شيخ السماحة

فريد النمر

يترقرق الحزن مرهونا بوجدك المحلق دما في عيون القطيف أيها الشيخ الجليل

فتلك فيوضاتك يقرؤها الصباح

 

اغسلوا الفجر بالنجوم وحنّوا =مقل الحزن بالأسى المستباحِ

وانفضوا من منابع الحب دمعا= مستشيطا على النشيج المباح

واندبوا الصبح فالندى غاب عنه= وتلاشت منائر الإصباح

فالسماحات ودعتها الأماسي= في رحيل منمنم بالسماح

جددتنا جداول الحزن عاشورا= جريحا مجلببا بالنياح

فتعالى على "القطيف" سواد =يوم أغفت فتيلة المصباح

أسكرتها على الغياب دروب =في شحوب ولوعة من رياح

فرمتنا لنحو قلبك خفقا =واستقرت على نداك الصراح

أيتمتها نفائس المجد تغدو =دون عود يهز قلب الرواح

والفوانيس أُطفئتْ تورثُ =العتمة حزنا نخيليُ الجناح

لتثير الأحزان مقلة جرح =هضم النزف من صراع الجراح

أي بعدٍ لك المساء ترَامى = ومعين الرفاق ليس بناحي

أيها الكوكب المغادر للشمـ=س بمرأى الحقيقةِ والأرواح

كيف أطفأت للرحيل المنا=رات مُجِدّا للحظة الارتياح

تلك أغصانك الشهيات غرس = يانع البوح في سماء الفصاح

بانتصافٍ يُرضي اليراعات ذوقا= أدبيّ الشعور والانشراح

غادرتنا نوافح العطر زادا =طرزت عذر نغمة من صحاح

فتملت بمقلة  العمر  همسا = ثم زاحت عن راصف الانزياح

أنت قطب من الهدى كان فينا= بسط الحب بين روح وراح

كم تغنت بك الثقافات حتى =أورق الجذبَ في أديم النواحي

واليراعات كم لها مُدّ ظلٌّ= حين علمتها رفيف الجناح

تلك أنشودة المعارف معراج= تجلى بفارعٍ من نجاح

نهلتْ منه أنهر العلم عذبا =هو أشهى كأسا لماء القراح

حملته رقائق الحرف لمّا= فاض فضلا بمنهل الإيضاح

يا ضيا العلم والسماحة تأبى= ببنات اللحاظ طي الوشاح

أيها المستثار للعشق حزنا= كم تمسّكتَ بالطفوف المباح

كم حسين أولاك قلبا مسجى= بدموع تشبّ وَخزَ الرماح

تغسل القلب بالنحيب صباحا= وتمسّيهِ لوعة المُسْتَمَاح

ونشيجٌ من البكاء عليه= فاض جرحا لنحرهِ المستباح

وعويلٌ على الخيام تلظى =مذ غذتْ زينبُ بأسر الصّفاح

كم نقشتَ الجنان خفقا عليها= بنحيبٍ مذ لحظة الإفتتاح

كربلاء تعيشها بوحَ وجدٍ= بعزاءٍ مجدّدٍ بالنياح

وحسينٌ لآخر العمر شجوٌ= تتغناهُ في رقيق الصّحاح

فهنيئا لك الحسين شهيد= راجح الحب في سمو الكفاح

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/كانون الثاني/2010 - 1/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م