القاعدة تختار اليمن

الدول الفاشلة مواقع مثالية لإنتاج الإرهاب وتصديره

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: من الملاحظ ان القاعدة دائماً ما تبحث عن الأقاليم الرخوة التي يقبع جلّ سكانها تحت وطأة الجهل والفقر والإستياء من أنظمة الحكم، لذا فإنها تجد في الدول الضعيفة أو الفاشلة مثل اليمن ملاذات وقواعد انطلاق مناسبة، فاليمن أصبحت بعدم استقرارها تؤمِّن مع باكستان وأفغانستان والصومال مواقع مثالية للعمل دون تدخل خارجي بمستوى الأهمية حيث يتطلب تظافر الجهود لمكافحة الإرهاب وقتاً طويلاً من الإتفاق والتنظيم والإمدادات ومن ثم انتظار النتائج الغير مضمونة النجاح..

هل الحروب هي الوسيلة الوحيدة لمكافحة الإرهاب؟ 

ونشرت صحيفة كريستشن ساينس موينتور مقالاً كتبه هاوارد لافرانشي قال فيه: من الواضح ان ظهور اليمن، او على الاصح عودة ظهور اليمن والقرن الافريقي كبؤرة استقطاب للنشاط الارهابي الذي تقوده القاعدة ضد الولايات المتحدة، اخذ يزيد حدة النقاش الدائر الآن حول الوسائل التي اختارتها الولايات المتحدة لمحاربة التهديد الاسلامي العالمي المتطرف.

فمع ارتباط اسم اليمن بجملة من الاعمال الارهابية في الآونة الاخيرة، يقول بعض النقاد ان النهج الذي اخذت به الولايات المتحدة لمواجهة الارهاب منذ 9/11 وحتى الآن ركز كثيرا على القيام بعمليات عسكرية على نطاق واسع كالحربين في العراق وافغانستان، لكن مع عجز امريكا على الخروج من مستنقع هاتين الحربين استغلت القاعدة التي تتميز بسرعة الحركة عدداً من الوسائل الملائمة كالانترنت والمناطق المتسيبة في بعض الدول الفاشلة او الضعيفة مثل اليمن والصومال لبناء شبكة من الاتصالات واعادت تجميع صفوفها بعد الهزائم التي منيت بها في اماكن اخرى.

ويضيف الكاتب، تقول جوديث ياف المحللة في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سابقا: لقد بات الامر اشبه بلعبة القط والفأر التي لا تنتهي، فما ان نضرب القاعدة في مكان ما حتى تظهر في مكان آخر.

لما ادركت ادارة اوباما صحة بعض الانتقادات الموجهة لها، اعلنت خلال الايام القليلة الماضية عن زيادة مساعدتها في مجال مكافحة الارهاب للحكومة اليمنية لكي تواجه القوى المتطرفة بما فيها تلك المتحالفة مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

فقد ذكر الجنرال ديفيد بيترايوس رئيس القيادة المركزية الامريكية خلال زيارته العاصمة اليمنية صنعاء في وقت سابق من هذا الاسبوع ان المساعدة الامريكية على صعيد مكافحة الارهاب سوف تزداد هذه السنة، وقال ايان كيلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان ادارة اوباما طلبت من الكونغرس اقرار مساعدة لليمن بقيمة 63 مليون دولار تقريبا من اجل شؤون الامن والتطوير.

ويتابع الكاتب بالقول، بدوره قال الرئيس أوباما عقب اجتماعه مع مسؤولي وكالات الامن الامريكية ان ادارته سوف تستهدف القاعدة في كل مكان، وجاء هذا التصريح بعد اعلان رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون يوم الجمعة الماضي ان بريطانيا ستعقد اجتماعا على مستوى دولي في نهاية هذا الشهر يتناول الجهود التي يتعين بذلها لمحاربة التطرف المتزايد في اليمن.

بيد ان هذه الاعلانات والتصريحات لم تُسكِتْ اولئك الذين يقولون ان الولايات المتحدة لاتزال تضع الكثير من بيضها في سلتي العراق وافغانستان.

ومن اقصى منتقدي السياسة الامريكية في مجال مكافحة الارهاب السيناتور الديموقراطي راسل فينغولد الذي ينتقد الآن سياسة اوباما في افغانستان كما كان ينتقد سياسة بوش في العراق.

يقول فينغولد: بعد وقت قصير من هجمات 9/11 الارهابية، جعلت العمليات العسكرية الامريكية الطويلة في البلدان الاسلامية الولايات المتحدة عالقة في رمال متحركة مما افقدها الانتباه للتهديدات الارهابية الاخرى في العالم.

وفي رسالة بعث بها فينغولد لاوباما في الثاني من ديسمبر ليشرح له سبب معارضته لزيادة عدد القوات الامريكية في افغانستان قال: تعمل القاعدة وحلفاؤها الآن في اليمن، الصومال وشمال افريقيا واماكن اخرى من العالم. لذا يتعين علينا انتهاج استراتيجية عالمية شاملة لمكافحة الارهاب بدلا من تركيز طاقاتنا على افغانستان.

ويستدرك كاتب المقال، لكن حتى بعض الخبراء الذين ينفقون بشكل عام مع نظرة فينغولد، يقولون ان المشكلة لا تتمثل في تجاهل اماكن مثل اليمن بل في صعوبة الوصول لحلول سهلة للمشاكل فيه.

وفي هذا السياق، يقول تشارلز دونبر السفير الأمريكي السابق في اليمن: لقد بقي مستوى اهتمامنا باليمن معتدلا خلال السنوات الاخيرة، وحققنا بعض النجاح هناك ضد القوى المتطرفة كالقاعدة، لكن المسألة لا تتمثل في اننا ادرنا ظهرنا لليمن بل في صعوبة معرفة ما الذي يتعين علينا عمله هناك.

ويضيف دونبر قائلا: لكن من الواضح ان ضعف الحكومة المركزية التي تواجه مجموعة من الصراعات الداخلية المسلحة والتحديات الامنية بالاضافة لتوسع دائرة الفقر تجعل اليمن موقعا ملائما جدا لانتشار التطرف المناهض للغرب.

ويختم الكاتب مقاله بنتيجة مفادها، يلاحظ بعض خبراء مكافحة الارهاب ان الولايات المتحدة والدول الغربية سوف تفاقم حدة مشكلاتها اذا ما تعاونت على نحو وثيق مع حكومة تعتبرها قطاعات كبيرة من سكان اليمن فاسدة وتسعى وراء مصالحها فقط.

لماذا تمكنت القاعدة من إعادة تجميع صفوفها في اليمن؟ 

وفي مقال آخر نشرته صحيفة واشنطن بوست للكاتب سودرسان راغافان جاء فيه: بعد حوالي عقد من ضرب السفينة الحربية الامريكية «يو إس.إس.كول» في مياه عدن، سمحت سلسلة من الخطوات اليمنية والامريكية غير الصحيحة بالإضافة لاحساس عميق متبادل بعدم الثقة والافتقار للارادة السياسية، سمحت للقاعدة بإعادة تجميع صفوفها ومن ثم اثارة تهديد رئيسي للولايات المتحدة في اليمن برأي المسؤولين الامريكيين واليمنيين والدبلوماسيين والمحللين.

على الجانب الامريكي تمثلت الاخطاء بالتالي: ضعف التركيز على مكانة القاعدة المتزايدة قوة، غياب التعاون مع اليمن، عدم تقديم مساعدات مالية كافية له وسوء فهم الواقع السياسي المعقد في هذا البلد مما ادى الى نفور كبار المسؤولين اليمنيين من التعامل مع الامريكيين ولم يحاولوا بالتالي معالجة جذور المشكلة الا بحدها الادنى.

ويضيف الكاتب، اذ يقول المسؤولون الامريكيون المحبطون ان اليمن لم يجعل ابدا محاربة القاعدة من اولوياته الاساسية مما ادى الى اعاقة تقديم دعم امريكي على نطاق واسع له.

ويبدو ان هذه المشكلات التي ساعدت القاعدة في التآمر للقيام بعملية ضد طائرة ركاب امريكية يوم عيد الميلاد، ارغمت الولايات المتحدة لفتح جبهة جديدة في جهودها الخاصة بمكافحة الارهاب.

ويتابع الكاتب، هذا جزء في الحقيقة من حرب غير مرئية تمتد من شبه الجزيرة العربية الى افريقيا تخوضها الولايات المتحدة من السماء ومن خلال مراكز الاستخبارات المزودة بأحدث الوسائل التكنولوجية والطائرات غير المأهولة بالاضافة لتوافر صور فورية للاهداف بواسطة الاقمار الاصطناعية، وهذا عدا عن رجال وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الذين يمكن استخدامهم عند الضرورة.

انها حرب اذا تتحدى ادارة اوباما بطريقة مماثلة للصراعين القائمين في باكستان وافغانستان. ولقد ظهر هذا واضحا من خلال الضربة الجوية التي تمت بمساعدة امريكية في الجزء الجنوبي من اليمن يوم السابع عشر من ديسمبر الماضي.لكن بينما ذكرت الحكومة ان تلك الضربة استهدفت معسكر تدريب للقاعدة وقتلت ما لا يقل عن 23 مسلحا، يقول زعماء العشائر والسكان ان معظم القتلى كانوا من المدنيين. لذا كان من الطبيعي ان تثيرالضربة شعورا عارما بالغضب من امريكا في مختلف انحاء اليمن وفي البرلمان.

يقول محمد علي، وهو زعيم لاحدى العشائر: لقد شاهدت اشلاء الجثث التي كان معظمها لنساء واطفال.. ان امريكا تقول انها تساند اليمن لاستئصال الارهابيين لكنها تساعد اليمن فقط لقتل الابرياء.

ويضيف الكاتب، جدير بالذكر ان الولايات المتحدة قدمت لليمن العام الماضي بعد سنوات من مساعدات شحيحة 67 مليون دولار لمكافحة الارهاب ولتدريب جهاز الاستخبارات اليمني وتزويده بالمعدات اللازمة. لكن يبدو ان المساعدة ستتضاعف هذه السنة، طبقا لما قاله الجنرال ديفيد بيترايوس رئيس القيادة المركزية الامريكية قبل توجهه لزيارة اليمن.

ويستدرك الكاتب، على الرغم من قيام رجال الوحدات الخاصة الامريكية الآن بتدريب قوات الامن اليمنية وخفر السواحل على تكتيكات مكافحة الارهاب، وعلى الرغم من استخدام الامريكيين الاقمار الاصطناعية والطائرات التي تحلق بلا طيار في تنفيذ الضربات الجوية، يقول محللون كثيرون ان هذه الحرب تأخرت كثيرا بحيث لن تتمكن من تغيير مسار التطورات في اليمن.

فمنذ الهجوم على السفينة الحربية «كول» بدأت اليمن مرحلة الانحدار لأن الحكومة الضعيفة غير قادرة على بسط سيطرتها على مناطق واسعة من البلاد وعلى الحدود. وهي تخوض الآن صراعا اهليا في الشمال وآخر ضد حركة انفصالية في الجنوب، وبالاضافة لهذا، تواجه الحكومة ايضا مشكلات صعبة اخرى منها الفقر المدقع، معدل بطالة مرتفع، انكماش عائدات النفط وتراجع امدادات المياه.

ويبيّن كاتب المقال، في مثل هذه الاجواء كان لا بد ان تنتعش القاعدة التي تسعى لاستخدام اليمن كقاعدة للتدريب والعمليات فهذا البلد المحشور بين مناطق غنية بالنفط، ويقع على طرق شحن بحري رئيسة ملائم بمناطقه التي لا تخضع للقانون لكي يكون منصة انطلاق للجهاد العالمي. ومن الملاحظ هنا ان القاعدة بدأت تستهدف على نحو متزايد الحكومة اليمنية وجهازها الامني، وفي هذا السياق، يقول عبدالكريم الارياني رئيس الحكومة سابقا: كان يتعين ان يشكل الهجوم على السفينة «كول» اكبر تحذير من القاعدة لكن لا اعتقد ان احدا اهتم بمحاربتها في ذلك الوقت، ولذا اصبحت مواجهتها الآن اكثر صعوبة مما كان عليه الامر عام 2000.

الواقع ان شبح السفينة «كول» كان يتراقص على الدوام خلال العقد الماضي في افق العلاقات الامريكية - اليمنية، فكل المشتبه بهم بأنهم شاركوا في الهجوم على السفينة تم اطلاق سراحهم أو هربوا من السجون مما عمّق التوتر بين اليمن وامريكا، كما رفضت اليمن تسليم اثنين من مواطنيها للولايات المتحدة منهم واحد كان العقل المدبر وراء الهجوم على «كول»، وبدت الحكومة عقب النجاحات الاولى في اعتقال وقتل الناشطين في القاعدة بعد 9/11 غير راغبة في الاستمرار في طريق المواجهة مع القاعدة لخشيتها من فقدان تأييد العشائر والشخصيات الدينية.

إلا ان الحكومة كثفت خلال الاسبوعين الماضيين هجومها على ميليشيات القاعدة بعدما حظيت بزيادة في المساعدات الامريكية ولشعورها ان القاعدة باتت تشكل تهديدا مباشرا لها.

لكن كلما حملت الحكومة على الميليشيات المشتبه بها، يصبح اليمن على ما يبدو اكثر ضعفا، فقد اتهمت الصحافة ورجال السياسة في جنوب اليمن الحكومة بقتل المدنيين لتهدئة الولايات المتحدة.

ويستنتج الكاتب قائلا، من الواضح اذاً ان للتكتيكات الحكومية الهجومية نتائج سلبية فهي تثير الكثير من مشاعر الغضب لدى القبائل، ويعبر عن هذا محمد علي بالقول: كل هجوم تشنه الحكومة بتأييد امريكي يزيد التعاطف مع القاعدة، ويزيد العداء لحكومة اليمن وربيبتها امريكا، اننا جميعا نريد الانتقام.

اليمن قاعدة انطلاق للإرهاب العالمي 

وفي مقال نشره مركز سابان للسياسة الخارجية لبروس رايدل جاء فيه: تبيِّن محاولة تدمير طائرة الركاب الامريكية، التي كانت متجهة يوم عيد الميلاد من امستردام الى ديترويت، تزايد طموح جناح القاعدة في اليمن، وتحولها من حركة تعمل في اطار نشاط داخل اليمن الى لاعب بارز على مسرح الجهاد الاسلامي العالمي في العام الماضي.

فمنذ اندماجها مع القاعدة في المملكة العربية السعودية في يناير الماضي وتغييرها لاسمها لكي يصبح «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، صعدت قاعدة اليمن مستوى عملياتها في اليمن نفسه، وضربت اهدافا داخل السعودية، وتحولت الآن لتعمل على المسرح الدولي.

ومن الواضح ان حكومة الرئيس علي عبدالله صالح، التي لم تسيطر يوما بالكامل على كل مناطق البلاد، والتي تواجه الآن سلسلة من المشكلات المتزايدة تعقيدا، اصبحت بحاجة لدعم امريكي كبير لكي تتمكن من هزيمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

فمن المعروف ان القاعدة كانت منذ أمد بعيد ناشطة في اليمن موطن اسرة اسامة بن لادن الاصلي. كما نفذت اول هجمة ارهابية رئيسية لها في عدن عام 2000 عندما كادت احدى خلايا القاعدة ان تغرق السفينة الحربية الامريكية «يو.إس.إس.كول».لكن قبل نحو سنة توحد جناحا القاعدة في السعودية لقمع شديد من جانب السلطات السعودية تحت قيادة نائب وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.

ويضيف الكاتب، غير ان القاعدة في شبه الجزيرة العربية ما لبثت ان أظهرت مخالبها في اغسطس الماضي حينما كادت ان تنجح في اغتيال الأمير من خلال انتحاري تمكن من المرور بمطارين على الاقل وهو في طريقه لتنفيذ عمليته.

ومن المعتقد الآن ان صانعي المتفجرات التي كان يحملها ذلك الشخص الانتحاري هم ايضا من صنع المادة المتفجرة التي حملها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب لتفجير الطائرة الامريكية. ففي اعترافها بمسؤوليتها عن محاولة نسف الطائرة في سماء ديترويت تباهت القاعدة في شبه الجزيرة العربية بصناعة تلك المادة التي لم تتمكن كل الاجهزة ووسائل التكنولوجيا الحديثة، ولا الحواجز الامنية في مطارات العالم من كشفها. وامتدحت القاعدة في بيانها «الاخوة المجاهدين في قطاع التصنيع لتركيبهم مثل هذه المادة المتقدمة جدا»، وتعهدت بالقيام بالمزيد من الهجمات. والحقيقة ان اليمن عمل بين فترة واخرى خلال العقد الماضي للقضاء على القاعدة لكن دون نجاح يذكر.

ويبيّن الكاتب، سبب هذا ان لدى حكومة صالح مشكلات عاجلة منها تمرد قبائل الشيعة الزيديين المعروفين بالحوثيين في الشمال الذي تصاعد على نحو ملحوظ خلال الشهرين الماضيين بهجوم المتمردين على مناطق داخل الاراضي السعودية.

كما ان الجزء الجنوبي من البلاد الذي اندمج مع الشمال عام 1990، وخاض حربا اهلية مريرة عام 1994 حينما حاول الانفصال، لا يزال معاديا لحكومة صالح وينتظر الفرصة الملائمة للانفصال ثانية.

يحدث هذا في وقت يعاني فيه الاقتصاد من الضعف، ويعتمد بشكل كبير على عائدات النفط الذي تتناقص احتياطياته شيئا فشيئا.

ويوضح كاتب المقال، أمام هذا كان لا بد ان تعرض ادارة اوباما على حكومة صالح مساعدة عسكرية اضافية، وتشجعها على ضرب القاعدة بقوة في الاسابيع القليلة الماضية. ويبدو ان هجمات الحكومة قتلت بعض زعماء القاعدة، لكن من غير الواضح تماما مدى ما انزلته هذه الضربات من اضرار بالقاعدة التي تعهدت بالانتقام، واعلنت ان ما حدث كان نتيجة للتحالف بين امريكا، السعودية، مصر وحكومة صالح.

ويضيف، جدير بالذكر ان القاعدة في بلاد شبه الجزيرة العربية كانت قد وفرت ملاذا لرجل الدين الامريكي - اليمني الشيخ انور العولقي الذي كان على اتصال مع ضابط الجيش الامريكي الرائد نضال حسن الذي قتل 13 جنديا من زملائه في قاعدة «فورت هود» بتكساس في الخامس من نوفمبر الماضي.

فقد اعترف العولقي خلال لقاء مع قناة الجزيرة في الثالث والعشرين من ديسمبر انه شجع نضال على قتل زملائه الجنود لأنهم كانوا يستعدون للسفر الى افغانستان ولأنهم كانوا جزءا من تحالف صليبي - صهيوني تحاربه القاعدة. وكانت القاعدة قد امتدحت خلال اعلانها مسؤوليتها عن محاولة نسف الطائرة الامريكية يوم عيد الميلاد، المذبحة التي جرت في «فورت هود»، وحثت المسلمين الامريكيين على القيام بمثلها.

ويصل الكاتب لنتيجة مفادها، من الملاحظ على أي حال ان القاعدة تجد في الدول الضعيفة أو الفاشلة مثل اليمن ملاذات وقواعد انطلاق ممتازة، فاليمن تؤمن مع باكستان، افغانستان والصومال مواقعا مثالية للعمل دون تدخل خارجي يُذكر. لذا، كان الرئيس اوباما على حق عندما اعلن عن تخصيص موارد اضافية لمحاربة القاعدة، وذلك لأن جماعة بن لادن في شبه الجزيرة العربية ستتمتع بحرية اكبر للعمل والحركة اذا ما تفاقمت حالة عدم الاستقرار في اليمن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/كانون الثاني/2010 - 26/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م