أفاتار... الصورة تخلق القصة

الفيلم يكسر الارقام القياسية ويتفوق على كونفشيوس ويعتلي قمة جبل صيني

 

شبكة النبأ: عندما قالت سيجورني ويفر التي لعبت دور عالمة بيولوجيا في فيلم (أفاتار) إن كل صورة في الفيلم استغرق العمل فيها 47 ساعة فذلك يعتبر أكبر مؤشر لما يحويه الفيلم من جهد كبير أدى إلى هذا الكم الذي يحويه الفيلم من إبهار بصري.

فكل ثانية من أي لقطة فيديو تتكون عادة من 24 صورة متحركة. هذا يعني أن كل ثانية في الفيلم استغرقت ألف ساعة عمل موزعة بالقطع على فريق العمل. وعلى مدى ساعتين ونصف قدم المخرج جيمس كاميرون فيلما من الخيال العلمي يحوي قدرا قد يكون غير مسبوق من الإبهار البصري.

وتدور أحداث الفيلم حول إرسال أحد أفراد مشاة البحرية مصاب بالشلل(جاك) إلى كوكب باندورا في مهمة فريدة من نوعها وهي محاولة استكشاف الأسرار البيولوجية والكيميائية لهذا الكوكب ومن يعيشون فيه للاستفادة منها على الأرض وتوفير مصدر لا ينضب من الطاقة.

الخطة الرئيسية لتحقيق ذلك هي نقل عقول بعض البشر إلى أجسام تشبه الأجسام الفضائية والعيش بينهم ومن ثم محاولة معرفة أسرارهم. أبرز من وافقوا على خوض هذه التجربة هو جاك.

لكن جاك يصاب بشعور من التمزق بين اتباع أوامر قادته وحماية من ينتمون إلى كوكب باندورا بعد أن علم نية قادته الرامية لتدمير المكان الذي يعيشون فيه للحصول على ما يعتقدون أنه معدن ثمين، بل إن جاك شعر أنه ينتمي إلى هذا العالم أكثر من أي شئ آخر.

جانب الإبهار الأساسي هو في تخيل كوكب باندورا ومخلوقاته وتقديم ذلك في صور ثلاثية الأبعاد غاية في الإتقان.

كما يكمن الإتقان أيضا في رسوم الجرافيكس في تخيل كل مخلوق من مخلوقات هذا الكوكب سواء تلك المخلوقات الأساسية التي تشبه إلى حد ما الإنسان أو المخلوقات الأخرى التي تشبه الديناصورات. كل كائن من هذه الكائنات له طبيعته الخاصة وشكله الخاص وحركاته الخاصة سواء في أجواء أو أنهار أو على أرض هذا الكوكب.

الفيلم يحوي كثيرا من الإسقاطات على سعي الإنسان إلى تدمير البيئة من أجل تحقيق أهدافه الاقتصادية وفشل كل دعاة حماية حقوق البيئة الذين يرغبون في التصدي لذلك أمام سطوة الأطماع الاقتصادية واتضح ذلك في حديث أحد أصدقاء جاك له عندما قال له في الفيلم (إن كنت تحلم بأن يتحقق السلام، فعليك أن تستيقظ من حلمك) لكن جاك كان مؤمنا برغبته في العمل على انتصار الخير وكان يقول..كل إنسان يولد مرتين، عندما يولد من بطن أمه ثم عندما يحقق هدفه في النهاية. بحسب رويترز.

المكرر في قصة الفيلم هو تلك الحبكة التي تشهد عراكا بين الشر والخير ومن ثم انتصار الخير في النهاية حيث انتهي الفيلم بانتصار الضعفاء (سكان كوكب باندورا) على الأقوياء الغزاة وتركهم لكوكبهم دون تحقيق أي فائدة بمساعدة (جاك) الذي لعبه الممثل سام ورثينجتون.

وفي سبيل هذه النهاية دار سيناريو المعركة بين سكان كوكب باندورا بقيادة جاك الذي انضم إليهم رغم أنه مجرد شخص (مخلق مخبريا) وبين البشر.

ووسط جو من الإبهار غير العادي والصور الثرية والمؤثرات الأخاذة فاز سكان باندورا في المعركة وشهدت نهاية المعركة مواجهة بين جاك وقائده الحقيقي من البشر لم تخل من سيناريوهات مكررة لتتمكن بطلة الفيلم الذي لعبته الممثلة (زوي سالندا) من قتل القائد.

الإبداع الكبير في الإبهار البصري الذي يحويه الفيلم ظل المخرج جيمس كاميرون يحلم به منذ كان مراهقا واستمر في العمل لنحو خمسة عشر عاما مع فريق عمل مكون من نحو ثلاثمئة شخص في تخصصات مختلفة حتى يخرج الفيلم بهذه الصورة بميزانية فاقت ثلاثمئة مليون دولار.

لكن حصيلة عائدات الفيلم التي بلغت نحو مليار دولار بعد ثلاثة اسابيع فقط من عرضه تجعله مرشحا ليكون واحدا من أكثر الأفلام في تاريخ السينما العالمية تحقيقا للأرباح.

نيوزكورب تحقق أرباحا بين 350 و400 مليون دولار

من جانب أخر قالت وكالة بلومبرج للانباء نقلا عن مصدرين مطلعين إن شركة نيوزكورب التابعة لروبرت مردوك ستحقق أرباحا تتراوح بين 350 و400 مليون دولار من فيلم (افاتار) للمخرج جيمس كاميرون عندما يعرض على قنوات التلفزيون المدفوعة والاقراص المدمجة (دي.في.دي).

وأبلغ المصدران الوكالة أن هذه الارباح تمثل حصة نيوزكورب البالغة نحو 40 بالمئة في أرباح تبلغ مليار دولار من المتوقع أن تحصل عليها شركة توينتيث سينشري فوكس ومنتجو (افاتار).

وبحسب بلومبرج فان حصة نيوزكورب تعادل نحو نصف متوسط أرباح التشغيل الفصلية في العام الماضي.

وتراجع فيلم افاتار - الذي انتجته شركة فوكس وحصل على ثلاث جوائز أوسكار - مركزين الى المركز السابع بايرادات بلغت 6.6 مليون دولار في الاسبوع الثالث عشر لعرضه. وارتفعت ايرادات الفيلم في أمريكا الشمالية الى 730 مليون دولار في حين بلغت ايراداته على مستوى العالم 2.6 مليار دولار. بحسب رويترز.

وكانت نيوزكورب قالت في فبراير شباط ان 50 بالمئة أو أكثر من ارباحها فيلم افاتار ستتحقق خلال فصلين أو أكثر.

أفلام جديدة ثلاثية الابعاد

من جهته قال المنتج السينمائي في هوليوود جون لانداو انه يفكر مع المخرج جيمس كاميرون في انتاج جزء اخر لفيلمهما الشهير (افاتار) Avatar ضمن مشاريع جديدة لافلام ثلاثية الابعاد.

وقال لانداو للصحفيين في مؤتمر رعته شركة (ماتريكس) للتكنولوجيا بعد أسبوع من خسارة الفيلم لجائزتي أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج لصالح فيلم (خزانة الالم) The Hurt Locker الذي يدور حول حرب العراق "هذا هو الاسبوع الاول الذي لا نفكر فيه بشأن أفاتار."

"نتحدث عن جزء اخر لافاتار بالاضافة الى قصة حب صغيرة تسمى (الغطس) 'The Dive' وفيلم يدعى (رحلة رائعة) Fantastic Voyage ."

كما يعتزم الثنائي الشهير انتاج فيلم اخر باسم (معركة الملاك أليتا) Battle Angel Alita يعتمد على رواية يابانية تجري أحداثها في المستقبل وتدور حول سعي شابة تتألف بعض اعضائها من أجهزة كهربائية لاكتشاف الذات. بحسب رويترز.

وأضاف لانداو ان القرار بشأن المشروع الذي سيتم انتاجه أولا سيتخذ في غضون ستة أشهر.

والشيء الوحيد المؤكد بخصوص الفيلم القادم الذي سيقدمه الثنائي هو أنه سيكون ثلاثي الابعاد.

وقال لانداو "لا اعتقد أننا سنصنع بعد ذلك فيلما ثنائي الابعاد. لماذا نصنع فيلما بالابيض والاسود اذا كانت لدينا ألوان..... اعتقد أن جميع الافلام ستصبح في نهاية المطاف ثلاثية الابعاد."

جماعة لمكافحة التدخين تنتقد

من جهة اخرى انتقدت جماعة أمريكية لمكافحة التدخين فيلم الخيال العلمي "افاتار"، قائلة إن الفيلم يرسم صورة لشخصية محبة للتدخين وهو ما يبعث برسالة خاطئة لمشاهدي الفيلم. ونشرت منظمة "أفلام خالية من التدخين" إعلانات على صفحة كاملة في صحيفتين تجاريتين هما "فاريتي" و "هوليود روبرتر" للاحتجاج على تدخين العالمة "جرايس أوجستين" خلال مشاهد الفيلم والتي تجسد دورها " سيجورني ويفر". بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وأنشأ الحملة "ستانتون إيه جلانتز" ، مدير مركز أبحاث وتعليم الحد من التدخين ، وتروج لأن كل 100 مليون دولار يجنيها الفيلم في "شباك التذاكر" سوف "يقدم انطباعات لترويج التبغ بقيمة ما يقدر بـ40 مليون دولار للجمهور" ، وتقدر المنظمة أن هذا يوفر إعلانات مجانية لصناعة التبغ بقيمة نحو 50 مليون دولار.

وقال جيمس كاميرون ، مخرج فيلم افاتار، لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه يتفق أن النماذج المقدمة للشباب لا يجب أن تدخن في الأفلام ، لكن "الأفلام يجب أن تعكس الواقع".

الصين تغير اسم قمة جبلية

من جانبهم أطلق الصينيون اسم "جبال الهاليلويا المعلقة" المستوحاة من فيلم الخيال العلمي ( افاتار) على قمة جبلية خلابة في جنوب البلاد على أمل الاستفادة من النجاحات الضخمة التي حققها الفيلم.

وأعلنت حكومة تشانغ جيا جي في موقعها الرسمي على شبكة الانترنت www.zjj.gov.cn ان جبال "بوابة السماء الجنوبية" الواقعة في اقليم هونان الجنوبي تغير اسمها رسميا الى "جبال الهاليلويا المعلقة" في مراسم اقيمت يوم الاثنين. وكلمة هاليلويا هي ترنيمة شكر للرب.

وقالت الحكومة في بيانها ان "جبال الهاليلويا المعلقة" في فيلم افاتار مستوحاة في الاصل من "بوابة السماء الجنوبية" التي التقط مصور الفيلم صورا لها اثناء زيارة له عام 2008 .

وقال الموقع "لقد تحول العديد من الصور التي التقطها الى نماذج أصلية لعناصر عديدة في فيلمه افاتار ومنها جبال الهاليلويا." بحسب رويتر.

وبدأت دور السينما الصينية تتوقف عن عرض النسخة ثنائية الابعاد للفيلم على شاشاتها تمهيدا لعرض الافلام المحلية الصينية في عيد رأس السنة الصينية المقبل على الرغم من أن نسخة الفيلم الثلاثية الابعاد التي تتمتع بشعبية كبيرة لا تزال تعرض حتى الان.

وحقق افاتار مبيعات بقيمة 80 مليون دولار في الصين وأصبح أكثر الافلام شعبية على الاطلاق.

ويحدو السلطات في تشانغ جيا جي الامل في الاستفادة والتربح من الشهرة والجماهيرية الكبيرة للفيلم.

وقال فرع شركة الصين الدولية للرحلات في تشانغ جيا جي في موقعها على شبكة الانترنت www.citszjj.com انه بوسع السياح الان القيام "برحلة سحرية عبر صندوق باندورا-افاتار" او "رحلة خيالية الى جبال افاتار المعلقة."

وقالت الحكومة المحلية في موقعها على شبكة الانترنت "باندورا بعيد ولكن تشانغ جيا جي قريبة.. ومرحبا بكم في تشانغ جيا جي لرؤية (جبال الهاليلويا) واكتشاف عالم السحر الحقيقي."

أفاتار وكونفوشيوس

من جانب أخر تحدى مديرو دور العرض السينمائي في الصين تعليمات رسمية تتعلق بعرض فيلم "أفاتار" فيما كانت نتائج فيلم "كونفوشيوس" عالي التكلفة الذي تؤيده الحكومة، غير مرضية في شباك التذاكر.

وأكدت العديد من دور العرض أنها ما زالت تعرض النسخة العادية من أفاتار نتيجة لاستمرار الطلب الزائد عليه رغم تعليمات صدرت قبل ذلك بعرض النسخة ثلاثية الأبعاد فقط من الفيلم الذي ينتمي لأفلام الخيال العلمي . بحسب استوشد برس.

وحقق أفاتار إيرادات تجاوزت 550 مليون يوان )5ر80 مليون دولار( في شباك التذاكر في الصين منذ بدء عرضه في وقت مبكر الشهر الجاري وهو ما يجعله أكثر الأفلام نجاحا في التاريخ.

ورغم النجاح الذي حققه تعين أن يحل محل فيلم أفاتار في دور العرض فيلم كونفوشيوس - والذي يتعرض لتعاليم الفيلسوف الصيني كونفوشيوس - في بداية عطلات العام الجديد في الصين.

ومع عرضه في 2500 دار عرض كان من المقرر أن يشهد فيلم كونفوشيوس أكبر عرض في تاريخ السينما الصينية ولكن الفيلم الذي بلغت تكلفته 150 مليون يوان وقام ببطولته النجم تشاو يون فات ، لم يتلق سوى قدرا من الاراء المتضاربة للنقاد واستقبال جماهيري فاتر.

وكتب المدون البارز هان هان أن كونفوشيوس كان "لا داعي له على الإطلاق" بينما اشاد بأفاتار بدرجة كبيرة.

وأثار فيلم أفاتار للمخرج الأمريكي جيمس كاميرون وترا حساسا لدى رواد السينما الصينيين. حيث أن مصير شعب النافي الذين يطردون من منازلهم على كوكب باندورا ، يذكر الصينيين بأسرهم التي أجبرت على ترك الديار من أجل مشروعات تنمية جديدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/آذار/2010 - 1/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م