في العراق الديمقراطي- كما يراد له ان يكون- لن يفرح كاسب بما كسب،
اذ بينما يكون احد الوزراء متنعما بوزارته سعيدا بالقرارات التي يتخذها
مطمئنا للمكافآت التي يصرفها للعاملين معه(فوق الراتب) يفاجا سيادته
بالمفوضية العليا للانتخابات وهي تنادي بصوت هادئ(استعدوا للبلاء)
فالانتخابات علي الابواب. عندئذ يضطر سيادته الي حزم حقائبه ويغادر
خاصة اذا لم يكن من اصحاب الولاءات او منتميا لقائمة من القوائم ذات
الحظوة العالية والمرشحة للفوز بنسبة اصوات عالية تؤهلها لتكون في
المقدمة.
كانت المرة الاولي التي يتاح لي فيها متابعة اخبار تشكيل الحكومة
وولادتها القيصرية ومن ثم مشاهدة صور دامعة شديدة الوقع علي النفوس
تظهر مراسيم تسليم وتسلم متبادلة يقوم بها الوزراء السابقون واللاحقون.
فهاهو الطاقم الوزاري للوزير السابق يقف وعيون الزملاء لاترتفع الا
لتسرق نظرة حانية وسرعان ماتنخفض، بينما يقف في المقابل طاقم الوزير
الجديد وهم بكامل الشياكة والاناقة وبمعنويات تفوق ارتفاع قمة(ايفرست)
الشهيرة. بانتظار اللحظة الحاسمة.
الوزير السابق يمد يده للوزير اللاحق ويتمني له النجاح في مهمته، ثم
يوصيه بمجموعة وصايا منها علي سبيل الاشارة لاالحصر قوله.
الله. الله في موظفي قسم التشريفات فهم واجهة الوزارة. وصورتها
الناطقة الساحرة لابصار ونفوس الزوار، عليك برعايتهم والحفاظ عليهم
وزيادة مكافاتهم ولايسبقنك الي تكريمهم سابق. الله. الله في قسم
الاعلام فهؤلاء هم عينك التي لاتنام وحصنك الذي لايرام، وهم الاقدر علي
تحويل الخطأ الي صح، وايصال صوتك ورايك الي جميع الجرايد ووسائل
الاعلام المرئية والمسموعة. عليك بهم ولاتنس ان تحسن اليهم كلما توفرت
لديك الامكانية للصرف المالي. واياك ان تجعل مكأفاتهم كمكافأة سواهم من
الموظفين.. وعليك بالموظفات الشحرورات المنكسرات اللاتي لايجدن كافلا
لهن سواك ولا اوصيك بالاخرين من المنتسبين.
بالتأكيد جميع هذه التوصيات سينظر اليها السيد الوزير اللاحق بعين
العطف ويدرسها جيدا قبل ان يصدر اوامره بنقل جميع من في قسم التشريفات
وقسم الاعلام وبقية الاقسام المهمة الي اقسام(الدرجة الثانية) وهو
معذور في كل ذلك اذ كيف له ان يترك طاقم الوزير السابق يسرحون ويمرحون
بينما يبقي اعضاء طاقمة يتحسرون.. وله كل الحق والدليل(الاقربون اولي
بالمعروف)..
hadeejalu@yahoo.com |