الزواج.. صحة للروح ومَناعة للجسد وزيادة في الدَخل

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: لطالما حث الدين الإسلامي على ضرورة تبني المجتمعات سياسة إنشاء الأُسر عبر الزواج المبكر أو في العمر المناسب درءً للأخطار الناجمة من العنوسة والتأثر بالثقافات الاجتماعية الغريبة التي لا يعترف أغلبها بقدسية الأسرة وأهمية تكوين العائلة البعيدة عن التشتت والانقسامات والتحلل الاجتماعي، رغم أن أحدث البحوث العلمية التي تجريها مراكز متخصصة في الغرب تقول إن غير المتزوجين، أو الأزواج غير السعداء في حياتهم، يعترضهم خطر الوفاة بالسكتة الدماغية أكثر من الفئة المتزوجة والسعيدة.

وثمة دراسات أخرى تثبت بالنهج العلمي منافع الزواج التي تنصب معظمها لصالح الرجل، فقد وجدت دراسة حديثة أن الرجال المتزوجين ترتفع دخولهم من العزاب بأكثر من الثُلث، نظراً لأنهم يعملون بجهد أكثر نابع من شعور متزايد بالمسئولية.

ورغم تشكُّك البعض والنوادر التي تطلق بشأنه، إلا أن الزواج يوفر الراحة للعقل والبدن وبإثبات بحث دولي.

فقد أوضحت دراسة شملت ما يقرب من 34500 شخص في 15 بلداً أن المتزوجين أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب والقلق والأمراض النفسية الأخرى.

الزواج والسعادة يبعدان خطر الإصابة بالسكتة

تزوج.. وكن سعيداً، فأحدث البحوث العلمية تقول إن غير المتزوجين، أو الأزواج غير السعداء في حياتهم، يعترضهم خطر الوفاة بالسكتة الدماغية أكثر من الفئة المتزوجة والسعيدة، كما خلصت دراسة واسعة.

وشمل البحث أكثر من 10 ألف رجل، وبعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مسببة للسكتة، خلص البحث إلى أن الرجال العزاب خلال العقد السادس من القرن الماضي كانوا عرضة لتزايد خطر تعرضهم للإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل 64 في المائة، مقارنة بنظرائهم السعداء في حياتهم الزوجية.

وكذلك يرتفع الخطر بين الرجال غير السعداء في حياتهم الزوجية بنسبة 64 في المائة، وفق يوري غولدبورت، بروفيسور علم الأوبئة والطب الوقائي في جامعة تل أبيب في إسرائيل، الذي قاد البحث.

لفت غولدبورت إلى أن تلك الأرقام توازي ذات معدل المخاطر التي قد يتعرض لها الرجال من مرضى السكري لجهة التعرض لجلطة قاتلة. بحسب سي ان ان.

وتتفق نتائج الدراسة الأخيرة مع عدد من الدراسات التي تصب غالبيتها في إطار فوائد الزواج وإمكانية أن ينعكس دعم الزوج أو الزوجة إيجاباً على صحة الطرف الآخر، وفق دانيال لاكلاند، أستاذ علم الأوبئة وعلم الأعصاب في جامعة ساوث كارولاينا الطبية في تشارلستون.

وأوضح لاكلاند: "يهتم الأشخاص الذين لديهم شركاء باستشارة الأطباء وتناول العلاج.. كما أنهم غالباً ما يتناولون وجبات صحية"، ومشيراً إلى الطرف الآخر في العلاقة قد يتنبه سريعاً إلى الأعراض الطارئة مما يؤدي لسرعة العلاج والتقليل من احتمالات أن تكون السكتة الدماغية قاتلة.

وشملت الدراسة أكثر من عشرة آلاف رجل شاركوا في بحث حول انسداد صمامات القلب عام 1963، وباستخدام سجلات الوفيات الرسمية والبيانات الأخرى، تتبع الباحثون مصير المجموعة حتى عام 1997.

الزوج النكِد يصيب زوجته بالاكتئاب

أظهرت دراسة علمية أمريكية أن الزوج العدواني حاد الطباع والمزاج، قد يدفع بزوجته نحو الإصابة بالاكتئاب.

وقالت معدّة الدراسة، الباحثة كريستين بروكس من جامعة ميسوري: "في هذه الدراسة، عدائية وحدة طباع الأزواج ارتبطت بشكل واضح بتزايد أعراض الاكتئاب بين الزوجات."وأضافت: "كلما تزايدت حدة طباع الزوج وسلوكياته المعادية للمجتمع، كلما ازداد اكتئاب الزوجة."

وفي هذه الدراسة، راقب الباحثون مقطع فيديو مدته 20 دقيقة للحياة اليومية لـ416 زوجاً وزوجة، جرى ترميز الشريط على نوعين من السلوكيات: السلوك المعادي للمجتمع (anti-social behaviors)، وهي للأشخاص الأنانيين، واللا مبالين،، والثاني للتصرفات العدائية: وهي للغضب والانتقادات اللاذعة والرفض، كما يندرج الصراخ في وجه الزوجة أو مقاطعتها أثناء الحديث، تحت هذا الإطار.ودُعي المشاركين في الدراسة للإبلاغ عن أعراض اكتئاب بعد مشاهدة الفيديو.

وقالت برولكس إن النتائج تشير إلى أن معاملة الأزواج لزوجاتهم تنعكس بقوة على نفسياتهن، وأن للسلوك العدائي أو الطباع الحادة، تأثير دائم على الزوجين يستمر طيلة فترة الزواج.

وفي المقابل، لم يجد الباحثون أدلة تربط بين سلوكيات الزوجة الحادة وإصابة الزوج بالاكتئاب، بحسب الدراسة، وفي هذا الإطار عقبت برولكس بالقول: "ربما لأنهن أكثر حساسية من الأزواج، عندما يتعلق الأمر بالعنف في الحياة الزوجية."بحسب سي ان ان.

وفي الولايات المتحدة، يعاني ما يقرب من 10 في المائة من السكان من اضطرابات ناجمة عن إصابتهم بالاكتئاب، وفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية.

ففي حين تختلف العوامل المسببة للاكتئاب، فإن حدة طباع الزوج يمكن أن تكون عاملاً مساعداً في إصابة الزوجة بالمرض.

وشددت الدراسة، التي نشرت في دورية "الطب النفسي للأسرة"، على ضرورة خوض الأطباء النفسانيين في تفاصيل نوعية العلاقات التي تربط بين الزوجين، والتوعية بأن لمثل هذه السلوكيات تأثير بعيد المدى على الصعيد النفسي والبدني.

للرجال فقط..عليكم بالزواج لأنه السبب وراء زيادة دخلكم!

وثمة دراسات أخرى تثبت بالنهج العلمي منافع الزواج التي تنصب معظمها لصالح الرجل. فقد وجدت دراسة حديثة أن الرجال المتزوجين ترتفع دخولهم من العزاب بأكثر من الثُلث، نظراً لأنهم يعملون بجهد أكثر.

وعزا المسح، الذي أجرته "جامعة بيلفيلد" الألمانية، وشمل أكثر من 12 ألف شخص، الفجوة في الأجور إلى تبني المتزوجون نهجاً أكثر مهنية بعد الزواج.

وبرر الأكاديميون القائمون على البحث ذلك بالقول: "إن النتائج تشير إلى أن عدم الرضا من تدني مستوى الأجور يحفز المتزوجين لبذل المزيد من الجهد في عملهم وهو ما يؤدي للإرتقاء وزيادة الدخل"، وفق البحث الذي نشرته "ديلي ميل" البريطانية.

وقام الباحثون بتحليل إجابات 12245 شخص على طائفة واسعة من المواضيع، بما في ذلك تكوين الحياة المعيشية، والحالة المهنية، وساعات العمل، ومعدل الدخل والوقت الذي يستغرقه كل مشارك في القيام بالمهام المنزلية. بحسب سي ان ان.

وأخذ بعين الاعتبار عدة اختلافات بين المتزوجين والعزاب، ومنها أن الشريحة الأولى غالباً ما تكون أكبر سناً وأفضل تعليماً، وبالتالي الاختلاف في المداخيل، إذ أن المتزوج يرتفع دخله بواقع الثلث عن العازب، وهو ما يجعله في حالة أقل رضا  بمستوى دخله، ما يدفعه للاعتقاد بأنه يتقاضى أجراً أقل عن غير المتزوج.

وتقول واحدة من النظريات إن إحساس عدم الرضا من الدخل، ربما كان الدافع للمتزوجين لبذل المزيد من الجهد والعمل بكد وجد، وهي من التغييرات السلوكية التي يؤججها الزواج.

وسبق وأن أظهرت دراسة أمريكية، أجريت في جامعة أوهايو، أن المتزوجين ممن لديهم أطفال، ترتفع دخولهم بمقدار 16 في المائة سنوياً، مقارنة بثمانية في المائة لغير المتزوجين.

ووفقاً لمجلة التايم الأمريكية، فإن دراسة أخرى، بينت أن منافع الزواج لم تقتصر على الفوائد التي عرفت سابقاً والمتعلقة بالاستقرار، وإنما تعدت ذلك إلى خفض نسبة الفقر في المجتمع.

فقد قامت باحثتان اجتماعيتان، ماريا كانشين من جامعة وسكنسن، وديبورا ريد مديرة الأبحاث في مركز ماثماتيكا للبحوث السياسية، بإجراء دراسة نشرت في كتاب "تغيير الفقر.. تغيير السياسات"، تناولتا فيها تأثير انخفاض معدلات الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، وتأثيرها على مستوى الفقر.

وبينت الدراسة أن عدد السكان الذين يقعون تحت خط الفقر في الولايات المتحدة سيرتفع بمقدار 2.6 في المائة بسبب كثرة حالات الطلاق، بعدما تبين لهما أن المرأة المتزوجة لديها فرصة أكبر في إيجاد عمل بدخل أكثر من نظيرتها غير المتزوجة.

الزواج استقرار للنفس والبدن

ورغم تشكك البعض والنوادر التي تطلق بشأنه، إلا أن الزواج يوفر الراحة للعقل والبدن وبإثبات بحث دولي.

وأوضحت دراسة شملت ما يقرب من 34500 شخص في 15 بلدا أن المتزوجين أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب والقلق وإساءة استعمال المواد المخدرة.

وقال أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من "جامعة أوتاغو" في نيوزيلندا: ما تشير إليه دراستنا أن رابط الزوجية يوفر الكثير من الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة، أن الأسى والاضطراب المرتبطة بالانفصال يمكن أن تجعل الناس عرضة للاضطرابات العقلية."

وتزداد مخاطر الإصابة بالاضطرابات النفسية بين المطلقين والأرامل، من الجنسين، لا سيما الاكتئاب بين الرجال، وتعاطي المخدرات والكحول بين النساء.

ولفت كيت: "واحدة من أهم النتائج، هو أنه في السنوات الأخيرة، تم التأكيد على أن الزواج أفضل بالنسبة للرجل عن المرأة من حيث الصحة النفسية.. لكن هذه الدراسة لا تتفق مع هذا الموقف."

ووجدت دراسات أخرى أنه مع تراجع الدور التقليدي للجنسين، ودخول معظم النساء معترك العمل وتقليهن قسطاً وافراً من التعليم، تراجع كذلك فرص إصابة الجنس الناعم بالاكتئاب.

ووجدت أحدث دراسة أن الزواج قد قلل من احتمالات إساءة استخدام المواد المخدرة أكثر بين النساء عن الرجال، وهذا قد يعود لتقليل النساء بشدة من استهلاك الكحول في فترة الحمل، وغالباً ما يستمر الحال على هذا المنوال نظراً لوجود أطفال. بحسب سي ان ان.

وارتكزت الدراسة على مسح لمنظمة الصحة العالمية للصحة النفسية في جميع البلدان النامية والمتقدمة، أجري على مدى العقد الماضي.

ويعمل الخبراء على كشف مآثر الزواج، بعد أن وجدت دراسة أمريكية أخرى أنه يزيد مداخيل المتزوجين ليتأكد بذلك علمياً الحكمة القائلة: "إذا أردت أن تصبح ثرياً .. تزوج."

فقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة أوهايو في سبتمبر/أيلول الماضي، أن المتزوجين، ولديهم أطفال، ترتفع دخولهم بمقدار 16 في المائة سنوياً، مقارنة بثمانية في المائة لدى غير المتزوجين.

وزارة كورية تساعد الموظفين العزاب للالتقاء والزواج..

وفي كوريا الجنوبية تعتزم وزارة هناك مساعدة الموظفين غير المتزوجين من اجل الالتقاء والزواج والانجاب أملا في زيادة معدل المواليد المتراجع في البلاد.

وتخطط وزارة الصحة لبرنامج للزواج حيث ستجمع بين الموظفين غير المتزوجين في تجمعات اجتماعية والعمل في خدمة المجتمع املا في تعزيز الحب بين الموظفين الذين يأملون في الزواج.

وكانت الحكومة قد كشفت في اواخر 2009 عن خطة لتعزيز معدل المواليد في كوريا الجنوبية وهو الاقل بين العالم المتقدم.

وتشهد البلاد زيادة سريعة في عدد السكان المتقدمين في العمر وهي بحاجة الى دفع سكانها من اجل تعزيز الاقتصاد وتوفير مدفوعات للحكومة لتغطية الانفاق المتزايد على الرعاية الاجتماعية الذي يحدث في المجتمع الذي يزيد فيه السكان المتقدمون في العمر.

وقال شوي "نحن لا نتحدث عن لقاء جماعي مرة واحدة بين غير المتزوجين لكن عن فرص دورية ومستمرة حيث يلتقى غير المتزوجين ويختلطون بشكل طبيعي.

الزوجة الصغيرة الذكية تجلب السعادة

 وفي نفس السياق كشفت دراسة بريطانية جديدة صادرة من فريق تابع لجامعة "باث" البريطانية أن سر الزواج السعيد والأمثل  يكمن في اختيار الزوج لزوجة ذكية تصغره سنا بأكثر من خمس سنوات .

واستندت الدراسة إلى ذلك من خلال قيامها بمقابلات مع أكثر من 1500 ثنائي متزوج وبعد مرور خمس سنوات تم تتبعهم للكشف عن ذوي العلاقات المستقرة منهم .

وأفادت الدراسة أنه حين تكون المرأة أكبر من الرجل بخمس سنوات أو أكثر فإنَّ احتمالات الطلاق تكون أكثر بثلاثة أضعاف ، أما في حال انقلب الوضع وكان الرجل أكبر من المرأة بخمس سنوات أو أكثر تتراجع احتمالات الطلاق ، كما أن نسبة الطلاق تتراجع أيضاً في حال كانت المرأة متعلمة أكثر من الرجل.

المتزوجات يعشن أكثر من الأرامل

ووجدت الباحثة الأمريكية في علم الاجتماع في جامعة ميشيجن الأمريكية "هيو لوي" أن المتزوجات في الولايات المتحدة الأمريكية يعشن لفترة أطول من نظيراتهن الأرامل.

وقالت هيو لوي " أشعر ببعض الدهشة لأنه يفترض أن تعيش النساء جميعاً لفترة طويلة سواء أكانوا متزوجات أم غير ذلك ، نظراً للتقدم الكبير في مستوى الخدمات الطبية والتكنولوجية".

من جانب آخر نُشِرت دراسة أخرى في دورية "الزواج والعائلة" تشير إلى أن معدلات الوفيات في صفوف المتزوجات تراجعت خلال الفترة ما بين عام 1986 و2000 ، موضحة أن نسبة الوفيات بين النساء الأرامل البيض كانت أكثر من غيرهن.

وفي النهاية، بينت لوي أن قصر عُمر الأرامل ربما يعود إلى قلة الموارد الاقتصادية ، وفقدان الدعم الاجتماعي لهن بشكل عام .

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/آذار/2010 - 16/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م