جرائم الشرف في العالم العربي وغسل العار

الأعراف الاجتماعية تهيمن والقوانين الحكومية تستسلم

 

شبكة النبأ: قال ناشطون فلسطينيون في مجال الدفاع عن حقوق المرأة أن ارتفاع عدد حالات قتل النساء في الضفة الغربية الذي وصل إلى سبع حالات منذ بداية العام الجاري مُقارنة مع تسع حالات طيلة العام الماضي يجب أن يدق ناقوس الخطر ويخلق تحركاً شعبياً ورسمياً لوضع حد لذلك.

والثأر، ظاهرة يتميز بها أهل الجنوب في مصر وتمارسها العائلات لأسباب متعددة منها النزاع على الأرض والطمع في الثروة والانتقام للعرض، والى فترات قربية ظل شعار صعيد مصر "التار ولا العار" وتدخل جرائم الشرف في نطاق الثأر لما اصطلح علي تسميته "بغسل العار" فالمرأة إلى اليوم داخل بعض المجتمعات المصرية ذات الصبغة الذكورية هي ذلك الكائن من الدرجة الأدنى وينحصر شرفها في جسدها فقط..

وفي الأردن أصدرت محكمة الجنايات الكبرى حكما بالسجن عشرة أعوام بحق شاب أردني قتل شقيقته "دفاعا عن الشرف" العام الماضي لكثرة تغيبها عن المنزل، بعد إدانته بتهمة القتل العمد.

زيادة جرائم الشرف في الأراضي الفلسطينية

قال نشطون فلسطينيون في مجال الدفاع عن حقوق المرأة أن ارتفاع عدد حالات قتل النساء في الضفة الغربية الذي وصل الى سبع حالات منذ بداية العام الجاري مُقارنة مع تسع حالات طيلة العام الماضي يجب ان يدق ناقوس الخطر ويخلق تحركا شعبيا ورسميا لوضع حد لذلك.

وقالت حنان ابو غوش منسقة توثيق قتل النساء تعليقا على ما يسمى قضايا الدفاع عن الشرف في مركز المرأة للارشاد القانوني "شهدت بداية عام 2010 زيادة كبيرة في عدد النساء القتلى نحن نتحدث عن سبع حالات قتل في الضفة الغربية تشير تحقيقاتنا الى ان خمسا منها على الاقل تمت على خلفية ما يسمى الدفاع عن شرف العائلة."

واضافت " نحن في المركز نعمل بالتعاون مع الشرطة والاهالي وهو الامر الاصعب للبحث عن الأسباب التي تقف وراء عمليات القتل ويمكننا هنا ان نتحدث خمسة منها على خلفية الدفاع عن الشرف وان اختلفت طرق القتل سواء كان ذلك بالسقوط عن الطابق الرابع او الضرب باداة حادة فهما تعددت الوسائل النتيجة واحدة قتل دفاعا عن ما يسمى الدفاع عن الشرف."بحسب رويترز.

وترى الباحثة خديجة نصر عضو اللجنة الوطنية التي تشكلت في العام 2009 لصياغة تعديل لقانون العقوبات المعمول به في الاراضي الفلسطينية ان عدد القتلى من النساء كبير على المجتمع الفلسطيني وخصوصا اننا نتحدث عن الشهر الاول من العام ويرجع ذلك الى مجموعة من الأسباب أهمها استفادة القاتل من العذر المخفف في قانون العقوبات.

وقالت "المطلوب هو إلغاء مواد قانون العقوبات المتعلقة بالعذر المخفف في قضايا القتل على خليفية ما يسمى الشرف إضافة الى اننا بحاجة الى ما هو أبعد من ذلك للحد من العنف المنتشر ضد المرأة في كافة طبقات المجتمع من خلال توفير الدعم للمرأة ونشر الثقافة التي تساهم في خلق حالة من المساواة بين الرجل والمرأة."

وتطبق السلطة الفلسطينية قانون العقوبات الاردني الذي كان معمولا بها قبل عام 1967 ولم تنجح لغاية اليوم باخراج قانون العقوبات الفلسطيني الى حيز الوجود بعد مرور ما يقارب من 15 عاما على تأسيس المجلس التشريعي الفلسطيني.

وأوضح البيان الصادر عن الاجتماع الأخير للحكومة الفلسطينية عن توجه لتعليق العمل ببعض مواد قانون العقوبات المعمول به في الاراضي الفلسطينية لمنع القاتل من الاستفادة من العذر المخفف في قضايا القتل التي تقع على خلفية ما يسمى الدفاع عن الشرف.

وقال بيان الحكومة أنها قررت "التنسيب إلى سيادة الرئيس (عباس ) بتعليق العمل بالمواد المتعلقة بالعذر المحل والمخفف في قانوني العقوبات السارية في شطري الوطن بشأن الجرائم الواقعة على خلفية ما يسمى بشرف العائلة وإرجاعها إلى الأصل العام واعتبارها جريمة قتل عادية لانه لا يجوز أخذ القانون باليد ولا القتل على شبهة والأخذ بمبدأ المساواة والعدالة في الجريمة."

جرائم الشرف في مصر تستند إلى الشائعات وسوء الظن

الثأر، ظاهرة يتميز بها أهل الجنوب في مصر وتمارسها العائلات لأسباب متعددة منها النزاع على الأرض والطمع في الثروة والانتقام للعرض، والى فترات قربية ظل شعار صعيد مصر "التار ولا العار" وتدخل جرائم الشرف في نطاق الثأر لما اصطلح علي تسميته "بغسل العار" فالمرأة إلى اليوم داخل بعض المجتمعات المصرية ذات الصبغة الذكورية هي ذلك الكائن من الدرجة الأدنى ينحصر شرفها في جسدها.

ضغوط الحياة اليومية تزيد من العنف الأسري وجرائم الشرف فخلال الأعوام الماضية تزايدت معدلات الجريمة المندرجة تحت بند جرائم الشرف خاصة فى منطقة الشرق الأوسط , ومنها الدول العربية و الإسلامية بشكل خاص كان آخرها قيام عائلة من صعيد مصر بذبح ابنتهم لشكهم في سلوكها وقيام شاب اردني بقتل شقيقته لتركها منزل العائلة لمدة تزيد عن شهر .

وأكد تقرير حديث أصدرته الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تزايد معدلات العنف الأسرى فى مصر بشكل غير مسبوق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. راصدا 82 جريمة قتل فى نطاق الأسرة.

فيما كشف المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر عن حقيقه مفجعة تؤكد ان 70% من جرائم الشرف التي ترتكب في مصر لم تقع بعد حالات تلبس بل تتم وفق الاشاعات والشك في سلوك المراة وادعاءات الجيران فيما يعمد الامن العام المصري الي التعتيم علي اصدار التقارير للكشف عن النسب الحقيقية لهذه النوعية من الجرائم التي زادت معدلاتها بشكل لافت في الفترة الاخيرة

الدكتورة عزة كريم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تشير الي ان دراسة حديثة للمركز أكدت أن 92% من جرائم القتل التى وقعت فى الفترة الأخيرة تندرج تحت ما يسمى بجرائم الشرف وهى الجرائم التى يرتكبها الاباء والاشقاء والأزواج أو الآباء اما بدافع الغيرة على الشرف اوانهاءا لحالة الشك في سلوك المراة وغسل العار.

وأوضحت الدراسة أن 70% من هذه الجرائم ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم بينما ارتكب الآباء 7% فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم أما نسبة الـ3% الباقية من جرائم الشرف فقد ارتكبها الأبناء ضد أمهاتهم.

وأضافت الدراسة أن تحريات المباحث فى 60% من هذه الجرائم أكدت سوء ظن الجانى بالضحية وأنها كانت فوق مستوى الشبهات.

واستعرضت الدراسة الوسائل التي يتم بها القتل مؤكدة أن 52% من هذه الجرائم ارتكبت بواسطة السكين أو المطواة أو الساطور وأن 11% منها تمت عن طريق الإلقاء من المرتفعات.. وحوالى 9% بالخنق سواء باليد أو الحبال أو الإيشارب.. و8% بالسم و5% نتيجة إطلاق الرصاص و5% نتيجة التعذيب حتى الموت.

وكشفت د عزة كريم عن الاسباب التي تؤدي إلى انتشار هذا النوع من الجرائم والتى تمثلت فى التمييز ضد المرأة ونظرة المحتمع الذكوري لها باعتبارها عورة يسكنها الشيطان وسقطتها تعادل موتها ولاتعدو كونها جسد يشتهيه الرجل فلا يري منها سوي جانب الجنس أما غالبية المؤسسات الدينية وشيوخ الدين الذين يروجون لهذه الظاهرة بذريعة حماية المجتمع من التفسخ الخلقى فينصبون من أنفسهم حماة وقضاة دون وجه حق.

وحول أسباب العنف الأسرى المتنامي فى الآونة الأخيرة، أكدت الدكتورة رباب الحسينى أستاذ الاجتماع بالمركز، أن ضغوط الحياة اليومية تأتى فى مقدمة الأسباب المؤدية للجرائم الأسرية، ومنها جرائم الشرف، حيث يلجأ الأزاوج إلى الانتحار أو التخلص من حياتهم وربما حياة أسرهم إذا كانت متطلبات الحياة تفوق قدراتهم.

ويأتي الإدمان والانحلال الأخلاقى فى المرتبة الثانية، إذ إن المدمن يرتكب فى سبيل حصوله على المخدرات أو تحت تأثيرها أبشع الجرائم مثل زنا المحارم وقتل الآباء والأمهات. علاوة على الازدحام والمساكن العشوائية التى يعتمد من يعيشون بها على البلطجة والعنف حتى الأب مع زوجته وأبنائه.

أم تقتل أبنتها بمشاركة أبنائها غسلا للعار في سوريا

وفي سوريا أقدمت أم سورية وأربعة من أبنائها على قتل ابنتها عمدا بسبب الشك في سلوكها وفقا لما أقروه أمام قاضي التحقيق.

وذكرت صحيفة " الثورة " السورية إن نورة وأربعة من أبنائها قتلوا الابنة في قرية في محافظة درعا ( جنوب سوريا) لأنها كانت حاملا وهي زوجة لرجل "عقيم".

واعترفت الأم أنها أقدمت على قتل ابنتها بمفردها "غسلا للعار" وفق ما أفادت به ولكن مكالمة هاتفية وصلت إلى مدير الناحية دفعته إلى استخراج الجثة وتشريحها حيث شوهدت آثار كدمات على الوجه واليدين كما شوهد أثر لصعق كهربائي على ظاهر اليد اليسرى وكسور أخرى ما يؤكد أن الفاعل أكثر من شخص. وتبين بالتحقيق أن الخمسة اشتركوا في قتل شقيقتهم بتحريض من شقيقهم الأكبر المقيم في الكويت.

وبين تقرير الطبيب الشرعي أن القتيلة كانت حاملاً في شهرها الثاني ما حدا بإخوتها ووالدتها على قتلها لأنها متزوجة من رجل عقيم.

السجن 10 أعوام لأردني قتل شقيقته بداعي الدفاع عن الشرف

أما في الأردن فقد أصدرت محكمة الجنايات الكبرى حكما بالسجن عشرة أعوام بحق شاب اردني قتل شقيقته "دفاعا عن الشرف" العام الماضي لكثرة تغيبها عن المنزل، بعد ادانته بتهمة القتل العمد، على ما افاد مصدر قضائي.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان "المحكمة أصدرت حكما بالسجن 15 عاما بحق الجاني (19 عاما) بعد ادانته بتهمة القتل القصد، الا انها خفضت العقوبة الى السجن 10 أعوام بعد اسقاط العائلة حقها الشخصي".

واضاف ان "الجاني كان قتل شقيقته (22 عاما) طعنا بسكين في 5 نيسان/ابريل 2009 في منطقة سحاب (جنوب عمان) بداعي الدفاع عن الشرف وذلك لكثرة تغيبها عن المنزل، قبل ان يسلم نفسه للشرطة".

واوضح ان "الضحية كانت تغيبت عن منزل ذويها ما دفعهم لتقديم بلاغ للشرطة بذلك وجرى توقيفها لفترة قبل ان يتسلمها احد اقاربها يوم وقوع الجريمة".

واشار الى ان "قريب الفتاة تسلمها من سجن الجويدة للنساء (جنوب عمان) ورافقها الى منزل عائلتها، ولدى مشاهدة شقيقها لها هناك قام بطعنها عدة طعنات بواسطة سكين جيب كانت بحوزته ما ادى الى وفاتها".

سجن شاب أردني قتل شقيقته بسبب انتمائها لنقابة المحامين

وحكمت محكمة الجنايات الكبرى في عمان بالسجن عشر سنوات على شاب أقدم على قتل شقيقته بسبب انتمائها لنقابة المحامين، بحسب ما افاد مصدر قضائي.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان "المحكمة قررت وضع المتهم في الاشغال الشاقة الموقتة 10 اعوام بعد تخفيض العقوبة من 15 عاما لاسقاط العائلة الحق الشخصي".

وأضاف أن "الشاب (20 عاما) أقدم على قتل شقيقته (24 عاما) طعنا بالسكين بعدما علم بانتمائها الى نقابة المحامين الأردنيين كعضو متدرب مبررا فعلته بأنه غير مقتنع بعمل الفتاة كمحامية".

وأوضح ان "الحادث وقع في سحاب (شرق عمان) في 11 شباط/فبراير من العام الماضي. فبعدما انهت المجني عليها إعداد العشاء وذهابها للخلود للنوم، ذهب الجاني إلى غرفتها وقام بطعنها طعنات عدة وقام بتسليم نفسه للشرطة والإبلاغ عن الجريمة".

وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس داخل المحكمة ان المتهم كان هادئا بعد صدور الحكم ولم يتفوه بأي كلمة.

وقال وكيل الدفاع المحامي طايل الرقاد انه سيطعن بالحكم امام محكمة التمييز خلال المدة القانونية الممنوحة له.

لبناني يقتل شقيقته حفاظا على الشرف

وفي لبنان أوقفت القوى الأمنية اللبنانية شابا لبنانيا بتهمة قتل شقيقته "حفاظا على شرف العائلة"، بحسب ما اعلن مسئول امني لوكالة فرانس برس.

وأوضح المصدر أن "الشابة كانت عازبة في الرابعة والعشرين وتخرج على ما يبدو مع رجل"، مضيفا ان شقيقها (28 عاما) "اعترف بأنه أطلق رصاصتين في رأسها غسلا للعار وحفاظا على شرف العائلة". وعثر على جثة الشابة في منطقة عكار (شمال).

وقال المسؤول ان "جرائم الشرف لم تعد ظاهرة منتشرة على نطاق واسع في لبنان، لكننا نسجل بضع حالات كل سنة".

وينص قانون العقوبات اللبناني على "ظروف تخفيفية" للعقوبة على جريمة الشرف، في حال "ضبطت" امرأة من قبل والدها او شقيقها او زوجها "في الجرم المشهود" تمارس علاقة جنسية غير شرعية.

لصداقاتها مع شبان.. وأد مراهقة تركية

وأظهرت تحقيقات جنائية أن مراهقة تركية عثر على جثتها مدفونة في حديقة منزلها دفنت حية بواسطة أقاربها عقاباً لها لصداقاتها مع شبان.

وكانت الشرطة قد على عثرت على جثة، مدين ميمي، 16 عاماً، وهي جالسة ويداها مقيدتان في حفرة بعمق مترين تحت قن للدجاج خارج منزلها في منطقة كهطا" في جنوب شرقي تركيا.

وسيمثل والدها وجدها أمام المحكمة بجريمة قتل الفتاة التي اكتشفت جثتها بعد تلقي السلطات الأمنية معلومة من واش، وذلك بعد الإعلان عن اختفائها منذ 40 يوماً، وفق تقارير تركية.

وتقول التقارير إن "المُبلغ" أطلع الشرطة أن قرار "وأد" مدين جاء في اجتماع عائلي بعد تكرار تذمر والدها، وله تسعة أطفال، لارتباطها بصداقات مع شبان.

وكشف التحقيق الجنائي وجود كميات كبيرة من التراب في رئة ومعدة الضحية وعدم وجود رضوض على جثته أو عقاقير أو سموم في جسمها، وهي مؤشرات ترجح جميعها أن الفتاة دفنت حية.

وقالت منظمة "التغير"، وهي جماعة حقوقية أمريكية، إن الجريمة تدخل في إطار الآلاف من جرائم القتل تحت مسمى "الشرف."بحسب سي ان ان.

وقالت والدة الضحية إن ابنتها توجهت إلى الشرطة ثلاث مرات في السابق لتبلغ عن تعرضها للضرب على يد والدها وجدها قبيل قتلها، إلا أن الشرطة أعادتها إلى عائلتها.

والعام الماضي، قدرت الأمم المتحدة عدد جرائم الشرف في العالم العربي بالآلاف، لكنها، ولاختلاف الظروف تؤكد أنه يصعب حتى الآن التوصل إلى رقم حقيقي لأعداد تلك الجرائم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/آذار/2010 - 28/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م