الانتخابات القادمة... آمال معلقة على تحسن الواقع الاجتماعي

خيارات المشاركة للناخبين الكرد بين الإصرار على التغيير واللامبالاة

دهوك – زيد البياتي

شبكة النبأ: لم يؤكد أو ينفي طالب المعهد التقني في دهوك ايفان ثامر20 عاما، اشتراكه في الانتخابات التشريعية القادمة، تاركا ذلك لـ "مزاجه" في وقت الاقتراع.

حين تحدث ايفان عن رأيه بالانتخابات القادمة ومشاركته فيها، قال "لا ادري ربما اشترك وربما لا، هذا يعود لـ (مزاجي) فإذا كنت مرتاح المزاج وكان هناك من يصطحبني ربما سأتوجه الى مراكز الاقتراع وانتخب".

وتابع "إما إذا لم أكن مرتاح المزاج او لم أجد في وقتها من يشجعني او يحفزني عليها من قبل أصدقائي فأني لا انتخب".

واستبعد (ايفان) ساخرا خلال حديثه لـ(شبكة النبأ)، انه لو قدر له أن يلتقي مسؤولا كبيرا رفيع المستوى، استبعد أن يسأله "مصير الوضع السياسي العراقي العام" ولما استفهمنا منه عن السبب، برر ذلك "لأني اعرف الإجابة مسبقا، سوف لا تقوم للعراق قائمة، ما زالت شخوص قادة العراق لا تتغير".

فيما أكدت طالبة قسم إدارة الإعمال في هذا المعهد (سوزان اسماعيل محمد/21 عاما) انها "مصرة كل الإصرار على المشاركة في الانتخابات القادمة".

لكنها اشترطت هذه المشاركة "باختيارها الشخصيات التي تعتقد انها بالفعل ستنهض بواقع الخدمات وخاصة التعليم والصحة".

وكشفت ان "مجال التعليم المسائي في هذا المعهد يعاني من التمييز والتهميش من قبل الحكومة في كردستان".

موضحة ان "الأقسام الداخلية والمخصصات المادية موفرة لطلبة التعليم الصباحي، بينما هذا الشيء غير موفر او متاح لطلبة التعليم المسائي وهذه مشكلة تجعلني اعيد النظر فيمن سأنتخب".

ولم تكن مشكلة التعليم هي المشكلة الوحيدة التي ذكرتها سوزان، فها هي طالبة قسم المحاسبة (كازين صبري حاجي/21عاما) تشاطر زميلتها سوزان في رأيها، مؤكدة ان "ابسط مقومات الدراسة في هذا المعهد غير متوفرة".

واشارت كازين لـ(شبكة النبأ) والتي يعني اسمها في اللغة الكردية (أين الحياة) الى انه "لا يوجد في معهدها قاعات دراسية خاصة بهم، فأحيانا يضطر طلبة الدراسة المسائية ان ينتظروا في الجو البارد حتى يخرج طلبة الدراسة الصباحية".

وتعتبر ان "مشاركتها في الانتخابات تعتمد على مدى قدرة المرشحين على معالجة مشكلة الطلبة".

وبيّنت كازين ان "الانتخابات القادمة هي تجربتها الاولى مع هذه العملية الديمقراطية في العراق الجديد والتي ستواظب عليها دائما".

ويبدو أن كازين بعيدة عن الساسة كثيرا، ولا ترغب أن تتحدث مع أي سياسي او احد كبار المسؤولين في إقليم كردستان حول أي موضوع سياسي اذ ما قدّر لها ان تصادفه في طريقها.

وعن موضوع المخصصات المالية المتاحة لطلبة التعليم الصباحي وممنوعة عن طلبة التعليم المسائي وعلاقتها بالانتخابات القادمة، اوضحت الطالبة دلمان طاهر عمر ويعني اسمها باللغة الكردية (قلب مهموم)  انها سوف لا تتنازل عن حقها في الانتخابات كونه حقا ومصداقا للحرية وسبيل من سبل التغيير والقضاء على الفساد.

وقالت دلمان انها ستنتخب من سيقدم حلولا ناجعة لمشكلة المخصصات المالية الخاصة بطلبة التعليم الصباحي والتي قيمتها 40 الف دينار عراقي لطلبة مركز المدينة و60 الف دينار لطلبة الارياف والضواحي، في حال كونها ممنوعة عن طلبة التعليم المسائي.

الطالب ديار حسن كشف عن استغرابه من اصرار عدد من اعضاء مجلس النواب العراقي عن القائمة الكردستانية على التصويت لصالح القائمة المعلقة، على عكس رغبة الشعب الكردي.

اذ أكد الطالب ديار حسن لـ(شبكة النبأ) ان "الساسة الكرد لا يأخذون دائما بآمال وتطلعات ابناء الشعب الكردي، رغم كونها امال بسيطة ومشروعة".

موضحا ان "جميع طلبة وطالبات المعهد متفقون على القائمة المفتوحة ويرغبون تطبيقها في القانون الجديد كونها نظاما انتخابيا يضمن فوز من يستحق الفوز لقاعدته الجماهيرية الكبيرة وليس اعتمادا على غيره".

واضاف ان "ما يجري في مجلس النواب العراقي يؤكد ان الساسة الكرد حينما اصروا على القائمة المغلقة انهم لا يريدون ان يأخذوا بنظر الاعتبار قناعات ورغبة الشارع الكردي".

متسائلا "هل يا ترى من سننتخبهم سيقضون على البطالة وعدم وجود فرص للتعيين للطلبة الخريجين".

ثم تابع تساؤلاته مستغربا "لماذا يصر علينا الجميع بقوله –ادرس ادرس ادرس- منذ الطفولة وحتى التخرج، لنتخرج دون فرص للعمل، هذا ما اطالب الساسة الكرد ان يجيبوا عليه قبل التوجه الى انتخابهم مرة ثانية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/كانون الاول/2009 - 22/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م