عام 2010 في الشرق الأوسط: أزمات مفتوحة النهايات على كافة الإحتمالات

 

شبكة النبأ: ينشغل الشرق الاوسط عام 2010 بالعديد من الأزمات التي خلفتها الأعوام السابقة وبقيت مفتوحة النهايات دون احتمالات انفراج مؤكَّدة ومنها، الأزمة الداخلية في ايران ونزاعها مع الغرب بسبب برنامجها النووي وكذلك الازمة الامنية في اليمن وتصاعد خطر القاعدة فيها، وخفض حجم القوات الامريكية في العراق استعداداً لانسحاب كامل، وديون دبي التي تهدد فورتها الأقتصادية كقوة استثنائية، وكذك مشكلة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي يبدو انه بلا نهاية قريبة.

الطموحات النووية الايرانية

تجاهلت ايران التي تشهد اضطرابات منذ انتخابات رئاسية متنازع على نتائجها أجريت في يونيو حزيران الماضي مهلة حددها الغرب انتهت مع نهاية العام لقبول اتفاق بخصوص اليورانيوم المخصب يهدف لتهدئة مخاوف دولية من برنامجها النووي.

ويقول مسؤولون ان واشنطن وحلفاءها يبحثون فرض عقوبات تستهدف القيادة الايرانية بدلا من فرض عقوبات أشمل يعتقدون انها ربما تضر بالمعارضة الشعبية للحكومة.

ويمكن أن يفرض مجلس الامن التابع للامم المتحدة مثل هذه الاجراءات لكن دولا دائمة العضوية لها حق النقض (الفيتو) مثل روسيا والصين ربما تبدي اعتراضها.

وتقول ايران انها ستتحدى العقوبات الاكثر صرامة لكن الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يرغب في تجنب الانخراط في حرب جديدة في الوقت الذي ما زال جيشه يخوض حربا في كل من العراق وأفغانستان قد يعتبر ذلك أفضل طريقة لتفادي هجوما اسرائيليا على مواقع نووية ايرانية. بحسب رويترز.

وربما تؤدي أي ضربة اسرائيلية والتي من المرجح أن تعطل الامكانيات النووية لايران لكنها لن تقضي عليها الى تورط الولايات المتحدة في صراع اقليمي قد يهدد امدادات النفط العالمية.

مسائل يجب متابعتها:

- قرار بفرض عقوبات: اذا وافقت روسيا فان الصين ربما تحذو حذوها وان لم يحدث هذا فان الدول الغربية ربما تتصرف منفردة.

- الصراع السياسي في ايران مع المعارضة: انقسامات في المؤسسة الحاكمة.. مصير الخطة الحكومية لرفع الدعم الحكومي للوقود.

اليمن وشبح الدولة الفاشلة

وأدت محاولة التفجير الفاشلة لطائرة ركاب أمريكية التي قام بها نيجيري يوم 25 ديسمبر كانون الاول يزعم انه تدرب على يد القاعدة في اليمن الى اعادة تسليط الاضواء على اليمن الذي يعاني أيضا من تمرد في الشمال ونزعة انفصالية في الجنوب.

كثفت الولايات المتحدة من المساعدات المقدمة للقوات اليمنية في مجال التدريب والمعلومات الاستخبارية والمساعدات العسكرية لاعانتها على شن هجمات فتاكة تستهدف المخابيء المشتبه بها للقاعدة. وأجبرت التهديدات الامنية السفارتين الامريكية والبريطانية في صنعاء على اغلاق أبوابهما مؤقتا.

وأدى القتال الضاري مع المتمردين الحوثيين في الشمال منذ أغسطس اب الى تزايد المخاوف من انحدار اليمن ليصبح دولة فاشلة وملاذا للمتشددين الاسلاميين المعادين للنظام السعودي وأنظمة أخرى حليفة للولايات المتحدة بمنطقة الخليج.

وهاجمت القوات السعودية الحوثيين بعد غارة عبر الحدود قام بها المتمردون في نوفمبر تشرين الثاني لكن الصراع الذي تسبب في نزوح 170 ألف مدني ظل مستعرا. ويتهم اليمن ايران بدعم هذا التمرد الشيعي في حين يقول مسؤولون أمريكيون انهم ليس لديهم دليل على هذا.

مسائل يجب متابعتها:

- مشاركة أمريكية وسعودية أعمق في اليمن لمحاولة منع انهياره والحد من طموحات تنظيم القاعدة هناك.

- توترات بين السنة والشيعة على الرغم من وجود اختلافات عقائدية بين الزيدية في اليمن وشيعة ايران.

- الانحدار الاقتصادي: على الرغم من بدء صادرات الغاز الطبيعي في نوفمبر تشرين الثاني 2009 فان ايرادات النفط تتراجع كما أن الفساد مستشر.

الانتخابات العراقية وخفض حجم القوات الامريكية

ويتأهب العراق لمستقبل بدون قوات أمريكية، ومن المقرر أن يشهد انتخابات برلمانية في السابع من مارس اذار من المرجح أن تكون ايذانا بشهور من السجال السياسي حول تشكيل حكومة جديدة وسط نزاعات مستمرة حول الاراضي والموارد والسلطة.

وأدت صفقات نفط أبرمت في الشهر الماضي الى فتح افاق جديدة تجعل العراق قادرا في نهاية الامر على التفوق على كل منتجي النفط باستثناء السعودية.

وتراجع العنف خلال العام ونصف العام الماضي لكنه قد يرتفع مجددا خلال الفترة التي تسبق أول انتخابات وطنية منذ عام 2005 . وتبرز تفجيرات كبيرة وقعت مؤخرا ضد أهداف حكومية واتهمت القاعدة وجماعات اخرى بارتكابها التحديات التي تواجه القوات الامنية العراقية حديثة العهد.

وتهدف واشنطن الى خفض مستويات قواتها الى 50 ألفا بحلول 31 أغسطس اب 2010 وهو الموعد المستهدف لانهاء العمليات القتالية والى سحب كل قواتها التي يبلغ حجمها حاليا 115 ألفا بحلول نهاية 2011 . وتركت خيار الاتفاق على دور عسكري خارج هذا الاطار مفتوحا.

وتركزت التوترات العربية الكردية على مدينة كركوك وحتى الان تساعد القوات الامريكية على كبح جماحها وربما تعيد العراق الى الحرب وقد تستدرج دولا مجاورة مثل تركيا أو ايران.

مسائل يجب متابعتها:

- نتيجة الانتخابات: التفاعل بين التكتلات الشيعية والسنية والكردية المتناحرة لتحديد ما اذا كان نوري المالكي سيبقى رئيسا للوزراء.

- هل سيغري المأزق السياسي بعد الانتخابات الاطراف المختلفة التي تسيطر على ميليشيات أو وحدات للجيش أو الشرطة باستئناف القتال؟ خفض حجم القوات الامريكية: هل سينتظر المسلحون مزيدا من التطورات أم أنهم سيسببون المزيد من الاضطرابات؟

- عودة العراق الى نظام الحصص التابع لمنظمة أوبك مع زيادة الانتاج.

أزمة الديون في دبي

وانهارت مساعي دبي لتصبح مركزا تجاريا وماليا وسياحيا رائدا بسبب أزمة الديون وتدني أسعار العقارات. هل يمكن لدبي التي تشتهر بمشاريع عملاقة مثل برج دبي وهو أعلى برج في العالم والذي افتتح يوم الاثنين أن تجد نموذجا اقتصاديا وتجاريا أكثر ثباتا.

ولم تساعد خطة انقاذ من أبو ظبي بقيمة عشرة مليارات دولار على تبديد مخاوف بشأن كيف يمكن لدبي أن تسدد الديون التي تراكمت خلال سنوات من التوسع الذي كان يسير بخطى سريعة للغاية على الرغم من أنها أنقذت شركة نخيل العقارية من العجز عن سداد 4.1 مليار دولار من الصكوك الاسلامية كانت مستحقة الشهر الماضي.

وطلبت شركة دبي العالمية الشركة القابضة التي تتبع لها نخيل العقارية في نوفمبر تشرين الثاني تجميد المدفوعات المستحقة عليها لديون تبلغ 26 مليار دولار لمدة ستة أشهر مما أحدث اضطرابا لدى الدائنين وفي الاسواق العالمية وان كان لفترة قصيرة. ولم يقبل بعد الدائنون هذا الطلب بالتجميد أو يتفقون على الشروط اللازمة.

ويقول بنك جولدمان ساكس الاستثماري ان اجمالي حجم ديون دبي يبلغ 120 مليار دولار وان 55 مليار دولار على الاقل مستحقة خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتبلغ ديون دبي العالمية وحدها 40 مليار دولار.

مسائل يجب متابعتها:

- صكوك نخيل- 3.6 مليار درهم (980 مليون دولار) مستحقة في مايو ايار 2010 و750 مليون دولار في يناير 2011 .

- التأثير على بورصات الخليج: والتصنيفات الائتمانية للبنوك المعرضة لشركة دبي العالمية والتحويلات من العاملين الاجانب في دبي.

- مدى استعداد أبو ظبي لانقاذ دبي في المستقبل وماذا سيكون الثمن السياسي او اي ثمن اخر قد تنتزعه.

تراجع آمال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين

وتبدو احتمالات احراز تقدم نحو السلام متدنية مع وجود قيادة فلسطينية ضعيفة ومنقسمة وحكومة اسرائيلية يمينية متشددة وعدم وجود دلالات تذكر على مشاركة أمريكية حاسمة.

ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي فشلت مفاوضاته لسنوات العودة للمحادثات ما لم توقف اسرائيل بناء المستوطنات على الارض المحتلة.

وخفف الرئيس الامريكي باراك أوباما في وقت سابق من مطالب بتجميد النشاط الاستيطاني وقبل عرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بابطاء بناء المستوطات بالضفة الغربية لمدة عشرة أشهر.

وأبرزت هذه الازمة الهوة الاخذة في الاتساع بين الجانبين على الرغم من أن الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين ما زالوا يحثون على استئناف عملية للسلام أصبحت بعيدة المنال بشكل متزايد.

وربما تكون اسرائيل قد حصلت على هدنة من الهجمات المباشرة من حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني من خلال شن حرب مدمرة على قطاع غزة قبل عام تقريبا وعلى لبنان عام 2006 لكن احتمالات العنف كبيرة نظرا لاحباط الفلسطينيين والنشاط الاستيطاني الاسرائيلي.

مسائل يجب متابعتها:

- التبادل المحتمل للجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط الذي تحتجزه حماس بنحو ألف سجين فلسطيني بوساطة مصرية وألمانية.

- جهود وساطة في صراع على السلطة بين عباس الذي يسيطر على الضفة الغربية وحماس المسيطرة على غزة.

- محاولات المستوطنين وحلفائهم في الائتلاف الحاكم باسرائيل المراوغة فيما يتعلق بأي قيود على بناء المستوطنات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 10/كانون الثاني/2010 - 24/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م