الكوارث الطبيعية تتنوّع لتُشكّل الخطر الأكبر على البشرية

الزلازل قتلت مليونين من البشر وشبح تسونامي جديد في الأفق

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: قالت منظمة أطباء بلا حدود أن حكومات دول عبر أنحاء العالم تعيق وصول مساعدات إغاثة إلى سكان محاصرين كما يتم إبعاد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الايدز من العيادات الطبية بسبب ضعف التمويل.

ومن جهة اخرى قالت الأمم المتحدة، إن الزلازل كانت أكثر الكوارث المسببة للوفاة خلال العقد الماضي إذ ساهمت في 60 في المائة من الوفيات الناجمة حوادث الطبيعة. وإن الزلازل ما زالت أخطر تهديد للملايين من البشر في أنحاء العالم حيث تقع ثمانية من أكثر المدن ازدحاماً في العالم على خط الزلازل.

وفي غضون ذلك ذكر خبراء متخصصون ان مخاطر وقوع تسونامي مدمّر كالذي ضرب في المحيط الهندي في 2004 تبقى مرتفعة بسبب الضغط المتراكم بين صفيحتين تكتونيتين على طول جزيرة سومطرة الأندنوسية. فيما ألقى وزير في الحكومة الاندونيسية باللائمة على تراجع أخلاق الناس كسبب لاستمرار تعرض بلاده لسلسلة من الكوارث الطبيعية.

وبموازاة هذا التشاؤم حذرت دراسات أجراها البنك الدولي لمعلومات المناخ من أن ارتفاع مستوى سطح البحر متراً واحداً سيحوّل 56 مليون شخص في 84 بلداً إلى لاجئين لأسباب بيئية.

أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم

وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير ان حكومات دول عبر انحاء العالم تعيق وصول مساعدات اغاثة الى سكان محاصرين كما يتم ابعاد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الايدز من العيادات الطبية بسبب ضعف التمويل. وتضمن التقرير الذي يبعث على الكآبة قائمة بأسوأ عشر كوارث انسانية في العالم.

وأعلنت المنظمة هذه القائمة في الوقت الذي تمنع فيه حكومات وصول المساعدات مثل سريلانكا وباكستان والسودان وتشن فيه هجمات ضد مدنيين في دول مثل اليمن وأفغانستان وباكستان والكونجو الديمقراطية والصومال.

وقالت المنظمة ان القائمة تضمنت الازمة في السودان والحاجة لتوفير التمويل لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الايدز والاهمال القائم لامراض أخرى.

وقال كريستوف فورنييه رئيس المجلس الدولي للمنظمة في بيان "ما من شك في أن المدنيين يصبحون ضحايا على نحو متزايد في الصراعات كما تقطع عنهم المساعدات الاغاثية عمدا في الاغلب."

وأضاف "في أماكن مثل سريلانكا واليمن اللتين استعرت فيهما الصراعات في 2009..فان جماعات الاغاثة اما منعت من الوصول للمحتاجين أو أجبرت على الخروج لانها تتعرض أيضا للنار. هذه الديناميكية غير المقبولة باتت الامر المعتاد."

وقالت المنظمة ان أشخاصا يعانون من عدد من الامراض يتعرضون للاهمال كما لا تتوفر العلاجات للكثير من حملة فيروس نفص المناعة المكتسب المسبب لمرض الايدز.

وقال فورنييه "سيبعد المرضى عن العيادات بسبب غياب التمويل" مضيفا "التوقيت قد لا يكون أسوأ."

وذكرت المنظمة أن تمويل الابحاث كان راكدا مستشهدة باعلان كل من الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا وبرنامج خطة الرئيس الامريكي الطارئة لمكافحة الايدز عن تقليل التمويل أو الحد منه.

الكوارث قتلت 780 ألف إنسان العقد الماضي

من جهة اخرى قالت الأمم المتحدة، إن الزلازل كانت أكثر الكوارث المسببة للوفاة خلال العقد الماضي، إذ ساهمت في 60 في المائة من الوفيات الناجمة حوادث الطبيعة.

وقالت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحد من مخاطر الكوارث، مارغريتا والستروم، إن الزلازل ما زالت أخطر تهديد للملايين من البشر في أنحاء العالم حيث تقع ثمانية من أكثر المدن ازدحاما في العالم على خط الزلازل.

وأضافت قائلة "لحسن الحظ لا تقع الزلازل بصورة متواصلة ولكنها الأكثر فتكا من بين جميع الكوارث الطبيعية، فهي تودي بحياة عدد كبير من الناس في ثوان معدودة". بحسب سي ان ان.

وبحسب الإحصائيات الصادرة عن مركز البحوث عن أوبئة الكوارث فقد أودت 3852 كارثة طبيعية خلال العشر سنوات الماضية بحياة 780 ألف شخص وأثرت على مليارين آخرين بخسائر بلغت 960 مليار دولار.

وبالنسبة للخسائر البشرية، فتعتبر قارة آسيا هي الأكثر تضررا حيث تسببت الكوارث خلال العقد الماضي في 85 في المائة من الوفيات.

ويعتبر تسونامي الذي ضرب عدة دول في آسيا عام 2004، أكبر كارثة تسببت في وفاة عدد كبير من الأشخاص حيث خلف 226.408 قتيل ومن بعده إعصار نرجس الذي قتل 138.366 شخصا في ميانمار عام 2008 وزلزال سيشوان في الصين عام 2008 والذي أودى بحياة 87.476 شخصا بينما لقي 73.338 شخصا حتفهم في الزلزال الذي ضرب باكستان عام 2005.

وقالت والستروم "إن عدد الكوارث الطبيعة قد تضاعف منذ الأعوام 1980 و1989، إلا أن عدد الأشخاص المتأثرين قد انخفض، وقد يعزى ذلك إلى وسائل الوقاية واستعداد المجتمعات".

وأكدت والستروم أن الاستثمار في الحد من الكوارث هام للغاية بالنسبة للمدن والمجتمعات المعرضة لخطر الزلازل، التي يمكن أن تقع في أي وقت وفي أي مكان.

خطر وقوع تسونامي جديد لا يزال مرتفعا

وذكر خبراء في دراسة نشرت مؤخرا ان مخاطر وقوع تسونامي مدمر كالذي ضرب في المحيط الهندي في 2004 تبقى مرتفعة بسبب الضغط المتراكم بين صفيحتين تكتونيتين على طول جزيرة سومطرة.

وقال جون مكلوزكي من جامعة الستر في بريطانيا وزملاؤه في رسالة نشرتها مجلة "نيتشر جيوساينس" المتخصصة "في 30 ايلول/سبتمبر 2009 ضربت هزة ارضية بقوة 7,6 درجات مدينة بدانغ في اندونيسيا".

وقال العلماء انه "رغم قوة الهزة فانها لم تسبب انهيار الصدع في سومطرة ولم تحرر كثيرا الضغط المتراكم على مدى 200 سنة في قطاع منتاواي" قرب بدانغ.

واضافوا ان هذا الجزء من الصدع "قد يتحرك في اي لحظة" و"مخاطر وقوع هزة ارضية تزيد قوتها عن 8,5 درجات تتسبب بتسونامي، مرتفعة جدا".

ويرى خبراء الجيولوجيا ان ثمة احتمالا بسقوط عدد من الضحايا جراء هذه الظاهرة يناهز عدد ضحايا تسونامي عام 2004 في المحيط الهندي اثر زلزال بقوة 9,3 درجات اوقع اكثر من 220 الف قتيل معظمهم على جزيرة سومطرة.

ويؤكد واضعو الدراسة ان مدينة بدانغ التي يقيم فيها 850 الف نسمة تبقى معرضة اكثر من غيرها لهذا الخطر.

وزير اندونيسي: انعدام الأخلاق سبب الكوارث

وألقى وزير في الحكومة الاندونيسية باللائمة على تراجع اخلاق الناس كسبب لاستمرار تعرض بلاده لسلسلة من الكوارث الطبيعية.

وقال وزير الاتصالات والاعلام تيفاتول سيمبيرنغ ان هناك الكثير من برامج التلفزيون التي تدمر الاخلاق. لذا، حسب قول الوزير، ستستمر الكوارث الطبيعية في الوقوع.

وجاءت تصريحات الوزير فيما كان يخطب في صلاة الجمعة في بادانج بسومطرة التي تعرضت لزلزال قوي في سبتمبر.

وطالب الوزير بقوانين اكثر تشددا منتقدا تصاعد الانحطاط، الذي يثبته كما قال توفر اسطوانات فيديو اباحية اندونيسية الصنع في السوق المحلية.

وحسب ما ذكرت صحيفة جاكرتا جلوب اثارت تصريحاته ردود فعل غاضبة على الانترنت خاصة بين من يتتبعونه على موقع تويتر.

وتساءل احد المعلقين الاليكترونيين عن تركيزه على لا اخلاقية الناس مع ان في الحكومة ما هو اكثر.

دعوات لاهتمام أكبر في الحد من المخاطر

ومن جهة اخرى حث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على تخصيص المزيد من الأموال ورسم السياسات اللازمة للحد من الكوارث لحماية المجتمعات المستضعفة في منطقة آسيا المحيط الهادئ.

وتأتي هذه الدعوة تزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة لكارثة التسونامي التي ضربت منطقة المحيط الهندي عام 2004 مودية بحياة 226,000 شخص في 13 بلداً من بينهم 50,000 شخص ظلوا في عداد المفقودين.

وقال ال بانيكو، رئيس وحدة التسونامي في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: "نحن ندعو إلى نشر المزيد من الوعي والالتزام من حيث التمويل والإجراءات لأننا نؤمن أن ذلك حقاً ما سينقذ أرواح الناس على المدى البعيد".

وأضاف أن هذا يعني "وضع السياسات وشملها في البرامج ...ومجالات الاستجابة التي تمولها الجهات المانحة بالإضافة إلى التزام الأشخاص بوعودهم وربط أنظمة الإنذار المبكر بالمجتمعات".

وعلى الرغم من أن منطقة آسيا المحيط الهادئ معرضة لكوارث كبرى، إلا أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يرى أن الكوارث المحلية الصغيرة تشكل التهديد الرئيسي بالنسبة للمنطقة حيث ارتفع عددها من 21 كارثة عام 2004 إلى 51 عام 2008، ولذلك هناك حاجة إلى المزيد من برامج الحد من الكوارث في تلك المنطقة.

وأوضح بانيكو أنه قد تم بذل الكثير من الجهود لتحسين أنظمة الإنذار المبكر في المنطقة بعد كارثة التسونامي ولكن هناك فجوة في توصيل التحذيرات للسكان المعرضين للخطر.

وأضاف قائلاً: "يبقى التحدي في توصيل الرسائل إلى الأشخاص المسؤولين عن تقديم المساعدة والمجتمعات والناس على الأرض ... الذين هم بحاجة إلى حماية أنفسهم بطريقة أو بأخرى".

وقد حدث التسونامي نتيجة زلزال بلغت شدته 9.15 درجة قبالة سواحل إندونيسيا استمر قرابة العشر دقائق. وقد أدت موجات التسونامي إلى دمار هائل ولكنها كانت متبوعة بتدفق غير مسبوق من التبرعات وبأكبر عملية استجابة وتعافي منذ الحرب العالمية الثانية، وفقاً لبانيكو الذي أضاف: "لقد مست هذه الكارثة جميع الناس في كل مكان".

وقد تم تقدير تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بنحو 10.9 مليار دولار، وفقاً للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، نقلاً عن الأمم المتحدة والجهات الحكومية.

وبحلول ديسمبر 2005، كان العالم قد تعهد بتقديم 14 مليار دولار، 11.6 مليار منها تعهدت بها منظمات غير حكومية وحركة الصليب الأحمر ومنظمات الأمم المتحدة أو حصلت عليها.

وشملت التحديات عدم توفر القدرات الحكومية لتنسيق جهود الإغاثة، ومشاكل لوجستية كبيرة سببتها البنية التحتية المدمرة، بالإضافة إلى مطالب بزيادة المساءلة.

ومع ذلك قال بانيكو أن الكارثة حثت عدد من الحكومات على إصلاح قطاع العمل الإنساني. كما ساعدت على تأسيس نظام المجموعات الذي ينسق جهود الإغاثة بين الوكالات المختلفة بشكل أفضل وأضافت جهود التعافي كعنصر رئيسي في عمليات الإغاثة من الكوارث.

10 بلدان مهددة بالغرق في تسونامي جديد

وحذرت دراسات أجراها البنك الدولي لمعلومات المناخ، وأوردتها نشرة «وورلد بوليسي جورنال» الفصلية الأميركية في عددها الأخير، من أن ارتفاع مستوى سطح البحر متراً واحداً سيحوّل 56 مليون شخص في 84 بلداً إلى لاجئين لأسباب بيئية.

وقالت الدراسة إن أكثر من 10 بلدان ستتأثر بـ «تسونامي» قادم، وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر وتونس وموريتانيا وسورينام وغيانا وغينيا الفرنسية وجزر البهاما، وصولاً إلى فيتنام.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 11 ٪ من سكان هذه البلدان سيتحولون إلى مشرّدين ونازحين مع ارتفاع مستوى سطح البحر بواقع متر واحد، حيث ستكون الآثار شديدة للغاية في دلتا نهر الميكونغ ودلتا النهر الأحمر.

كما ستتعرض دلتا نهر النيل إلى تأثيرات مماثلة من جرّاء ارتفاع مستوى سطح البحر، حيث سيُصبح ما نسبته 10.5 % من سكان تلك البقعة من الأرض في دائرة الخطر مع تعرض 25 % من مساحة الدلتا للانغمار تحت مياه البحر.

وفي جنوب آسيا، ستكون بنغلاديش أشد الدول المتأثرة من حيث نسبة الأراضي المتضررة، وعليه فإن خطط التكيّف مع ارتفاع مستوى سطح البحر ينبغي أن تشمل حماية الخطوط الساحلية وإبعاد المرافق المعرضة للمخاطر عن الشواطئ.

وبينما سيكون ارتفاع مستوى سطح البحر تدريجياً فإنه سيجعل البلدان المُشار إليها أكثر عرضةً لمخاطر الفيضانات الساحلية نتيجة لهبوب الأعاصير.

على صعيد متصل، أظهرت نتائج تقرير أعدته منظمة «المنتدى العربي للبيئة والتنمية» غير الحكومية أن الدول العربية سوف تكون أكثر دول العالم تضرراً من ظاهرة التغيّر المناخي، الأمر الذي سينعكس سلباً على القطاع الزراعي فيها، وذلك نظراً لاعتماده على مياه الأمطار بشكل كبير.

ونشرت المنظمة تقريراً عن نتائج التغيّر المناخي في العالم العربي بيّنت فيه أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف تكون من بين المناطق الأكثر تضرراً من هذه الظاهرة وأقلها استعداداً لمواجهة المضاعفات المتوقعة في حال حدوثه.

وبحسب الخبراء، فإن حدوث تسونامي جديد سيغرق جنوب العراق بأكمله وسيحوله إلى جزء من البحر مثلما كان قبل آلاف السنين.

ويزيد من خطورة الوضع بالنسبة للعراق وضع سدّ الموصل (سدّ صدّام سابقاً) الذي يبعد حوالي 50 كيلومتراً شمالي مدينة الموصل (شمال) ويقع على مجرى نهر دجلة. وهذا السدّ (الموصل) الذي بُنِيَ العام 1983، يبلغ طوله 3.2 كيلومترات وارتفاعُه 131 متراً، ويعتبر أكبر سدّ في العراق ورابع أكبر سدّ في الشرق الأوسط.

مشكلة السدّ أنه مَبنيٌ على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمّل، الأمر الذي استوجبَ حقنَ هيكله بالخرسانة بشكل دوري لضمان عدم انهياره، وقد بوشر بمثل هذه العملية منذُ منتصف الثمانينيات، لكن تبيّنَ بعد حرب 2003 أن السدّ مهدّد بالانهيار بسبب عدم تدعيم هيكله.

ويُذكر أن انهيارَه سيؤدي إلى غمر مدينة الموصل والقضاء على ما يقارب المليون نسمة من سكانها، بالإضافة إلى تدمير القرى المجاورة لمجرى نهر دجلة، ما لم يتمّ تدارُك مشكلة الخرسانة وتعزيز التربة الضعيفة في الوقت المناسب.

أسوأ الزلازل في العالم قتلت مليونين من البشر

ويعد زلزال هايتي الذي حصد أرواح ما لا يقل عن 112 ألف شخص واحدا من أسوأ الزلازل في الذاكرة الحية للعالم. وقتلت أسوأ الزلازل منذ عام 1900 وحتى زلزال هايتي الأخير نحو مليوني شخص.

وتعد أسوأ الزلازل التي مرت على البشرية منذ عام 1900، زلزال مدينة ميسينا الإيطالية الذي وقع في 28 كانون الأول (ديسمبر) 1908 وبلغت شدته 7.5 درجة وأسفر عن مقتل ما بين 70 ألفا إلى 100 ألف شخص، زلزال مدينة كانصو الصينية الذي بلغت شدته 8.6 درجة وانتفض في 16 كانون الأول (ديسمبر) 1920 وأسفر عن مقتل ما يصل إلى 200 ألف شخص، زلزال مدينة طوكيو اليابانية ووقع في أول أيلول (سبتمبر) 1923 وبلغت شدته 8.3 درجة وأسفر عن مقتل ما يصل إلى 200 ألف شخص، زلزال مدينة تشينينج الصينية وحدث في 22 أيار (مايو) 1927 وبلغت شدته 8.3 درجة وأسفر عن مقتل 200 ألف شخص، زلزال تركمانستان وحدث في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 1927 وبلغت شدته 7.3 درجة وبلغت خسائره 100 ألف قتيل، زلزال مدينة تانجشان الصينية 27 تموز (يوليو) 1976 وبلغت شدته 8 درجات وقدر ضحاياه بين 242 ألف و655 ألف شخص، زلزال أرمينيا ووقع في 7 كانون أول (ديسمبر) 1988 وبلغت شدته 7 درجات وبلغ ضحاياه ما يصل إلى 55 ألف قتيل. بحسب تقرير د. ب. أ.

وفي 21 حزيران (يونيو) 1990 وقع زلزال شمال غرب إيران وبلغت شدته 7.7 درجة وأسفر عن مقتل ما يصل إلى 50 ألف شخص.

أما في 26 كانون الأول (ديسمبر) 2004 فحدث زلزال سومطرة في إندونيسيا وبلغت شدته 9 درجات وبلغ عدد ضحاياه 230 ألف شخص، وفي 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2005 وقع زلزال باكستان والهند وبلغت شدته 7.6 درجة وبلغ ضحاياه 87 ألف شخص.

30 زلزالاً و28 درساً مستفاداً منها

وفي الوقت الذي تقوم فيه المنظمات الإنسانية بإطلاق جهود الإغاثة الخاصة بزلزال هايتي، قام معهد التنمية ما وراء البحار، وهو مؤسسة بحثية مقرها المملكة المتحدة، بعرض تقرير قامت بإعداده شبكة التعلم والمساءلة. ويوضح التقرير 28 درساً من الدروس المستفادة خلال 30 عاماً من الاستجابة للزلازل.

ويغطي التقرير زلزال غواتيمالا الذي أدى إلى مقتل 23 ألف شخص وزلزال يوغياكارتا الذي خلف 5,549 قتيلاً. وذكرت شبكة التعلم والمساءلة في التقرير أن الزلازل يمثل تحدياً فريداً نظراً لمعدلات الوفاة العالية والدمار الشديد الذي يصيب البنية التحتية والطرق وما ينجم عنه من أنقاض تؤخر جهود التعافي من الكارثة ومخاطر الهزات الارتدادية.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال بن رامالينجام، مدير البحوث والتنمية في شبكة التعلم والمساءلة أن "القرارات التي نتخذها الآن في هايتي يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يتم من خلالها تنفيذ العمليات لبعض الوقت".

ولدى رامالينجام آمال كبيرة. فبمقارنة هايتي الآن بالحالة التي أعقبت كارثة تسونامي عام 2004 يرى رامالينجام أنه يوجد "الآن المزيد من التركيز على ما يمكن القيام به بصورة أفضل وهناك الكثير من النقاش حول التنسيق والجودة، وهذه حالة يمكن أن تكون فريدة من نوعها".

وقالت شبكة التعلم والمساءلة أن أهم درس يجب أن تطبقه المنظمات الإنسانية هو التعامل في وقت واحد مع كل من الإغاثة في حالات الطوارئ وجهود التعافي طويلة الأمد، مضيفة أن "التعافي هو التحدي الأكبر. فخطط المنظمات لا يجب أن تبالغ في تقدير الحاجة إلى الإغاثة بل يجب أن تنتقل بسرعة إلى أنشطة التعافي".

ومن المرجح أن يستغرق التعافي المادي (العمران والبنى التحتية) ما بين ثلاث إلى خمس سنوات في هايتي.

التعافي

وقال رامالينجام أن "التعافي في هايتي هو أيضاً اجتماعي وسياسي واقتصادي وليس فقط مادياً. كما أن هناك حدود لما يمكن أن تقدمه المساعدات الإنسانية في هذا الشأن. فالمجتمع الدولي بأسره يحتاج إلى أن يرتقي إلى مستوى هذا التحدي".

أغلب الأعمال التي تنقذ الحياة في أي كارثة يقوم بها السكان أنفسهم

وأشار رامالينجام إلى أن الأولويات العاجلة الأخرى لهايتي تشمل تحديد الجهة- لتكن المؤسسات الحكومية القائمة أو الأمم المتحدة أو الإدارة الأمريكية- التي ستقود جهود الاستجابة.

وعندما تقوم المنظمات الإنسانية بتخطيط استجابتها يجب ألا تنسى درساً بسيطاً وهو أن "أغلب الأعمال التي تنقذ الحياة في أي كارثة يقوم بها السكان أنفسهم....فأهم مورد لدى الهايتيين هو رأس مالهم الاجتماعي. ويجب على المنظمات أن تقدم معلومات جيدة للمجتمعات حتى يتمكنوا من تخطيط جهود تعافيهم من البداية".

وبعض الدروس الإضافية من تقرير شبكة التعلم والمساءلة هي:

· تقديم المال والشراء من السوق المحلية أينما كان ذلك ممكناً. ويحذر رامالينجام من أن هذا الدرس يجب تطبيقه بحذر في هايتي نظراً للمخاوف الأمنية.

· عدم المبالغة في تقدير أخطار الأمراض لأن هذا سيؤدي إلى سوء تخصيص الموارد. فثلاثة فقط من بين ستمائة كارثة جيوفيزيائية أدت إلى انتشار الأمراض والأوبئة طبقاً لبحث نُشر في مجلة الأمراض المعدية الناشئة. فالخطر الحقيقي الذي تشكله جثث الموتى بعد الكوارث الطبيعية هو المرض النفسي الذي يسببه الحزن والصدمة.

· من الخطأ التركيز على مأوى الطوارئ وإهمال المأوى الدائم. والحل المعقول هو "المأوى الانتقالي" الذي يمكن تحويله إلى مساكن دائمة.

· عمليات التعافي من الكوارث ليست محايدة. فالعمليات سوف تعزز أو تحد من عدم المساواة القائمة ويجب أن تكون مصممة للحد من عدم المساواة.

· الإصغاء إلى متلقي المساعدات والتأكد من أن تلك المساعدات ملائمة.

· سبل كسب الرزق هي مفتاح التعافي من الكارثة ويجب الإصغاء إلى السكان المتضررين بشأن أولوياتهم لإنعاش سبل كسب الرزق.

· يجب الاستعداد لنزاعات على ملكية الأراضي.

· يجب محاولة إعادة البناء بصورة أفضل، عن طريق تحسين قوانين البناء على سبيل المثال. ولكن يجب أن نكون واقعيين، فالاستجابة للكوارث ليست عصاً سحرية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/شباط/2010 - 16/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م