عالم الرجال... بين الغرائز الطبيعية والسلوكيات المكتسبة

الرجال أشجع من النساء وسم العنكبوت الأنجع لمعالجة العوارض الجنسية

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يعكف العديد من علماء الطب والانثربلوجيا على دراسة لعض الظواهر التكوينية التي تصاحب الجنس البشري بشقيه المتمثلان بالذكر والأنثى على حد سواء، خصوصا بعد ظهور العديد من الحالات المرضية الجديدة التي تصيب الإنسان.

فيما توصلت بعض الدراسات الى نتائج علمية كانت حتى وقت قريب مغيبة عن قواميس المعرفة والعلم، سلطت الضوء على الطبيعة المثلى لبعض الغرائز البشرية التي تنعكس في السلوكيات الفردية والعلاقات الاجتماعية للإنسان دون قصد.

تعدد علاقات أمر طبيعي

وسط تراكم الأدلة والأبحاث التي تؤكد وجود اختلافات نفسية وذهنية بين الرجال والنساء، ذكرت أستاذة علم النفس في جامعة ولاية يوتا الأمريكية، ليزا دايموند، أن هناك أدلة بيولوجية على أن التعدد في علاقات الرجال الجنسية هو أمر نابع من تركيبهم الجسماني، إذ أن هدفهم الأساسي هو نشر "بذورهم" بصرف النظر عن الشخص الذين يمارسون الجنس معه، على عكس النساء اللواتي يربطن الجنس مع عوامل عدة مثل الحب أو الأمان.

وأشارت دايموند إلى أن دراسة على مجموعة من الفئران دلت، أن دارات وعصبونات الدماغ Brain circuits، التي تفرز هرمون "الأكستوسين"، الذي يساعد على تقوية العلاقات والمشاعر العاطفية، هي أكبر عند الإناث، كما أن كميات هذا الهرمون تزيد بصورة كبيرة عندما تمارس الإناث الجنس، مما يجعل الفعل الجنسي مرتبطاً بالناحية العاطفية عند الإناث أكثر منه عند الرجال. بحسب (CNN).

وأفادت العالمة الأنثروبولوجية الأمريكية،  هيلين فيشر أن " الترابط بين نصفي الدماغ عند الرجال هو أضعف منه عند النساء، مما يعطي الرجال القدرة على أن يركزوا على عمل شيء واحد فقط في نفس الوقت، وبذلك يركزوا على الوصول إلى غاية واحدة فقط أثناء الجنس وه إشباع رغباتهم."

وأضافت فيشر "يختلف الوضع عند النساء  بصورة كبيرة، فالترابط الشديد بين نصفي دماغهن، يجعله يربط ويدمج العديد من المشاعر في نفس الوقت، ولذلك كثيرا ما تربط النساء بين الحب والجنس في نفس الوقت، وهو الأمر الذي لا يرد كثيرا عند الرجال."

ولاحظ علماء آخرون أن الاختلاف في عملية عمل أدمغة الرجال والنساء تتجسد في صور أخرى، فالكثير من النساء يتعجبن كيف أن الرجال لا يكترثون كثير بنظافة بيوتهم وغرفهم، بينما يبذلون الغالي والنفيس للحفاظ على نظافة سياراتهم، وهو الأمر الذي تعده النساء يدعو للحيرة الشديدة.

وردا على هذه القضية أشار فريق أبحاث من جامعة أكسفورد البريطانية، في دراسة لهم عام 2007 مولتها شركة سيارات BMW، أن الرجال ينظرون إلى السيارات على أساس أنها امتداد لهم، خصوصا وأن عقولهم مبرمجة على فهم الآلات والأجهزة، وبالتالي يعيرون هذه الأشياء الكثير من الاهتمام.

وعلى عكس ذلك أظهرت الدراسة أن النساء، يعتبرن الآلات والسيارات بمثابة جسم غريب عنهم، خصوصا وأن جل اهتمامهن ينصب على أجسامهن أو على أولادهن بسبب هرمون الأكستوسين الذي يزيد تعلقهن بأطفالهن.

وأشار علماء أن الاختلافات الهرمونية في أدمغة الرجال والنساء تمتد إلى عدة جوانب مثل حب الذكور الرياضات العنيفة، مثل المصارعة الحرة، أو الشديدة التنافس مثل كرة القدم، في الوقت الذي تفضل النساء متابعة أمور أكثر هدوءا وأقل إثارة، مثل مشاهدة المسلسلات أو البرامج العاطفية.

"فياغرا" للدهن في الجلد

من جانب آخر يعكف العلماء على تطوير كريم يمسح على الجلد للمساعدة في الانتصاب له ذات مفعول الفياغرا، لكن دون الأعراض الجانبية التي تتسبب بها الحبة الزرقاء.

ويعمل فريق من الباحثين من جامعة "يشيفا" في نيويورك، على إيجاد وسيلة لتخفيف الآثار الجانبية للفياغرا، وذلك عن طريق عقار بجزئيات دقيقة للغاية تدهن به المنطقة المتأثرة.

واستخدم الفريق جسيمات متناهية الصغر استطاع أن يغلف داخلها ذرات من العقار المساعد على الانتصاب.

وأظهرت التجارب على الفئران نجاحاً بالغاً، حيث أبدى العقار فعاليته في تسع من بين كل 10 حالات.

ويخطط العلماء لإجراء تجارب على العقار في البشر، إلا أنهم حذروا من أن الأبحاث قد تستغرق وقتاً، قد يصل إلى 10 سنوات، قبيل طرحه في الأسواق، حسب الدراسة التي نشرت في دورية "الطب الجنسي." بحسب (CNN).

وقد يساعد الكشف الجديد ملايين الرجال ممن يعانون العجز الجنسي، من التخلص من الأعراض الجانبية لأدوية العجز الجنسي المتوفرة حالياً، كالصداع واضطرابات النظر بالإضافة إلى عدد آخر من الأعراض الخطيرة.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الطريقة، التي جربت على الفئران، في تقليل الآثار الجانبية للعقاقير وأن تعجل بتأثيرها بصورة كبيرة.

وقال الدكتور كلافين ديفيس، بروفيسور المسالك البولية، وأحد العلماء الذين قادوا  البحث: "كان زمن الاستجابة للجسيمات قصيراً جداَ، عدة دقائق فقط، وهذا ما يحتاجه الناس أساسا من العقاقير المساعدة على الانتصاب".

وأضاف: "بالنسبة للفئران والبشر، قد يستغرق الأمر ما بين 30 دقيقة إلى ساعة ، ليبدأ مفعول العقاقير المساعدة على الإنتصاب."

سم العنكبوت

في السياق ذاته وجد علماء أن سم بعض العناكب السامة قد يستخدم في علاج شكل من أشكال العجز الجنسي عند الذكور.

وبدأ علماء في الولايات المتحدة والبرازيل البحث عندما لاحظوا تأثير لدغة "العنكبوت البرازيلي الهائم" (phoneutria nigriventer) حيث تؤدي لحدوث "انتصاب" مؤلم قد يدوم عدة ساعات.

ويكثر هذا النوع من العناكب في أمريكا الجنوبية والوسطى، ويعد من أخطر أنواع  العناكب السامة في العالم، وتسبب لدغاته بعدد غير محدد من الوفيات بين البشر.

وقام الخبراء بفصل المادة السامة مما تفرزه تلك العناكب ومعالجتها بالأشعة لتصبح نوعاً نقياً من السم Tx2-6، ومن ثم حقن فئران مختبرات تعاني من ارتفاع حاد في ضغط الدم والعجز الجنسي.

وقاس العلماء معدلات تواجد المادة السامة في الأعضاء الذكرية لتلك الحيوانات واستخدامها في التحكم  بانقباض واسترخاء أنسجتها، لتظهر النتائج تحسن معدل "أكسيد النتريك" والانتصاب.

وقالت الخبيرة البرازيلية الأصل، كنيا بيدروسا نانس، من "جامعة جورجيا" التي قادت فريق البحث: "في البرازيل تشيع حوادث لدغات الحيوانات السامة.. لذلك نحن على دراية بسم العنكبوت هذا.. للسم فعالية في تحفيز الانتصاب." بحسب (CNN).

وأضافت: "نحتاج للقيام بالمزيد من الأبحاث.. إلا أنني على قناعة بإمكانية استخدامه كعلاج صيدلاني يمكن استخدامه يوماً ما للمرضى الذين لا يسمح لهم باستخدام الفياغرا."

والعجز الجنسي أو مشكلة عدم الانتصاب، أو "العنة" قد يحدث لعدة أسباب منها أو نفسية أو طبيعية، تحديداً بين كبار السن أو الإصابة بأمراض منها السكري، أو استعمال أدوية محددة.

وأثار اكتشاف "الفياغرا" في أواخر التسعينيات ثورة في علاج العجز الجنسي لدى الرجال، وتبع العقار أخرى مثل "ليفترا" و"سياليس."

تجارب متطورة

من جهة أخرى حقق العلماء نتائج طيبة في التجارب المختبرية المتقدمة التي اجروها في مجال علاج مشاكل الانتصاب عند الرجال من خلال استخدام انسجة حية طورت في المختبر على اعضاء تناسلية لذكور حيوانات مختبرية.

ومن المؤمل ان تسهم هذه التجارب في تطوير الجهود العلمية الهادفة الى استبدال الانسجة التالفة المسؤولة عن الانتصاب الذكري عند الرجال الذين تعرضوا لاصابات او امراض تعيق عملية الانتصاب الجنسي الطبيعي لديهم.

وقد ادخل علماء من جامعة ويك فورست في ولاية كارولانيا الشمالية هذه الانسجة المطورة معمليا ضمن النسيج الطبيعي في الاعضاء التناسلية لارانب المختبر لقياس مدى نجاحها.

وتبين لهم ان الارانب عادت الى فعالياتها الجنسية الطبيعية وانجبت صغارا بفعل عودة النشاط الجنسي الاعتيادي.

وقال البروفيسور انتوني اتالا ان هناك حاجة الى المزيد من البحوث والدراسات في هذا المجال لكن النتائج مشجعة وتعني ان التقنيات المطورة يمكن ان تسهم في معالجة مشاكل الانتصاب عند الرجال المصابين او المرضى. بحسب رويترز.

واضاف ان الامل يتمثل في ان تكون تلك الانسجة المطورة مفيدة في تصحيح وتقويم المشاكل التي قد يكون العضو التناسلي للرجل معرض لها، مثل الظواهر غير الطبيعية في الشكل او الانسجة، او سرطان القضيب، او الاصابات الطارئة التي تؤدي الى فشل الانتصاب .

يشار الى ان المحاولات العلمية لتخليق انسجة العضو الذكري تعتبر معقدة جدا بسبب التكوين المتشابك والمعقد لنوعية الانسجة التي يتكون منها القضيب وطريقة عمله.

وكان الفريق العلمي في تلك الجامعة الامريكية قد حقق بالفعل انجازات علمية جيدة في مجال تخليق وتطوير الانسجة الخليوية، كما حقق تطورا في مجال الغدد البشرية التي تم زرعها في اجسام بعض المرضى.

وكانت محاولات علمية سابقة قد طورت انسجة قضيبية في الارانب المختبرية، لكنها لم تحقق سوى 50 في المئة من النجاح.

ووصف تيم تيري الامين العام الفخري لجمعية جراحي الاعضاء التناسلية البريطانية نتائج هذه البحوث الاخيرة بأنها مذهلة .

لكنه دعا ايضا الى اجراء المزيد من التجارب والبحوث قبل ان اجراء اي تجارب على الانسان.

الرجال أكثر شجاعة من النساء

في شأن ذي صلة ذكر موقع "ميديكال نيوز تودي" أن دراسة قدمت أمام الاجتماع السنوي لجمعية علم الأشعة في أميركا الشمالية أثبتت أن دماغي الرجل والمرأة يتفاعلان بطريقة مختلفة مع المحفزات السلبية والإيجابية.

وقال الطبيب أندرزيج أوربانيك من جامعة "جاغيلونيان" في بولندا أن الرجال يركزون على الجوانب الحسية من المحفزات ويحاولون تحليلها لاتخاذ الخطوات الملائمة في حين تركز النساء على المشاعر التي تولدها هذه المحفزات.

وشملت الدراسة 21 رجلاً و19 امرأة، تمت مراقبة نشاطهم الدماغي بينما كانوا ينظرون إلى صور كمبيوتر صممت للتسبب بحالات عاطفية مختلفة، حيث عرضت مجموعة من الصور السلبية ،ثم مجموعة من الصور الإيجابية.

وظهر أن النساء يتمتعن بنشاط أكبر في منطقة المهاد الأيسر في الدماغ حين يرين الصور السلبية، وهي المنطقة المسئولة عن الألم والشعور بالملذات، في حين أظهر الرجال نشاطاً أعلى في منطقة القشرة الجزيرية اليسرى التي تتحكم بحالة الجسم الفيزيولجية.

ويتحكم النشاط في هذه المنطقة من الدماغ بالوظائف الجسدية اللا إرادية بما فيها عمليات التنفس والهضم ودقات القلب، وهو مسؤول أيضاً عن الطريقة التي يواجه بها الشخص الخطر وتحدد ما إذا كان سيهرب من التهديد أو يبقى لمواجهته.

وقال أوربانيك "قد يشير ذلك إلى أنه حين يواجه الاشخاص موقفاً خطيرا، يرجح أن يختار الرجال المواجهة أكثر من النساء".

وبينت الدراسة أنه حين رأت النساء الصور الإيجابية أظهرن نشاطاً أكبر في منطقة من الدماغ مسؤولة عن الذاكرة، ما يشير الى أن النساء يحللن الصور بخلفية أوسع ليربطن بين الصورة الإيجابية وذكرى معينة، إذ قد تذكر صورة طفل صغير المرأة بابنها حين كان طفلاً، في حين أن ردة فعل الرجال أقل عاطفية واكثر إدراكاً.

رفع الحد الأدنى لعطلة الابوة

في سياق متصل اقترحت المفوضية الاوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي رفع الحد الادنى لعطلة الابوة الى أربعة اشهر لكل طفل بحلول 2011 عن ثلاثة اشهر والذي من شأنه أن يؤثر على القوانين الوطنية في بريطانيا وايرلندا والبرتغال ورومانيا ومالطا.

وعطلة الابوة في الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة هي اما مدفوعة الاجر أو غير مدفوعة وفقا للقانون الوطني لكل دولة. وهي بالاضافة الى عطلة الامومة وهي عطلة مدفوعة الاجر لمدة 14 اسبوعا كحد أدنى من ولادة الام وعطلة الابوة اذا قدمتها دولة معينة.

وسيسمح اقتراح المفوضية الاوروبية ايضا بتحويل ثلاثة من كل اربعة شهور لاحد الابوين الى الاخر- وعلى سبيل المثال يمكن لام طفل ان تقوم بعطلة لمدة سبعة شهور ويمكن للاب أن يأخذ ثمانية شهور. بحسب رويترز.

وقالت المفوضية في بيان "الاقتراح تكملة لحزمة الاجراءات التي اتخذتها في الاونة الاخيرة المفوضية لتحسين التوازن بين متطلبات العمل والمعيشة للاوروبيين."

وسيتطلب هذا الاقتراح الحصول على موافقة حكومات دول الاتحاد الاوروبي حتى يصبح نافذا. وتأمل المفوضية بالموافقة على الاقتراح بحلول اواخر 2009 حتى يصبح نافذا في 2011.

ويمكن اخذ عطلة الابوة في السنوات القلائل الاولى من عمر الطفل. ففي النمسا ورومانيا يمكن اخذها فقط حتى يصبح عمر الطفل عامين بينما يسمح للابوين في الدنمرك اخذها حتى يصبح عمر الطفل 9 اعوام.

وتعد الحكومات الوطنية للاتحاد الاوروبي مسؤولة بشكل كبير عن اعداد سياسة العمالة الخاصة بها لكن الاتحاد الاوروبي يمكن ان يحدد القواعد العامة للحدود الدنيا من معايير العمالة.

وتقدم فرنسا والمانيا وجمهورية التشيك وليتوانيا وسلوفاكيا وبلجيكا وايرلندا ومالطا والبرتغال اطول عطلة أبوة حيث تعطي ما يصل الى 3 اشهر.

وبموجب مقترحات المفوضية سيكون هناك حظر قانوني للتمييز في مكان العمل مثل اجبار احد العاملين على تولي مسؤوليات اقل بعد عودته الى الوظيفة. كما سيحق للعاملين العائدين الى العمل ايضا طلب تغييرات في برامج عملهم من اجل العمل لفترة اقل.

حجم قلفة الرجل له علاقة بالحماية من الايدز

من جهتم قال باحثون ان الرجال الذين لديهم قلفة كبيرة هم أكثر عرضة لان يصابوا بفيروس الايدز وذلك في اكتشاف يساعد في تفسير سبب لماذا يمكن للختان أن يحمي الرجال.

وأظهرت الدراسة التي اجريت على 965 رجلا في اوغندا كانوا جميعا غير مصابين بالايدز في البداية ان هؤلاء الذين لديهم قلفة كبيرة كانوا أكثر عرضة للاصابة بمرض نقص المناعة المكتسب. والقلفة هي الجلدة التي يقطعها الخاتن من ذكر الصبي.

ووجد الدكتور جودفري كيجوزي من برنامج راكاي للعلوم الصحية التابع لجامعة جونز هوبكينز في اوغندا وزملاؤه ان هناك علاقة بين معدلات الاصابة بالايدز وحجم القلفة.

وكتبوا في دورية الايدز "متوسط منطقة سطح القلفة كان أكبر بشكل واضح بين الرجال الذين ظهر لديهم الايدز." بحسب رويترز.

واظهرت عدة دراسات ان الختان -وهو ازالة القلفة- يمكن أن يحمي الرجل من الايدز لكنه لا يحمي المرأة المشاركة في العملية الجنسية. وهو لا يمنع الاصابة تماما لكنه يقلل خطر حدوثها.

ويعتقد الباحثون ان القلفة بها الكثير من خلايا المناعة التي يطلق عليها الخلايا الشجيرية والتي ربما تتيح طريقا للفيروس للدخول الى الجسم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/كانون الاول/2009 - 15/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م