كان لاستخدام اسماء بعض الشخصيات الوطنية ما يبرره، رموزا وقيادات
لقوائم شاركت في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في الحادي
والثلاثين من كانون الثاني من العام الجاري. فمن ناحية... كان لها
وقعها لدى الناخب (المواطن) في توجيه خياراته، ومن ناحية اخرى تأثيرها
في نتائج الانتخابات، رغم ان تلك الرموز والشخصيات كانت غير مرشحة او
مشاركة اصلا في انتخابات مجالس المحافظات.
واذا ما فرضنا بان تشجيع المواطن للاقبال على صناديق الاقتراع في
كافة المحافظات، آنذاك، يحتاج الى اكثر من محفز وعامل جذب واستقطاب،
واذا ما اعتبرنا ان ما جرى في انتخابات مجالس المحافظات كان احدى تلك
الطرق في جذبه وانهاء عزوفه. فان ذلك لم يعني انهاء مشكلة العزوف، بأية
حال من الاحوال، التي تجددت اليوم مع اقتراب انتخابات مجلس النواب
المزمع اجراؤها في السابع من آذار العام 2010 وتحتمل في جذورها اكثر من
سبب، منها ما هو عام مرتبط بالاخفاقات والعثرات الخدمية، ومنها ما هو
خاص مرتبط بالاخفاقات التي تدور حول بعض الشخوص التي كان لها ادوارا
متطرفة طائفيا او قوميا جعلتها اليوم عامل منفر من القائمة ككل (التي
تضم تلك الشخوص) وليس من الشخص ذاته فحسب، في ذات الوقت الذي قد يكون
احد الاشخاص وفي الغالب ! رئيس القائمة سببا للاقبال على تلك القائمة
والتصويت لها.
وعلاج العام ممكن في حدود الخطاب والاتصال الذي تمارسه الاحزاب
والكيانات السياسية مع هموم المواطن وازماته من خلال تقديم برنامج
سياسي قائم على اسس واقعية وموضوعية في تقديم الحلول القابلة للتطبيق
في مرحلة لا تتعدى الدورة الانتخابية الواحدة (اربع سنوات).
لكن، ما لا يمكن معالجته هو ما يتعلق باسباب الاقبال السابقة
المتمثلة في الاعم الاغلب بشخص رئيس القائمة الذي تحول من ممارسة
دعائية للجذب (من خلال صوره) في انتخابات مجالس المحافظات الى امر واقع
لعبادته وشخصنة قيادته (وكأنه السبب الوحيد في فوز القائمة التي
يرأسها)، رغم انها قد تضم شخصيات وطنية لامعة وكفاءات تستحق اكثر من ان
تطوى وفقا لتسلسلات يحكمها ويفرضها النظام الانتخابي المطبق وتوظفها
الكيانات والاحزاب لغايات الزعامة، مثال على ذلك رئيس القائمة (س) مرشح
عن بغداد، ولكنه يعتبر مركز جذب واستقطاب لتلك القائمة في كربلاء مثلا.
الحقيقة ان الموضوع لا يحتمل السكوت عنه، بل يجب ان نعمل على توضيح
هذا الامر للمواطن البسيط الذي يقول في كربلاء باني سانتخب قائمة (س)،
بل يجب ان نعلمه انه لا يمثل محافظته وغير مرشح عنها اصلا، والذي عليه
ان يبحث فيمن يمثل تلك القائمة بمحافظته وهل هو كفأ للمهمة الموكلة
اليه ؟ وهل يستحق ان يصوت له؟
بعد ذلك نبحث في ما يسمى بعلم السياسة ب (المستقبليات) ونتائجها
خصوصا لو حققت قائمة (س) نتائج كبيرة في الانتخابات المقبلة، ببساطة ان
(س) سيتحول مرة اخرى الى (قائد ضرورة) نحن خلقنا آلياته بسكوتنا عن
ممارساته. |