لو اردنا استرجاع مواقف الرئيس جلال الطالباني حول نظرته لصالح
المطلك ومن يقف الى جنبه فان اول ما يقفز الى الذاكرة هو تصريح
الطالباني الشهير قبل بضعة اعوام والذي جاء فيه: (أن المطلق معنا في
النهار ويعمل ضدنا بالليل )!
هذا التصريح والموقف لا يحتاج الى قرار من هيئة المسائلة والعدالة
او اجتثاث البعث او حتى ارسال رسالة الى المحكمة الاتحادية كما فعل
الرئيس الطالباني مستفهما عن شرعية الهيئة المثيرة للجدل كما لا يحتاج
ذلك التصريح الشهير الى كل هذه المماطلة في توضيح نظرة الرئيس جلال حول
اشكالية مشاركة صالح المطلك في العملية السياسية! رغم انه اكد في
المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا إن المطلك 'من ناحية كونه بعثي فهو
بعثي، لكنه ليس بعثيا صداميا' ! واعاد الرئيس طالباني في نفس المؤتمر
الى الاذهان شهادة له في صالح المطلك لا ندري ربما كان يقصد فيها
التصريح المذكور اعلاه!
صالح المطلك من جهته الذي دأب على انتقاد العملية السياسية وخونها
مرة لامريكا واخرى لايران حرص ايضا على المشاركة فيها والاحتفاظ
بالمناصب دون ان يقدم تبريرا منطقيا لذلك الموقف المزدوج، حاله حال
الكثيرين من امثاله من بقايا التركة البعثية.
ليس ذلك فقط ما حرص عليه صالح المصلك بل اضافة الى ما تقدم فهو اتخم
اسماعنا صراخا بانتقاده للمحاصصة والنفس الطائفي وطرح نفسه مشروعا
وطنيا بديلا خافت من الكتل الاخرى فارادت استبعاده ! ونفس نفس الوقت
فهو من اكثر المطالبين والمتمسكين بمبدأ المحاصصة والنفس الطائفي
البغيظ الذي ينسف كل شعاراته وشعارات كتلته التي تريد اللعب على الورقة
الوطنية والطائفية في وقت واحد، وما يؤكد ذلك هو تصريحه الاخير لصحيفة
الحياة الصادرة بتاريخ 23/1/2010 (لا يهمني أي منصب، المهم عندي هو
نجاح المشروع الوطني.. وان يكون منصب رئاسة الجمهورية للعرب السنة خلال
الدورة البرلمانية المقبلة)!!!
واضاف الى نفس الصحيفة بأنه يخشى (بقاء سيطرة الاحزاب الكردية
واستحواذها على المنصب اذا استمرت التناقضات الحالية بين الكتل
السياسية).
ان صالح المصلك الذي قال مرات عديدة بانه سوف يصوت باسم البعث صرح
ايضا بانه لن يوقع على التبروء من البعث مهما كانت النتائج بل وربط
ذلك بامتهان الكرامة !! كما ان الرجل المعروف بمواقفه الازدواجية كان
يرفض التدخل في الشأن العراقي من قبل الامريكان والايرانيين فقط ويدعو
للتدخل العربي اعلن ارتياحه لزيارة بايدن وضغوط الجانب الامريكي بشأن
تجميد قرار هيئة المسائلة والعدالة.
ولا ندري ماذا سيكون موقف المطلك لو كان التدخل الامريكي في عام
2003 يصب في صالحه، فهل يرحب به كما يفعل الان ويعتبره دعما
للدميقراطية ام يكون له موقف اخر؟! واذا ماكان التدخل الامريكي حالة
محمودة اذاكان من اجل مصالح معينة تصب في صالح شخوص بعينهم فلماذا هذا
التخوين لهذا او ذاك واحتكار الوطنية في جعبة من يكثرون السفر الى
عمان؟!
* كاتب عراقي
gamalksn@hotmail.com |