عيد الحب.. بين التقليد والحاجة الفعلية

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يحتفل العالم سنويا في الرابع عشر من فبراير/شباط بعيد الحب، حيث تنتشر الورود الحمراء، وتتجدد عهود الحب بين الأحباء، ويتبادلون الهدايا. ولكن هل يحتاج الحب الذي من المفترض أن يحكم العلاقة بين البشر في كل لحظة إلى عيد؟ بغض النظر عن أصل هذا العيد والشخص الذي سُمّيَ باسمه، قد يكون هذا الطقس نابعاً من شعور البعض بضرورة استذكار الحب في يوم معيّن ومخصص له فقط، بعيدا عن الارتباطات اليومية والروتين الممل، فإذا كان هذا المراد فأنا ممَّنْ يشجعون على ذلك ولكن دون ابتذال أو صخب أو خروج على التقاليد والأخلاق والآداب العامة...

وبهذه المناسبة، خلصَ بحث إلى أن السخاء قد يلعب دوره ويعزز الجاذبية بين الجنسين. فيقول بات باركلي، مساعد بروفيسور في جامعة غيلف" بكندا، المشرف على الدراسة، إنه عندما يتعلق الأمر بالرومانسية، فأن العطاء قد يكون له تأثيره الفاعل في الجمع بين القلوب، حيث وجدت الدراسة أن الجنسين ينجذبان أكثر للشخص المحب للغير والمعطاء، عند البحث عن علاقة حب طويلة الأمد.

والبحث أجري من خلال الطلب من 150 امرأة و155 رجلا الإطلاع على صور مرفقة بسيرة مختصرة عن حياة أشخاص من الجنس الآخر، ومن ثم ترتيب مدى جاذبية هؤلاء الأشخاص، وإبداء آرائهم عن مدى استعدادهم للدخول في علاقة قصيرة أو طويلة الأجل معهم.

وفي بعض الحالات الاستثنائية، كتب باركلي معلومات إضافية تلمح إلى أن صاحبها لربما كان سخياً ومعطاءً، من خلال الإشارة إلى أنه قد تطوع للعمل في أحد البنوك المحلية لتقديم الوجبات.

وحول نتائج الدراسة التي ستظهر في "الدورية البريطانية لعلم النفس" قال الباحث:

"لقد وجدنا أن إضافة الكرم للموجز الشخصي لشخص تساهم في زيادة جاذبيته، وتؤهله للدخول في علاقات، لا سيما الطويلة الأمد."بحسب سي ان ان.

وبينت الدراسة وجود فجوة بين الجنسين فيما يتعلق بالعلاقات القصيرة الأجل، حيث انجذبت النساء للرجل المعطاء، فيما لم يحبذ الذكور السخاء كعنصر جذب بأتجاه الجنس الناعم.

وحول الأطر الأوسع للدراسة، يقول الباحثون إنها  يمكن أن تلقي للعلماء بعض الضوء على تطور البشر، وهذه النتائج تشير إلى أن الإيثار قد يكون واحدة من أفضل تلك السمات التي تكيفت لخدمة غرض اجتذاب رفيق أفضل.

هل الحب تفاعلات كيماوية؟

وكتب الكثير من الشعراء والأدباء عن الأمور التي يمكن أن تحدث في القلب والعقل عندما يقع المرء في الحب، ورغم شاعرية الأوصاف التي تُطلق على هذه الظواهر، إلا أنها في واقع الأمر تفاعلات كيماوية في الجسم. حيث يقول تيموثي لفنغ، البروفسور المساعد في اختصاص عمل الجسم بجامعة تكساس الأمريكية، في حديث لـCNN: "الحب هو عبارة عن ظواهر فيزيولوجية، مثل تسارع نبضات القلب والتعرق."

ويضيف لفنغ أن تسارع النبض لدى رؤية الحبيب يعود إلى تدفق الأدرينالين في الدم بتلك اللحظة، وذلك بسبب الأوامر الصادرة من الدماغ إلى الغدد الخاصة بإفراز الهرمونات.

ويشير الطبيب ريجنالد هو، أخصائي الشرايين في مستشفى فيلادلفيا، أن تشابه انعكاسات الحب على عمل القلب مع آثار الرياضة المكثفة تجعل الحب أحياناً أمراً خطيراً  بالنسبة للمصابين بأمراض القلب، باعتبار أن تسارع النبض يؤدي إلى تزايد استهلاك الأوكسجين.

أما بالنسبة لمسألة الشعور بضعف في الركبتين، فيعيدها الأطباء إلى تأثير هرمون "نوريبنيفرين،" وهو هرمون يزيد من توتر المرء ويشحذ انتباهه وحواسه.

أما هيلين فيشر، الأستاذة في جامعة ريتغرز ومؤلفة كتاب "لماذا هو؟ لماذا هي؟" المتعلق بأسرار الوقوع في الحب فتقول إن هناك ثلاثة أنظمة تعمل في الدماغ لدى الوقوع في الحب، أولها متصل بالجنس، في حين أن الثاني متصل بالحب، والثالث بالتواصل.

وتضيف فيشر إن هذه الأنظمة يمكن لها العمل بشكل منفصل أو متصل، بحيث يشعر المرء بالحب بدافع جنسي، ثم يتطور الأمر إلى رغبة بالتواصل وبناء علاقة، وذلك بسبب هرمون "أوكسيتوسين" الذي يجعل الناس يشعرون بالمسؤولية حيال الآخرين وبضرورة الارتباط بهم.

الحب أيضا يخضع لمعادلة حسابية

وربما يشعر كثير من العشاق بخيبة أمل قبيل عيد "الحب،" الذي يوافق 14 شباط/فبراير الجاري، فيبدو أن الحب أيضا يخضع للمعادلات الحسابية، وليس فقط المشاعر الرقيقة.

فبحسب فريق باحثين في الرياضيات بجامعة نيوساوث ويلز بأستراليا فإن هناك معادلة حسابية يمكنها أن تحدد "أفضل الأوقات للوقوع في الحب، والتقدم للخطوبة، والزواج، وتعطي نصائح عن أفضل الأوقات أيضا لإنهاء علاقة ما."

وقال البروفيسور توني دولي أستاذ الرياضيات في الجامعة إن "تطبيق المبادئ الحسابية في العلاقات الإنسانية وأمور المشاعر أمر خطير، ففي حياة البشر، نحن نتعامل مع عواطف.. لكن إذا أردت الحصول على نتائج دقيقة.. فالرياضيات هي الحل."

وأضاف دولي لصحيفة "سيدني تيليغراف" الأسترالية "إذا أردت معرفة اللحظة المناسبة للبدء في علاقة جدية، فهذه المعادلة تعطيك إطارا زمنيا للتفكير والدخول في تلك العلاقة."

وتقول الجامعة إن هذه المعادلة لا يمكن أن تنجح مع جميع الناس، لكن الباحثين يزعمون أن نسبة نجاحها تصل إلى 40 في المائة.

-اختر العمر الذي تريد أن تتزوج فيه، وليكن مثلا 39، وأطلق عليه الرمز "س".

-قرر ما هو العمر الذي ستبدأ فيه البحث عن زوجة، وليكن مثلا 20، وسمه "ص".

- اطرح س من ص، ثم اضرب الناتج في 0.368، لتصبح النتيجة 6.992

-أضف تلك النتيجة إلى 20، تعطيك تقريبا 27 وهو أفضل عمر للخطوبة.

خُمس البالغين يفضلون قضاء عيد الحب مع حيواناتهم الاليفة

وأشار استطلاع عالمي مشترك لرويترز وابسوس الى، ان خمس البالغين يفضلون قضاء عيد الحب (عيد فالنتين) مع حيواناتهم الاليفة وليس مع شركائهم على الرغم من ان الفرنسيين مازالوا يتصدرون قائمة اكثر الشعوب رومانسية.

ووجد الاستطلاع الذي شمل 24 الف شخص في 23 دولة ان 21 في المئة من البالغين يفضلون قضاء عيد الحب في 14 فبراير شباط مع حيواناتهم الاليفة على اقرانهم على الرغم من ان الفرنسيين هم الاقل احتمالا ان يفضلوا حيوانا اليفا على انسان مع قول عشرة في المئة فقط انهم يفضلون ذلك.

ولكن الاستطلاع وجد ان السن والدخل عامل حاسم اكثر من الجنسية عندما يتعلق الامر بالرومانسية مع زيادة احتمال ان يختار الاشخاص الاصغر سنا والاقل ثراء قضاء عيد الحب مع حيواناتهم الاليفة.

وقال جون رايت وهو نائب رئيس ابسوس ان 25 في المئة من الاشخاص الذين تقل اعمارهم عن 35 عاما اختاروا حيواناتهم الاليفة مقابل 18 في المئة لمن تراوحت اعمارهم عن بين 35 و54 عاما و14 في المئة لمن هم في سن 55 فأكثر.

وانقسم الرجال والنساء بشكل متساو بشأن هذا السؤال.وعلى اساس الدول كان سكان تركيا الارجح في اختيار حيواناتهم الاليفة على اقرانهم او شركائهم بنسبة 49 في المئة .

وجاء في المركز الثاني الهند بنسبة 41 في المئة ثم اليابان بعد ذلك بنسبة 30 في المئة والصين بنسبة 29 في المئة ثم الولايات المتحدة بنسبة 27 في المئة ثم استراليا بنسبة 25 في المئة.

وعلى الجانب الاخر جاءت فرنسا في المركز الاول من بين الدول التي يقل فيها احتمال ان يفضل الناس قضاء عيد الحب مع حيواناتهم الاليفة على اقرانهم وذلك بنسبة عشرة في المئة وتلتها المكسيك بنسبة 11 في المئة ثم هولندا بنسبة 12 في المئة فالمجر بنسبة 12 في المئة.

بيتزا على شكل قلب هدية العشاق في عيد الحب

وربما ارتبط اسم الشوكولاتة بهدايا عيد الحب في كل أنحاء العالم ولكن في اليابان تأمل احدى سلاسل مطاعم البيتزا في ان تستحوذ بيتزا مصنوعة على شكل قلب على جزء من انقاق المحبين.

في اليابان عادة تقدم النساء شوكولاتة للرجال في عيد الحب ويرد الرجال الهدية بعد شهر وبالتحديد في اليوم الابيض. ولكن بالنسبة لمن يفضلون دعوة احبابهم على وجبة لاذعة الطعم كانت الاجابة عند سلسلة دومينوز.

وقال نوبو فوجيما من شركة هيجا اندستريس المشغلة لدومينوز بيتزا في اليابان "نقدم هذه البيتزا المصنوعة على شكل قلب لنتيح للزبائن فرصة مفاجئة احبائهم."

ويصل سعر الواحدة الى 14 دولارا وبدأت دومينوز في تلقي طلبات على شراء هذه البيتزا قبل يوم عيد الحب الموافق الاحد المقبل. بحسب رويترز.

ولكن ليس كل الناس سعداء بالشكل الجديد. ويقول شينو ناكاوتشي احد العاملين في دومينوز بيتزا "صنع هذه (البيتزا) اكثر صعوبة بالمقارنة بانواع البيتزا العادية."

عيد الحب.. بين الرومانسية والتجارة

وفي هولندا تسود منذ أسابيع حمى عيد الحب. المتاجر الكبرى، دكاكين الهدايا، المكتبات، دكاكين الملابس الداخلية، محلات الورود، محلات الجواهر، المطاعم وشركات البريد، تشجع كلها ومنذ أسابيع على شراء هدية للحبيب. وأمام هذه الحملة التجارية التي تلاحق الزبائن، فإنهم يشعرون بضرورة فعل شيء ما على الأقل. "وهذا ينطبق على الرجال والنساء معا"، كما تقول اينكا ستراوكن، مديرة المركز الهولندي للثقافة الشعبية.

وهذا لا يعني أن الهولنديين تخطوا حدود المسموح به "لا يوجد الكثير من الناس من يسمح لنفسه بتضييع الوقت وراء إعلانات وكالات السفر وشركات الطيران والتي تحاول أن توقعنا في فخ دفع ثمن "نهاية أسبوع رومانسي في باريس. كنا وسنبقى أناسا واقعيين على سجيتنا." تقول ستراوكن، "الهدية الأكثر إثارة التي صادفتها في حياتي كانت على شكل كعكة كبيرة تخرج منها فجأة امرأة حقيقية!"

وحسب ستراوكن، فالهولنديون لا يزالون تقليديين في ما يخص الاحتفال بعيد الحب. الكثير منهم يرسلون بطاقة الامنيات أو يهدون الورود، أو يدعون إلى عشاء رومانسي في أحد المطاعم، وهذا ما يجده الكثير من سكان هولندا فعلا مبتكراً بما فيه الكفاية، رغم أن نصف الهولنديين يقومون بنفس الشيء."

كما أن قضاء عطلة نهاية الأسبوع رومانسية تعتبر من الهدايا الشائعة هذه الأيام "وما تسمعه في كثير من الأحيان هو أن الشخص يقدم هديته لمعشوقه أو حبيبه بطريقة مفاجئة أو سرية كأن يضعها سراً في حقيبة اليد مثلا."

وقام مكتب كين للأبحاث باستطلاع للرأي حول عيد الحب والنتائج التي حصل عليها دعمت ما توصل إليه ستروكن. اظهر البحث أن تبادل البطاقات من الأشياء الأكثر شعبية وحازت على الترتيب الأول ونالت 36%. جاءت الدعوة إلى العشاء في المرتبة الثانية ونالت 32%. فيما نالت المرتبة الثالثة ممارسة الحب وحازت على 18%. في وقت نالت فكرة حمام أو تدليك رومانسي على 15%.

في إيران.. مظاهر الاحتفال بعيد الحب في كل مكان

ويسود الحب شوارع طهران في عيد الحب هذا العام ولسان حال الشباب يقول لننسى الاضطراب السياسي والاحتجاجات العنيفة والخلاف النووي مع الغرب وارتفاع الاسعار فاليوم الكلمة للرومانسية.

ويقول شاهروخ صدقاتي (28 عاما) وهو مهندس معماري كان يبحث عن عطر ليقدمه كهدية في متجر بوسط طهران "ضقت ذرعا بالسياسة. هذا العام طلبت من حبيبتي الاحتفال بعيد الحب بطريقة اكثر روعة من اي عام مضى."

وعيد الحب ليس محظورا رسميا في الجمهورية الاٍسلامية لكن المتشددين حذروا مرارا من الغزو الثقافي الغربي.

ويطالب الشبان الايرانيون بحرية اجتماعية ووظائف ومساكن ومراسم احتفال بالزواج ومهور أقل تكلفة وفي العام الحالي أظهر عيد الحب مدى قوة مشاعرهم.

وقال استاذ لعلم النفس بجامعة طهران "الشبان يريدون أن يعيشوا حياتهم. يدخلون على الانترنت ويستطيعون رؤية كيف يعيش الشبان في انحاء العالم."

وأصبح الاحتفال الذي اتخذ اسمه من اسم قديس مسيحي مصدر ربح للمؤسسات التجارية في ايران حيث اكثر من 60 في المئة من السكان البالغ عددهم 73 مليون نسمة دون سن الثلاثين.

وقال بائع زهور في شمال المدينة "نفدت الزهور الحمراء بالفعل. حتى المراهقين يشترون الزهور لاحبائهم. اليوم يوم عمل جيد جدا لمتاجر الزهور هنا."وصلتنا طلبات ايضا من ايرانيين يعيشون بالخارج يريدون ارسال زهور لاحبائهم في ايران."بحسب رويترز.

وأدت الثورة التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة قبل اكثر من ثلاثة عقود من الزمان الى هجرة أعداد كبيرة من الايرانيين.

وقال أصحاب مطاعم انها محجوزة بالكامل. واستخدمت بعض المطاعم الرسائل النصية لاغراء الشبان الايرانيين بالاحتفال بعشاء رومانسي.

وقال سامان رحماني (28 عاما) وهو مدرس لغة انجليزية "اشتريت لحبيبتي صندوقا من الشيكولاتة وسآخذها الى مطعم فاخر الليلة."

وما زالت ايران تعاني من اضطراب داخلي حيث تقع القيادة المحافظة للجمهورية الاسلامية تحت ضغط بسبب انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو حزيران. وتقول المعارضة الاصلاحية ان الانتخابات شهدت تلاعبا لضمان فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية.

عيد الحب على الطريقة المصرية    

ويحظى عيد الحب في مصر بشعبية كبيرة، وتحرص المتاجر المصرية على عرض أنواع مختلفة ومتعددة من الهدايا. كما يطغى اللون الأحمر على المعروضات التجارية والأشكال المختلفة للقلوب، التي ترمز إلى الرومانسية. ويعتبر عيد الحب منتشرا بصفة كبيرة لدى فئة الطلبة، حيث تتزين الجامعات في هذا اليوم بالذات بالأعلام الحمراء وترتدي الطالبات الملابس الحمراء التي تعد في هذا اليوم بمثابة "إعلان حب". وتحول "يوم فالنتاين"، مثله مثل بقية الأعياد إلى مناسبة تحظى بتغطية إعلامية كبيرة، وأصبح النقل المباشر للحفلات الغنائية بمناسبة "عيد الحب"، من البرامج الثابتة في عدد من القنوات الفضائية.

 وحول انتشار هذه العادة خاصة لدى الشباب المصري، تقول ناهد حمزة، صحفية ورئيسة قسم المرأة في صحيفة الأخبار  المصرية، "إن الجيل الجديد مُطَّلِع جدا على الثقافة الأوروبية، التي تنتشر في شتى أنحاء العالم من خلال انتشار الانترنيت"، لافتة إلى أن "العولمة قد حولت العالم إلى قرية صغيرة". وبالتالي فإن هناك تقليدا متزايدا للعادات الغربية، بحسب ناهد حمزة. 

السوريون ينفقون نحو 1.5 مليون دولار في عيد الحب  

وفي سوريا تتصدر الوردة الجورية الحمراء اهتمام العشاق في كل مكان حيث يتضاعف سعرها في هذا اليوم عدة مرات ليصل إلى نحو 150 ليرة سورية أي أكثر من 3 دولارات بالمفرق بينما لا يتجاوز سعرها في الأيام العادية نحو عشرين ليرة ويصل انفاق السوريين على الورود في هذا العيد إلى أكثر من 75 مليون ليرة سورية 5ر1 مليون دولار وذلك وفقاً لتقديرات من واقع الأسواق.

ويؤكد منتجو الزهور ونباتات الزينة أن الإنتاج السوري تطور خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير بحيث أصبح يغطي حاجة السوق المحلية ويصدر الفائض منه في المواسم إلى الدول المجاورة مثل لبنان والأردن ودول الخليج العربي بعدما تزايد الاهتمام بإنتاج الزهور وتشجيع المنتجين على تصديرها. وفي تصريح لنشرة "سانا" الاقتصادية قال رئيس لجنة أزهار القطف في غرفة زراعة دمشق عبد الرزاق الزين إنه في عيد الحب تستهلك السوق المحلية نحو خمسمئة ألف وردة جورية حمراء تنتج منها محلياً نحو 25 بالمئة والباقي يستورد من كولومبيا والهند بسعر نحو دولار للوردة الواحدة بالجملة وتباع بنحو ثلاثة دولارات بالمفرق.

واعتبر الزين أن سورية تستطيع أن تزيد من صادراتها من زهور القطف وخصوصاً الزنبق البلدي الذي تميزه عن الزنبق الموجود في الأسواق العالمية الرائحة الزكية العبقة ورخص السعر الذي يصل إلى ثلاثين بالمئة من السعر العالمي وبالتالي فهناك إمكانية كبيرة لتتحول هذه الزراعة إلى صناعة تصديرية مربحة جداً.

وطالب الزين بإقامة بورصة لأزهار القطف في سورية أسوة بالدول المجاورة لتشجيع المزارعين على زراعة هذه الازهار والتي تمكن المزارعين من بيع منتجاتهم بسعر موحد مجز في كل أيام العام بدلاً من انخفاض السعر في غير أيام المواسم.

ويقول صاحب أحد المشاتل: إنهم يستوردون بذور الأزهار والشتلات من هولندا وفرنسا وأميركا مثل السيلوزيا والكاميليا والبيكونيا والبيتونيا والجربيرا ويصل سعر البذرة الواحدة أحياناً لبعض هذه الأنواع إلى نحو 20 ليرة.

وأضاف أن النباتات المجذرة ممنوع استيرادها بهدف تشجيع المزارعين على تطوير زراعة الورود في البلاد والمسموح استيرادها هي الأنواع التي دون جذور لافتاً إلى أن النبتة المقزمة تطرح أزهاراً أكثر من النبتة العادية بأضعاف مضاعفة لأنها مهجنة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/شباط/2010 - 2/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م