يترقرق الحزن مرهونا بوجدك المحلق دما في عيون القطيف أيها الشيخ
الجليل
فتلك فيوضاتك يقرؤها الصباح
اغسلوا الفجر بالنجوم وحنّوا =مقل الحزن بالأسى المستباحِ
وانفضوا من منابع الحب دمعا= مستشيطا على النشيج المباح
واندبوا الصبح فالندى غاب عنه= وتلاشت منائر الإصباح
فالسماحات ودعتها الأماسي= في رحيل منمنم بالسماح
جددتنا جداول الحزن عاشورا= جريحا مجلببا بالنياح
فتعالى على "القطيف" سواد =يوم أغفت فتيلة المصباح
أسكرتها على الغياب دروب =في شحوب ولوعة من رياح
فرمتنا لنحو قلبك خفقا =واستقرت على نداك الصراح
أيتمتها نفائس المجد تغدو =دون عود يهز قلب الرواح
والفوانيس أُطفئتْ تورثُ =العتمة حزنا نخيليُ الجناح
لتثير الأحزان مقلة جرح =هضم النزف من صراع الجراح
أي بعدٍ لك المساء ترَامى = ومعين الرفاق ليس بناحي
أيها الكوكب المغادر للشمـ=س بمرأى الحقيقةِ والأرواح
كيف أطفأت للرحيل المنا=رات مُجِدّا للحظة الارتياح
تلك أغصانك الشهيات غرس = يانع البوح في سماء الفصاح
بانتصافٍ يُرضي اليراعات ذوقا= أدبيّ الشعور والانشراح
غادرتنا نوافح العطر زادا =طرزت عذر نغمة من صحاح
فتملت بمقلة العمر همسا = ثم زاحت عن راصف الانزياح
أنت قطب من الهدى كان فينا= بسط الحب بين روح وراح
كم تغنت بك الثقافات حتى =أورق الجذبَ في أديم النواحي
واليراعات كم لها مُدّ ظلٌّ= حين علمتها رفيف الجناح
تلك أنشودة المعارف معراج= تجلى بفارعٍ من نجاح
نهلتْ منه أنهر العلم عذبا =هو أشهى كأسا لماء القراح
حملته رقائق الحرف لمّا= فاض فضلا بمنهل الإيضاح
يا ضيا العلم والسماحة تأبى= ببنات اللحاظ طي الوشاح
أيها المستثار للعشق حزنا= كم تمسّكتَ بالطفوف المباح
كم حسين أولاك قلبا مسجى= بدموع تشبّ وَخزَ الرماح
تغسل القلب بالنحيب صباحا= وتمسّيهِ لوعة المُسْتَمَاح
ونشيجٌ من البكاء عليه= فاض جرحا لنحرهِ المستباح
وعويلٌ على الخيام تلظى =مذ غذتْ زينبُ بأسر الصّفاح
كم نقشتَ الجنان خفقا عليها= بنحيبٍ مذ لحظة الإفتتاح
كربلاء تعيشها بوحَ وجدٍ= بعزاءٍ مجدّدٍ بالنياح
وحسينٌ لآخر العمر شجوٌ= تتغناهُ في رقيق الصّحاح
فهنيئا لك الحسين شهيد= راجح الحب في سمو الكفاح |