اختلف المسلمون فيما بينهم حول المناسبات الدينية وظهور هلال أول
الشهر الهجري وصار اتباع المذاهب الاسلامية يتعصبون لاعتقاداتهم
ولعيونهم التي تنظر الى الافق البعيد وكل واحد منهم يؤكد ان عينه حادة
البصر وهي متفوقة على عيني المرحومة (زرقاء اليمامة).
وفيما يختلف المسلمون في مضامين الصلوات ومايقال في الاذان وعدد
التكبيرات والجمع والتفريق عند اداء الفريضة سارع السويسريون لاجراء
استفتاء حول شرعية بناء المأذن مع المساجد التي تشيد في احدى ارقى
بلدان العالم واكثرها تمسكاًبالحريات الدينية وكانت النتيجة مخيبة
لامال المؤمنين بالتعددية الدينية وحرية المعتقد وسببت الصداع لعدد من
وزراء الحكومة الفيدرالية الذين عبروا عن خشية من ردود فعل غير محسوبة
مع ملاحظة( ان هولاء الوزراء لم يعبروا عن خشية على مصير الحريات
والديمقراطية والمبادئ الانسانية) واكتفوا بالخشية من ردود فعل قد تصدر
من الجماعات الاسلامية المعتدلة والمتطرفة على حد سواء.
حتى الفاتيكان اعلى سلطة دينية (كاثوليكية) عبر عن الصدفة.. فيما
تحدث مفكرون وصحفيون ومراقبون مسلمون عن تهويل صاحب الاستفتاء الذي
اجرته سويسرا حول شرعية بناء المآذن ونتج عنه موافقة 57% من المواطنين
على قرار بمنع البناء وحجتهم ان المنع يطال المآذن وليس المساجد الذي
استمر السماح بتشييدها ودخول المؤمنين من مسلمي البلاد لتأدية الصلوات
فيها.
منهم من ساق أمثلة تبدو على درجة من الاقناع للوهلة الاولى او (الوهلية)
كما تنطقها (مذيعة اخبار) عراقية لكنها لاتصمد امام واقع السوك الغربي
ضد المسلمين المقيمين او المواطنين في بلدان اوربا ..ومن تلك الامثلة..
ان التطرف الذي يصبغ تصرفات وخطب وتصريحات بعض الدعاة في تلك البلدان
بعث برسائل خاطئة ومشوشة عن السلوك والتفكير الذي عليه المسلمون في
العالم وجعل من الاوربيين اشخاصاً مضللين وهم لايعلمون ان ثلاثة ارباع
اهل (لا اله إلا الله ، محمد رسول الله) لايعلمون طريقة (ذبح الدجاج).
الحق اننا تابعنا لمرات بعضاً من دعاتنا يجمعون الاتباع والمريدين
في بعض الاماكن وسط لندن او استوكهولم او اوسلو وسواها من عواصم اوربية
ويتحدثون وكأنهم في شوارع القاهرة او بغداد او قندهار بينما يبدو
مواطنو المدن تلك الاصليون وكأنهم مقيمون لفترة وعليهم الاصغاء لصراخ
هذا الداعية او ذاك بينما الواجب يحتم على هولاء الحديث بهدوء اذعاناً
لقوله تعالى..
ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
ولو فعل دعاتنا ذلك لتحولت كنائس الغرب الى مساجد لكنهم لايجيدون سوى
الصراخ وتكفير الناس..!
hadeejalu@yahoo.com |