مؤتمر كوبنهاغن.. بين الضرورات الملحّة وتعنّت الدول الصناعية

العالم بانتظار مشروع اتفاق جدي والتزامات بالتمويل

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: خيّمَ شبح الفشل على مؤتمر المناخ المنعقد في كوبنهاغن حيث علّقت الدول الافريقية لوقت قصير مشاركتها في أعماله وشددت الصين لهجتها تجاه الدول الصناعية، في حين وجّه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نداء الى قادة العالم لإيجاد تسوية.

وفي غضون هذه التطورات واصل وزراء البيئة في العالم مفاوضاتهم للتوصل الى اتفاقية تدشن عهدا جديدا في مكافحة التغير المناخي خلف ابواب مغلقة الاحد الماضي في الوقت الذي تواصلت التظاهرات. فيما اعتقلت الشرطة الدنماركية نحو 200 محتج في تظاهرة اخرى على هامش المحادثات، بعد يوم من عملية اعتقال واسعة للمتظاهرين.

ومن المفترض ان يقرر مندوبو 193 دولة -بينهم اكثر من 110 رؤساء دول ينتظر مشاركتهم في القمة الجمعة القادمة- افضل طريقة للحد من ارتفاع حرارة الكوكب بدرجتين مئويتين كحد اقصى فوق مستوياتها قبل الثورة الصناعية لتفادي الفوضى المناخية.

وقللت كوني هيديغارد الرئيسة الدنماركية لمؤتمر الامم المتحدة للمناخ من اهمية غضب البلدان الافريقية، وتوقعت حدوث "ازمات صغيرة" اخرى حتى انتهاء المؤتمر "لأن هناك الكثير من المصالح على المحك". وقالت لقناة تي في 2 نيوز الدنماركية "بدا الامر خطيرا، لكن ليس الى هذا الحد" الذي بدا عليه.

وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي في نيويورك "الوقت ضيق. لقد ولى وقت الاعتراض او توجيه الانتقادات. على كل بلد ان يتحمل مسؤوليته للتوصل الى اتفاق في كوبنهاغن".

واضاف بان الذي يتوقع ان يغادر نيويورك الاثنين للتوجه الى كوبنهاغن "ادعو قادة العالم الى تحمل مسؤولياتهم والقيام بما يجب (...) ادعو المفاوضين الى مضاعفة الجهود للتوصل الى تسوية".

ومن سيدني ناشد رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد المنتظر مجيئه الى كوبنهاغن الخميس، الجميع التحلي بمزيد من المرونة. وقال لمحطة سكاي نيوز "للتوصل الى اتفاق قوي، يتوجب المزيد من التوافق من كل جهة. ولا يزال هناك خطر الفشل". وفي بروكسل عبر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو من جهته عن قلقه. بحسب فرانس برس.

وتساءل "كيف سيبدو منظرنا الجمعة او السبت القادم عندما يحضر اكثر من مئة رئيس دولة وحكومة من العالم اجمع ونقول للعالم انه لم يكن ممكنا الاتفاق"؟ واستطرد "اعتقد ان ذلك غير معقول".

وابدت البلدان الافريقية غضبها عندما علقت مشاركتها لساعات عدة في مجموعات العمل احتجاجا على عدم اعطاء الاولوية لمستقبل بروتوكول كيوتو، الوثيقة الوحيدة التي تتضمن اهدافا ملزمة للدول المتطورة.

واعتبر فيكتور ايوديجي فوديكي رئيس الوفد النيجيري "انتقلنا الى الانذار الاحمر"، مضيفا "وصلنا الى منعطف: اما ان نوجه رسالة امل لأفريقيا، او انها نهاية الآمال في (هوبنهاغ"، لقب العاصمة الدنماركية بالاشارة الى كلمة "هوب" بالانكليزية، اي الامل.

وقد طغت على الاجتماع الوزاري المصغر الذي دعي اليه الاحد، المشكلات المتكررة بين البلدان النامية والبلدان الصناعية وخصوصا الولايات المتحدة حول تقاسم المسؤوليات.

وتعتبر الولايات المتحدة ان مشروع الاتفاق الاول الذي طرحه مسؤولو المفاوضات على الطاولة الجمعة يميز البلدان النامية وخصوصا الصين، لكن بدون ان تذهب الى حد رفضه.

وتشدد بشكل خاص على تبني آليات دولية للتحقق من الالتزامات تطبق بدون تمييز على الاغنياء والاخرين. ورفضت الصين مسبقا تحمل اي مسؤولية في اي فشل محتمل.

وقال نائب وزير الخارجية هي يافيي في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز في كوبنهاغن "اعلم ان البعض سيقولون ان الصين هي المسؤولة ان لم يتم التوصل الى اتفاق. انها خدعة من الدول المتطورة. فلينظروا الى مواقفهم الذاتية بدون استخدام الصين كذريعة".

لكن البلدان النامية تنتظر من الدول الصناعية الموقعة على اتفاق كيوتو تجديد التزاماتها اعتبارا من العام 2013. وشدد كمال جمعة المسؤول عن المفاوضات عن الجزائر "والا سنفقد كل شيء".

وحذر وزير المناخ البريطاني اد ميليباند "ان مسائل عديدة يتوجب حلها في الايام المقبلة"، مضيفا "ان القادة هم في طريقهم (الى كوبنهاغن) عمليا. ودورهم مهم لكن ليس بامكان المفاوضين والوزراء ان يتركوا لهم كل شيء" للبت.

وعلقت مفاوضة غربية رفيعة المستوى بقولها "في اذهاننا جميعا سيناريو لاهاي المريع (المؤتمر الذي انتهى بالفشل في العام الفين) حيث راهن رئيس المؤتمر على ان جميع المشكلات الصعبة يمكن ان يحلها السياسيون". واضاف "ذلك يولد شعورا بالتوتر والشك".

ورفضت اليابان واستراليا من ناحيتهما مناقشة مرحلة ثانية للالتزامات طالما لم تتقدم المناقشات حول التزامات الولايات المتحدة والدول الناشئة الكبرى.

وللخروج من المأزق، قد تسعى رئيسة المؤتمر الدنماركية كوني هيدغارد لعرض مشروع اتفاق جديد بحلول الاربعاء بحسب مصدر دبلوماسي الماني.

المفاوضات تتواصل وسط تجدد التظاهرات

وفي غضون هذه التطورات واصل وزراء البيئة في العالم مفاوضاتهم للتوصل الى اتفاقية تدشن عهدا جديدا في مكافحة التغير المناخي خلف ابواب مغلقة الاحد في الوقت الذي تواصلت التظاهرات. فيما اعتقلت الشرطة الدنماركية نحو 200 محتج في تظاهرة اخرى على هامش المحادثات، بعد يوم من عملية اعتقال واسعة للمتظاهرين.

وشارك في اجتماع الاحد غير الرسمي نحو 40 من وزراء البيئة يمثلون دولا ذات اقتصاديات واهتمامات مختلفة بـ "الاتفاقية الاطارية للتغير المناخي" التي وضعتها الامم المتحدة.

ويتعين على وزراء البيئة المجتمعين برئاسة الوزيرة الدنماركية السابقة كوني هيدغارد تحويل مسودة الاتفاق المناخي التي تواجه الكثير من المشاكل، الى اتفاق تاريخي حول التغير المناخي يمكن ان يصادق عليه نحو 120 من قادة العالم يوم الجمعة القادم.

لكن مؤتمر كوبنهاغن المستمر حتى 18 كانون الاول/ديسمبر برعاية الامم المتحدة انهى اسبوعه الاول دون تحقيق تقدم يذكر بشأن اي من المسائل الرئيسية، الامر الذي يخشى معه التوصل الى اتفاق هزيل رغم حضور اكثر من 110 من رؤساء الدول والحكومات الجمعة.

الا ان كوني هيدغارد اكدت ان التقدم الذي احرز خلال الايام الستة الاولى للمؤتمر كان "رائعا" مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل شهرين.

واضافت لوكالة فرانس برس مساء السبت الماضي "لقد بدأت المفاوضات فعلا حول المسائل الاساسية"، ولكن "لا تزال امامنا مهمة صعبة خلال الايام القليلة المقبلة". ويعتبر بعض المعلقين ان المؤتمر هو الاهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وينعقد المؤتمر بهدف السيطرة على انبعاثات الغازات المسببة للارتفاع الحراري والناجمة عن احتراق الفحم الحجري والنفط والغاز عبر منع حرارة الشمس من الانعكاس وحبسها وزيادة حرارة جو الارض.

ويؤكد العلماء ان العالم بحاجة الى تحرك سريع وجذري خلال السنوات العشر المقبلة حتى لا ترتفع حرارة الارض بصورة تؤدي الى حدوث موجات من الجفاف والفيضانات والعواصف وارتفاع مستويات البحار، الامر الذي سيؤدي الى موجات من المجاعة والنزوح والفقر تصيب الملايين من البشر.

لكن خفض انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون تحول الى مسالة سياسية ضارية في المواجهة بين الدول الغنية والدول الفيرة مع ظهور انقسامات في صفوف الطرفين.

العالم بانتظار مشروع اتفاق جدي والتزامات بالتمويل

وباتت الدول الـ 139 المجتمعة في كوبنهاغن للاتفاق بشأن سبل الحد من ارتفاع حرارة الارض، تنتظر مشروع اتفاق جدي بنهاية الاسبوع بعد الجدل الذي اثاره تسريب مسودة مقترحات دنماركية.

واثارت جزيرة توفالو الصغيرة (في المحيط الهادىء) ضجة بمطالبتها باتفاق ملزم قانونا يشمل خصوصا العملاقين الملوثين، الصين والهند.

وقالت ديسيما وليامز ممثلة جمعية الدول الجزر الصغيرة (اواسيس) لوكالة فرانس برس "نريد تحقيق تقدم، ينبغي التوصل الى اتفاق ملزم قانونا يحمي الأرض ويحمي الاكثر فقرا. كل ما عدا ذلك لا طائل منه".

واكدت وليامز رغبتها في تجاوز الازمة الناجمة عن الكشف الثلاثاء عن مقترحات دنماركية اعتبرتها بعض الدول النامية غير منصفة، في حين اعتبرت غالبية الوفود انها غير مناسبة".

وقالت المفاوضة الفرنسية لورانس توبيانا ان تسريب المنظمات غير الحكومية للمسودة كانت مفيدة بالنسبة لمجموعة77 (ائتلاف من 130 بلدا ناميا) لمهاجمة الرئاسة الدنماركية.

وهاجمت توفالو المؤلفة من ارخبيل من الجزر المرجانية في جنوب المحيط الهادىء ويعيش فيها 11 الف نسمة عمالقة العالم كما تعرضت لمسالة تعتبر من المحرمات وهي التمييز منذ تبني اتفاقية المناخ في 1992 بين "المسؤولية التاريخية" للدول الصناعية ومسؤولية الدول النامية.ويجعل ذلك من الدول الصناعية وحدها مطالبة بالتزامات محددة بالارقام في بروتوكول كيوتو.

واقترحت توفالو تعديلا "ملزما قانونا" للبروتوكول يحدد اعتبارا من 2013 اهدافا لخفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون على الدول الكبيرة الصاعدة التي باتت اليوم تنتج اكثر من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

واقترح الارخبيل تشكيل مجموعة اتصال لهذا الغرض. لكن توكيي كيتارا، عضو وفد توفالو، قال ان "الصين والهند والسعودية عرقلت تبني اقتراحنا".

ساعة الحقيقة تدق في كوبنهاغن

ويشكل مؤتمر المناخ المنعقد حالياً والغير المسبوق بحجمه ورهاناته، تحديا حقيقيا للشرطة الدنماركية التي حشدت للمؤتمر اكثر من نصف عديدها. وسجل 34 الف شخص بين مندوبين واعضاء منظمات غير حكومية واعلاميين لدى المنظمين، لكن لن يسمح الا ل15 الف شخص بدخول قاعة المؤتمر، وذلك لاسباب امنية.

ويتوقع وصول آلاف آخرين من المدافعين عن البيئة خصوصا عبر حافلات وقطارات خاصة، قبل نهاية الاسبوع الى العاصمة الدنماركية حيث دعت المنظمات الحكومية الى تظاهرة كبرى السبت للضغط على الوفود المشاركة في المؤتمر.

وسيكون على الدول الصناعية والبلدان الكبرى الناشئة الاتفاق خلال اسبوعين على التزامات متبادلة بهدف حد ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين وكذلك على الآليات التي ستعتمد لفرض احترام هذا التعهد. كما سيكون عليهم ضمان الدعم المالي للبلدان الاشد تعرضا للتغيرات المناخية وذلك بداية من العام المقبل.

واشارت دراسة لفريق تحاليل المناخ "كلايميت اناليتكس" نشر عشية القمة الى ان التعهدات المعلنة في مستوى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تضع مستوى ارتفاع حرارة الارض عند 3,5 درجات مئوية في 2100.

وسيكون الثمن الواجب دفعه في هذه الحالة، هو انهيار انتاج الحبوب وانقراضات بالجملة للاجناس، وارتفاع مستوى المحيطات والهجرة القسرية لمئات الملايين من الاشخاص بسبب الفيضانات والجفاف وندرة الانتاج.

ويتعين اقرار آلية دولية جديدة في كوبنهاغن لتكون جاهزة للدخول حيز التنفيذ في الاول من كانون الثاني/يناير 2013، مع نهاية سريان المرحلة الاولى من التزامات بروتوكول كيوتو.

وقال ايفو دي بوير المسؤول في مجال المناخ في الامم المتحدة "لم يحدث خلال 17 عاما من المفاوضات المناخية ان قطع مثل هذا العدد من البلدان مجتمعا، كل هذه التعهدات" مترجما بذلك شعورا ايجابيا عشية المؤتمر. واضاف "ولذلك فان مؤتمر كوبنهاغن يشكل (حتى قبل انعقاده) منعطفا في التحرك الدولي لمواجهة التغيرات الدولية".

مؤتمر المناخ كوب – 15: أسئلة يتكرر طرحها

يجتمع مندوبون من 192 دولة في كوبنهاغن ما بين 7-18 كانون الأول/ديسمبر 2009 لبحث موضوع تغيّر المناخ، ولوضع خريطة لاستراتيجية تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون  في العالم. وهذا المؤتمر ليس الأول ولا الأخير الذي يجتمع خلاله ممثلون دوليون سوية للتحدث حول مسائل المناخ. فقد قدّم العلماء فرضيات حول ارتفاع درجة الحرارة العالمية للمرة الأولى منذ تاريخ يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، كما يعود تاريخ القلق السياسي الدولي بشأن هذا الموضوع إلى عدة عقود خلت. فيما يلي مجموعة من الأسئلة التي يتكرر طرحها من إعداد كارلين ريشل، حول المعالم التي قادت إلى مؤتمر الأطراف 15 COP-15 وما يأمل المجتمع الدولي بتحقيقه في مؤتمر كوبنهاغن.

سؤال: ما هو مؤتمر COP-15؟

COP مختصر يشير إلى "مؤتمر الأطراف"، وهو الاجتماع السنوي للدول الـ 192 الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لإطار العمل بشأن تغير المناخ (UNFCCC). وهذا المؤتمر المنعقد في كوبنهاغن هو الاجتماع الخامس عشر للتفاوض حول إيجاد حل دولي لمشكلة تغير المناخ منذ ان دخلت اتفاقية الأمم المتحدة لإطار العمل بشأن تغيّر المناخ حيز التنفيذ عام 1994.

سؤال: ما هي المواضيع التي ستناقش في كوبنهاغن؟

يجب على المفاوضين التعامل مع عدد من المسائل قبل وضع صيغة اتفاقية دولية لتغيّر المناخ تكون فعالة بيئياً، وذات جدوى سياسياً، ومستدامة اقتصادياً. تشمل هذه المسائل:

- تخفيف التأثير: تسعى البلدان المتطورة والدول النامية للتوصل إلى طرق لتخفيض كميات ثاني أكسيد الكربون التي يبثها البشر في الجو. يناقش المفاوضون مقاربة موحدة تخفض بموجبها الدول المتطورة المستوى الحالي للانبعاثات وتكبح الدول النامية نسبة النمو في الانبعاثات منها في ذات الوقت الذي تستمر فيه بالتوسع الاقتصادي.

- التكيف: يجب على الدول أن تعمل أيضاً على تخفيض مستوى تعرض الناس إلى أسوأ تأثيرات تغيّر المناخ. كثيراً ما تعتبر الدول النامية كأكثر الدول تعرضاً لأخطار تغير المناخ كما أنها تملك اقل الموارد التي تساعدها في التكيف. وسوف تحتاج إلى المساعدة لدفع كلفة نشاطات التكيف مثل التخطيط الساحلي وبناء مساكن صامدة للفيضانات. من المحتمل أن تبحث مفاوضات كوبنهاغن في آلية إرسال المساعدات إلى الدول النامية.

- إزالة الأحراج: بما أن الغابات تزيل غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، فإن إزالة  الأحراج تؤثر على تركيزات غازات الاحتباس الحراري الموجودة في الجو. سوف يُشكِّل خفض الانبعاثات من خلال تجنب وعكس تأثير إزالة الأحراج نقطة محورية للمناقشة.

- نقل التكنولوجيا: تستطيع الدول المتطورة أن تساعد في تعزيز النمو الاقتصادي في الدول النامية من خلال اعتماد وسائل أكثر كفاءة في استخدام الطاقة تكون سليمة من الوجهة البيئية. نقل التكنولوجيا يُشكِّل ناحية رئيسية في الاتفاقيات الدولية السابقة، ولكن الشكل الذي سوف تتخذه عملية النقل لا يزال غير مؤكد. هناك أيضاً هواجس ذات شأن تتعلق بحقوق الملكية الفكرية.

- التمويل: كانت الدول المتطورة قد لوثت البيئة بحرية خلال فترات نموها الصناعي والاقتصادي. وهكذا، تستطيع الدول النامية أن تؤكد بأن الدول المتطورة مسؤولة تاريخياً وأخلاقياً عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. كما أن العالم المتطور يملك موارد أكثر لمعالجة تغيّر المناخ، ولكن كافة هذه التعديلات سوف تكون مكلفة. ولذلك، هناك نقاش مستمر حول من يدفع ولماذا وكم. يطالب العالم النامي بالحصول على دعم مالي هام لتنفيذ جهود التكيف والتخفيف من انبعاثات الغازات وإعادة التحريج.

أعلن البيت الأبيض مؤخراً عن حصول إجماع بين الدول المتطورة لتمويل صندوق بمبلغ 10 بلايين دولار سنوياً بحلول العام 2012 "لدعم التكيف والتخفيف في الدول النامية، وبالأخص تلك الدول الأكثر تعرضاً للأخطار والأقل تطوراً والتي من المحتمل أن يتقوّض استقرارها بسبب تأثيرات تغير المناخ."

سؤال: ما هو بروتوكول كيوتو؟

في مؤتمر الأطراف الثالث (COP-3) في العام 1997، تبنت الأطراف بروتوكول كيوتو كتعديل لإتفاقية الأمم المتحدة لإطار العمل بشأن تغير المناخ (UNFCCC). شمل بروتوكول كيوتو أهدافاً ملزمة قانونياً للدول الصناعية لتخفيض انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري ولا سيما انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ولكنه لم يفرض مثل هذه الالتزامات على الدول النامية.

دخل بروتوكول كيوتو حيّز التنفيذ في عام 2005 بعد تصديق 141 دولة عليه. ولكن من المقرر أن ينتهي مفعوله في عام 2012. صادقت حتى الآن أكثر من 180 دولة على بروتوكول كيوتو. ورغم ان الولايات المتحدة موقعة رمزية عليه، لكن الكونغرس لم يصادق أبداً على البروتوكول ورفض الرئيس السابق جورج دبليو بوش هذا البروتوكول جملة وتفصيلاً.

شكل مؤتمر الأطراف الحادي عشر (COP-11) الذي انعقد في العام 2005 أيضاً الاجتماع الأول للأطراف الموقعين على بروتوكول كيوتو MOP-1: اجتمع ما يزيد عن 10 آلاف مندوب في مونتريال لوضع خارطة طريق لتطبيق أحكام بروتوكول كيوتو. كما ان مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15) هو أيضاً الاجتماع الخامس للأطراف الموقعين على بروتوكول كيوتو (MOP-5).

سؤال: ما هي خطة عمل بالي؟

نتج عن مؤتمر الأطراف الثالث عشر (COP-13)/الاجتماع الثالث للموقعين على بروتوكول كيوتو (MOP-3) تبني خطة عمل بالي التي تدوم سنتين للتفاوض حول إطار عمل لمواجهة تغير المناخ بعد العام 2012. وافق جميع أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لإطار العمل بشأن تغير المناخ (UNFCCC) البالغ عددهم 192 دولة، بضمنهم الولايات المتحدة، على خطة عمل بالي مما جعل مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15 الاجتماع الخامس للموقعين على بروتوكول كيوتو (MOP-5) في كوبنهاغن هو المؤتمر الهادف للتوصل إلى اتفاقية دائمة تخلف بروتوكول كيوتو.

سؤال: هل يمكن أن ينتج عن مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15) اتفاقية ما بعد بروتوكول كيوتو؟

ينتهي مفعول بروتوكول كيوتو عام 2012. وقد أشار قادة سياسيون عديدون إلى ان مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15) من غير المحتمل ان ينتج عنه توقيع اتفاقية تمهد الطريق أمام التوقيع على معاهدة في السنة القادمة. علاوة على إلى ذلك، يقود حضور ما يزيد عن 100 قائد عالمي خلال آخر يومين للمؤتمر، بضمنهم الرئيس أوباما، إلى بروز تفاؤل متجدد في احتمال التوصل إلى نتيجة إيجابية في مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15).

من المحتمل أن تأخذ حصيلة المفاوضات الجارية في كوبنهاغن أحد الشكلين التاليين:

- اتفاقية تستند إلى المرحلة الأولى من إلتزامات تخفيض الانبعاثات للدول المتطورة التي نص عليها بروتوكول كيوتو مع إضافة اتفاقية ملحقة تغطي التزامات جديدة خاصة بتخفيف الآثار للدول النامية.

- اتفاقية شاملة جديدة بالكامل تشرف على تنفيذ التزامات كافة الدول وتحل محل بروتوكول كيوتو بالكامل.

سؤال: ما هي بعض المعالم البارزة المهمة للتعاون الدولي حول تغيّر المناخ؟

1971- توصيات من الدراسة الدولية لتأثير الإنسان على تغير المناخ أدّت إلى إطلاق برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الذي يُضمِّن رسمياً قضايا المناخ كجزء من الهواجس البيئية لمنظمة الأمم المتحدة.

1979- المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) والمجلس الدولي للعلوم نظما أول مؤتمر عالمي للمناخ (WCC) وأطلقا البرنامج العالمي لأبحاث المناخ من أجل تنسيق الأبحاث الدولية المستمرة.

1988- أنشأت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) اللجنة بين الحكومية حول تغير المناخ (IPCC) التي تضم خبراء في العلوم وممثلين حكوميين من اجل إعداد تقارير منتظمة حول وضع المناخ.

1990- نشرت اللجنة بين الحكومية حول تغير المناخ (IPCC) اول تقرير لها. أصدر ثاني مؤتمر عالمي للمناخ (WCC) نداءً قوياً لإتخاذ عمل سياسي دولي استجابة إلى تقرير اللجنة مما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لان تدعو إلى توقيع اتفاقية دولية تحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية.

1992- اجتمع قادة العالم في ريو دي جانيرو في "مؤتمر الأرض الأول"، وهو مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية. تبنى المفاوضون في ريو معاهدة الأمم المتحدة لإطار العمل حول تغيّر المناخ (UNFCCC) التي صادقت عليها 192 دولة بضمنها الولايات المتحدة. المعاهدة غير ملزمة ولكنها تعترف بأن تغيّر المناخ حقيقي وتضع المبادئ الأساسية للتفاوض حولها لاحقاً.

1997- تَّم تبني بروتوكول كيوتو في مؤتمر الأطراف الثالث (COP-3).

2007 - نشرت اللجنة بين الحكومية حول تغير المناخ تقييمها الرابع وتوصلت فيه إلى إجماع علمي "لا يقبل التأويل" حول مصادر وأخطار ارتفاع درجة الحرارة العالمية التي يسببها الإنسان والتي نالت عليه جائزة نوبل للسلام. تبنت الدول خطة عمل بالي خلال مؤتمر الأطراف الثالث عشر (COP-13).

2009- اجتمع المؤتمر الثالث العالمي للمناخ (WCC) في جنيف (طالع ألبوم الصور حول أهم نقاط المؤتمر التاريخي). استضاف أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قمة تغير المناخ في مبنى الأمم المتحدة قبل انعقاد جلسات الجمعية العامة. يجتمع المفاوضون في كوبنهاغن حاليا في مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15).

سؤال: ما هي المجموعات الأخرى التي تعمل في حقل تغيّر المناخ؟

تجتمع بصورة متكررة عدة مجموعات أخرى ثنائية ومتعددة الجوانب خلال الاجتماعات الرسمية لمؤتمر الأطراف (COP) لمناقشة مسائل تتعلق بتغيّر المناخ. رفع الرئيس أوباما مسألة تغيّر المناخ إلى مستوى أصبحت فيه مسألة رئيسية في عدة علاقات ثنائية للولايات المتحدة، بضمنها الصين، والهند، والبرازيل. كما أصبحت مسائل تغيّر المناخ نقطة تركيز رئيسية في الاجتماعات المنتظمة لمجموعة الدول العشرين (G20). في نيسان/أبريل 2009، عقدت الولايات المتحدة أول اجتماع لمنتدى الاقتصادات الرئيسية حول الطاقة  والمناخ (MEF) ومنذ ذلك الوقت اجتمع هذا المنتدى أربع مرات للإعداد للمفاوضات في كوبنهاغن (اقرأ المزيد حول منتدى الاقتصادات الرئيسية (MEF)).

سؤال: ما هي أنجح معاهدة بيئية دولية حتى اليوم؟

يعتبر بروتوكول مونتريال الموقع عام 1987 الملحق باتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون بصورة واسعة على انه أنجح اتفاق دولي حول المسائل البيئية.

أدى اكتشاف ثقب في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي إلى تبني وتطبيق بروتوكول مونتريال من جانب كل دولة عضو في الأمم المتحدة.

يدعو البروتوكول إلى الإلغاء التدريجي لإنتاج واستهلاك المركبات التي تستنفد الأوزون من الطبقة العليا من الغلاف الجوي، مثل كربون الفلور والكلور (CFC)، الهالون، رابع كلوريد الكربون، وكلوروفورم الميثيل. أصدرت الدول الفردية منذ ذلك الوقت القوانين وتبنت الأنظمة لتنفيذ واجباتها بموجب المعاهدة. (انظر التسلسل الزمني للمعاهدات الدولية حول البيئة).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/كانون الاول/2009 - 29/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م