 % من دخل الأسرة شهرياً على مستوى دولة الإمارات.

وقال كلداري إن “ هذا الإنفاق يكون على شراء مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر بالإضافة إلى عمليات التجميل وغيرها من الأمور المرتبطة بالعناية بالمظهر الخارجي للجسد مثل الليزر والحقن”. وكشف عن وجود مستحضرات تجميل عشبية مضرة في سوق الأدوية بالدولة قادمة من العديد من الدول أهمها الفلبين والهند ولبنان تضم الزئبق والرصاص والزرنيخ والسيلكون، مما يؤدي إلى أمراض خطيرة. وأشار إلى أنه يتم إيهام البعض بقدرتها على علاج البهاق والصدفية.

أسواق وسلع

توقع تقرير جديد للقطاع الخاص الأميركي أن تنمو صادرات الولايات المتحدة للدول العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 20% لتسجل مستوى قياسياً عند 75 مليار دولار بفضل مشروعات كبيرة في مجال البنية التحتية ونمو الطلب الاستهلاكي من جديد.

ويتوقع أن تكون الإمارات أكبر سوق للصادرات الأميركية في المنطقة للعام الخامس على التوالي تعقبها السعودية ومصر والعراق وقطر. وذكر التقرير أن الصادرات الأميركية للإمارات، التي تعيد تصدير الكثير من السلع للسعودية ودول أخرى، ستنتعش إلى 22,2 مليار دولار العام الجاري، بينما تنتعش الصادرات للسعودية إلى 17 مليار دولار.

ومن المتوقع أن تستورد الدول العربية سلعاً وخدمات بقيمة 800 مليار دولار إجمالاً هذا العام بزيادة بنسبة 12% عن عام 2009،.

ووضع الرئيس الأميركي هدفاً بزيادة الحجم الكلي للصادرات إلى المثلين على مدار السنوات الخمس المقبلة، للمساعدة في دفع الانتعاش الاقتصادي الأميركي وتوفير مليوني فرصة عمل في الولايات المتحدة. ويقدر تقرير الغرفة التجارية الأميركية العربية أن تدعم الصادرات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 740 ألف وظيفة في الولايات المتحدة هذا العام سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

من المتوقع أن تظل صادرات الولايات المتحدة لهاتين الدولتين محدودة نسبياً في عام 2010 عند 1,1 مليار دولار و1,32 مليار دولار على التوالي. ونمت الصادرات الأميركية للعراق بسرعة أكبر مدعومة بالوجود العسكري الأميركي والهدف طويل الأجل للحكومة العراقية برفع إنتاج النفط لما يزيد عن أربعة أمثاله حالياً إلى بين 10 و12 مليون برميل يومياً. وتابع التقرير أن شركات أميركية مثل “هاليبرتون” و”شلومبرجر” و”بكتل” وغيرها في وضع أفضل للفوز بعقود خدمة طويلة الأجل تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات لإعادة بناء مرافئ وتحديث وإصلاح خطوط أنابيب وتنفيذ مشروعات بنية تحتية حديثة يحتاجها العراق للتنقيب والنقل والتسليم.

استثمارات الطاقة العربية

قالت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) أن هناك خمس دول هي السعودية وقطر والإمارات والكويت والجزائر تستأثر بأكثر من 70 في المائة من إجمالي استثمارات الطاقة العربية وذلك باستثمارات تقدر بنحو 470 مليار دولار.

أن سلسلة الصناعات النفطية اللاحقة في استثمارات الطاقة العربية وتشمل قطاع تكرير النفط والصناعات البتروكيماوية تستأثر على حوالي 47 في المائة من إجمالي استثمارات الطاقة العربية.

الاستثمارات في سلسلة امدادات الغاز الطبيعي تشكل نسبة 36 في المائة من إجمالي الاستثمارات أما قطاع توليد الطاقة الكهربائية فيشكل حوالي 17 في المائة من ذلك الإجمالي.

وذكرت انه وعلى الصعيد العالمي وطبقا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية فان العالم بحاجة إلى ضخ استثمارات تقدر بـ 35 مليار دولار سنويا خلال الفترة بين عامي 2008 و 2030 للقضاء على مشكلة فقر الطاقة في العالم رغم المصاعب التي يعانيها الاقتصاد العالمي ودول العالم نتيجة الأزمة المالية العالمية التي بدأت منذ منتصف عام 2008.

الرعاية الصحية في عصر العولمة

في البلدان النامية، يبدو أن المليارات من الدولارات التي يتم إنفاقها على احتواء انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، والأمراض الوبائية الأخرى مثل: السل والملاريا، تظهر بعض النتائج الإيجابية. وفي أوروبا، فإن تكلفة الرعاية الصحية التي تدعمها الحكومة لها تأثير سلبي في الناتج المحلي الإجمالي، بينما في الولايات المتحدة، يمكن القول إن إدارة أوباما نجحت بأكبر الجهود طموحاً في البلاد لتوفير تغطية شاملة لنحو 47 مليون شخص في البلاد لا يشملهم التأمين الصحي.

إن نسبة 65 في المائة من تكاليف الرعاية الصحية تعود إلى «معالجة الأمراض المزمنة، والرعاية طويلة الأجل»،

أحد أكبر التحديات التي تواجهها الرعاية الصحية في أيامنا هذه لا يتعلق بالابتكار من أجل المستقبل فحسب، وإنما كذلك احتواء الأمراض الوبائية. ويعتبر مرض نقص المناعة المكتسبة/ الإيدز، والسل، والملاريا ثلاثة أمراض من بين الأسوأ. ويقول د. ريفات أتون، مدير الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، والسل، والملاريا: «هناك أكثر من 30 مليون شخص يعانون مرض نقص المناعة المكتسبة في يومنا هذا، ونحو مليوني حالة جديدة سنوياً. ونحو ثلث سكان العالم مصابون بمرض السل، وثمانية ملايين من هؤلاء يصبح مرضهم نشطاً في كل عام، ويموت نحو مليوني شخص منهم. وتصيب الملاريا 250 مليون شخص سنوياً، والغالبية العظمى من وفيات مليون شخص بسبب هذا المرض هم من الأطفال. ويعتقد الصندوق العالمي الذي تم تأسيسه في عام 2002 أنه أحرز بعض التقدم خلال السنوات السبع التي أعقبت تأسيسه.

على جبهة مرض نقص المناعة المكتسبة، بإمكاننا القول إن الوباء في تراجع، أي أن معدل الزيادة في انخفاض، وكذلك الأمر عدد الوفيات نتيجة الإيدز. ونشهد في عدد من البلدان أن عدد النساء الحوامل ممن يعانين مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» في تراجع كذلك، حسبما يقول أتون، حيث يضيف: «فيما يتعلق بمرض السل، فقد وافقت منظمة الصحة العالمية على معالجة 4.5 مليون شخص منذ عام 2004، وفيما يتعلق بمرض الملاريا، فإن تثبيت شبكات معالجة بمبيدات الحشرات على الأسرّة أسهم في تخفيض مستويات الوفيات بشكل كبير.

بيبسي وقبول التحدي

وصفت شركة كوكا كولا في السابق سوقها بأنها ''حصة الحلق''، أي حصتها في استهلاك السوائل لجميع البشر. وكيلا يتفوق عليها أحد، تريد Indra Nooyi، رئيسة شركة PepsiCo المنافسة الرئيسة لشركة Coke، أن يتم ''اعتبار شركتها بوصفها إحدى الشركات الرائدة في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين نموذجا لكيفية ممارسة الأعمال التجارية في العالم الحديث''. وبشكل أكثر تحديدا، تقول إن ''بيبسي''، التي تصنع رقائق البطاطس وغيرها من الوجبات الخفيفة الدهنية المالحة الأخرى, إضافة إلى المشروبات المليئة بالسكر، يجب أن تكون جزءا من الحل، لا المشكلة، ''لأحد أكبر التحديات على الصحة العامة في العالم، التحدي الذي يرتبط بصورة جوهرية بصناعتنا: أي السمنة''.

وتحقيقا لهذه الغاية، كشفت النقاب عن مجموعة من الأهداف لتحسين سلامة معدات ''بيبسي''. وبحلول عام 2015، تهدف الشركة إلى تقليل الملح في بعض أكبر علاماتها التجارية بنسبة 25 في المائة؛ وبحلول 2020، تأمل تقليل كمية السكر المضاف في مشروباتها بنسبة 25 في المائة وكمية الدهون المشبعة في بعض الوجبات بنسبة 15 في المائة. وأعلنت ''بيبسي'' في الآونة الأخيرة أيضا أنها ستزيل جميع مشروباتها المحلاة بالسكر من المدارس في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2012.

أشبعك واتبعني!

تم إنشاء برنامج الأغذية العالمي من قبل الأمم المتحدة عام 1962 بهدف إنقاذ الأرواح، ونما منذ ذلك الحين ليصبح برنامجا عملاقا لتقديم المساعدات، محسودا ومكروها بالقدر نفسه تقريبا من قبل عديد من نظرائه الأصغر. وهو يطعم 90 مليون شخص سنويا في 73 دولة. إلا أن بعضهم يتساءل عما إذا كان يلبي دائما المثل العليا لمهمته الإنسانية.

والخطر على برنامج الأغذية العالمي أن يعوق الخلاف المتعلق بعمله في الصومال عملياته الضخمة في إثيوبيا والسودان وكينيا والكونغو وغيرها عن طريق إثارة دعوات لمزيد من التدقيق هناك أيضا. وتمثل إمدادات السودان وحدها مبلغ 635 مليون دولار من الأموال التي أنفقها برنامج الأغذية العالمي في إفريقيا جنوب الصحراء عام 2008 البالغة 2.2 مليار دولار.

ويخضع مجال المساعدات الغذائية إلى إفريقيا لمزيد من التدقيق في الآونة الأخيرة بعد صدور تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يقول إن ما يصل إلى 95 في المائة من الأموال المقدمة لشراء الغذاء للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون خلال المجاعة المروعة في إثيوبيا عام 1984 ـ 85 استخدمت، في الواقع، لشراء الأسلحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/نيسان/2010 - 3/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م