إصدارات جديدة: انهيار الرأسمالية وأسباب إخفاق اقتصاد السوق الحر

 

 

 

 

الكتاب: انهيار الرأسمالية.. أسباب إخفاق اقتصاد السوق المحررة من القيود

المؤلف: أولريش شيفر

الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- الكويت

ترجمة: د. عدنان عباس علي

عدد الصفحات: 474-قطع متوسط

عرض: صباح جاسم

 

 

 

 

شبكة النبأ: أثبتت أزمات اقتصادية حادة مر بها قطاع المال والأعمال العالمي في عام 2000 وتكررت بصورة أكثر قسوة العام الماضي، أن اقتصاد السوق المحررة من القيود بصورة كلية هو منهج بعيد كل البعد عن الوضع الآمن للدول التي تتبنى هذا النهج. ولتلك التي تدور في فلكها.

وفي سبيل إثبات الهفوات التي من الممكن أن تمر بهذا القطاع الحيوي ومن ثم تزعزع كيان أكبر الدول قوة مالية كما شهدنا ما حدث في اقتصاد الولايات المتحدة العام الفائت، يقدّم المؤلف المهتم بالشؤون الاقتصادية اولريش شيفر نظريته في ضرورة سيطرة الدولة بشكل عام على اقتصاد السوق الحر دون أن تستحوذ على مقدرات ذلك السوق.

وفي الكتاب الذي صدر مؤخرا ضمن سلسلة كتب ثقافية شهرية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ترجمة الدكتور عدنان عباس علي، نجد أن المؤلف شيفر قد خصص جزء كبير من فصول كتابه الأثنا عشر لأجل شرح مسهب لأهمية تبني الدول مبدأ الرعاية الاجتماعية الذي وإن أفرز مستويات عالية من الضرائب إلا انه يقدم الحلول المناسبة لكافة مشاكل المجتمع، وبنفس الوقت يدعم الشرائح التي تعاني البطالة مادياً في حين يساعدها على الحصول على فرص عمل جديدة، أو اكتساب مهارات أخرى يمكن أن تخدم في مجالات عمل مستحدثة.

ومن ناحية أخرى يدعم المؤلف عملية التطوير المستمرة للتعلّم والتعليم والابتكار والإبداع، ويعتبر هذه المسالة هي المحور الأساسي للدول الغربية الذي يجب أن تهتم فيه بمواجهة الاقتصادات الناشئة في الشرق، ويرى أن الإبداع والابتكار هو الحل الوحيد لكي يحافظ الغرب على تفوقه في سوق العمل والاستثمار المتنوع.

وفي الفصل الأخير من كتابه الذي احتوى على 474 صفحة يبيّن المؤلف أن الأزمة التي عصفت بالنظام الرأسمالي أخيرا ستترك تداعيات طويلة الأمد، قد تمتد الى خمسة أو عشرة أعوام.

ويزيد على ذلك بشبيه طريف للموضوع من خلال وصف الرأسمالية بأنها ستواصل مسيرتها وكأنها إنسان أصيب بحادث مروع وهو في غمرة السكر! وفقد وعيه منذ أسابيع عديدة، وسيعود الى وعيه في يوم من الايام، وقد يواصل في احتمال آخر هذا الإنسان تعاطي المسكرات تلك وقد يكف عنها ويغير مسار حياته كلياً.

بمعنى أن البلدان الرأسمالية التي عصف بها الانهيار العظيم في 2008 قد تعيش حقبة نشوة جديدة وجشع مهلك ثانية، حقبة يسود فيها الاعتقاد أن اقتصاد السوق ليس بحاجة الى تغيير جدي، وبهذا النحو قد تنشأ الفقاعة المقبلة، ويختم المؤلف أفكاره القيمة في هذا الكتاب الثر بالقول، ان انفجار هذه الفقاعة الأكيد سيفرز آثاراً أشد دماراً..

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 28/شباط/2010 - 13/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م