مهر متواضع... أمل يبحث عنه الكثير من شبابنا

كيف تنظر الفتيات لظاهرة غلاء المهور

تقرير: علا الفياض

 

شبكة النبأ: "ميساء" عمرها 34 عام، تنازلت عن الكثير من حقوقها لاتمام الزواج على الرغم من دهشة ورفض الاهل القاطع للامر، وتقول في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وما صاحبها من عجز الكثير من الشباب عن توفير مستلزمات الزواج التي تتطلب تكاليف باهظة من سكن مؤسس وحفل عرس وشبكة ومهر وغيرها من متطلبات يقتضيها المظهر الاجتماعي هل تقبل الأسرة أو الفتاة بشاب جاءها لا يملك سوى راتبه ولديه خلق وسيرة ذاتية ناصعة البياض وعلى استعداد لتأثيث بيت يتناسب مع دخله؟

فلا يخفى على أحد نتائج الدراسات الاجتماعية التي تشير إلى ارتفاع نسبة العنوسة بين المواطنين من الجنسين واتجاه رقم كبير من الشباب للزواج بنوعية "المتعة والعرفي" هربا من تكاليف لا يقدرون عليها يتطلبها الزواج، كما لا يخفى على أي متابع التغييرات التي جرت على المجتمع العراقي من حروب متتالية وارهاب اودى بحياة الشباب المتزوجين وغيرهم خلال السنوات الأخيرة، والتي أحدثت نوعا من التفكير الايجابي تجاه أشياء كانت من المسلمات في السابق، ولا يجوز الاقتراب منها وعلى رأسها التزام العريس بمهر كبير ومنزل مؤثث من أبرز بيوت الأزياء العالمية، وعرس يعلم به القاصي والداني وقائمة طويلة من المتطلبات.

(شبكة النبأ المعلوماتية) وجهت السؤال للفتيات من أعمار مختلفة فجاءت الإجابات متباينة ولكن وفقا لعمر الفتاة فالتي في مقتبل الشباب تتمسك بالمهر والعرس بعكس تلك التي باتت تخاف مرور قطار الزواج فسقف مطالبها مختلف تماما والى آراء الفتيات.

تقول رسل الفياض: لم تصل الفتاة البصرية إلى هذا الوضع وهو دفع المهر أو التنازل عنه ولكن هذا لا يمنع أن كل شيء وراد، ففي الهند الرجل مخلوق مقدس والأنثى عليها أن تسترضيه بشتى الطرق، تعمل من أجل تغطية احتياجاته، تدفع له المهر وتعد بيت الزوجية وأنا عن نفسي أرفض التنازل عن حق أحله الله لي.

وتضيف اسراء فيصل، من ناحية المهر ما أرضى يعني على الأقل أحس بمكانتي ورغبته بي وهذا لا يعني أنني مادية ولكنه شيء متعارف عليه فالمهر ليس ركنا لصحة الزواج ولا يضمن السعادة ولكنه يرمز إلى تقدير قيمة المرأة والزواج.. فقد قال صلى الله عليه واله وسلم لأحد الصحابة حينما لم يجد ما يقدمه مهراً لزوجته التمس ولو خاتما من حديد.

أما حفلة الزواج بصراحة لا تهمني كثيرا وليس شرطا بأن تكون في أرقى الفنادق لأن فيها إسرافا وتبذيرا لكن النبي صلى الله عليه وسلم حث على إشهار الزواج ليس بالبذخ المعروف والإسراف الفاحش.

وتؤكد لمى سعيد الشمري خلال حديثها لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): انه من حق أي فتاة أن تفرح بليلة زواجها،ومن حقها ايضا ان تتباهى امام رفيقاتها ولكن التواضع شيء أساسي في حين خالفها الرأي سلوى الأنصاري التي ترى أنه ليس من الضروري أن كل من تصل إلى عمر الثلاثين تقدم تنازلات و الأمثلة كثيرة لبنات وصلت أعمارهن الثلاثينيات و مع هذا نراهن تزوجن و على الطرق المتعارف عليها وبكامل حقوقهن ومن وجهة نظري البنت مهما وصل عمرها عفتها هي سر جمالها و لا وجود للعنوسة والتنازل عن الحقوق ليس له مكان في مجتمعنا بتاتا.

وتؤكد فاطمة 40 عام التي تزوجت قبل خمسة أشهر تقريبا وسط حفلة صغيرة أقامتها في البيت في حضور الأهل وبعض المقربين. ومنذ ذلك التاريخ و حتى اليوم تسمع فاطمة كلمات المدح والثناء لعدم إغراق زوجها بالديون والمصاريف.

وتضيف: لم طلب مقدماً ولا مؤخراً ولا حتى ذهباً بل ما طلبته وما أزال أطلبه هو علاقة مستديمة لا تقوم على المال والثروة. ووصل الأمر بصديقاتها وبنات العائلة إلى الاستهزاء بها و وصفها بالرخيصة والبعض أطلق عليها وعلى أخواتها خذ واحدة والثانية مجانا وذلك لإلغائها المهر وتكاليف العرس والزفاف ولكنها كبرت بعيون الكثير وبعد زواجها بأقل من شهرين خطبت شقيقتها وتضيف لطيفة ألم يقل عليه السلام أفضلهن أقلهن مهراً ، وألم يقل عز وجل في محكم التنزيل (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً).

وتقول ميسون أحمد لـ(شبكة النبأ): كنت على وشك الخطبة لكن شجاراً وقع مع أهل الشاب حول تكاليف المهر. فتارة يطالبه والدي بزيادة المبلغ وتارة يقول له والد الشاب هذا كثير وزيادة. واضطرني الأمر إلى تأجيل موعد الخطبة ريثما أتمكن من إقناع أهلي بأنني لست سلعة للبيع والشراء وإنني أرفض رفضاً قاطعاً تبذير المصاريف على أشياء سخيفة بينما بيت الزوجية ينقصه الكثير ليصبح قابلاً للسكن.

تقول سهام المنصوري عندما تتنازل الفتاة عن طلباتها سيطمع بها العريس وربما يحرمها من الكثير بحجة عدم امتلاكه مالاً.

وتضيف والدة سهام أنه: يجب أن تطلب الفتاة مبلغاً معقولاً من المال لشراء بعض الحاجات كي تتأكد من كرم الشاب وقدرته لاحقاً على تلبية مصروف الأسرة.

وتضيف رونق أقبل بالزواج دون حفلة زفاف ولكن لابد من دفع المهر أما صوفي فتؤكد إن الحب أهم من كنوز الدنيا بأكملها وتعارضها سمية محمد قائلة: طبعا من حقوق المرأة على زوجها دفع المهر وإشهار هذا الارتباط بحفلة الزواج ولا أقبل بغير ذلك انه حلم كل فتاة أن تلبس الفستان الأبيض وتفرح بليلة عرسها.

بينما رأت السيدة أم احمد في كلامها لـ(شبكة النبأ) أن المهر حق يعزز قيمة الفتاة وأنه حقها ويجب أن تتمتع به لأنها إن لم تحصل عليه قبل الزواج فلن تحصل عليه بعده وترفض أن تزوج ابنتها بهذه الطريقة.

وتؤيدها بالرأي أم هند وتقول أنا بصراحة لا أفضل الزواج بدون مهر أو بمهر رمزي كما أنني لست من مؤيدي غلاء المهور وخير الأمور الوسط ولعلي أذكر لكم هذه القصة التي تؤكد أهمية المهر لتعزيز قيمة الزوجة يحكى أن رجلا زوج ابنته وطلب من زوجها مهرها كيس بصل فأحضر الرجل كيس البصل وأخذ عروسته وذهب وهم في الطريق مر العروسان بنهر ماء فعبر الرجل النهر بسرعة ثم قال لعروسته اعبري النهر فقالت له ساعدني فقال لها أعبريه أو ارجعي لأبيك فلم أدفع فيك سوى كيس بصل.

وتزوج هذا الرجل من فتاة أخرى وطلب أبو الفتاة مهراً لابنته كيس بصل مملوءاً بالذهب فدفع الرجل المهر وأخذ عروسته وذهب ومرا على نفس النهر فهنا حمل الرجل زوجته وعبر بها النهر وهو يبتسم.

وتضيف زهرة أنا شخصيا لا أريد مهراً ولا شبكة ولا أحب الذهب وقليلاً ما ألبسه فلماذا أثقل كاهل زوج المستقبل بالديون ،،،، فما يخص المال فأظن أن البنت يجب أن تساعد زوجها و لا تكثر عليه خصوصا إذا كان في بداية حياته العملية و هذا حال الكثير من شبابنا اليوم ديون وأقساط لماذا لا تفكر في التوفير حتى يعمرا بيتا يجمعهما.

ومن جهة أخرى تؤكد سارة المري لـ(شبكة النبأ): بصراحة أنا ضد الزواج بدون مهر، والمهر الرمزي يعتبر مساعدة للزوج لكن في بعض الأحيان يكون إذلالاً للفتاة من الزوج يقول والدي إن صديقا له زوج ابنته بمهر قدره 2 ريال، طمعاً برجل صالح و المهم وبعد الزواج بفترة بدأ الزوج ينادي الزوجة بأم ريالين يستهزئ بقلة مهرها، في بداية الأمر صبرت وتحملت ولكن إلى متى، وعندما ذهبت لزيارة أهلها أخبرت والدها بالموضوع، وعندما جاء الزوج يريد زوجته قال له الوالد إذا كنت تريد زوجتك ادفع المهر الذي كان من الواجب عليك دفعه من قبل وهو 200000 دينار.

وتقاطعها زميلتها نجلاء تقول خير الأمور الوسط لا لمبالغة بالمهر ولا تزويج البنت ببلاش المهر من حق البنت وخير الأمور أوسطها.. بعدين مهما يسألوا أهل البنت عن الشاب عن صلاحه وأخلاقه تبقى هناك حلقة مفقودة الطباع ياما ناس سيرتهم طيبة لكن طباعهم صعبة وكل شيء يرجع للقسمة والنصيب والزوج الطيب يقدر لو كان أخذ زوجته بمهر قليل أنا أعرف وحدة زوجها أعطاها مهرا قليلا لظروف معينة وبعد كذا سنة فاجأها وقال لها، لج بذمتي باقي مهرج وأعطاها المبلغ.

وتقول دانه سعيد لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): المهم إن الإنسان يكون مرتاحا أما الحفل والمهر هذه أشياء شكلية، فمن الممكن أن أقيم حفلا بفندق كبير وأحصل على مهر ضخم وأن تتحول حياتي إلى جحيم مع زوج المستقبل، فالحياة السعيدة أغلى من كنوز الأرض، والاستقرار والتفاهم وتقبل الطرف الآخر هي أهم مقومات الزواج السعيد.

وتؤكد عفراء رفضها للزواج بلا مهر لأن المهر الكبير يعكس مدى مكانة العروس من الناحية الاجتماعية، كما أنه يزيد قدرها وقيمتها لدى الشخص المتقدم للزواج منها.

وللوقوف على رأي الشرع يقول فضيلة الشيخ ياسر الموسوي ، للإفتاء يجوز للمرأة أن تتنازل عن المهر كله أو بعضه لزوجها بإجماع لقوله تعالى: (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً) النساء: 4.

أي فإن طابت أنفسهن لكم عن شي من الصِداق فوهبنه لكم فكلوه طيباً محمود العاقبة لا ضرر فيه عليكم في الآخرة، وقد نزلت رداً على من كرَّه ذلك، ولكن هذا التنازل لا يكون قبل العقد لأن فيه حقا لله غالب، وإنما يجوز لها التنازل بعد العقد، وليس لها الرجوع بعد ذلك.

فالمسلم المؤمن الحق لا يظلم وخير لولي الأمر أن يضمن دين الزوج وخلقه من أن يضمن ماله عاجله ومؤجله، والمهر الفاحش لا بركة فيه لأنه يثقل كاهل الزوج وقد لا تطيب به النفس، والمغالاة في المهور أحد أهم أسباب تأخر زواج الشباب مما ينذر بفساد كبير وبكارثة اجتماعية وهذا لا ينبغي أن يحصل في ديار الإسلام الذي يسر سبل الزواج وحث عليه.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/كانون الثاني/2010 - 14/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م