إرهاب القاعدة... داء دولي مزمن وأجندات مشبوهة

التنظيم ينفي صلته بإيران ويحرض على ذبح الشيعة

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يرى العديد من المتابعين لشؤون الحركات الإرهابية والجماعات المسلحة الراديكالية إن تنظيم القاعدة وبعد أكثر لا يزال يشكل تهديدا خطير رغم شدة الضربات التي تعرض لها خلال السنوات الماضية.

وتشير التقارير الاستخبارية المرصودة ان التنظيم القاعدة الإرهابي استطاع التأقلم في حواضن جديدة مقارنة بعد خسارته مناطق النفوذ السابقة في العراق وباكستان واغلب أجزاء أفغانستان.

فيما يسعى التنظيم المذكور حسب رأي المحللين كسب اكبر قدر من الدعم المادي والمعنوي من خلال تسويقه للحملات الدعائية المحرضة للعنف داخل الدول العربية.

الشيعة وإيران

حيث وجه قيادي متشدد يعتقد أنه يتزعم حالياً ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" انتقادات شديدة إلى إيران والشيعة في كل الدول العربية بشكل عام، معتبراً إياهم "العدو الأول" بعد الدول الغربية، كما ندد بالسياسة السعودية، متوعداً الرياض بهجمات دامية، على غرار محاولة اغتيال نائب وزير الداخلية.

وبرز في التسجيل المنسوب إلى محمد عبد الرحمن الراشد رفضه التقارير التي تربط تنظيمه بطهران، إلى جانب التنديد بما يقوم به المسلحون الحوثيون الشيعة في اليمن، في توقيت تزامن مع إصدار زعيم المسلحين، عبد الملك الحوثي، لتسجيل مماثل، ينفي فيه صلة الحوثيين بالقاعدة، رداً على اتهامات ساقتها الرياض لهم.

وقال الراشد، في التسجيل الذي بثته مواقع تعمد بشكل دائم إلى عرض بيانات لتنظيم القاعدة: "أقول لأمة الإسلام إن عدوكم الأول هم الصليبيون من الأمريكان وحلف شمال الأطلسي.. ثم يأتي من بعدهم الخطر القادم والذي كان له الدور الكبير والباع الطويل في دخول الأمريكان على أفغانستان والعراق.. ألا وهم الروافض،" (التسمية التي تعتمدها القاعدة للشيعة.)

وأضاف الراشد أن الشيعة "خطرهم على الإسلام وأهله أشد من خطر اليهود والنصارى،" على حد تعبيره، متهماً الأحزاب الشيعية في العراق بتنفيذ عمليات تصفية واغتصاب ضد السكان السنة، كما أشاد بزعيم القاعدة السابق في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل بغارة أمريكية عام 2006 بدعوى أنه كان "يسقيهم (الشيعة) من الموت ألواناً."

 ولم يكتف الراشد بالحديث عن دور الشيعة في العراق، بل ذكر تحركاتهم في لبنان عبر حزب الله، كما هاجم النظام السوري الذي وصفه بـ"النصيرية العلوية" متهماً إياه بـ"التسلط على أهل السنة في سوريا." بحسب (CNN).

وانتقل الراشد بعد ذلك لمهاجمة النظام السعودي الذي وصفه بـ"العدو الداخلي والخنجر المسموم في نحر الأمة،" موجهاً تهديدات شديدة له بالقول: "لقد حان الوقت أن يذوقوا ما ذاق إخواننا وحان وقت القصاص وانطلقت الرصاصة الأولى والرسالة المدونة بالدم المزخرفة بالأشلاء هي بداية نهاية هؤلاء الطواغيت وهي برهان للأمة على أن الوصول إليهم لا يحتاج كثير عناء،" في إشارة إلى العملية الانتحارية التي كادت أن تودي بحياة نائب وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف.

وبرز في رسالة الراشد تطرقه إلى الصراع الدائر بين اليمن والسعودية من جهة، وبين الحوثيين من جهة أخرى حيث قال: "لا ترون وتسمعون بأطماع الحوثيين في اليمن وزحفهم على أهل السنة في صعدة وسيطرتهم على بعض مناطقهم هناك بالقوة وكذلك تحركاتهم الحثيثة في الكويت والبحرين والقطيف والسعي لتحقيق مطالبهم بالقوة تساندهم في ذلك إيران الفارسية."

كما رفض التقارير التي تشير إلى تعاون القاعدة مع إيران بالقول: "فإلى متى يا أهل السنة وأنتم في سُباتكم تعلقون آمالكم في حكام المنطقة الخونة العملاء وتنطلي عليكم أكاذيبهم بأن المجاهدين عملاء لإيران؟ فإنا نبرأ إلى الله من ذلك، بل ندعو الأمة للوقوف معهم بكل ما تستطيع ضد الخطر الداهم عليها من إيران ومن على ملتهم من روافض المنطقة."

وتزامن بيان الراشد مع بيان مماثل صدر من الجانب الآخر للصراع، على لسان زعيم المسلحين اليمنيين الشيعة، عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي كان يرد على تقارير سعودية تحدثت عن تعاون بين جماعته وبين تنظيم القاعدة.

واعتبر الحوثي، في تسجيل صوتي بثه موقع المنبر التابع للحوثيين، تنظيم القاعدة "أداة في يد الاستخبارات الأمريكية،" نافيا أن يكون للتنظيم أي علاقة بجماعة الحوثيين، ومؤكدا "الاختلاف المنهجي" بين التنظيمين.

وقال "تحاول بعض وسائل الإعلام التضليل بالإيحاء بأن هناك تنسيق بيننا وبين تنظيم القاعدة، ونحن نؤكد أن هذا محض افتراء، فمن الثابت التباين بيننا وبين ما يسمى بتنظيم القاعدة ثقافيا ومنهجيا وكذلك في الأسلوب العملي والمشروع العملي."

وأضاف "نحن نعتبر ما يسمى بالقاعدة مجرد أداة في يد الاستخبارات الأمريكية وبعض أجهزة الاستخبارات في بعض الأنظمة العربية الموالية لها."

وحمل الحوثي على قيادات القاعدة، قائلا إن "حال رموز هذا التنظيم بارتباطهم الاستخباراتي لم تتغير عما كانت عليه في أفغانستان أيام الاتحاد السوفيتي، إلا شكليا في طبيعة الأدوار الموكلة إليهم بما يخدم المشاريع الصهيونية والغربية ويضرب العالم الإسلامي."

جناح القاعدة في اليمن

من جهة أخرى قال مسئول بالأمم المتحدة مختص بمكافحة الارهاب ان جناح تنظيم القاعدة في اليمن قد يكون اخطر فروعه الاقليمية لانه الاقرب الى القيادة ويسعى لمهاجمة السعودية.

وأضاف ريتشارد باريت منسق لجنة الامم المتحدة لمراقبة عقوبات طالبان والقاعدة ان خطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تضاعفه قدرة التنظيم على الاختباء في اليمن الذي يعاني من عدم الاستقرار وجرأة طموحه الذي ظهر في هجوم على قائد امني سعودي في اغسطس اب.

وقال باريت "اخطر جماعة هي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب."

واضاف ان التنظيم يسعى لجذب السعوديين في الدوائر المتشددة و"كثير" منها عقدت عزمها على مهاجمة المملكة.

واضاف "لا أعرف هذا كمعلومة مؤكدة لكن اذا نظرت للعلاقة بين القاعدة في منطقة الحدود الافغانية الباكستانية وبين اي جماعة في الخارج فأوثق هذه العلاقات العلاقة مع الناس (من القاعدة) في اليمن." بحسب رويترز.

وتابع في مقابلة "هذا هو المكان الذي يحاولون الابقاء على اوثق اتصال معه. قد تكون القاعدة في المغرب و(حركة) الشباب (في الصومال) أنشط ومع ذلك فاليمنيون (القاعدة في اليمن) هم الاقرب."

ومن قاعدة يعتقد انها في منطقة الحدود الافغانية الباكستانية يبذل اسامة بن لادن السعودي المولد والذي ولد ابوه في اليمن جهدا حثيثا لتعزيز فروع ذات ادارة ذاتية على مسافات ابعد في جنوب شرق اسيا وفي افريقيا والشرق الاوسط لضرب الغرب "الكافر" وحلفائه الاقليميين.

واشار باريت الى ان اجنحة اخرى للقاعدة من بينها مثلا جناحا شمال افريقيا والقرن الافريقي تنفذ على الارجح هجمات اكثر تواترا لكن صلات جماعة الجزيرة العربية مع عرب الخليج في تنظيم القاعدة الرئيسي اعطاها نفوذا اضافيا في الشبكة العالمية.

وقال باريت "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو الجماعة الاساسية للقيادة لان اعضاءه من شبه الجزيرة العربية ويمكنهم التنقل بسهولة وهم متناغمون ثقافيا مع كثيرين داخل القيادة."

وأعلن جناح القاعدة في اليمن في يناير كانون الثاني انه غير اسمه الى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مما يشير الى اعتزام العمل على نطاق اقليمي وخصوصا ضد السعودية.

وزادت الخطوة من القلق الاقليمي بشأن اليمن حيث تتحمل قوات الامن بالفعل عبء قتال تمرد في الشمال والتصدي لاضطرابات انفصالية في الجنوب.

وكانت محاولة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الفاشلة في اغسطس اب لقتل الامير محمد بن نايف الذي يقود حملة مكافحة الارهاب في السعودية اول هجوم على عضو بالعائلة الملكية منذ بدأت القاعدة هجماتها في المملكة في 2003.

وقال باريت "كان الهجوم على الامير محمد بالغ الجرأة وشديد التصميم وكان سيمنح دفعة هائلة لمعنوياتهم.

"سيجلب كثيرا من المجندين ايضا من وسط الجزيرة العربية." واشار الى ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يجد ايضا بعض الدعم المحلي في اليمن.

وباريت مسؤول بريطاني كبير سابق في مجال مكافحة الارهاب وهو يراقب الالتزام بالعقوبات المفروضة على أفراد وهيئات على صلة بحركة طالبان وتنظيم القاعدة وابن لادن.

قنابل مصنعة محليا

من جهتها نقلت مجلة على الانترنت تابعة لتنظيم القاعدة دعوة زعيم جناح التنظيم في شبه الجزيرة العربية المتشددين لمهاجمة مطارات وقطارات في الغرب وقوله انهم يمكنهم صنع القنابل بسهولة من مواد متوافرة بالمنزل.

ويقول محللون ان التنظيم الاٍسلامي يحاول تحقيق انتصارات صغيرة للحفاظ على هيبته بعد أن احتسبت تهديدات زعمائه بتنفيذ هجمات واسعة النطاق على أهداف غربية على أنها أقوال بلا أفعال.

وحث أبو بصير ناصر الوحيشي في مقال نشرته مجلة صدى الملاحم الالكترونية المتشددين أيضا على مهاجمة الاعلاميين والصحفيين العلمانيين الذين يروجون لسياسات الحكام في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم.

وقال الوحيشي في المقال الذي نشره موقع اسلامي على الانترنت "انك لا تحتاج الى مجهود كبير ولا مال طائل في صنع عشرة جرامات من المتفجرات أو أقل أو أكثر ولا تطل البحث عن المواد فهي في مطبخ أمك.

"فاصنعها على شكل قنبلة ترميها أو تؤقتها أو تفجرها عن بعد أو حزام استشهادي أو في أي جهاز كهربائي."

وأضاف أنه ينبغي للمفجرين مهاجمة الدول المشاركة في حروب في البلدان الاٍسلامية بالاضافة الى الشخصيات الحكومية والاجهزة الامنية في الشرق الاوسط.

وعلى مدى العامين المنصرمين نشط تنظيم القاعدة بشكل رئيسي في بلدان اسلامية مثل الجزائر والعراق وأفغانستان واليمن بعد تنفيذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وحث الوحيشي أتباع التنظيم على استخدام السكين أو العصا لمهاجمة "الإعلاميين العلمانيين والكتاب الذين يسبون الدين ويسخرون من أوامره ومن يسوق ويسوغ للحكام الكفرة ظلمهم وباطلهم."

وأضاف "السكين سلاح ناجع لبعضهم... (والاخرين) الضرب المبرح حتى تقعده على الفراش أو تفقده احدى حواسه."

كما دعى المتشددين لاغتيال أعداء تنظيم القاعدة قائلا ان من الواجب "أن يشتغل المسلم المجاهد في التخطيط لقطف رؤوس الكفر."

وفي أغسطس اب حاول مفجر انتحاري من تنظيم القاعدة قتل الامير محمد بن نايف المسؤول عن حملة السعودية لمكافحة الارهاب في أول هجوم على أحد أفراد العائلة الحاكمة منذ بدأ التنظيم موجة من العنف في البلاد قبل ست سنوات.

واضطرت السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم والحليف الوثيق للولايات المتحدة بالشرق الاوسط لمواجهة دورها في موجة العنف المتصاعدة في الداخل والخارج عندما تبين أن مواطنين سعوديين كانوا وراء هجمات 11 سبتمبر.

وهاجم متشددو تنظيم القاعدة عدة بلدان في المنطقة في محاولة لزعزعة استقرار الحكومات المتحالفة مع الغرب.

الجهاد من سجون بريطانيا

على صعيد متصل نشرت الصنداي تايمز تفاصيل تقرير اعدته مؤسسة كويليام بتمويل من وزارة الداخلية حول سوء ادارة السجون البريطانية لشؤون المعتقلين من المتهمين بعضوية تنظيم القاعدة.

يخلص التقرير الى ان اخطر قادة القاعدة الموجودين في السجون البريطانية يروجون للجهاد من داخل السجون مشددة الحراسة عبر تهريب الفتاوى على الانترنت وتجنيد النزلاء. ووضع تقرير كويليام جيمس براندون الذي اختطف واحتجز في العراق عام 2004.

يقول التقرير ان ابو قتادة، الذي تصفه المخابرات البريطانية الداخلية (إم آي 5) بانه الذراع اليمنى لاسامة بن لادن في اوروبا، تمكن من إصدار فتاوى على الانترنت من سجن لونج لارتن في مقاطعة ورشسترشاير.

تدعو فتاوى ابوقتادة للجهاد وقتل المعتدلين المسلمين، على حد قول الصحيفة نقلا عن التقرير.

اما ابو ضحى، الذي يعتقد انه مسؤول التجنيد للقاعدة في اوروبا، فتلقى دورات لرعاية النزلاء في سحن بلمارش المحصن.

كذلك يقول التقرير ان ابو حمزة، المعتقل منذ عام 2006، يلقي خطبا نارية في النزلاء من زنزانته بسجن بلمارش.

ويؤم رشيد رمدة، الجزائري المتهم في الهجوم على مترو باريس، النزلاء في صلاة الجمعة في السجن ذاته.

وتقول الصحيفة نقلا عن التقرير ان ابوقتادة وعادل عبد الباري، زعيم جناح بريطانيا في تنظيم الجهاد المصري (على حد قول التقرير)، تمكنا من تهريب فتاوى من السجن تشجع على القتل.

شمال افريقيا

ومع تزايد العمليات الارهابية التي تقف وراءها جماعات اصولية مسلحة في شمال افريقيا دفع الكثير من الخبراء الغربيين بقضايا الارهاب الى ربطها بعودة وانتقال مقاتلين اجانب من العراق يمتلكون خبرة في صنع القنابل والتعبئة والتنظيم.

وتعكس الهجمات المتتالية والمركزة في مالي وموريتانيا والجزائرتنامي تنظيم القاعدة في شمال افريقيا ،خارج ملاذه الرئيسي في منطقة القبائل الباكستانية.

ووفقا لتقرير استخباراتي غربي فإن «التنظيم الذي يتخذ من الجزائر مقرا له يشبه عصابة مجرمة اكثر من كونه يضم مجموعة من الارهابيين ذوي توجهات ايديولوجية محددة».

ويرى الخبراء ان الهجمات المسلحة تعكس ان التنظيم دخل منعطفا اكثر عنفا، فضلا عن انها دليل على رغبته في توسيع التمرد المسلح على المدى الطويل في الجزائر والتمدد الى دول اخرى في شمال افريقيا وربما داخل اوروبا حيث يوجد لديه مناصرون لوجستيون وممولون ماليون.

وتؤكد مصادر امنية فرنسية ان تنظيم القاعدة في الجزائر وموريتانيا اصبح اكثر قوة وجزءا من الجهاد العالمي.

الا ان باحثين آخرين بشؤون الارهاب يتحدثون عن وجود منافسة شرسة بين قياديين في القاعدة داخل مالي تقف وراء تكاثر العمليات المسلحة، مشددين على ان الصدام الحاصل الان بين مختار بلمختار وعبد الحميد بو زيد يشير الى ظهور خلايا جهادية مستقلة من الصعب محاربتها.

«وتقول الخبيرة المتخصصة في شؤون افريقيا في مؤسسة البحث بالكونغرس الاميركي لورن بلوتش» ان المساحات الواسعة في شمالي مالي وموريتانيا والنيجر وجنوبي الجزائر تعتبر صعبة تماما على الشرطة ،ما يجعلها ساحة لانشطة الجماعات المسلحة».

وكانت الجماعة تشكلت في التسعينيات لمحاربة الحكومة الجزائرية ،وقامت بتغيير اسمها العام 2007 من «الجماعة السلفية للدعوة والجهاد» الى «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي».

وتقول حكومة الجزائر انها تقدم الدعم العسكري والاستخباراتي الى دول الجوار الاكثر فقرا مثل مالي لمواجهة الجماعات الاصولية المسلحة.

ويشير الخبير في «مركز جين للارهاب والاعمال المسلحة» الى انه «مع تأثير عمليات الخطف على صناعة السياحة في مالي ، فان الدولة بدأت تولي الامر اهمية كبيرة معتمدة على دعم الجزائر».

وتراقب اجهزة استخبارات دول الاتحاد الاوروبي نشاطات القاعدة في شمال افريقيا ،وتشير تقاريرها السرية الى «ان هناك كثيرا من الدعم اللوجستي من الافراد الذين ينشطون في المغرب حيث يجمعون الاموال ويزورون الوثائق ويوفرون الملاذات الآمنة وتجنيد المتطوعين وتدريبهم».

تحويل الصومال إلى جبهة 

من جانبه حذر المفوض الاوروبي للشؤون الانسانية كارل دي غوشت من تنامي نفوذ تنظيم القاعدة في الصومال وقال ان هذا البلد يتحول الى مأوى لمقاتلي التنظيم.

بدوره صرح رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الصومالية اخيرا قائلا «لا يمكننا ان نحدد على وجه الدقة نطاق شبكة الارهابيين في بلادنا.

واضاف... ولكن لدينا تأكيدات ان «القاعدة» رسخت وجودها هنا وان مقاتليها يتدربون في بلادنا ويعدون ويطورون عملياتهم». وحسب تقديراته فان «الصومال هي المكان الأمثل لاعادة تشكيل قواهم وصفوفهم».

واشار تقرير لمعهد السياسة الاستراتيجية الاسترالي الى ان نفوذ تنظيم القاعدة يتنامى في الصومال تزامنا مع تدويل الصراع. وأشار المعهد الى منحى «تحويل الأراضي الصومالية الى ساحة معركة للمتشددين».

ويقاتل المئات من المتطوعين الأجانب من بينهم العديد من الصوماليين في الشتات الى جانب «حركة الشباب» المتشددة، التي يعتبرها الغرب فرعا للقاعدة ، وتستخدم أساليب سبق اختبارها في العراق بما في ذلك التفجيرات الانتحارية وتفجير السيارات الملغومة.

واعطى زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، الذي وجه ثلاث رسائل الى الصومال منذ بداية هذا العام، اشارة الى انه ينوي تحويل هذا البلد الى جبهة جديدة ضد الغرب.

واشار تقرير مركز مكافحة الارهاب في الاكاديمية العسكرية الامريكية «وست بوينت» الى ان القاعدة استخدمت الصومال منذ فترة بعيدة كنقطـة عبور وملجأ مؤقت، بيد ان بُعد الصومال جغرافيا وقسوة المناخ فيها حال دون اقامة قاعدة خلفية للارهابيين، بالاضافة الى ان الخصومات التقليدية بين القبائل والسلطات المحلية اضفت المزيد من التعقيد على مهمة القاعدة، وفقا للتقرير الذي يؤكد ان طبيعة المجتمع الصومالي الرعوي تقليديا تجعل من الصعب جره للعمل على قضية تطبيع الوضع.

ويقول المراقب السياسي لوكالة «ايتار تاس» بافل ميلسيف ان المسلمين في الصومال كانوا تقليديا معتدلين ومتأثرين بقوة بالصوفية، وان التيارات الجديدة القادمة من الخارج التي تبنتها «حركة الشباب» تعتبر تيارات دخيلة على الثقافة المحلية.

اضافة الى ان ظهور عوامل جديدة مثل زيادة الشتات الصومالي في الخارج والانتقال للمدن وتركة 18 عاما من الحرب الاهلية، أدت الى تآكل تلك القيود التي كانت تحول دون انتشار التطرف، وخلقت المناخ الملائم لايصال القاعدة خطابها الرامي لتفجير الوضع في البلاد، للمجتمع الصومالي.

حظوظ القاعدة

الجدير بالذكر ان عدم القدرة على شن هجمات على المصالح الأمريكية في دول المنطقة، جعل اتباع القاعدة يوجهون انتباههم الى بلدان مثل الصومال حيث تقوم قوات الكثير من البلدان الغربية بالتدخل في التطورات الداخلية في ظل تفويض من الامم المتحدة منذ ديسمبر عام 1992.

وارسلت للصومال عام 1993 المجموعة الاولى من عناصر تنظيم القاعدة تألفت من نحو 20 مقاتلا متخصصين في مجال العمليات الخاصة والهندسة والدين والدعاية.وكان في تلك المجموعة فضل عبد الله محمد من جزر القمر والذي يعتبر الآن رئيس فرع تنظيم القاعدة في شرق افريقيا.

وسعت القاعدة لتحويل الصومال الى معسكر يمكن من خلاله القيام بعمليات في جميع انحاء المنطقة، فضلا عن تجنيد متطوعين جدد.

وبدعم من الحركة الاسلامية الصومالية الرئيسة في تلك السنوات (الاتحاد الاسلامي) اقام المتشددون هناك ثلاثة مخيمات للتدريب في لوقا بوسط البلاد وبوساسو في الشمال وباوغادين الاثيوبية ذات الغالبية الصومالية ولكن فشلوا في ترسيخ الفكر المتعصب.

ويجمع المحللون ان تنظيم القاعدة تمكن من العمل بصعوبة بالغة في الصومال حيث لم يحالفه الحظ في تحقيق اي من الاهداف المعلنة.

الخطورة على أوروبا

مؤخرا كشف مسؤول امريكي في مجال مكافحة الارهاب ان احتمالات قيام جناح القاعدة في شمال أفريقيا بشن هجمات على أوروبا هي الان أقل ترجيحا بسبب الضغط الذي تمارسه قوات الامن الجزائرية على التنظيم.

لكن دانييل بنجامين منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الامريكية صرح بأن المتشددين صعدوا من عملياتهم في منطقة شاسعة بأفريقيا تعرف باسم حزام الساحل وهو شريط الى الجنوب مباشرة من منطقة الصحراء الكبرى.

وصرح بنجامين بأن بعض شركاء واشنطن المقربين في أوروبا في مكافحة الارهاب أعربوا عن قلقهم من ان يتمكن المتشددون الذين يعملون تحت لواء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي من وضع خلايا لهم في أوروبا وشن هجمات هناك. بحسب رويترز.

وقال بنجامين للجنة فرعية في مجلس الشيوخ الامريكي مختصة بالعلاقات الخارجية "نحن نرى الان ان احتمال مثل هذا التوسيع في نطاق العمليات في المدى القريب أقل ترجيحا عما كان منذ بضع سنوات مضت. "وهذا يرجع بدرجة كبيرة الى الضغط الذي تتعرض له الجماعة في الجزائر."

وأضاف بنجامين ان قوات الامن في الجزائر نجحت نسبيا في احتواء وتهميش خلايا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في شمال شرق البلاد من خلال تفكيك خلايا المتطرفين وتعطيل عملياتهم.

وقال بنجامين لاعضاء لجنة مجلس الشيوخ انه الى الجنوب في مناطق مثل موريتانيا ومالي والنيجر زاد التنظيم الاسلامي المتشدد من هجماته في السنوات القليلة الماضية ومنها هجمات استهدفت مواطني الدول الغربية.

وفي العام الحالي قتل التنظيم رهينة بريطاني خطف من على الحدود بين مالي والنيجر في تحول الى العنف بدلا من تكتيك سابق كان يقوم على عمليات خطف واطلاق سراح الرهائن بعد الحصول على فدى.

وقال بنجامين انه على الرغم من ان المتشددين يشكلون خطرا مستمرا على الغربيين الا انهم لا يستطيعون ان يشكلوا خطرا حقيقيا على الحكومات او على الاستقرار الاقليمي ومن غير المرجح ان يلقوا تأييدا ذا شأن من السكان المحليين.

وقال جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لاعضاء مجلس الشيوخ ان على الولايات المتحدة ان تواصل القيام بدور داعم لا دور قيادي في مكافحة الارهاب في تلك المنطقة.

وأضاف كارسون "يجب الا نسعى لتولي مسؤولية هذا الامر. هذا لا يخصنا واذا فعلنا.. فذلك يمكن ان يكون له عواقب سلبية على مصالح الولايات المتحدة على المدى البعيد."

وصرح بأن المساعدات الامريكية توجه في الاساس من خلال برنامج الشراكة في مكافحة الارهاب عبر الصحراء.

الرهائن الأسبان

من جهتها رجحت إسبانيا تورط تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في قضية الاختطاف التي تعرض لها ثلاثة من مواطنيها، مؤكدة أنها ستعمل "كل ما يلزم" لتحريرهم، في حين أنه لم تصدر أي جهة إعلاناً بالمسؤولية عن الاختطاف حتى الآن.

الإشارة لتورط تنظيم القاعدة صدرت عن وزير الداخلية الأسباني، خوسيه بيريث روبالكابا، ووزيرة الدفاع كارمي شاكون، معتبرين أن المؤشرات تدل على تورط القاعدة باختطاف الإسبانيين الثلاثة الذين ينتسبون لمؤسسة إغاثة إسبانية.

غير أن محرراً صحفياً إسبانياً كتب مقالة في صحيفة الباييس الإسبانية، وترجمتها وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة، بعنوان "في انتظار أن تعلن القاعدة مسؤوليتها"، أشار فيها إلى أنه بعد أيام قليلة سيعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الاختطاف، وسيطالب بعدة مطالب تتعلق بانسحاب إسبانيا من أفغانستان أو إطلاق سلفيين من الجزائر. بحسب (CNN).

وأضاف أنه في النهاية سيكتفي الخاطفون بطلب فدية مالية. على أن تحليلاً موريتانياً يصب في الاتجاه نفسه أشار إلى أنه في حال صحة التوقعات بأن القاعدة هي الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف، فإن هذا يشكل نجاحاً لزعيم محلي للقاعدة بعد محاولات عديدة فاشلة.

ففي مقال بعنوان "بعد محاولات سابقة: 'يحيى أبو الهمام' ينجح في اختطاف 'غربيين' على مشارف نواكشوط" كتبت وكالة نواكشوط للأنباء تقول: وجاء في المقال أنه في حال تأكدت هذه الأنباء، "فإنه يمكن القول مباشرة ودون مقدمات إن القائد الجديد لسرية 'الفرقان' التابعة لإمارة الصحراء في المغرب الإسلامي 'يحيى أبو الهمام'، نجح أخيراً وبعد محاولات عديدة في تنفيذ عملية اختطاف على الأراضي الموريتانية ضد رعايا غربيين."

وأوضح المقال أن مهمة اختطاف غربيين كانت هدفاً للتنظيم غير أن كل المحاولات السابقة التي خطط لها "الأمير السابق للصحراء مختار بلمختار المكني 'خالد أبو العباس' فشلت."

ويسرد المقال محاولات الاختطاف السابقة، مشيراً إلى أن أول محاولة جدية لخطف رعايا غربيين من موريتانيا، "بدأت سنة 2006، لكنها ظلت مجرد مشروع تحضيري يسقط في كل مرة في مراحله التحضيرية الأولية، حتى قبل أن يحدد هدفه أحياناً."

وفي سنة 2008 عندما قرر الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي تحولت لاحقاً إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، اختطاف نائب السفير الألماني بنواكشوط على خلفية تصريحات أدلى بها وزير الداخلية الإسباني السابق أيد فيها نشر الصحف الأوروبية للرسوم المسيئة إلى الرسول.

هذه المهمة كلف بها "خالد أبو العباس" الفرع المحلي للقاعدة في موريتانيا، الذي كان يعرف باسم "أنصار الله المرابطون في بلاد شنقيط"، فأرسل أبو العباس، عناصر من المعسكرات لاستلام نائب السفير من عناصر التنظيم المحلي، لكن تم تفكيك هذا التنظيم واعتقال عناصره قبل تنفيذ العملية، بحسب الوكالة الموريتانية للأنباء "ونا."

ويتابع التحليل أنه "مع عزل أمير الصحراء السابق أبو العباس وتولي يحيى جوادي المكنى 'يحيى أبو عمار' مهمة إمارة الصحراء، ترسخت فكرة اختطاف رعايا غربيين من موريتانيا لدى قيادة التنظيم في الصحراء.

واستقر الأمر في يد قائد 'سرية الفرقان' الجزائري 'يحيى أبو الهمام'، نظرا لوجود معظم الموريتانيين المنخرطين في التنظيم ضمن سريته، مما جعله المسؤول المباشر عن الشأن الموريتاني في التنظيم."

وقد خطط "أبو الهمام" خلال بداية هذا العام لاختطاف سياح غربيين في آدرار، وكلف أحد عناصره برصدهم في مدينة أطار وضواحيها، كما كلفه برصد تحركات الغربيين العاملين في شركة معادن أكجوجت، وفقا لـ"ونا."

وخطط "أبو الهمام" كذلك لعملية احتجاز رهائن فرنسيين في المركز الثقافي الفرنسي، الذي تم رصده وتصويره، وبعد التأكد من التوقيت المناسب لوجود أكبر عدد من الفرنسيين في مطعم المركز، تقرر إيفاد 4 عناصر مسلحين وبحوزتهم أحزمة ناسفة، لاقتحام المطعم واحتجاز الرهائن داخله، من أجل مقايضتهم بسجناء التنظيم في السجون الموريتانية، لكن العملية أجهضت وفشلت بعد اعتقال العنصر الرئيس فيها.

ويعتبر التقرير أن "أبو الهمام" وصل باختطاف الرهائن الإسبان الثلاثة إلى مبتغاه، ونجح فيما أخفق فيه "ابو العباس" مشيراً إلى أن ثمن رؤوسهم سيكون غالياً هذه المرة، "فإما إفراج عن رفاق السلاح في نواكشوط، وإما فداء، هذا إذا لم تكن هناك مطالب تتعلق بإسبانيا نفسها من قبيل سحب القوات الإسبانية من أفغانستان، أو الإفراج عن بعض المعتقلين المحسوبين على القاعدة في إسبانيا."

اليابان هدف للقاعدة

من جهته اعتبر القاضي الفرنسي السابق جان لوي بروغيير الذي تخصص طوال 25 عاما في مكافحة الارهاب، ان الوضع في باكستان بات خطيرا جدا وان اليابان امست هدفا للقاعدة.

وفي مقابلة غير رسمية مع الصحافيين بمناسبة صدور كتابه "ذكريات، ما تعذر علي قوله" (اصدارات روبير لافون)، قال القاضي بروغيير "امست اليابان هدفا اولا للقاعدة واثبت ذلك من خلال التحقيقات التي اجريتها".

واكد انه نبه اليابان الى هذه "التهديدات"، كما اطلع الولايات المتحدة على الخطر المحدق بها "قبل" اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

واعتبر بروغيير ان اليابان مهددة بسبب "وضعها الجغرافي" و"على الاخص بسبب حجم الجالية الباكستانية الكبير على اراضيها". وتابع ان البلاد "هشة امنيا" في اطار محاولة صد هذا الخطر. بحسب فرانس برس.

واوضح جان لوي بروغيير ان "الخطر الحالي هو باكستان"، ملقيا اللوم بذلك على الرئيس السابق برويز مشرف.

واكد القاضي المتقاعد الذي يبلغ 65 عاما في كتابه ان مشرف كان "عاجزا عن احتواء التهديد الارهابي" وان "مدربين" من قواعد جماعة عسكر طيبة (الاسلامية المتشددة) العسكرية كانوا بحسب ملف عمل عليه العام 2003 "في الواقع عسكريين في الجيش النظامي".

يذكر ان وسيطان قبليان اعلنا ان الرهينة الياباني الذي خطف من قبل قبائل قرب صنعاء، اصبح بايدي مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة نقلوه الى وجهة مجهولة.

وقال احد الوسيطين ان "الرهينة خطف من قبل عناصر من القاعدة نقلوه الى وجهة غير معلومة في منطقة مأرب" شرق صنعاء. وقال ان عملية الخطف تمت ليل الجمعة الى السبت. واضاف ان "السلطات تقوم حاليا بعمليات توقيف بين اعضاء قبيلتي الحنك والغوب المسؤولين عن خطف" المهندس الياباني وهو متعاون خطف لمقايضته باحد اقارب هاتين القبيلتين معتقل منذ عامين من دون محاكمة.

وقال الوسيط الثاني ان احد اقارب المعتقل قاوم بالسلاح محاولة للافراج عن الرهينة وسهل مهمة مسلحي القاعدة الذين خطفوه.

واضاف هذا الوسيط ان اعضاء القبيلتين لم يتمكنوا من منع عناصر القاعدة من اختطاف الياباني كما انهم لم يتمكنوا من تحديد مكانه.

وينشط تنظيم القاعدة في شرق اليمن حيث سبق ان استهدف سياحا في كانون الثاني/يناير 2008 ما اسفر عن مقتل سائحتين بلجيكيتين اضافة الى سائق ودليل سياحي يمنيين.

وفي تموز/يوليو 2007، اسفر هجوم بسيارة مفخخه تبناه تنظيم القاعدة عن مقتل ثمانية سياح اسبان ويمنيين اثنين.

وكان الياباني الذي يعمل مهندسا، اختطف في منطقة تقع على مسافة 40 كلم شمال شرق صنعاء.

ويعمل هذا المهندس الياباني في بعثة للتعاون في اطار برنامج مساعدات تديره اليابان في اليمن. وقد خطف بينما كان متوجها الى قرية في منطقة ارحب (40 كلم شمال شرق صنعاء) للاشراف على بناء مدرسة فيها.

واكد مصدر في الوساطة القبلية الثلاثاء اطلاق سراح المهندس الياباني بعد ان تعهد زعماء القبائل للخاطفين بسرعة النظر في حالة المعتقل اليمني الموقوف من دون محاكمة.

الا ان الشيخ عبد الجليل سنان كبير الوسطاء في المفاوضات، اعلن في اليوم التالي ان اعلان الافراج عن الرهينة الياباني كان خطأ.

واضاف "في الواقع قال الخاطفون انهم سيفرجون عنه وقد ذهبوا بالفعل لجلبه، غير انهم عادوا بعد ربع ساعة وقالوا انهم غيروا رأيهم".

واوضح الشيخ سنان ان الخاطفين وافقوا في البداية على اطلاق سراح الرهينة مقابل تعهد خطي من الوسطاء بافراج الشرطة في غضون 15 يوما عن الشخص المعتقل من دون محاكمة.

واضاف "في اللحظة الاخيرة غير الخاطفون رأيهم وقالوا انهم يريدون تعهدا بان يتم الافراج عن هذا المعتقل في غضون ثلاثة ايام".

وفي طوكيو اكد رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما ان حكومته تعمل من اجل الافراج عن الرهينة.

وقال مصدر قريب من الخاطفين لم يذكر اسمه ان الشاب اليمني الذي تطالب قبيلته بالافراج عنه يبلغ من العمر 22 عاما وقد "سجن في العراق لدى الاميركيين لمدة عام ثم اوقف عاما واحدا في سوريا قبل ان يتم توقيفه عند عودته في صنعاء حيث اوقف بدون محاكمة منذ سنتين".

وقد توجه العديد من اليمنيين الى العراق بعد الاجتياح الاميركي عام 2003 للقتال في صفوف الجماعات المسلحة العراقية.

وتلجأ قبائل اليمن عادة الى خطف اجانب للضغط على السلطات. وخطف خلال السنوات ال15 الماضية اكثر من مئتي اجنبي اطلق سراح معظمهم سالمين.

الا ان مصير خمسة المان وبريطاني خطفوا في شمال اليمن في حزيران/يونيو الماضي لا يزال مجهولا، في حين تاكد مقتل المانيتين وكورية جنوبية كن ضمن المجموعة نفسها. واتهمت حكومة صنعاء المتمردين الحوثيين باختطاف المجموعة.

أبرز مطلوبي سبتمبر

على ذات الصعيد كشفت مصادر أمنية باكستانية أن القوات التي اقتحمت معاقل حركة طالبان في جنوبي وزيرستان عثرت على جواز سفر خاص بأحد أبرز المطلوبين للاشتباه بكونهم على صلة بمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001، على نيويورك وواشنطن.

وأفادت المصادر الباكستانية بأن جواز السفر الخاص بسعيد بهاجي، وهو ألماني من أصل مغربي، كانت ضمن مضبوطات صادرتها أجهزة الأمن الباكستانية في وزيرستان، ويحمل الجواز تأشيرة دخول تعود إلى أغسطس/آب 2001، وقد ظهر وكأنه جديد، وغابت آثار السنوات عليه. بحسب (CNN).

وبحسب الجواز، فقد ظهر أن بهاجي دخل باكستان في الرابع من سبتمبر/أيلول 2001. ويحمل الجواز صورة بهاجي التي يمتلكها الانتربول الدولي، ويظهر فيها المشتبه به حليق الذقن ويرتدي قميصاً أحمر اللون.

ويعتقد أن بهاجي فرّ من ألمانيا إلى باكستان في الثالث من سبتمبر/أيلول 2001، بعد تلقيه معلومات مؤكدة عن قرب حصول الهجمات على الولايات المتحدة.

وترى السلطات الألمانية والأمريكية أن بهاجي، 34 عاماً، كان عضواً في خلية هامبورغ التي وفرت التمويل للهجمات التي أودت بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص.

من جانبها، اكتفت مصادر أمنية أمريكية بالقول إنها مهتمة للغاية بالقبض على بهاجي باعتباره أحد المسؤولين الكبار في تنظيم القاعدة، إلى جانب حقيقة أنه سكن مع أحد منفذي هجمات سبتمبر/أيلول، وهو المصري محمد عطا، في ألمانيا.

يذكر أن الوثائق عرضت أمام الصحفيين ضمن أسلحة ومضبوطات أخرى عثرت عليها أجهزة الأمن الباكستانية في وزيرستان، وذلك في أول زيارة تنظمها إسلام أباد لوسائل الإعلام إلى المنطقة بعد إطلاق العملية العسكرية الرامية إلى طرد حركة طالبان المحلية منها قبل أيام.

وإلى جانب جواز سفر بهاجي، عثر على وثيقة سفر أسبانية تحمل اسم راكيل غارسيا بورغوس، وقد قالت أجهزة الأمن الأمريكية إنها زوجة بهاجي، لكن التقارير الأمنية لا تشير إلى ضلوعها في أي نشاطات من النوع الذي تصفه واشنطن بأنه "إرهابي" الطابع.

ولم يعلق الناطق العسكري الباكستاني، الجنرال أطهر عباس، على ظهور جواز سفر بهاجي ضمن المضبوطات، مكتفياً بالقول إنه لم ينتبه إلى وجوده إلا بعد أن سأله بعض الصحفيين عنه.

رامسفليد و بن لادن

من جانب آخر حمّل تقرير أعدته لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، برئاسة السيناتور جون كيري، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، دونالد رامسفيلد، مسؤولية إخفاق القوات الأمريكية في أفغانستان في القبض على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.

فبعد شهرين على الغزو الأمريكية لأفغانستان تحت هدف "هزيمة نظام طالبان وتدمير القاعدة عبر القبض على زعيمها أو قتله" تمكنت القوات الأمريكية من الإطاحة بنظام طالبان وطرد فلول تنظيم القاعدة من ملاذها الآمن في البلاد إلى المناطق الجبلية المحاذية لباكستان، بحد أدنى من الخسائر في الأرواح في صفوف القوات الأمريكية. غير أن التقرير قال إن "المهمة فشلت في القبض على بن لادن أو قتله." بحسب (CNN).

وجاء في التقرير أن الفشل في "إنهاء المهمة" يمثّل "فرصة ضائعة" عملت على تغيير مجرى الصراع في أفغانستان والإرهاب الدولي المستقبلي، وترك الشعب الأمريكي أكثر عرضة للتهديد ووضع أسس التمرد المسلح الدائر في أفغانستان ويهدد باكستان المجاورة حالياً.

وقد نجحت القاعدة في نقل مراكز قواها من أفغانستان إلى باكستان، حيث قامت بتدريب المتطرفين الذين تم ربطهم بالكثير من المؤامرات والأحداث في باكستان، بما في ذلك مؤامرة تفجير الطائرات المدنية عبر الأطلسي التي تم الكشف عنها في يوليو/تموز 2005.

وأضاف التقرير أنه في ديسمبر/كانون الأول من العام 2001، تم تضييق الخناق على بن لادن ضمن مجموعة من الكهوف والأنفاق في المنطقة الجبلية المعروفة باسم "تورا بورا" في شرقي أفغانستان، ولم يكن بمعيته سوى عدة مئات من المقاتلين.

وفي الأثناء كانت الطائرات الأمريكية تدك المنطقة الجبلية الوعرة بالصواريخ والقذائف بمعدل 100 طلعة جوية يومياً، بل وتم قصفها بقذيفة زنتها 15 ألف رطل، والتي هزت الجبال على بعد أميال عديدة.

وباتت مسألة اجتياح المنطقة على أيدي القوات الأمريكية والأفغانية المتحالفة معها مسألة وقت.

وكان يتوقع مقتل بن لادن، خصوصاً وأنه كان قد كتبت وصيته في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول، غير أن اليوم التالي كشف أنه مازال حياً، في حين لم يكن هناك سوى 100 جندي أمريكي من قوات الكوماندوس مع حلفائهم الأفغان، الذين طالبوا بتعزيزات عسكرية لشن هجوم نهائي للقبض على بن لادن.

غير أن طلبهم قوبل بالرفض، وظلت القوات الأمريكية بمن فيهم القناصة على المنحدرات الجبلية، فيما اعتمدت القوات الأمريكية على عمليات القصف الجوي وعناصر القوات الأفغانية وفيلق الحدود الباكستاني الحليف لشن هجمات على معاقل القاعدة في المنطقة الجبلية.

أما من اتخذ قرار عدم نشر قوات أمريكية لملاحقة بن لادن أو عدم إغلاق المنافذ في وجهه لمنعه من الهرب إلى المناطق الجبلية في باكستان، حيث يعتقد أنه ما يزال هناك حتى الآن، فهو وزير الدفاع الأمريكي السابق، دونالد رامسفيلد، وقائد قواته الجنرال تومي فرانكس.

وقال رامسفيلد في ذلك الوقت إنه كان يشعر بالقلق من أن وجود عدد كبير من القوات الأمريكية في أفغانستان سيخلق حالة عداء للأمريكيين ويغذي التمرد المسلح على نطاق واسع.

وأوضح التقرير أنه كانت في الجوار قوات أمريكية كافية لمهاجمة بن لادن ومنعه من النجاة، غير أن رامسفيلد وفرانكس رفضا ذلك بحجة القلق من إمكانية تعرض القوات الأمريكية لخسائر، في حين أن القادة العسكريين في الميدان وفي كل مكان في أفغانستان قالوا إن الأمر كان يستحق المجازفة.

وبعد نجاة بن لادن وفراره، انتقد قادة عسكريون ورجال المخابرات ومحللو المعلومات الاستخباراتية فشل البنتاغون في شن هجوم شامل رغم "قسوة" اللغوية في خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش آنذاك.

على أن فرانكس ونائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، وغيرهما من القيادات دافعوا عن قرار رامسفيلد مشيرين إلى أن المعلومات حول موقع اختباء بن لادن لم تكن مؤكدة.

على أن كافة المعلومات والمقابلات السرية والمتاحة حول موقع بن لادن أكدت أنه كان موجوداً في تورا بورا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/كانون الاول/2009 - 17/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م