الجريمة.. متنوّعة بتنوّع المجتمعات

سوار الكاحل الإلكتروني والبصمة البكتيرية آخر الابتكارات

 

شبكة النبأ: يرى كثير من الخبراء أن معظم الفضل في انخفاض معدلات الجريمة يعود على الأرجح لاستراتيجيات تطبيق القانون الاستباقية، التي تعزز الشرطة من خلالها وجودها في مناطق حضرية مختارة لردع من يعتزمون ارتكاب أعمال إجرامية، بالاستعانة بتحليل لمعلومات المخابرات التي تجمعها من الشوارع فور ورودها.

وفي هذه الغضون تشهد أنحاء من العالم أسوأ معدلات للجريمة خاصة في مناطق تجارة المخدرات وعصابات المافيا كالمكسيك وكولومبيا فيما تشير آخر التقارير المتعلقة بالجريمة في الولايات المتحدة إلى انخفاض واضح رغم موجة الكساد الكبيرة التي عصفت بالمجتمع الأمريكي العام الماضي..

مدينة مكسيكية تحطّم الرقم القياسي لجرائم القتل

وشهدت مدينة سيوداد خواريس المكسيكية سلسلة جرائم رفعت العدد الإجمالي لعمليات القتل خلال السنة الجارية الى 1701، محطمة بذلك رقما قياسيا سابقا سجلته المدينة عام 2008 بلغ 1653 عملية قتل، وفق حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس استنادا الى الارقام الرسمية.

وتسببت الحرب الدامية بين كارتيلات المخدرات من اجل السيطرة على السوق الثلاثاء بمجزرة في مركز لاعادة تأهيل المدمنين على المخدرات في المدينة الواقعة على الحدود الاميركية، اوقعت عشرة قتلى وتلتها 14 جريمة قتل خلال نهاية الاسبوع.

ووصلت الحصيلة الاجمالية للقتلى مساء السبت والاحد الى 22 قتيلا في ولايتي سونورا وتشيواوا المحاذيتين لولايات اريزونا ونيومكسيكو وتكساس الاميركية.

وقد نشر الجيش 8500 جندي في سيوداد خواريس منذ شباط/فبراير، بدون ان يتمكن من وضع حد للحرب الجارية بين كارتيلات خواريس وسينالوا من اجل السيطرة على السوق المحلية للمخدرات وتهريب الكوكايين المربح الى الولايات المتحدة، كما تقول السلطات المحلية.

واستنفرت السلطات في الاجمال حوالى 50 الف جندي في كافة انحاء البلاد للتصدي لكارتيلات المخدرات التي تعتبر مسؤولة عن مقتل 14 الف شخص منذ وصول الرئيس فيلبيبي كالديرون الى السلطة في اواخر 2006.

تراجع معدلات الجريمة بالولايات المتحدة رغم الكساد

وفي أمريكا أبلغت أجهزة تطبيق القانون عن انخفاض مذهل في معدلات الجريمة العام الماضي حيث انخفضت معدلات القتل في بعض المدن الكبرى الى مستويات لم تحدث خلال أربعة عقود على الرغم من الكساد العميق والمطول.

وتظهر أحدث أرقام أصدرها مكتب التحقيقات الاتحادي (اف.بي. اي) أن جرائم العنف بالولايات المتحدة بكاملها تراجعت بنسبة 4.4 في المئة في النصف الاول من عام 2009 مقارنة بالنصف الاول من عام 2008 وأن هناك انخفاضا في جرائم القتل بنسبة عشرة في المئة.

وتزامن انخفاض الجريمة في مراكز الحضر مثل نيويورك وشيكاجو ودالاس ولوس انجليس مع أسوأ كساد تشهده البلاد منذ الثلاثينات مما يمثل تحديا للنظريات الاجتماعية التي شاعت منذ فترة طويلة وتربط بين الخروج على القانون والبطالة. بحسب رويترز.

ويرى كثير من الخبراء أن معظم الفضل في انخفاض معدلات الجريمة يعود على الارجح لاستراتيجيات تطبيق القانون الاستباقية التي تعزز الشرطة من خلالها وجودها في مناطق حضرية مختارة لردع من يعتزمون ارتكاب أعمال اجرامية بالاستعانة بتحليل لمعلومات المخابرات التي تجمعها من الشوارع فور ورودها.

ويشير علماء الى أن الكساد في حد ذاته وعلى النقيض من النظريات التقليدية يمكن أن يؤدي لتراجع الجريمة لان ارتفاع معدلات البطالة يدفع مزيدا من الناس الى التزام منازلهم حيث يكونون اكثر ميلا لتجنب المتاعب.

وقال ريتشارد روزنفلد استاذ علم الجريمة بجامعة ميزوري ورئيس الجمعية الامريكية لعلم الجريمة "اذا كانوا في المنزل فهذا يعني أن هناك مزيدا من الاعين على الشوارع ومزيدا من الاعين على ممتلكات الجيران."

وأضاف أنه في ظل انخفاض الدخل المتاح يقل عدد من يترددون على الملاهي الليلية في أوقات العسر الاقتصادي مما يقلل من احتمال انخراطهم في سلوك اجرامي او وقوعهم ضحايا للجريمة.

وقال روزنفلد "ما نراه الان يمثل كسرا لنمط الربط التاريخي بين ازدياد الجريمة والازمات الاقتصادية."

وتتحدى احصائيات نهاية العام من كبريات المدن الامريكية تكهنات الكثير من قادة الشرطة الذين استعدوا لموجة من الجريمة توقعوا أن تحدث نتيجة للكساد وارتفاع حالات الحجز على المنازل واليأس الاجتماعي.

وتبين أن العام الماضي هو اكثر عام سجلته مدينة نيويورك أمانا حيث انخفض معدل جرائم القتل باكبر مدينة بالبلاد الى أدنى مستوياته منذ بدأت المدينة جمع بيانات قابلة للمقارنة في أوائل الستينات.

وانخفضت الجريمة بشكل اجمالي بنسبة نحو 11 في المئة في نيويورك و12 في المئة في شيكاجو. وانحفض عدد جرائم القتل في دالاس للعام الثاني على التوالي في عام 2009 الى أدنى مستوياته منذ عام 1967 .

بسبب ضيق السجون.. بريطانيا تترك المجرمين أحراراً

وخرج ما يزيد على 6 آلاف مجرم خطر يشكلون خطورة "شديدة أو شديدة للغاية" على المجتمع من المحاكم في بريطانيا بأحكام خدمة المجتمع أو أحكام موقوفة التنفيذ خلال الأعوام الثلاثة الماضية .

وذكرت صحيفة "صنداي تليجراف" في نسختها على الانترنت اليوم أن مسئولي التحقيق حذروا من أن هذه الأحكام أصبحت تستخدم مع عدد متزايد من المدعى عليهم المدانين في جرائم عنف وهو ما يعرض سلامة المجتمع للخطر.

وقال المحافظون إن هذا العدد يمثل دليلا على أن القضاة لا يصدرون أحكاما بالسجن بحق المجرمين الخطرين بسبب أزمة تكدس السجون التي تعاني منها البلاد منذ أوائل هذا العقد .

وكشفت عن العدد بيانات وزارة العدل التي أظهرت أن ما يقل قليلا عن 4 آلاف مذنب ممن تلقوا أحكاما بأداء خدمة للمجتمع بين عامي 2006 و2009 ، صنفوا على أنهم يمثلون خطورة شديدة أو شديدة للغاية على المجتمع كما كان الحال بالنسبة لـ 2400 مذنب تلقوا أحكاما مع وقف التنفيذ.

ويقوم بهذا التقييم مسئولو التحقيق - وغالبا بعد التشاور مع أطباء نفسيين ومستشارين في مجال المخدرات وآخرين من المتخصصين فى مجال الخدمات الاجتماعية ويكون ذلك بعد صدور قرار المحكمة.

ويتم تقييم مماثل تقريبا قبل صدور الحكم ويقدم للقضاة ليكونوا على دراية كاملة ما إذا كان المدعى عليه يمثل خطرا كبيرا أم ضئيلا .

ومن بين هؤلاء الذين جرى إعفائهم من الأحكام بالسجن مغتصبي أطفال رغم اعتبارهم يمثلون خطرا شديدا على المجتمع لتوقع تكرار جرائمهم.

مراهق ألماني يهاجم زملاءه بفأس و3 قنابل

وفي سياق آخر قام مراهق ألماني بالهجوم على عدد من أطفال مدرسته الخميس، حاملا فأسا وسكينين، وثلاثة قنابل مولوتوف، جنوبي ألمانيا، مما أدى إلى إصابة 9 طلاب بجروح قبيل اعتقاله، وفقا لما ذكرته الشرطة الألمانية.

وقام الطالب، الذي لم يفصح عن اسمه،  بإلقاء زجاجتين حارقتين (مولوتوف)  في غرفتين  للدراسة، أدت الأولى إلى وقوع حريق، كما أنه قام بالهجوم على مجموعة من الطلاب بفأس وسكينين، وفقا لما ذكره الضابط بالشرطة أودو دريهير. بحسب سي ان ان.

وذكر وزير الداخلية في ولاية بافاريا، جوكاهيم هيرمان، أن الشرطة أطلقت النار على المراهق الذي لا يتجاوز عمره 18 عاماً، بعد أن هددهم باستعمال أسلحته، حيث أصيب الأخير بجروح خطيرة ويخضع حاليا للعلاج.

وقال المتحدث باسم الشرطة الألمانية، آيك شوينويلد لـCNN، إن طفلين أصيبا بجروح خطيرة، بينما أصيب سبعة آخرون بإصابات خفيفة، في الحادث الذي وقع في صالة الألعاب الرياضية، بمدينة أنسباخ، الواقعة بين فرانكفورت وميونخ.

الإعدام لرجال قتلوا صبياً لبيع أعضائه

وقالت وسائل إعلام تنزانية وجماعة حقوقية ان المحكمة العليا في تنزانيا أصدرت حكما باعدام ثلاثة رجال شنقاً قتلوا صبياً أمهق لبيع أعضائه في شمال غرب البلاد.

وقتل 53 شخصا أمهق على الاقل في تنزانيا بشرق القارة الافريقية منذ عام 2007 وبيعت أعضاؤهم لاستخدامها في أعمال سحر خصوصا في منطقتي شينايانجا وموانزا النائيتين في شمال غرب البلاد حيث تروج الخرافات.بحسب رويترز.

ويقول المعالجون بالسحر ان أعضاء جسد الامهق الذي يعرف بعدو الشمس لافتقاره لصبغة البشرة والاعين والشعر تجلب الحظ في الحياة والحب والعمل.

وقالت اذاعة محلية انه عثر مع أحد المتهمين الثلاثة على ساقي الصبي القتيل متاتيزو دونيا.

ورحبت جماعة (تحت شمس واحدة) الكندية المدافعة عن حقوق الاماهق بحكم المحكمة لكنها قالت ان هذا مجرد حكم واحد في جريمة قتل من بين 53 جريمة.

وقال بيتر اش مؤسس الجماعة ومديرها لرويترز في اتصال هاتفي من لندن "هذه ادانة واحدة. هناك 52 عائلة أخرى لا تزال تنتظر العدالة."

وفتحت الحكومة التنزانية التحقيق في 15 قضية على الاقل مع اشخاص يشتبه في أنهم متورطون في جرائم القتل التي بيعت فيها أعضاء مثل الشعر والاعضاء التناسلية والذراعين والساقين انتزعت كي يستخدمها المشتغلون بالسحر.

واعتقلت السلطات أكثر من 90 شخصا من بينهم ضباط شرطة لتورطهم في القتل أو في تجارة أعضاء أجساد الاماهق.

ولطخت أعمال القتل سمعة تنزانيا التي اشتهرت بالهدوء النسبي في المنطقة وأثارت انتقادات من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.

البرازيل تسلِّم متهم إسرائيلي بتعذيب أطفال

وقال مسئولون في السفارة الإسرائيلية في البرازيل وفي محكمة برازيلية ان البرازيل ستسلم هذا الشهر شخصا يدعو نفسه رجل دين يهودي متهم بتعذيب أطفال بحجة تخليصهم من الشيطان.

واتهم اليور نوام هين وهو مواطن اسرائيلي بتعذيب ثمانية أطفال في اسرائيل والضفة الغربية العام الماضي.

وقالت المحكمة البرازيلية العليا ان الرجل الذي يعرف أيضا باسم الياهو أبو حظيرة ضرب الاطفال على رؤوسهم ووجوههم وحرق أيديهم وعرضهم للتعذيب الذهني. ورفضت المحكمة العليا استئناف الرجل وسمحت بتسليمه.

وقالت السفارة الاسرائيلية في برازيليا ان هين ينقل الى ساو باولو من العاصمة برازيليا استعدادا لتسليمه في 27 أكتوبر تشرين الاول. ويواجه هين تهم العنف والإساءة لأطفال والتآمر لارتكاب أعمال إجرامية.

وقالت المحكمة ان الاطفال تعرضوا "لمعاناة بدنية وذهنية شديدة بحجة أن الشيطان يسكنهم."وتقول وثائق المحكمة ان أحد الضحايا فقد وعيه ويعيش حاليا في غيبوبة دائمة. ولم يتح التعرف على مكان أو وقت وقوع عمليات الاساءة.

قتلَ أخيه  والسبب.. حذاء  

وفي حادث وصف بالمأساوي، قتلَ شاب مصري شقيقه الأكبر بعدة طعنات نافذة أمام والدته وأشقائه بسبب الخلاف على لبس حذاء. وسارع الأشقاء بنقل المجني عليه إلى المستشفى في محاولة لإسعافه،إلا أنه لقي حتفه متأثر بإصابته.

وذكرت صحيفة "الأهرام" أن التحقيقات أوضحت أن الشقيقين تنازعا على لبس الحذاء، حيث كان كل منهما يريد الخروج ، ويريد أن يستأثر لنفسه بالحذاء الجديد. ونشبت مشاجرة بين الاثنين، أقدم على إثرها المتهم بطعن شقيقه عدة طعنات نافذة أمام والدته وباقي أشقائه.

سوار الكاحل الإلكتروني لمراقبة أصحاب السوابق

وفي كوريا الجنوبية اتفقت الحكومة والحزب الحاكم على السعي لتطبيق قانون يلزم المدانين سابقا في جرائم جنسية بارتداء سوار الكاحل الالكتروني للمراقبة . وأفادت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية بأن الاتفاق جاء وسط غضب شعبي عارم إزاء جريمة اغتصاب ومقتل فتاة على يد شخص كان أدين عدة مرات بارتكاب جرائم جنسية.

ويفرض القانون الحالي على كل من أدين بعد أيلول/سبتمبر 2008 بالاعتداء الجنسي على أطفال أو أكثر من جريمتي اغتصاب نساء ، ارتداء السوار الالكتروني حول الكاحل بشكل مستمر لأكثر من 10 أعوام بعد قضاء مدة العقوبة في السجن.

بيد أن قرار تعميم الإجراء على أصحاب هذه السوابق كافة ، جاء نتيجة لحالة الغضب التي شملت أنحاء البلاد في اعقاب العثورعلى جثة فتاة /13 عاما/ في خزان مياه بالقرب من منزلها في مدينة بوزان الساحلية ،جنوب شرقي البلاد ،الأسبوع الماضي ، وذلك بعد أسبوعين من اختفائها.

وخلصت الشرطة إلى أن الفتاة تعرضت للاغتصاب ثم قتلت ، ووجهت الاتهام لرجل يدعى كيم كيل تاي /33 عاما/ عثر على بعض من شعره على جسد الفتاة. كان كيم - الذي ألقي القبض عليه اليوم - قضى في السابق 11 عاما وراء القضبان لادانته بارتكاب عدة جرائم اغتصاب ، ولم يفرض عليه وضع السوار الإليكتروني حول كاحله بعد إطلاق سراحه في آخر مرة في حزيران/يونيو الماضي وذلك لانه كان أدين قبل أيلول/سبتمبر 2008 .

ووسط النداءات المتزايدة بتطبيق هذا النظام، عقد قادة "الحزب الوطني الكبير" الحاكم ووزير العدل وقائد الشرطة الوطنية في البرلمان اجتماعا اليوم حيث اتفقوا على دراسة سبل تطبيق القانون بأثر رجعي ، حسبما ذكر أحد مسئولي الحزب في مؤتمر صحفي.

البصمة البكتيرية..

وكشفت دراسة أمريكية حديثة أنه يمكن استخدام البصمة البكتيرية لاكتشاف هوية الجناة. وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كولورادو أنه يمكن تحديد البصمة البكتيرية في الأماكن التي لم يتم فيها العثور على بصمة جينية.

وذكر الباحثون في دورية "بروسيدينجز" التي تصدرها الأكاديمية الأمريكية للعلوم أن بكتريا البشرة متنوعة بشكل أكبر مما هو معروف حتى الآن.

وأخذ الباحثون عينات بكتيرية من تسع لوحات مفاتيح وفئران أجهزة كمبيوتر بالإضافة إلى عينيات بكتيرية من راحة أيدي مستخدميها ثم استخرجوا من تلك العينات مجموعة الجينات (الجينوم) للبكتريا. كما استخرج الباحثون جينوم عينات بكتيرية لأسطح أجهزة كمبيوتر عامة واستخدموا بيانات 270 عينة يد أخرى.

وتمكن الباحثون في جميع الحالات التسعة من تحديد الخليط البكتيري الشخصي لكل مستخدم. وأوضح الباحثون أن بكتريا البشرة تبقى بدون تغير على الجماد لمدة تصل إلى أسبوعين. وذكر الباحثون أن تلك الطريقة تصبح لذلك مناسبة لتحديد هوية الجاني في حال عدم التمكن من العثور على آثار لعاب أو دم أو أنسجة من أجل تحليل الحمض النووي (دي.إن.إيه). وفي الوقت نفسه أشار الباحثون إلى ضرورة إجراء فحوص أخرى من أجل ضمان دقة الإجراءات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/آذار/2010 - 30/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م