حماية المدن الكبرى بين التنظير والواقع

فاعلية الإجراءات تصطدم بالكتل البشرية

شبكة النبأ: أكد تفجير مترو موسكو الحاجة إلى تشديد الإجراءات الأمنية في وسائل النقل العامة لكن الضغوط على الميزانيات الوطنية والمشاكل المتزايدة فيما يتصل برصد المهاجمين المحتملين ستزيد المهمة الصعبة بالفعل صعوبة.

ويقول محللون إن هيئات النقل تسعى للوصول إلى أساليب أرفع مستوى لمراقبة الركاب منعا لوقوع هجمات لكن ليست هناك طرق سهلة لحماية مدن العالم وأماكنها المزدحمة من الأشخاص الذين عقدوا العزم على تفجير أنفسهم.

ومثل هجمات الغاز التي شهدها مترو طوكيو عام 1995 وتفجيرات القطارات في مدريد عام 2004 او تفجيرات مترو الإنفاق بلندن عام 2005 فان تفجيرات موسكو التي أودت بحياة 39 شخصا تسلط الضوء على مدى عرضة الأنظمة التي تنقل ملايين الركاب يوميا للهجوم.

ومن غير العملي تطبيق أنظمة تفتيش على غرار تلك المطبقة في المطارات لفحص الركاب والحقائب في محطات المترو ومحطات الحافلات بالمدن الكبرى لان هذا سيصيب الحياة اليومية بالشلل.

وازداد التحدي صعوبة بسبب ضغط الميزانيات نتيجة للكساد وخلفيات المهاجمين المحتملين التي يزداد التكهن بها صعوبة وهو اتجاه يزيد من صعوبة إمكانية رصد المراقبة عن طريق "التنميط" المهاجمين قبل تنفيذ عملياتهم.

وقال يفان دي ميسميكر أمين عام رابطة الأمن الأوروبي المشترك لرويترز انه ليس متفائلا بقرب حل مشكلة وسائل النقل العام.

وأضاف "هذه معضلة فعلا. لا يمكن تطبيق إجراءات المطارات لان التأخيرات التي ستسببها ستكون مستحيلة. وليس لدينا نظام تكنولوجي معجزة يستطيع بسهولة رصد المواد غير المشروعة في النقل الجماعي."

وقال "ما نستطيع أن نفعله كما يفعلون في إسرائيل أن نعمل على أن يتمتع المواطنون بالوعي والحذر والرغبة في الإبلاغ بالمعلومات. هم عيون وآذان الأمن."

وفيما يلي المجالات الرئيسية التي يركز عليها خبراء الأمن حين يبحثون عن سبل لرصد وتقليل أثر الهجمات. بحسب رويترز.

ويتعلق الأمن بإنشاء طبقات من الحماية وفي محطة للقطارات على سبيل المثال يعني هذا الفصل بين المهاجم والهدف بأكبر قدر من الوقت والمسافة. من أمثلة هذا طبقات الحواجز الأمنية.

وقال توبياس فيكن رئيس قسم الامن القومي بمعهد رويال يونايتد سيرفسز في لندن ان نظام الطبقات الامنية يمهل السلطات لحظات قيمة لرصد الخطر والتدخل. لكن رصد المتفجرات يظل مشكلة في نظام النقل الجماعي.

وأضاف فيكن "المشكلة في الكثير من تقنيات الرصد التي يجري تطويرها هي أنها ببساطة لا تستطيع مجاراة أعداد الناس التي تمر عبرها."

وتكون فائدة أنظمة المراقبة عن طريق الدوائر التلفزيونية المغلقة في التحقيقات بعد الحادث اكبر كثيرا من فائدتها في منع الهجمات. ويمكن أن تمثل رادعا للمجرمين العاديين او الجماعات المتشددة الهاوية لكنها ليست للمهاجمين الانتحاريين الملتزمين.

ويقول فيكن، ان شركات الامن تبحث عن سبل لربط أنظمة المراقبة بالدوائر التلفزيونية المغلقة ببرامج للتعرف على الوجوه لتمكين الشرطة من رصد الشخص المطلوب القاء القبض عليه في لحظتها او للبحث عن تعبيرات او ايماءات جسدية تشير الى التوتر.

وأضاف "اذا انتهى بنا المطاف الى رصد (ايجابي كاذب) للتوتر فربما يكون هذا الثمن الذي يجب أن ندفعه."

وقال جون تايرر استاذ الاجهزة البصرية بجامعة لوفبورو ببريطانيا ان هناك تقنيات حديثة ناشئة قادرة على رصد بقايا المتفجرات بين الناس الذين يتدفقون الى محطات القطارات او الحافلات لكنها ليست رخيصة.

وأضاف أن على سبيل المثال تبلغ تكلفة جهاز رصد في مدخل محطة حافلات نحو 100 الف جنيه استرليني (150 الف دولار).

وأضاف "الدائرة التلفزيونية المغلقة التقليدية سلبية. نحتاج الى أجهزة اكثر ذكاء تستطيع ان تجعل بقايا المتفجرات في شخص ما تضيء وتقول انا هنا."ومن بين التحديات اتجاه المتشددين الى تجنيد مجموعة من المهاجمين اكثر تنوعا من أي وقت مضى.

على سبيل المثال يقول مسؤولون في أجهزة تطبيق القانون ان نساء مقيمات في الغرب واعتنقن الاسلام تطوعن في مؤامرات لجماعات متحالفة مع تنظيم القاعدة لمهاجمة أهداف غربية.

وفي الاونة الاخيرة بالولايات المتحدة جاء في لائحة اتهام كولين لاروز التي تستخدم اسما مستعارا على الانترنت هو "جين الجهادية" أنها أبلغت المتآمرين معها بأن مظهرها كامرأة بيضاء وشقراء سيسمح لها بالاندماج مع الكثير من الناس."

وهي متهمة بالتآمر مع اخرين عبر الانترنت لقتل رسام كاريكاتير سويدي صور النبي محمد في رسوم أثارت غضب المسلمين.

وقال جيرمي بيني رئيس تحرير دورية جينز لمراقبة الارهاب والامن "كلما تظهر قضايا كلما ازداد تنوع الخلفية. هذا يثير أسئلة خطيرة عن التنميط."

وأضاف "لست حتى متأكدا كيف يبدو الاشخاص المثيرون للريبة. مع الانتحاريين يظهر السجل أنهم لا يتصرفون جميعا بطريقة غريبة او يبدأون في التصبب عرقا او يبدو عليهم القلق في اللحظات السابقة لتنفيذ هجوم. البعض يكون في حالة هدوء وتأمل."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/نيسان/2010 - 18/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م