مركز آدم الحقوقي معلقا على قرار تبرئة عناصر شركة بلاكووترز

قرار فاجئ جميع العراقيين خصوصا وانه يرفع المسؤولية عن مرتكبي الجرم

 

شبكة النبأ: دعى مركز للدفاع عن الحقوق والحريات في العراق الحكومتين العراقية والامريكية الى تحمل المسؤولية ورد الاعتبار الى ضحايا ساحة النسور من الذين قتلوا بايدي عناصر من شركة بلاكووترز الذين برأتهم المحكمة الامريكة أخيرا.

حيث أعلن مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات في بيان اصدره الاثنين رفضه لهذا الحكم مبديا استعداده لتقديم كل العون والمشورة اللازمة لذوي الضحايا في سبيل حصولهم على حقوقهم كاملة من أية جهة يثبت مسؤوليتها وتقصيرها في هذا الحادث.

وجاء في البيان:

اصدر القضاء الأمريكي يوم الجمعة قرارا يبرئ فيه خمسة من عناصر شركة "بلاكووترز" للحماية الأمنية التي تعمل على الأراضي العراقية والمتهمين بقتل  سبعة عشر مدنياً عراقياً بعد أن تم إطلاق النار عليهم إثناء تواجدهم في ساحة النسور يوم 16ايلول 2007.

جاء ذلك في وقت يتطلع فيه عامة العراقيين بالتعاون مع الدول الغربية إلى بناء دولة الحقوق والحريات وفي مقدمتها حق الإنسان في الحياة، عبر إقامة علاقات متوازنة مع جمع الدول التي ساعدته بالقضاء على النظام القمعي والشمولي الذي سلب أبناء بلده حقوقهم وحرياتهم بممارسة كافة أنواع القتل والجريمة المنظمة دون أي رادع قانوني أو أخلاقي.

قرار البراءة فاجئ جميع العراقيين خصوصا وانه يرفع المسؤولية عن مرتكبي الجرم وبالتالي أهدر حقوق الضحايا وذويهم عن الأضرار التي إصابتهم جراء ذلك العمل الإجرامي.

من هنا يعلن مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات ومن منطلق المسؤولية الحقوقية والقانونية رفضه لهذا الحكم ويبدي استعداده لتقديم كل العون والمشورة اللازمة لذوي الضحايا في سبيل حصولهم على حقوقهم كاملة من أية جهة يثبت مسؤوليتها وتقصيرها في هذا الحادث.

كما وإننا نطالب الحكومة العراقية أن لا تدخر جهداً لتحقق ذلك الغرض ورد الإعتبار لأسر الضحايا وتعويضهم مادياً ومعنوياً كون جميع الضحايا هم مواطنون عراقيون وإن الجريمة تمت داخل الأراضي العراقية وذلك من خلال:

1- الطعن بالقرار الصادر من القضاء الأمريكي عن طريق استئنافه أمام المحاكم العليا في الولايات المتحدة على أن يتم تشكيل فريق قانوني متخصص لدراسة القضية دراسة وافية لتقديم الطعون القانونية لنقض الحكم.

2- تفعيل القنوات الدبلوماسية لغرض إعادة النظر في القرار الصادر والحصول على حقوق الضحايا وذويهم ولاسيما التعويضات التي يجب أن تدفعها "شركة بلاكووتر" وإعادة النظر بجميع التعاقدات مع الشركات الأمنية العاملة في العراق. 

3- العمل على جعل الاختصاص للقضاء العراقي من خلال الدفع بمبدأ الإقليمية كون الجريمة قد حصلت على الأراضي العراقية، ومبدأ الشخصية كون ضحايا الحادث هم عراقيو الجنسية كما هو موجود في المبادئ المنصوص عليها في قانون العقوبات العراقي رقم( 111لسنة 1969 ).

ويؤكد مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات على ضرورة احترام كافة الحقوق والحريات لجميع بني البشر دون تمييز وبخاصة التي أكدت عليها الرسالات السماوية والمواثيق والعهود الدولية لغرض الوصول إلى أعلى حالات الاحترام والصيانة لتلك النفس التي كرمها الله سبحانه وتعالى.

مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات

4-1-2010

والجدير بالذكر ان (مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات) هو أحد منظمات المجتمع المدني المستقلة غير الربحية ويعنى بالدفاع عن الحقوق والحريات وحفظها وصيانتها ورصد الانتهاكات والخروقات التي يتعرض لها الأشخاص ونشر الوعي والثقافة الحقوقية في المجتمع وتقديم المشورة والدعم القانوني والتشجيع على استعمال الحقوق والحريات القانونية بواسطة الطرق السلمية.

خيبة أمل

هذا وكان الحراس الخمسة قد اتهموا أمام محكمة اتحادية أمريكية في 14 تهمة قتل و20 تهمة للشروع في القتل وتهمة خرق قواعد استخدام السلاح وأقر حارس سادس من بلاكووتر بالذنب في اتهامات بالقتل والشروع في القتل ووافق على التعاون مع المدعين. وكان قاض فدرالي اميركي قد اسقط التهم الموجهة الى عناصر الشركة بقتل 14 عراقيا العام 2007 في بغداد.

وتسبب الحادث في توتر العلاقات بين واشنطن وبغداد واصبح يمثل للكثير من العراقيين رمزا لمدى استخفاف الاجانب بحياة العراقيين. وبعد الغزو الامريكي الذي وقع عام 2003 تمتع الحرس الخاص الذين يقومون بحماية شخصيات أمريكية بالحصانة من الملاحقة القضائية في العراق لكن هذا الوضع انتهى بتوقيع واشنطن وبغداد اتفاقية ثنائية بدأ سريانها عام 2009 . بحسب الـ فرانس برس

وكان الحادث وقع حينما رافق الحراس قافلة مدججة بالسلاح من أربع مركبات تقل دبلوماسيين أمريكيين عبر العاصمة العراقية في 16 من سبتمبر ايلول عام 2007 . وقال الحراس وهم عسكريون من قدامى المحاربين انهم سمعوا انفجارا واطلاقا للرصاص وفتحوا النار في مفترق طرق مزدحم دفاعا عن النفس. وقال عراقي كان في موقع الحادثة التي قتل ابنه فيها ان الحراس فتحوا وابلا من النيران بدون تمييز على سيارات عند مفترق الطرق بالقرب من القافلة. وعبر محمد أسامة وهو ابن لرجل قتل في الحادث عن دهشته لحكم القاضي الامريكي. وأضاف "لم أتوقع أن تبريء المحكمة هؤلاء القتلة لكن ماذا بوسعنا أن نفعل.. لا يمكننا أن نفعل أي شيء مع الحكومة الامريكية وقوانينها." بحسب الـ فرانس برس

وقالت وزارة العدل الامريكية انها تشعر بخيبة امل ازاء الحكم. وقال دين بويد المتحدث باسم الوزارة في رده على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة ستستأنف "نحن في عملية استعراض للرأي ونبحث خياراتنا."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 6/كانون الثاني/2010 - 20/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م