التشدد والخلافات الداخلية تعصف بمصير جماعة الأخوان المصرية

 

شبكة النبأ: قال عضو بارز في جماعة الاخوان المسلمين بمصر ان المرشد العام الجديد للجماعة سيتعين عليه انهاء الانقسامات بين المعتدلين والمحافظين فيها ليبقى ممكنا لها أن تقوم بأي دور سياسي.

وأجريت انتخابات مكتب الارشاد لجماعة الاخوان - ويتكون من 16 عضوا - الاسبوع الماضي وذلك للمرة الاولى منذ 14 عاما وفاز أعضاء الحرس القديم في الجماعة بالاغلبية فيها.

وقال عبد المنعم أبو الفتوح لرويترز في مقابلة يوم السبت ان الخلافات الفكرية داخل الجماعة المحظورة رسميا زادت خطورتها بسبب عدم المرونة لدى عدد من الاعضاء البارزين.

وقال أبو الفتوح وهو عضو اصلاحي بارز "جماعة الاخوان أكثر نشاطا في الساحة السياسية الان من ذي قبل لكنها زادت محافظة في فكرها بعد سنوات من القمع وحجب حريتها في التجمع والمشاركة."

وقال "مساحة الاتفاق بين شخصي الفقير وبين قيادات أخرى (هي) مساحة كبيرة. لكن شكلا من أشكال الاداء عند البعض عندنا يتسم بالتزمت والتشدد وأنا ضد هذا."

والجماعة التي فازت بعشرين في المئة من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات التي أجريت عام 2005 التي خاضها أعضاء في الجماعة كمستقلين منقسمة على أساس خلافات بين الاجيال وذلك في وقت يشعر فيه الاصغر سنا من أعضاء الجماعة بالغربة لانهم غير ممثلين في مكتب الارشاد الذي يعتبر لجنة تنفيذية للجماعة والذي يغلب على العضوية فيه رجال أعمارهم تزيد كثيرا على الخمسين.

وهي منقسمة أيضا بشأن قضايا مثل حقوق المرأة والاقليات الدينية والكيفية التي يكون عليها الالتزام الديني وكيف يمكن أن تواجه الجماعة القمع الحكومي كما يقول المحللون.

ولم يفز أبو الفتوح وكذلك محمد حبيب النائب الاول للمرشد العام للجماعة الذي يعتبره محللون من المعتدلين أيضا مثل أبو الفتوح في انتخابات مكتب الارشاد.

وسوف يعلن اسم المرشد العام الجديد للجماعة قبل يوم 13 يناير كانون الثاني تاريخ نهاية ولاية المرشد العام الحالي محمد مهدي عاكف.

ويقول محللون ان جماعة الاخوان المسلمين هي الجماعة السياسية الوحيدة في البلاد القادرة على تعبئة مئات الالوف من المؤيدين ضد الحكومة في الانتخابات التشريعية التي ستجرى عام 2010 وانتخابات الرئاسة التي ستجرى عام 2011.

المحافظون يفوزون

وأعلنت جماعة الاخوان في مصر نتائج انتخابات مكتب الارشاد وقال محللون إن معظم اعضاء المكتب وهم 16 عضوا ينتمون للتيار المحافظ الامر الذي يشير الى انها ستقلص دورها في الحياة السياسية العامة.

وقال محللون ان عدة اعضاء بارزين ممن يعتبرون معتدلين استبعدوا من مكتب الارشاد الجديد. والجماعة محظورة في مصر ويعتقد المحافظون من أعضائها ان بقاءها أهم من تأثيرها السياسي.

وقال المحلل السياسي ضياء رشوان لرويترز ان نتائج هذه الانتخابات تشير الى تراجع فوري للنشاط السياسي للجماعة في الفترة القادمة.

وقال رشوان ان مكتب الارشاد الجديد سيركز على الارجح على العمل الاجتماعي والديني على المستوى الجماهيري وتجنب الدخول في مواجهة صريحة مع الدولة.

وفازت جماعة الاخوان بعشرين في المئة من مقاعد مجلس الشعب في انتخابات عام 2005 التي خاضها اعضاؤها على انهم مستقلون.وتقول مصادر الجماعة ان الانتخابات بدأت الاسبوع الماضي وهي أول انتخابات داخلية منذ 14 عاما.

وقال المحلل السياسي خليل العناني لرويترز ان اجراء الانتخابات الداخلية للجماعة بشكل صريح هذه المرة دون التعرض لحملة صارمة من جانب الحكومة يشير الى موافقة الحكومة الضمنية على مكتب الارشاد الجديد.وأضاف ان الحكومة تعرف ان الانتخابات ستؤدي الى انقسام وصراع داخل الحركة وان التيار المحافظ هو الذي سيفوز.

وقال اعضاء بارزون ان الانتخابات تنتهك اللوائح الداخلية لجماعة الاخوان المسلمين. ومع ذلك وافق معظم اعضاء مجلس شورى الجماعة على اجرائها.

الجناح المحافظ يسعى لإقصاء الإصلاحيين

وتحدّدَ الثالث عشر من يناير القادم رحيل المرشد العام للاخوان المسلمين محمد مهدي عاكف من منصبه رسمياً في الوقت الذي مازال فيه تصعيد الدكتور محمد حبيب نائب المرشد الى هذا المنصب مؤقتاً تتقاذفه أمواج التيارات المختلفة داخل الجماعة حول هذا التصعيد في وقت فشلت فيه جميع محاولات قيادات داخل الجماعة مع عاكف لبقائه في منصبه فترة مؤقتة أخرى ضمن تجاوز الجماعة المحن الخلافية التي تفجرت داخلها ومطالب جيل الشباب الذي يطلق عليهم رجالات الحرس الجديد وايضاً الجناح الاصلاحي في الجماعة بضرورة احداث تغييرات جوهرية في اللائحة الداخلية للجماعة.

وكانت اللجنة القانونية في الجماعة قد اضافت أزمة جديدة الى قائمة الأزمات الساخنة داخل الجماعة وهي اللجنة التي يرأسها عبد المنعم عبد المقصود محامي الجماعة والتي أعلنت في قرار لها تمسكها بالدعوة الى اجراء انتخابات مكتب الارشاد في هذه المرحلة دون تأجيل ورفض اتجاه التأجيل الذي يتبناه البعض من قياديي الجماعة على خلفية المخاوف من حدة الخلافات الأمنية لقيادات وأعضاء الجماعة خلال الفترة الأخيرة. وأكد الدكتور جمال حشمت عضو مجلس الشورى الجماعة ان مهدي عاكف حسم أمره وقراره بالرحيل.

وتمسك مهدي عاكف بعدم التعليق على ما يشاع من ان مجلس الشورى واللجنة القانونية قد بعثا بتقريرهما الى مكتب الارشاد.

ولم يشأ أي من نواب الاخوان في مجلس الشعب التعليق على الأحداث الساخنة داخل الجماعة وفضلوا التزام الصمت باعتبار ان ما يحدث هي أمور داخلية وان الانتظار حتى تستقر الأوضاع وتنتهي المشاورات الى قرارات قابلة للتنفيذ على أراضي الواقع هو الأفضل.

وفي تطور جديد كشفت نتيجة تصويت سري ان %56 مقابل %44 من أعضاء مجلس شورى الاخوان أعلنوا تأييدهم لاجراء الانتخابات فوراً .

وكشف الدكتور ابراهيم الزعفراني ان التصويت تم عن طريق التمرير وشارك فيه 100 عضو من مختلف المحافظات وان اعلان النتيجة بشكل رسمي سيتم خلال أيام بعد اقرار من مكتب الارشاد.

وأشار الى ان التصويت جاء قفزاً على نصوص لائحة الجماعة الداخلية التي كانت تتطلب اجتماع المجلس لممارسة دوره داخل التنظيم.

وكانت الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت لاختيار مكتب ارشاد جديد لجماعة "الاخوان المسلمين"، قد انتهت دون ان تسفر عن حسم جميع المقاعد الستة عشر الخاصة بالمكتب الذي يعتبر الجهة التنفيذية والادارية للجماعة، خلال عملية التصويت التي قام بها أعضاء مجلس شورى الجماعة البالغ عددهم 100 عضو يمثلون جميع محافظات الجمهورية، نظرا لعدم حصول أي منهم على نصف أصوات عدد الناخبين زائد واحد، وهو ما يعني اجراء جولة اعادة لحسم مقاعد المكتب.

يأتي هذا وسط حالة من التكتم الشديد فرضتها الجماعة على نتائج الانتخابات، لكن هذا لم يمنع تسريب انباء تحدثت عن أسماء أخرى كبيرة يتردد انها أخفقت في الانتخابات، في الوقت الذي رفض جميع قيادات الجماعة تأكيد أو نفي هذه الانباء، حيث قال أعضاء بمكتب الارشاد انهم لا يستطيعون التحدث لوسائل الاعلام، بعد ان تلقوا تعليمات صارمة أشد من الأوامر العسكرية، خاصة وان هناك تهديدات باحالة أي عضو يتحدث للاعلام الى التحقيق وتوقيع عقوبات شديدة وصارمة.

وتناولت الأوساط الاخوانية انباء تفيد بان العضوين الوحيدين المحسوبين على الجناح الاصلاحي داخل مكتب الارشاد، وهما: الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أخفقا في الانتخابات، الأمر الذي يكشف في حال حصوله عن ان الجناح المحافظ الذي يقوده الدكتور محمود عزت قد نجح في الامساك بيد من حديد بزمام الأمور داخل الجماعة واقصاء جميع المحسوبين على الجناح الاصلاحي من مكتب الارشاد.

وهو الأمر الذي ينذر بتطورات خطيرة تهدد تماسك الجماعة خاصة في ظل المخاوف من ان الجماعة يمكن ان تشهد أزمة أخطر من الأزمة التي واجهتها في حقبة التسعينات أثناء انشقاق مجموعة الوسط بزعامة المهندس أبو العلا ماضي.

وعلمت "المصريون" ان الجماعة ستقوم باجراء جولة الاعادة خلال ساعات لحسم عضوية مكتب الارشاد بصفة نهائية، تمهيدا لاجراء انتخابات أخرى خلال أيام لاختيار مرشد جديد خلفا للمرشد المنتهية ولايته محمد مهدي عاكف الذي سيغادر منصبه بصفة نهائية في 13 يناير القادم، بعد ان أصر على رفضه الاستمرار ولو لساعة واحدة في منصبه بعد انتهاء مدة ولايته الأولى، متمسكا بموقفه الرافض الترشح لولاية ثانية.

وتم الاتفاق على عرض خمسة أسماء من قيادات الاخوان على مجلس الشورى العام هم الحاصلون على أعلى الأصوات لاختيار اسم المرشد الجديد من بينهم، وعلى رأس هؤلاء الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة والدكتور محمد بديع عضو مكتب الارشاد، والذي تشير التوقعات الى ان جناح المحافظين المسيطر على غالبية مقاعد مجلس الشورى العام ومكتب الارشاد سيصوت له.

وكشفت مصادر اخوانية مطلعة، انه سيتم عرض الاسمين الحاصلين على أعلى الأصوات من المرشحين الخمسة على أعضاء مجلس الشورى العام ليقوموا باختيار واحد منهما وتسميته ليكون المرشد الثامن لأكبر جماعة سياسية ودعوية على مستوى العالم وتحظى بتواجد قوي في أكثر من 80 دولة.

وأكدت ان هذا الأمر لن يستغرق سوى أيام قليلة جدا حتى يتم اغلاق هذه الملفات بصفة نهائية والبدء في محاولة ترميم الصف الاخواني المهدد بتشققات خطيرة، خاصة وان الأزمة الحالية التي تواجهها الجماعة تعتبر من أشد الأزمات التي واجهتها طوال 80 عاماً منذ أسسها الامام حسن البنا عام 1928.

وفي أعقاب الانتهاء من عملية فرز الأصوات، توجه أحد مسؤولي اللجنة التي تولت الفرز مساء السبت الى نادي العاصمة، حيث كان يتواجد مرشد الجماعة محمد مهدي عاكف لحضور أحد الأفراح المقامة هناك وقام بتسليمه نتائج الانتخابات التي حرص جميع قيادات الجماعة على احاطتها بكتمان وسرية شديدة.

من جهته، نفى الدكتور عصام العريان عضو مجلس شورى الجماعة وجود خلافات أو صراعات بين أعضاء المكتب أو ما يسمى بالتيار المحافظ وتيار الاصلاحي، أو وجود رفض بين أعضاء مجلس شورى الجماعة في مسألة التصويت على اعتبار ان الانتخابات أجريت على أساس باطل وغير شرعي، واعتبر ان كل ما أثير حول الانتخابات من لغط كلام لا أساس له من الصحة ولا يمت الى الحقيقة في شيء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 30/كانون الاول/2009 - 13/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م