الدستور وحقوق الأديان في حرية ممارسة الطقوس الدينية

الحريات الدينية في العراق... تنوع الإرث ومعضلة الارهاب

 

شبكة النبأ: يزخر العراق بتنوع اثني وديني أضفى على مجتمعاته خلال مختلف الحقب الزمنية تلاقح مستمر في الأفكار والرؤى، فضلا عن سبل التعاون والتكامل والسلم المجتمعي.

إلا إن السياسيات الخاطئة للحكومات في السابق شرخت تلك العلاقات الإنسانية من خلال تغليب طائفة على أخرى، الأمر الذي افرز بعض الشوائب والسلبيات لتتبلور على شكل التعصب والتشدد الديني والعرقي.

من جهته كفل الدستور العراقي الحالي مختلف أنواع الحريات العامة والخاصة، خصوصا في ما يتعلق بالحريات الدينية.

الدستور العراقي

حيث اعتبر رئيس البرلمان العراقي، خلال مشاركته في مؤتمر دور الأديان في تعزيز الأمن والسلام بالعراق، ان “الدستور العراقي ضمن حقوق الاديان وحرية ممارسة المذاهب لطقوسها الدينية”، فيما وصفت مديرة برنامج العراق في معهد السلام الامريكي تعدد الاديان في العراق بأنه يشكل “مصدر قوة وليس ضعف”.

وقال رئيس مجلس النواب اياد السامرائي، ان علاقات العراق بدول الجوار والعالم انعكاس للمشاكل التي عانى منها مجتمعه خلال الفترة المنصرمة، لكنه تمكن من تجاوزها من خلال مواجهة التحديات والتغلب عليها.

وأوضح السامرائي على هامش مشاركته في مؤتمر دور الأديان في تعزيز الأمن والسلام في العراق والذي عقد في فندق الرشيد، ان “هناك تيارات متطرفة تعادي بعضها البعض، الأمر الذي انعكس في الفترة الماضية على العلاقات داخل العراق والتي شهدت تزايد النزاعات الطائفية والعرقية”، مشيرا الى ان “الدستور العراقي ضمن حقوق الاديان وحرية ممارسة المذاهب لطقوسها الدينية”.

واضاف “العراق تمكن من تجاوز الانعكاسات السلبية في علاقاته مع دول الجوار والعالم من خلال مواجهة التحديات الداخلية وترسيخ مبادىء المصالحة الوطنية”، لافتا الى ان “سمة الاديان في المجتمعات هو التواصل فيما بينها خاصة بعد ان أصبح  العالم قرية واحدة”.

واشار السامرائي الى ان “مشكلة المجتمع العراقي تكمن في عدم تطبيق مبادئ الدين من قبل بعض الجماعات التي تدعي الدين وتمارس الإرهاب ضد بعض الاقليات”، مبينا ان “لرجال الدين دور كبير في إنضاج فكرة تقبل الآخر والتعايش معه كما كان المجتمع العراقي سابقا”.

من جهتها، كشفت عضو لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في البرلمان النائبة اسماء الدليمي عن ان المؤتمر الذي عقدته لجنتها جاء استكمالا “لورش عمل اقيمت في اربيل في تشرين الثاني نوفمبر عام 2008 وورشة العمل التي اقيمت في اسطنبول في ابريل نيسان الماضي”.

وقالت النائبة الدليمي ان “عدم حضور بعض اعضاء لجنة الأوقاف الى المؤتمر جاء بسبب مشاركة معهد السلامة الأمريكي في المؤتمر”، مشيرة الى ان “المؤتمر سيخرج بتوصيات تقدم الى الحكومة على مستويات التربية الاسرية والمسؤولين الحكوميين ودورهم في تشجيع الاديان على تعزيز الامن داخل المجتمع”. بحسب اصوات العراق.

من جهته، ذكر ممثل منظمة المؤتمر الاسلامي التني ان “دور المنظمة هو توضيح دور الاسلام في احترام الاخر والتوحد وحفظ الكرامة الانسانية، وحل المشاكل والخلافات بالحوار البناء للوصول  الى المشتركات”.

واعتبر في حديثه ان “مؤتمر دور الاديان في تعزيز الامن والسلام في العراق مكمل لمؤتمر مكة الذي خرج بوثيقة ملزمة للاطراف في العراق عام 2006″، مشيرا الى ان “وثيقة مكة خرجت بتوصيات ملزمة اخلاقيا للطوائف في العراق خاصة الشيعية والسنية، حيث حرمت دم المسلم وحرمت تكفير الاخر والاقتتال على الهوية والمذهب وحرمت كذلك الاعتداء على دور العبادة حتى لو كانت غير مسلمة”.

الى ذلك، ذكرت مديرة برنامج العراق في معهد السلام الامريكي منال عمر أن “دور المعهد في المؤتمر هو تقريب وجهات النظر بين المذاهب والاديان العراقية”، مشيرة الى ان “تعدد الاديان في العراق مصدر قوة وليس ضعف”.

وقالت عمر ان “المعهد لم يتدخل في برنامج المؤتمر بقدر ما قدم مساعدة في مشاركة بعض الوفود الاجنبية كمنظمات مختصة بالسلام والتعايش في العالم”، مشيرة الى ان “هدف المعهد في العراق هو دعم بناء السلام في المناطق المختلفة التي يتم فيها استهداف شرائح المجتمع العراقي”.

ودعت عمر رجال الدين في العراق الى تحمل مسؤوليتهم في “توعية المجتمعات الريفية التي تعاني من الانقطاع عن التواصل بالمدينة”، الى جانب “ضرورة استمرار بعث رسائل التعايش السلمي عبر المنابر والخطب التي يلقونها في مختلف المناسبات”.

وفي الاطار نفسه، اعرب ممثل المسيحيين في المؤتمر الأب يوسف توما عن امله في ان يخرج المؤتمر “بتوصيات لمشكلة كبيرة يعاني منها الشعب العراقي”.

وقال توما، إن “المشكلة في العراق وبقية المجتمعات لا تكمن في الحرب بين الأديان، لكن بوجود حرب داخل المذهب الواحد ضمن الديانة الواحدة وهو ما ينعكس سلبا على المجتمع برمته”، لافتا الى ان “العولمة وراء الأزمات بين الأديان”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 25/كانون الاول/2009 - 8/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م