الصحة والرياضة.. تكامل يحقق التوازن

 

شبكة النبأ: جزم أطباء بأن البيانات الحديثة المتوفرة لديهم تنفي صحة الآراء الطبية السابقة حول الضرر الذي يمكن أن يلحقه الجري بالمفاصِل، وتحديداً بالركبتين، مشيرين إلى أن ما لديهم وفق الأبحاث يدل على ان الجري قد يكون له تأثير معاكس تماماً، ويساعد على الحماية من التهاب المفاصل.

وكشفت دراسة أمريكية حديثة أن الأحذية الرياضية الحديثة من الممكن أن تكون أكثر ضررا على المفاصل من الترّيض بأقدام حافية. فيما توصّلَ باحثون بريطانيون إلى أن ممارسة الرياضة بشكل أساسي تقلل من خطر الإصابة بحصوات المرارة المؤلمة.

وقال الأطباء إن هذه المعلومات قائمة على بيانات وفرتها دراسة امتدت على مدار 21 عاماً، أجرتها جامعة ستانفورد الأمريكية، وشملت ألف شخص، نصفهم يركض بشكل منتظم في فرق رياضية، بينما نصفهم الآخر لا يركض إلا نادراً.

وعندما بدأت الدراسة، كان كل المشاركين فيها من الأصحاء، ولكن بعد مرور عقدين من الزمن، بدأت تظهر لدى بعضهم مشاكل التهاب المفاصل دون اختلاف يذكر بين الرياضيين وسواهم.

وقال جيمس فريس، وهو أحد الباحثين الذين عملوا على الدراسة: "لم يكن هناك فرق في مفاصل الذين يركضون 300 كيلومتر في السنة، وأولئك الذين يركضون ثلاثة آلاف كيلومتر."

وتابعت الدراسة أن ظهور مشاكل المفاصل، مثل الغضروف أو الالتهابات، قد يعود إلى أمور أخرى، وفي مقدمتها السمنة التي تضغط على عظام الركبتين، وفي هذا السياق، فإن الجري، وكذلك الرياضات الأخرى، يكون لها أبعد الأثر في الحد من دور زيادة الوزن.

وتشير الدراسة إلى أن الغضروف المحيط بالمفاصل لا يحتوي على أوردة لإيصال الدم إليه، وبالتالي، فإنه يعتمد على الحركة العادية للإنسان للحصول على حاجته من الأوكسجين والغذاء عن طريق امتصاص السوائل المحيطة به عند الارتخاء، وإطلاق ما بداخله من سوائل لدى التعرض للضغط، وفقاً لمجلة "تايم."

ولكن الدراسة تلفت إلى أن للجري الزائد عن الطبيعة محاذير، ومنها تعرض الأربطة الرقيقة للتلف، وكذلك حدوث تصدعات صغيرة في العظم بسبب الضغط المتواصل، وهي تصدعات غالباً ما تلتئم بشكل طبيعي، إلا أنها قد تتطور نحو الأسوأ إن استمرت الضغط عليها.

وبحسب الدراسة، فإن مستوى الضغط الذي تتعرض له عظام المفاصل في الأرجل يتوقف على حجم القفزة التي يقوم بها المرء أثناء الجري، وبالتالي، فإن أسلوب الركض الرياضي الأفضل هو الهرولة بخطوات صغيرة لتجنب إنهاك العضلات والعظام. بحسب سي ان ان.

هل من ضرورة للإحماء قبل التدريبات الرياضية؟

يلجأ بعض الأشخاص إلى إحماء محركات سياراتهم في الصباح البارد رغم ظهور الخانق الاوتوماتيكي وهو صمام لقطع الهواء عن الكربوراتور في السيارة الذي قضى على احتمال تعطل السيارات بسبب برودة المحرك وما ينتج عنه من عرقلة الحركة المرورية.

حقا إن العادات القديمة تختفي بصعوبة بالغة، والامر أشبه بعادات الاشخاص في الاحماء قبل أداء التمارين الرياضية. فمعظم الاشخاص يعتقدون أن الاحماء مهم قبل التمرينات الرياضية برغم أن العلم لم يقدم دليلا واحدا قاطعا على أن العضلة الدافئة تقل احتمالات تعرضها للوهن عن العضلة الباردة.

وتشير دراسة أخيرة قام بها الباحثون في معهد جورج للصحة الدولية التابع لجامعة سيدني ، إلى أنه إذا كان هناك أثر لعمليات الاحماء التي تسبق التمارين الرياضية ، فإن أثرها ليس بهذه الاهمية أو الضخامة.

وخير ما يمكن قوله في هذا الصدد حسب ما يرى قائد فريق البحث روب هربرت ، هو أنه إذا كنت تعتقد أن الاحماء ضروري قبل بذل الجهد"فمن المحتمل أن ما ستفقده في حال عدم الاحماء ليس بالكثير".

لقد أبحر هربرت وفريقه في تاريخ القضية ، في الوقت الذى ظهرت فيه أبحاث تشيد بفوائد الاحماء وأبحاث أخرى تعتبر المفهوم محض هراء.

وأجرى الفريق بحثه الخاص، حيث طلب من مجموعة من المشاركين الاحماء لسبع دقائق قبل أداء التمارين ، طوال ثلاثة أشهر ، بينما طلب من مجموعة أخرى من المتحمسين للياقة البدنية عدم ممارسة اي نشاط بين ارتداء الزي الرياضي والبدء في التمارين.

واثبتت نتائج الدراسة أن " هناك انخفاضا بنسبة صغيرة جدا لاحتمالات التعرض لبعض الاصابات ، مقابل انخفاض طفيف في احتمالات التوجع ". إن الاحماء يقلل نسبة تعرض العضلات والاوتار للشد بنفس قدر الوقاية من إصابة واحدة كل خمس سنوات.

التريّض بأقدام حافية قد يكون أفضل

وكشفت دراسة أمريكية حديثة أن الأحذية الرياضية الحديثة من الممكن أن تكون أكثر ضررا على المفاصل من التريض بأقدام حافية.

وطلب باحثون من جامعة فيرجينيا من 68 من الرياضيين الأصحاء التريض على جهاز المشي والجري الممشاة بالحذاء ومرة أخرى بدونه.

وخلص الخبراء إلى أن التدريب بالحذاء تسبب في تحميل شديد على الركبة و مفصل القدم ومنطقة الحوض بشكل أكبر من التريض بدون حذاء.

وأوضح الخبراء أن الضغط على المفاصل أثناء التريض مع ارتداء الحذاء الرياضي كان أكبر على المفصل من ارتداء الأحذية ذات الكعب المرتفع.

ومن المقرر نشر نتائج الدراسة في مجلة "زيه جورنال أوف إنجري فونكشن آند ريهابيتاشن" المتخصصة في الطب الرياضي.

ويزيد الضغط على منطقة الحوض أثناء ممارسة الجري على الممشاة مع ارتداء الحذاء بنسبة 54% في المتوسط مقارنة باستخدام الجهاز بأقدام حافية في حين تقدر زيادة نسبة الضغط على الركبة مع ارتداء الحذاء ما بين 36 و 38% . أما القدم فهي تكتسب التوازن المطلوب مع ارتداء الحذاء. ورجح الباحثون أن يكون سبب التأثيرات السلبية للأحذية الرياضية على

المفاصل هو ارتفاع كعب الحذاء عن الأرض والمادة الواقية تحت القدم والتي تعد من السمات المميزة للأحذية الرياضية الحديثة. وطالب الخبراء بتطوير أحذية رياضية جديدة تحدث التوازن المطلوب للقدم ولكن دون الاثقال على المفاصل.

إحذر الإفراط في ممارسة تمرينات اللياقة البدنية!

كلما زادت كثافة نظام تمارين اللياقة البدنية في الشتاء، كما زاد احتمال الإصابة بالأمراض. وقال كريستوف ايفلر، من كلية الإدارة الصحية والوقاية من الأمراض في مدنية ساربروكن الألمانية، إن هذا يعني أن ممارسة التمرينات الهوائية الأيروبيك التي تهدف إلى الحفاظ على الصحة في الشتاء يجب أن تكون تدريبا أساسيا للقلب تتراوح شدته بين المعتدل والمكثف ، كما ينبغي على ممارسي التمرينات تجنب جلسات التمرين التي تزيد مدتها عن 60 دقيقة.

ويمثل التدريب على فترات أو التدريب المتقطع خيارا جيدا لاكتساب اللياقة البدنية، حيث يتم ممارسته مرة أو مرتين أسبوعيا، على أن يكون هناك يوم راحة على الأقل بين كل مرة وأخرى.

وقال ايفلر، الذي يترأس قسم اللياقة البدنية في الكلية: "عند اختيار التدريب بالأثقال، يجب وضع حدود لطول فترة جلسة التدريب".

وأضاف أنه في جلسة التدريب التي تزيد مدتها على 60 دقيقة ، يفرز الجسم المزيد من هرمون الضغط النفسي "كورتيزول"، والذي ينعكس سلبا على نظام المناعة ويعوق قدرة الجسم على التجديد.

وثمة أمر واحد مؤكد بالنسبة لكافة أنواع الرياضة، ألا وهو أن التدريب المكثف ينبغي أن يحل محله تدريبات منخفضة الشدة، حيث يتيح ذلك وقتا كافيا للتعافي البدني. وفي حال الإصابة بعدوى رغم اتباع تلك النصيحة وارتداء الملابس المناسبة للطقس السائد وتجنب الاشخاص المصابين بالبرد وتناول وجبات متنوعة ومتوازنة، يجب منح الجسم الراحة اللازمة ليسترد عافيته.

الرياضة تقلل من خطر الإصابة بحصوات المرارة

من جانب آخر توصّلَ باحثون بريطانيون إلى أن ممارسة الرياضة بشكل أساسي تقلل من خطر الإصابة بحصوات المرارة المؤلمة.

وتعتبر الإصابة بحصوات المرارة أمر شائع ولكن أعراض الإصابة والمضاعفات تظهر على 30 % فقط من الحالات المصابة.

وقد أجرى فريق من الباحثين بجامعة إيست أنجليا دراسة على 25 ألف رجل و إمرأة ووجدوا أن الذين يمارسون أنشطة من بين هؤلاء الأشخاص تقل لديهم الإصابة بالحصوات بنسبة 70 %.

وقال الفريق الطبي الذي ينشر أبحاثه في المجلة الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد إن هناك سببا واحدا محتملا يخفض من مستويات الكوليسترول في الصفراء وهو ممارسة الرياضة.

وأكد الفريق أيضا أن ممارسة الرياضة تزيد من مستويات الكوليسترول الجيد وتحسن الحركة داخل القناة الهضمية مما يسهم في تقليل خطر الإصابة.

وتم تقسيم الذين خضعوا للدراسة الطبية إلى أربع مجموعات طبقا لكم التدريبات التي يمارسونها، ووجد الباحثون أن أولئك الذيم يمارسون الرياضة بصورة معتدلة يقل لديهم خطر ظهور أعراض الإصابة بالحصوات المؤلمة عن أولئك الذين لايمارسون الرياضة.

كما وجد الباحثون أنه إذا زاد الشخص من نسبة التمارين الرياضية التي يمارسها فإنه يقلل من نسبة الحصوات المرارية التي تحتاج لعلاج طبي بنسبة 17 %.

وكان الفريق الطبي قد توصل في وقت سابق إلى أن احتساء كمية معتدلة من الكحوليات قد يقلل من أعراض الإصابة من الحصوات المرارية. كما أظهرت الدراسة السابقة أن استهلاك وحدتين من الكحول يوميا يقلل من فرص الإصابة بالحصوات المرارية بنسبة الثلث. وتتشكل حصوات المرارة داخل المرارة وعادة ما تتكون من كوليسترول متصلب.

ويعتقد أن نحو إمرأة واحدة من بين ثلاث نساء ورجل واحد من بين ستة رجال يتعرضون للإصابة بحصى في المرارة في مرحلة ما من حياتهم لكنها أكثر شيوعا بين كبار السن.

وهناك عوامل أخرى تزيد من فرص تكون الحصوات منها الحمل، والسمنة، وفقدان الوزن السريع وتعاطي بعض الأدوية.

وقد لا يعرف كثير من الناس أن لديهم حصى في المرارة ولكنها تسبب لبعض المصابين ألما شديدا فضلا عن الإصابة ببعض الالتهابات والعدوى واليرقان. ويحتاج مايقرب من 50 ألف شخص في بريطانيا سنويا إلى إزالة الحصوات المرارية.

المشي يقلل من مخاطر هشاشة العظام

وتنصح الأبحاث الحديثة بأهمية ممارسة الرياضة خاصة المشي بصورة معتدلة للوقاية من الإصابة بهشاشة العظام خاصة بين السيدات أو تقليل الآثار الجانبية لها فى حال الإصابة بها .

وأوضحت الابحاث أن ممارسة رياضة المشى بمعدل 1500 خطوة كل ثلاثة أيام فى الاسبوع تساعد بشكل كبير فى تقليل مخاطرالاصابة بهشاشة العظام وآلامها بين السيدات بالاضافة إلى تحسينها اللياقة بالدنية للمرأة.

وكانت الابحاث قد أجريت على مايقرب من 36 مريضا من مرضى هشاشة العظام تراوحت أعمارهم مابين 42 و73 عاما جميهم تناولوا جرعات إضافية من الكالسيوم مع ممارسة رياضة المشى بصورة معتدلة لنحو ستة أسابيع.

وأوضحت المتابعة أنه كلما زادت معدلات ممارسة الرياضة بين المرضى خاصة المشى بصورة معتدلة كلما تحسنت حالة هشاشة العظام بين المصابين بالفعل وتراجع مخاطرالاصابة بين الاصحاء منهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/شباط/2010 - 6/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م