صحة الطفل: بين أهمية النشاط البدني ونوعية العادات الغذائية

 

شبكة النبأ: أظهرت دراسة أن الأطفال الأمريكيين ليسوا وحدهم الذين يقضون وقتا طويلا بلا حراك أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر إذ أن ثلث أطفال العالم يمضون ثلاث ساعات يوميا أو أكثر على هذا المنوال في حين تصدرت الفتيات المصريات قائمة البنات اللاتي لا يمارسن قدرا كافيا من الرياضة.

ومن جهة أخرى قال باحث طبي أن إعطاء الأطفال مهدئات النوم يمكن أن يعيق قدراتهم على التعلم والتفكير والنمو. في حين كشفت دراسة طبية متخصصة أن الأطفال الرضع الذين يتناولون أغذية صلبة قبل إكمالهم الشهر الرابع هم الأكثر عرضة للزيادة في الوزن مستقبلاً.

ثلث أطفال العالم لا يمارسون نشاطا بدنيا كافيا

واكتشفت ريجينا جوتهولد من منظمة الصحة العالمية في جنيف وزملاؤها من خلال دراسة لنشاط الأطفال البدني شملت أكثر من 70 ألف فتى وفتاة في 34 دولة، ان معظم أطفال العالم لا يحصلون على ما يكفي من التمرينات الرياضية وأن الامر لا يختلف سواء كانوا يعيشون في دولة غنية أو فقيرة.

وقالت جوتهولد لرويترز "فيما يتعلق بمستويات النشاط البدني لم نلمس فرقا كبيرا بين البلدان الفقيرة والغنية... النشأة في بلد فقير لا تعني بالضرورة ان الاطفال يمارسون قدرا أكبر من النشاط البدني."

وقامت الدراسة التي نشرت في دورية طب الاطفال بمسح شمل 72845 طفلا من تلاميذ المدارس تتراوح اعمارهم بين 13 و 15 عاما من الامريكتين واسيا وأوروبا والشرق الاوسط. وجرى المسح في الفترة بين 2003 و2007 . بحسب رويترز.

وعرف الباحثون النشاط البدني الكافي بما لا يقل عن ساعة من التمارين خارج حصة التربية الرياضية لخمسة أيام على الاقل في الاسبوع.

ويصنف الاطفال الذين يقضون ثلاث ساعات أو أكثر يوميا في مشاهدة التلفزيون أو اللعب على الكمبيوتر أو الدردشة مع الاصدقاء بالاضافة الى الجلوس خلال وقت المدرسة أو عمل الواجبات المدرسية على أنهم يجلسون أكثر من اللازم.

ووجد الباحثون أن ربع الفتيان فقط و15 بالمئة من الفتيات يمارسون تمرينات كافية وفقا لهذه التعريفات.

كما وجدوا ان ربع الفتيان ونحو 30 بالمئة من الفتيات يجلسون أكثر مما ينبغي ولا يمارسون تمرينات كافية وان الفتيات اقل نشاطا من الفتيان في كل الدول باستثناء زامبيا.

3 نصائح لحماية طفلك من السمنة

ويعتقد الأهل أن ليس بوسعهم السيطرة على أسلوب حياة أبنائهم في الغذاء والنوم والنشاط، وهو ما يدفعهم إلى توبيخهم دوما بشأن ما يأكلونه أو ما يشاهدونه على التلفاز، ظنا منهم أن  مثل هذا الأمر سيحمي أبنائهم من خطر السمنة. إلا أن دراسة جديدة أظهرت بأن على الأهل اتباع ثلاث خطوات فقط لحماية أبنائهم من السمنة ومخاطرها.

وهذه الخطوات هي: الجلوس لتناول الوجبة الرئيسية مع العائلة، والحصول على قدر كاف من النوم، والتقليل من مشاهدة التلفزيون يوميا.

وشملت الدراسة 8550 طفل يبلغون من العمر أربع سنوات، ووجدت بأن الأطفال الذين يتناولون وجبة مع العائلة أكثر من خمس مرات أسبوعيا، وينامون لعشر ساعات ونصف على الأقل يوميا، ويشاهدون التلفاز لمدة لا تتجاوز الساعتين يوميا، يكونون أقل عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 40 في المائة مقارنة بالأطفال الذين لا يقومون بأي من هذه النصائح الثلاثة.

من ناحية أخرى، أكدت الدراسة أن تبني واحدة من هذه النصائح يساهم في حماية الطفل من السمنة بنسبة 25 في المائة. بحسب سي ان ان.

وتقول سارة أندرسون، رئيسة فريق البحث: "لقد وجدنا تأثيرا مستقلا لكل من هذه العوامل الثلاثة، فإذا قمت بأحدها، فهذا سيقلل من إمكانية إصابة أطفالك بالسمنة."

وتؤكد الدراسة أن الأهل يتبنون هذه النصائح بشكل أفضل إذا تواجد الوالدان في المنزل، وإذا لم تكن الأم تعاني من السمنة، وحاصلة على درجة جامعية.

وتقول أندرسون: "يجب علينا تشجيع الأهل على اتباع هذه القواعد، فهناك عائلات ستجد هذا الروتين صعبا لأسباب اجتماعية ومادية، إلا أن علينا محاولة التغلب على هذه الصعاب ليحظى أبناؤنا بحياة أفضل."

من جهته، يرى الدكتور ويليام دالتون، من جامعة تينيسي أن العلاقة بين هذه العوامل الثلاثة، وعوامل أخرى بالطبع، هي علاقة معقدة جدا.

ويضيف: "إذا حصل الطفل على قدر كاف من النوم، فسيكون لديه طاقة كافية لممارسة حياته بشكل طبيعي في اليوم التالي، والأطفال الذين يجلسون مع عائلاتهم لتناول وجبة الغداء أو العشاء، لن يجلسوا أمام التلفاز ليأكلوا، فالجلوس أمام التلفاز يساعد في بناء أسلوب غذائي سيء يسبب السمنة."

رصاص.. في الحقائب النسائية!

ووافقت شركتان أمريكيتان على تحديد سقف أعلى لاستخدام الرصاص في الحقائب والمحافظ النسائية بعد أن أثبتت دراسة صحية أن معظم الحقائب تحتوي على معدلات عالية من الرصاص قد تكون مضرة للصحة ولاسيما صحة الأطفال.

وذكرت شبكة (أي بي سي نيوز) الامريكية حسب ما نقل عنها راديو سوا أن مركز الصحة البيئية أجرى بحثاً شمل أكبر 100 محل في الولايات المتحدة حيث اخضع عينات من الحقائب إلى فحوص مخبرية أظهرت أن معظمها يحتوي على كميات عالية من الرصاص.

وقال طبيب الأطفال آلان غرين هذا أمر مقلق بالنسبة للنساء في عمر الإنجاب ويتعين أن يتنبهن له ويتواجد الرصاص عادة في مادة (كلوريد البولفينيل) المستخدمة لزيادة مرونة الحقائب أو لجعل الألوان البراقة تدوم لفترة أطول.

وأظهرت الدراسة أن معدل الرصاص في بعض الحقائب وصل إلى ما بين 30 و100 مرة أعلى من المعدل الفدرالي المسموح به للأغراض المخصصة للأطفال 00ويسود القلق حول إمكانية أن ينتقل الرصاص من الحقائب إلى اليد من ثم إلى الفم إذ غالباً ما يضع الأطفال أيديهم في فمهم وهم معرضون لحقائب أمهاتهم التي تحتك بيدها أو ملابسها وغيرها.

وقد ربطت الدراسات السابقة بين الرصاص وصعوبات التعلم لدى الطفل واحتمال معاناته من (مرض الزهايمر) في المستقبل..كما وافقت شركتا توريد بالإضافة إلى شركة (إيتش أند أم) في نيويورك على سحب الحقائب المشتبه باحتوائها على الرصاص عن الرفوف في ولاية كاليفورنيا ودفع مبلغ 37 ألف دولار لنشر التوعية حول المسائل الصحية ولإجراء المزيد من الفحوصات على الحقائب.

وقالت شركة (إيتش أند أم) إنها ستعمل لفرض معايير أعلى على المستوى العالمي ويعمل المركز حالياً على إجراء اتفاقيات مماثلة مع شركات أخرى لفرض معايير أقسى على معدل الرصاص المستخدم في الحقائب في الولايات المتحدة.

الأغذية الصلبة تزيد من وزن الأطفال

وكشفت دراسة طبية متخصصة ان الاطفال الرضع الذين يتناولون اغذية صلبة قبل اكمالهم الشهر الرابع هم الاكثر عرضة للزيادة في الوزن عند بلوغهم عمر الثالثة.

وذكرت الدراسة التي اجريت من قبل عدد من الباحثين في كلية جامعة لندن على اكثر من 12 الف طفل رضيع ان نسبة الاطفال الرضع الذين يتناولون اغذية صلبة تبلغ 26 في المائة بمعدل واحد من بين اربعة اطفال رضع لم يبلغوا بعد عمر الأربعة شهور. بحسب كونا.

واشارت الى ان بلوغ الاطفال سن الخامسة يثبت صحة هذه النتائج حيث ان 24 في المائة من هؤلاء الاطفال تتزايد اوزانهم بعد مروهم فترة الاربعة اشهر.

واكدت الدراسة ان الرضع الذين لا يتغذون على حليب الام الطبيعي هم الاكثر قابلية للزيادة في الوزن بنسبة تبلغ 23 في المائة مقارنة مع 18 في المائة من الذين لا يحصلون على رضاعة طبيعية.

وأشارت الدراسة الى ان نسبة الأطفال الذين تتزايد أوزانهم من أصحاب الأصول الكاريبية أو الإفريقية بلغت 36 في المائة عند بلوغهم عمر الخامسة مقارنة بنسبة 17 في المائة من الاطفال ذو الاصول الباكستانية فيما بلغت زيادة أوزان الأطفال ذوي البشرة البيضاء 21 في المائة.

وذكرت ان هناك احتمالات قائمة لزيادة اوزان الاطفال الصغار من اصحاب البشرة السوداء عند عمر الثالثة بنسبة تبلغ 30 في المائة مقارنة بـ10 في المائة عند الاطفال من ذوي الاصول الهندية.

وكشفت الدراسة ان السواد الاعظم من الاطفال الذين يعانون من زيادة مضطردة في الوزن تكون في مناطق ايرلندا الشمالية وويلز اكثر من انجلترا واسكتلندا.

وأرجعت الدراسة زيادة أوزان الأطفال إلى بعض العوامل ومنها العيش داخل نطاق اسرة منخفضة الدخل وكذلك انخفاض ثقافة الام التعليمية كما ان الاطفال الذين يولدون لأمهات عازبات أكثر عرضة لزيادة الوزن وهم في عمر الثالثة والخامسة.

وقالت رئيسة فريق البحث الدكتورة لوسي جريفث ان هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحة لتناول الاطفال لحليب الامهات مع ضرورة عدم التشجيع على تناول الاطفال الاغذية الصلبة في الاشهر الاولى. وشددت جريفث على ضرورة اتباع حميات غذائية صحية في الطعام لاسيما خلال السنوات الاولى من عمر الطفل.

الحبوب المنومة للأطفال تضر أدمغتهم

وقال باحث طبي أمريكي أن إعطاء الأطفال مهدئات النوم يمكن ان يعيق قدراتهم على التعلم والتفكير والنمو.

واضاف الدكتور مارتن فرانك ان هذه المهدئات والمنومات تمنع الاطفال من الراحة الجيدة خلال نومهم.

واظهر بحث الدكتور مارتن، الذي اجراه على القطط، ان قدرة ادمغة القطط التي تحرم من النوم على التأقلم اقل من تلك التي تنام نوما طبيعيا.

ويقول هذا الباحث انه في حال طبق هذا على نمو دماغ الانسان، فان اعطاء المهدئات المصممة اصلا لاستهلاك البالغين يمكن ان يعيق نمو ادمغة الاطفال.

ويعتقد هذا الباحث ان ما لا يقل عن ربع الاطفال في بريطانيا يعانون من اضطرابات في النوم، او انهم يتعاطون نوعا من انواع الادوية.

الطفل الذي لا يحبو في الصغر فاشل دراسياً..

وفي بريطانيا ربطت دراسة حديثة في بريطانيا بين عدم قدرة الطفل على الحبو أو الجلوس حتى الشهر التاسع من العمر وبين تراجع تحصيله العلمي عند الذهاب إلى المدرسة مقارنة بنظرائه الذين يستطيعون الحبو أو الجلوس في مثل هذا العمر. ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن باحثين في جامعة لندن قولهم إن تأخر الحبو أو الجلوس لدى الأطفال حتى الشهر التاسع لا يؤدي فقط الى التراجع في التحصيل العلمي بل قد يعاني هؤلاء الأطفال أيضاً من مشاكل سلوكية خلال مراحل نموهم المختلفة .وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد متابعة مراحل النمو الجسدي والذهني لنحو 15 ألف طفل في السنوات الخمس الأولى من أعمارهم مشيرين إلى ان المسح الطبي الذي يجريه الأطباء للأطفال قبل بلوغهم العام الأول من العمر أساسي جداً لمساعدتهم على ردم الهوة بينهم وبين نظرائهم في مجالات اكتساب المعارف والتصرف بشكل سليم.

العادات غير الصحية ستجعل الحياة أكثر صعوبة

ويحلم الأولياء جميعهم بحياة فضلى لأولادهم، ولكن نظرا إلى عادات الحياة العصرية، قد يكون جيل الألفية أول من يعاني قصر العمر.

وأوضح الدكتور ويليام بتلر، جراح أعصاب في كلية الطب في جامعة هارفرد: "حددت دراسة صادرة أخيرا عن جامعة هارفرد الأسباب الرئيسية للوفيات التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة". وأضاف قائلا: "إنّ نقص الأوميغا-3 في الغذاء هو من بين هذه الأسباب".

وأضاف أنه يمكن رفع مستويات الـ"أوميغا-3" من خلال زيادة تناولها في النظام الغذائي. وقد ثبت أنّ مستويات الـ"أوميغا-3" لحمض الـ"إيكوسابنتانويك" (EPA) وحمض الـ"دوكوزاهيكسانويك" (DHA) في غشاء خلية الدم الحمراء ترتبط بتحسين الصحة وانخفاض أمراض القلب. يعتبر حاليا مؤشر الـ "أوميغا-3" الذي اكتشفه الدكتور وليام هاريس والدكتور كليمونز فون شاكي من العلامات البيولوجية المهمة للصحة.

الأطفال والخضروات المطهوة

وقدمَ باحثون هولنديون نصيحة إلى جميع الآباء والأمهات الذين يعانون لإقناع أطفالهم بتناول الخضراوات وهي ان يجعلوها لينة عن طريق الطهي بالبخار او السلق.

واختبر باحثون من جامعة واجننجين نوعين من الخضراوات المتوفرة دائما والشائعة -- الجزر والفاصولياء -- طهيت بستة طرق مختلفة على مجموعات من اطفال مدرسة ابتدائية ليعرفوا اي الطرق هي الاحب اليهم.

وقدم الجزر والفاصولياء بعد ان طهيت مهروسة وعلى البخار ومسلوقة ومقلية ومشوية ومحمرة الى الاطفال الذين تراوحت اعمارهم بين 4 اعوام الى 12 عاما.

وقدمت الخضراوات نفسها بعد ان طهيت بالطرق نفسها الى مجموعة حاكمة من البالغين تتراوح اعمارهم بين 18-25 عاما.

ووجد الباحثون - الذين قالوا ان الاطفال في العديد من الدول يأكلون خضراوات اقل من القدر الذي يوصي به خبراء الرعاية الصحية - ان غالبية الاطفال احبوا الخضراوات المطهوة بالبخار أو المسلوقة.

وعزوا ذلك الى حقيقة ان الجزر والفاصولياء احتفظوا بطعمهما الاصلي ولونهما وليونتهما وان هذه الطريقة للطهي - التي اعتادها الكثير من الاطفال - ابقت سطح الخضراوات متماثلا ودون اي لون بني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/نيسان/2010 - 15/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م