لا غضاضة بأن يشتم السيد السيستاني على منابر الجمعة ولا غضاضة أن
تكون المنابر محلا ً للسب والشتيمه فهي سُنةٌ سنَها معاوية , فقد سُبَّ
علي بن ابي طالب(ع) على المنابر أربعين عاما ً,
وكان علي ٌ يعلم أصحابه ويقول ( أكره أن تكونوا سبابين ) فهناك
منهجين مختلفين منذ أربعة عشر قرنا ً والى يومنا هذا.
فما قام به المُستن بسُنةِ معاوية ليس غريبا ً فقيمة كل إمرئٍ ما
يحسنه كما يقول الإمام علي (ع) وهذا الكلمة تنطبق على الشيخ!! العريفي
الذي أساء الى نفسه قبل أن يسئ الى سماحة السيد السيستاني, فكما يقول
ابو العلاء المعري (أوهل يضير الروض ما قد يُطنطنُ من ذبابه ) فالسيد
السيستاني أكبر من يرد على مثل الموتور العريفي الذي يريد ان يقبض ثمن
شتيمته من أسياده.
ولكن المتأمل في كلام هذا المعتوه يقرأ ما بين السطور غيضه وحقده
على التشيع أولا ً وعلى عدم إعتراف الحوثيون بهيئته اللا شرعية التي
تقبض عطاءتها من ملوك التوحيد!! وتغض الطرف عن أفعالهم وقنواتهم
الماجنة, ثمة من يقول إذا كان الحوثيون قد إختاروا سماحة السيد
السيستاني ليكون وسيطا ً بينهم وبين الحكومة اليمنية فلا دخل للسيد
بهذا الأمرحتى يشتم, وهل رضى السيد ان يلعب هذا الدور حتى يسب على
منابر الجمعة؟
وهل السيد السيستاني أو من يمثله تبنى موقف الحوثيين حتى يتعرض
للإساءة؟ ولكن لا غضاضة من شتم السيستاني على منابر الجمعة فله أسوة
بجده أمير المؤمنين وللعريفي أسوة بمعاوية, ولكن كل إناءٍ ينضح بما فيه
, فيكفي السيد السيستاني فخرا ً أن شهدت له الأعداء قبل الأصدقاء
واشادت بمواقفه التعايشية بين مكونات الشعب العراقي ( والفضل ماشهدت به
الأعداء ُ).
وأود أن أذكِّر العريفي بما كتبته الصحافة والصحفيون السعوديون بحق
السيد السيستاني وأخص بالذكر هنا المحلل السعودي ومساعد رئيس تحرير
مجلة ( أخبار العرب ) الناطقة بالانكليزية الاستاذ جمال الخاشقجي حينما
قال على السُنة أن يقبلوا أيادي السيد السيستاني , وسأنقل بعض من كلامه
لعله ينتفع به هذا العريفي, يقول الخاشقجي ( إن الشخص الوحيد الذي بعث
الهدوء في صفوف الشيعة هو سماحة آية الله السيد علي السيستاني , ولذلك
ألا يجدر بشيخ الأزهر ومفتي الديار السعودية والشيخ القرضاوي والآخرين
أن يتوجهوا الى النجف لتقبيل أيدي السيد السيستاني ) وسؤالي الى
العريفي على ماذا يقبل هؤلاء أيدي سماحة السيد السيستاني أوليس على
مواقفه الإنسانية والإسلامية الكبيرة في وأد الفتنة بين السنة والشيعة
, وإذا كان الخاشقجي مسلما ً متحيزا ً للسيد السيستاني فلا أعتقد أن (
توماس فريدمان ) متحيزا ً كذلك, حينما قال ( إن آية الله السيستاني
جدير بجائزة نوبل للسلام ) وذلك لدوره الكبير في الحفاظ على السلم
الأهلي بين السُنة والشيعة في العراق, فتوماس فريدمان أمريكي لا دخل له
بالصراع الطائفي.
لقد كانت دعوات السيد السستاني ولا زالت في التعاطي مع السلفيين
وحتى المتشددين تنطلق من المنطق والعقل والصبر والحكمة , وهذا هو منطق
القرآن ومنطق النبي (ص). ولكن شتان بين المنطقين وبين المنهجين.
ماهكذا تدعون الى الله , فهل عودتكم أخلاقكم أن تكونوا سبابين ,
لقد علمنا علي بن أبي طالب (ع) أن لا نكون كذلك, حينما قال لنا ( أكره
أن تكونوا سبابين ) وهل من المنطقي والشرعي أن تُتَخذ منابر الجمعة
للسب والشتيمة , ولكن حيلة المفلس ووسيلة الضعفاء , حينما لا يجدون
وسيلة إلا الشتم , فتعسا ً لك وترحا ً حينما توقظون الفتنة ونتشرون
الكراهية وتؤججون الطائفية أما سمعت قول الله سبحانه وتعالى ( الففتنة
أشد من القتل) أو قول النبي (ص) وأنت تتبجح بحفظك للقرآن والحديث((
الفتنة نائمة فلعن الله من أيقظها)).
ماذا تريدون أيها المعتوهون من العراق ألا يكفيكم أن تحولوا منابر
المسلمين الى مواضع للكراهية وتحريضٌ على القتل, أو تحويلكم المساجد
الى معسكرات لإرسال الارهابين, المشكلة بينكم وبين اليمن فما دخل
العراق والسيد السيستاني حتى تزجوا بشخصه في هذا الأمر , فإذا كان
أسيادك غير قادرين على حسم نزاعهم مع الحوثيين فهذا شأن بينكم ,فأتقي
الله في دماء المسلمين.
* كاتب وإعلامي |