برلسكوني بين فساد السلطة وانهيار الأخلاق

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يعتبر رئيس الوزراء الايطالي سيليفيو برلسكوني من أكثر الشخصيات السياسية الأوربية شهرة بالفساد وارتباطه بالجريمة المنظمة المافيا.

حيث حفلت سيرة هذا الشخص الذي يهمن بشكل ملحوظ على الإعلام المحلي في ايطاليا بالعديد من الفضائح والشبهات المتعلقة بالفساد السياسي والأخلاقي خلال فترات تسنمه السلطة وخارجها.

فيما تسعى الكثير من الشخصيات والنخب الايطالية الى إقصائه عن السلطة لاستهتاره المستمر بالنظم الدستورية هناك وانتهاكاته للقانون حسب رأي الكثيرين.

تفجيرات للمافيا

حيث قال قاتل مأجور ينتمي للمافيا أمام محكمة ان زعيما للمافيا أدين في حملة تفجيرات وقعت عام 1993 قد تباهى أمامه بعلاقاته برئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني.

ويقول رئيس الوزراء ان المحاكم المنحازة توجه اتهامات زائفة له في محاولة لاسقاط حكومته التي تولت السلطة من 19 شهرا وهي ثالث حكومة يرأسها منذ عام 1994 ومهاجمة امبراطوريته الاعلامية. بحسب رويترز.

وواجه رئيس الوزراء الايطالي صعوبات قانونية على جبهتين بعد أن نزعت عنه الحصانة من المحاكمة حيث يستأنف حليف له الحكم ضد ادانة بشأن تهم تتعلق بالمافيا وقضية فساد لا صلة لها بالمافيا اتهم فيها برلسكوني بدفع رشوة لمحامي بريطاني.

وقال جاسباري سباتوزا رجل المافيا السجين الذي تحول الى شاهد أمام محكمة في تورينو أن أحد زعماء المافيا سجن في وقت لاحق بسبب الهجمات ذكر اسم برلسكوني الذي لم يكن قد دخل حقل السياسة في ذلك الحين فيما يتصل بالتفجيرات.

وتحدث سباتوزا عن اجتماع جرى مع جوزيبي جرافيانو الذي حكم عليه في وقت لاحق بعدة أحكام بالسجن مدى الحياة مع أخيه بسبب تفجيرات في روما وميلانوا وفلورنسا عندما التقى به في مقهى فيا فينيتو بروما في مطلع عام 1994 في أعقاب حملة التفجيرات.

وقال "قال لي جرافيانو.. لقد حصلنا على كل شيء والفضل لجدية الناس الذين ساعدونا في أمرنا... وذكر اسمين ودعا برلسكوني بالرجل من القناة الخامسة" في اشارة الى قناة تلفزيونية يملكها برلسكوني.

وليست لبرلسكوني علاقة رسميا بالقضية والتي تأتي في اطار استئناف قدمه حليف سياسي وتجاري. ورفض شهادة سباتوزا للمدعين قائلا انه "لا أساس لها".

وشكك حلفاؤه في مصداقية سباتوزا الذي قال أمام المحكمة انه أدين في ست هجمات تفجيرية و40 جريمة قتل لكنه تحول الى التدين في السجن واختار التعاون وذكر الحقيقة.

وقال باولو بونايوتي المتحدث باسم برلسكوني بعد حديث سباتوزا "من المنطقي تماما أن تستخدم المافيا أعضاءها للادلاء بتصريحات ضد رئيس الوزراء في حكومة عملت بطريقة حازمة وصلبة ضد الجريمة المنظمة."

وقال بونايوتي في بيان "ألقت حكومتنا القبض على ثمانية أعضاء للمافيا في اليوم. والقت القبض على 15 من 30 مطلوبا من أخطر الهاربين. وصادرت ما يقرب من معدل ثمانية ملايين يورو يوميا من المافيا بمجموع 5.6 مليار يورو."

وتحدث سباتوزا في محكمة مفتوحة للمرة الاولى في اطار استئناف قدمه عضو مجلس الشيوخ الموالي لبرلسكوني مارشيللو ديلتوري ضد ادانته بعلاقات مع المافيا. وتحدث من وراء شاشة في غرفة محاكمة مشددة الحراسة ملاها الصحفيون.

وتم تأجيل المحاكمة الى 11 ديسمبر كانون الاول عندما تجتمع في صقلية من أجل سماع أدلة من اخوة جرافيانو الذين كانوا زعماء لحي برانكاتشيو في باليرمو من خلال حديث بالفيديو من السجن.

وقال ديلوتري ممازحا في اشارة الى قضية الطلاق التي يواجهها برلسكوني حاليا " الامر كله كاذب. وبرلسكوني بالتأكيد هادئ تماما. انه يخاف من زوجته أكثر من سباتوزا."

وهدد برلسكوني بمقاضاة الصحف التي نشرت تقارير عن التحقيق معه وعن ان المافيا تملك حصة في شركاته.

الحديث عن انتخابات مبكرة

حيث تتفاقم المشاكل السياسية والقانونية وتلك الخاصة التي يواجهها رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الامر الذي دفع حلفاءه في مجالي الاعلام والسياسة الى الحديث عن مؤامرة ضده تنذر باحتمال اجراء انتخابات مبكرة.

وصدر عدد من صحيفة ال جيورنالي التي يملكها شقيق رئيس الوزراء بعنوان رئيسي يقول "برلسكوني تحت الحصار" على مقال وعد "بكشف المؤامرة" ضده.

ويتعرض الزعيم السياسي وقطب الاعمال لضغوط منذ مايو ايار عندما أعلنت زوجته أنها تريد الطلاق وبدأت تتكشف سلسلة من الفضائح الجنسية.

لكن المشاكل لم تتلاش في الاونة الاخيرة بل تزايدت الامر الذي حدا بالعديد من المعلقين الى التنبؤ بنهاية مبكرة لحكومته التي تتولى السلطة منذ 18 شهرا رغم استمرار الارتفاع النسبي في معدلات التأييد له وتمتعه بأغلبية كبيرة في البرلمان تمنحه تفويضا واسع النطاق.

ووجهت سلطات الادعاء اتهامات الى وكيل بوزارة المالية بخصوص صلات بالمافيا كما رفعت زوجة برلسكوني دعوى طلاق يتوقع أن تكون حافلة بالفضائح ومكلفة وقد حملته فيها المسؤولية عن انهيار الزواج.

وتبين أن برلسكوني يتجنب الاقامة بمنزله في روما لانه يعتقد أنه معرض للخطر من تنظيم القاعدة.

ونقل عنه قوله لصحيفة كورييري ديلا سيرا أكبر الصحف اليومية في ايطاليا وصحف أخرى "أشعر بقلق بالغ. هناك من يريد نسفي."

وسارعت حكومة برلسكوني الى اعداد مشروع قانون لاصلاح جهاز القضاء من شأنه وقف الدعاوى المرفوعة ضده لكن عدة حلفاء نأوا بأنفسهم عن المشروع.

وقال جيانفرانكو فيني الذي شارك مع برلسكوني في تأسيس حزب شعب الحرية الحاكم الذي ينتمي الى يمين الوسط "من واجب برلسكوني أن يواجه الاتهامات".

لكنه أضاف أن مشروع القانون الذي يرمي الى حمايته من المحاكمة أثناء وجوده في السلطة "ليس فضيحة".

ورغم أن ال جيورنالي خلصت الى أن مشاكل برلسكوني "لا يمكن أن تكون محض مصادفة" رفض فيني رئيس مجلس النواب الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يناور سعيا لتولي رئاسة الحكومة وصف ما يقال عن مؤامرة ضد الحكومة بأنه مجرد "نظرية غريبة".

وحذر خلال مقابلة تلفزيونية من الدعوة لاجراء انتخابات مبكرة قائلا ان ذلك سيكون مؤشرا على فشل حزب شعب الحرية.

وفي اشارة الى الشقاق المتزايد في صفوف يمين الوسط اتهم أوزفالدو نابولي نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب شعب الحرية فيني "بتوجيه انذار نهائي" الامر الذي يؤكد سعيه الى منصب رئيس الوزراء.

وقال نابولي "قدم فيني أسبابا وجيهة لبرلسكوني ليقلب الطاولة ويجري انتخابات مبكرة."

محطات التلفزيون

من جانب آخر يعتبر 80 في المئة من المواطنين الايطاليين التلفزيون مصدرا رئيسيا للمعلومات وهو يضطلع بدور مهم في تشكيل الراي العام الايطالي.

وليس هناك من هو اكثر ادراكا لقوة التلفزيون من رئيس الوزراء الذي تعطيه ملكيته لشبكة ميدياست وسيطرته على تلفزيون الدولة (ار. ايه.اي) نفوذا في قنوات يشاهدها نحو 90 في المئة من الايطاليين يوميا.

وقال برلسكوني لاحد معاونيه المقربين ذات مرة "الا تفهم اذا لم يظهر شيئ على شاشة التلفزيون فانه لم يحدث."

ويخشى كثيرون ان يستغل رئيس الوزراء قبضته المحكمة على وسائل الاعلام لتضييق الخناق على منتقديه بعد شهور امضاها يدافع عن نفسه في مواجهة فضائح جنسية ونكسات قانونية.

وحين امر قاض شركته فينينفست القابضة بدفع 750 مليون يورو تعويضا عن دفع رشى في معركة استحواذ على شركة في التسعينات توعد برلسكوني قائلا "ستسمعون اخبارا جيدة عنه."

وبعد ايام لاحق فريق من القناة الخامسة لشبكة ميدياست القاضي في شوارع ميلانو وانتقد تدخينه بشراهه وجوربه بلونه الفيروزي الغريب مما اثار احتجاجات من القضاة واقبال معارضين على ارتداء جوارب مماثلة.

وقال المؤلف الايطالي اليكس ستيل "دائما ما يستغل برلسكوني قنواته الاعلامية لتدمير وتشويه خصومه والسخرية منهم واهانتهم.

ولكن كثافة الحملة الاخيرة متفردة ومزعجة للغاية من حيث اختيارها لشخص تحدث ضد برلسكوني لتدميره."

وشارك نحو مئة الف شخص في احتجاج من أجل حرية الصحافة في روما الشهر الحالي. وتقول منظمة مراسلين بلا حدود ان تصنيف ايطاليا تراجع للعام الثاني لتهبط للمركز 49 وان برلسكوني اقترب من ان يدرج اسمه على قائمة منتهكي حرية الصحافة وهي المرة الاولى لزعيم اوروبي.

وقال دانييل البرتازي المحاضر في الاعلام الاوروبي من جامعة برمنجهام "الوضع مقلق للغاية اذ يحظى برلسكوني بنفوذ خطير للغاية يؤثر على نوعية الديمقراطية في ايطاليا."

وتفادى برلسكوني باعجوبة توبيخ محرج من المشرعين الاوروبيين حين رفض قرار توجيه لوم له بفارق ثلاثة اصوات بفضل تأييد حلفائه المحافظين.

غير ان التحرك كان رمزيا الى حد بعيد.. اذ ليس لبروكسل سلطة التدخل ولم ينتهك برلسكوني قانون ملكية وسائل الاعلام في ايطاليا.

وينص قانون الاعلام لعام 2004 الذي صاغته حكومته السابقة على انه لا يجوز فرض عقوبات الا في حالة سيطرة الفرد على أكثر من 20 في المئة من وسائل الاعلام وتشمل كل شيء من الانترنت الى 800 قناة تلفزيونية محلية و150 صحيفة.

وبالاضافة الى قبضة برلسكوني على التلفزيون يسيطر على اكبر دار نشر ووكالة اعلام في ايطاليا ومجلة اخبارية اسبوعية ولكنها نسبة ضئيلة من وسائل الاعلام ككل.

وقال البرتازي "المشكلة في ايطاليا ان التلفزيون هو الوسيلة الوحيدة التي تحظى باهمية بالنسبة لاسلوب تفكير الناس والادلاء باصواتهم." بحسب رويترز.

ولا تزال نسبة انتشار الانترنت في ايطاليا اقل من المتوسط الاوروبي وتوزيع الصحف ضعيف ويقتصر على اصحاب الدخول المرتفعة وتبيع اكثر الصحف مبيعا في ايطاليا كورييري ديلا سيرا نصف مليون نسخة وهو قدر ضئيل من مبيعات جريدة ذا صن البريطانية التي تصل الى ثلاثة ملايين نسخة.

وعلى العكس يمضي 46 في المئة من الايطاليين بين ساعتين واربع ساعات يوميا امام شاشات التلفزيون وتمضي نسبة 17 في المئة أكثر من اربع ساعات.

وابدي كثيرون من مؤيدي الحزب الديمقراطي المعارض من بينهم زعيمه الحالي داريو فرانسيستشيني اسفهم علنا لان اليسار لم يقر قانون لمكافحة تضارب المصالح رغم انه تولي الحكم مرتين منذ انخراط برلسكوني في العمل السياسي في عام 1994.

بل وينوي برلسكوني اصدار تشريع الان اذ تعهد ببدء عملية اصلاح دستورية تهدف لزيادة سلطات رئيس الوزراء واخضاع ممثلي الادعاء لمزيد من السيطرة المباشرة من جانب الحكومة.

وقال جيمس والتسون من الجامعة الامريكية في روما "من شأنه ان يجري تعديلا بالغ الخطورة على الدستور. تغير في الشكل الشعبي للحكومة دون التوازنات والقيود التي تعمل وفقها الديمقراطية. اصبح في حكم المؤكد الان ان تأتي الاصلاحات الاقتصادية الملحة في المؤخرة."

المطالبة باستقالة برلوسكوني

في ذات السياق تظاهر عشرات الاف الاشخاص السبت في وسط روما تلبية للدعوة التي وجهتها قبل شهرين مجموعة من اصحاب المدونات للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني. بحسب وكالة فرانس برس.

واختار منظمو "اليوم الاحتجاجي ضد برلوسكوني" الذين قالوا انهم يتوقعون انضمام 350 الف شخص الى تحركهم، اللون البنفسجي "الوحيد الذي لا يرمز الى اي حزب سياسي" لاظهار استقلاليتهم.

ووضع معظم المتظاهرين، وبينهم عدد كبير من الشباب والنساء، قناعا يمثل وجه برلوسكوني طبعت على جبينه كلمة "لا".

وانضمت احزاب اليسار المتطرف، مثل الحزب الشيوعي الايطالي، وعدد من الناشطين في الحزب الديموقراطي، حزب المعارضة الرئيسي، الى التظاهرة لتقديم دعم لوجستي لاصحاب المدونات.

واشارت معظم اليافطات الى مشاكل برلوسكوني مع القضاء بعد ان رفعت ضده دعويان احداهما تتعلق برشوة شهود (قضية ميلز) والاخرى بالتهرب الضريبي (مجموعة ميدياست).

وكتب على يافطة "ممارسة السياسة تحتاج الى ايد نظيفة"، وعلى اخرى "استقل واقبل بان تحاكم".

وقال امانويلي دي باسكوالي (28 سنة) احد المنظمين لوكالة فرانس برس "نطالب باستقالة برلوسكوني لاننا لا نشعر بانه يمثلنا". واضاف "انها تظاهرة سياسية بحتة لان الوضع يقلقنا".

وشاركت في التظاهرة شخصيات مثل المخرج ناني موريتي للتنديد بهيمنة برلوسكوني على التلفزيون الايطالي، ومدافعون عن البيئة يعارضون بناء الجسر على مضيق ميسينا، ومدافعون عن المهاجرين وحركة تطالب بكشف ملابسات مقتل القاضي باولو بورسيلينو في 1992 في اعتداء بالقنبلة في باليرمو نسب الى المافيا.

قضاة الشيوعيون

من جهته قدم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني فكرة مسبقة عن كيفية دفاعه عن نفسه عندما يعود الى محاكمة في قضية فساد في الشهر المقبل حيث هاجم النظام القضائي ووصفه بانه يعاني من سيطرة "الشيوعيين" الذين يسعون لتدميره.

وقال برلسكوني الذي كان غاضبا للتلفزيون ليل "الخارج عن المألوف في ايطاليا ليس هو سيلفيو برلسكوني بل ممثلو الادعاء الشيوعيون والقضاة الشيوعيون في ميلانو الذين دأبوا على مهاجمته مرة بعد اخرى منذ دخل السياسة وقرر مهاجمة سلطة الشيوعيين".

وكان التعليق الذي جاء في مكالمة هاتفية من منزله للبرنامج هو اول رد فعل علني حول حكم صدر قبل ساعات من محكمة في ميلانو ايد ادانة المحامي البريطاني ديفيد ميلز لقبول رشوة من برلسكوني في عام 1997. بحسب رويترز.

ويستأنف ميلز ضد الحكم الذي وصفه احد محامي برلسكوني بانه " شيطاني" في اعلى محكمة ايطالية. وستتم محاكمة برلسكوني بصورة منفصلة لدوره في تلك القضية.

وقال برلسكوني الذي اتهم قضاة ايطاليا من فترة طويلة بانهم متحيزون سياسيا "هل سيلفيو برلسكوني حقيقة هو اكبر رجل اعمال مجرم في تاريخ العالم".

ودعا انطونيو دي بيترو وهو قاض سابق في قضايا مكافحة الفساد والان عضو معارض في البرلمان برلسكوني الى الاستقالة بسبب الحكم ضد ميلز وقال ان مظاهرة قومية للمطالبة بتنحيه ستنظم في الخامس من ديسمبر كانون الاول.

ويعد برلسكوني في حالة اشبه بالقتال منذ قضت اعلى محكمة ايطالية هذا الشهر بان حمايته من الملاحقة اثناء توليه المنصب يمثل مخالفة للدستور. والغى الحكم قانونا اجازته حكومته وادانه منتقدوه باعتبار انه وضع لحمايته من المتاعب القانونية.

وهناك العديد من محاكمات الفساد ضد الزعيم البالغ من العمر 73 عاما علقها القانون ولكن سيتم استئنافها الان او تبدأ من جديد مرة اخرى.

مجلة رولنج ستون تختار برلسكوني نجم الروك لهذا العام ..

في سياق متصل اختارت الطبعة الايطالية من مجلة رولنج ستون سلفيو برلسكوني ليكون "نجم الروك لهذا العام". ونشرت المجلة على غلافها رسما بريشة فنان لبرلسكوني تغطي وجهه ابتسامة عريضة.

وقال أحد سكان روما ويدعى فرانكو مارتيللو "لست متأكدا ان كان من الجيد ظهور رئيس الوزراء في صورة نجم استعراضي."

وأضاف "ربما أكون رجلا تقليديا في الطريقة التي أنظر بها للسياسيين. بالنسبة لي هو ليس موسيقيا عظيما بكل تأكيد."

في نفس الوقت قال كارلو أنتونيلي رئيس تحرير الطبعة الايطالية من مجلة رولنج ستون ان ظهور أي شخصية على غلاف المجلة لم يعد كما كان في السابق.

وأضاف أنتونيلي "الظهور على غلاف رولنج ستون لم يعد مدعاة للفخر. انها ليست المرة الأولى التي نصور فيها غلافا يعتبر غامضا بالنسبة للشخصية. كان ذلك منذ سنوات طويلة عندما كان الغلاف يعني ان المجلة تشيد بما فعلته. ليس الأمر كذلك. نحن نتعامل مع الغموض ونتعامل مع الأمور المثير للجدل ونتعامل في الواقع مع التعريف السلبي لنجم الروك."

ونفى انتونيلي أن يكون لمجلته أي غرض سياسي من وراء هذا الاختيار وقال "الأمر لا علاقة له بالأخلاق. عندما تكون ضيعة برلسكوني في سردينيا شبيهة جدا بضيعة نيفرلاند التي يملكها مايكل جاكسون يكون الأمر مثيرا. فكرة أن يكون السياسي نموذجا أخلاقيا عفا عليها الزمن تماما. انها فكرة من الماضي." وتباينت ردود فعل الايطاليين تجاه هذا الاختيار.

وقالت طالبة ايطالية تدعى مارتينا باري "أعتقد انه كان ينبغي وضع صورة نجم روك على غلاف هذه المجلة وليس مهرجا يتردد على الحفلات ومآدب الغذاء بدلا من التعامل مع المشاكل الأكثر خطورة."

بينما قالت واحدة من المارة تدعى كلاوديا انتونيلي "أعتقد انها فكرة رائعة. لا أحد يشبه نجم الروك أكثر منه ... الطريقة التي يتصرف بها وطريقة ملبسه ونكاته واسلوب حياته. أنا مع الغلاف. إنها فكرة ساخرة للغاية."

والغريب ان برلسكوني لم يكن وحده الشخصية العالمية الشهيرة التي تجذب اهتمام مجلة رولنج ستون حيث اهتمت المجلة ايضا بالرئيس الأمريكي باراك أوباما والبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر لأسلوب حياتهما الذي يشبه نجوم الروك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/كانون الاول/2009 - 22/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م