ضحايا الألغام... خسائر مؤجلة لمعارك منتهية

مخلفات الحروب الأكثر ضررا للمدنيين

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يعتبر ضحايا الألغام والذي يكون جلهم من المدنيين في مفهوم الحروب بين الدول خسائر مؤجلة لمعارك منتهية، حيث يقع ضحيتها أناس في اغلب الأحيان ابعد ما يكونوا عن أسباب الحرب وأبطالها، سيما شريحة الأطفال.

ألافت في الأمر إن بعض الإحصائيات تشير الى وقوع إعداد من المدنيين في أفخاخ الألغام قد تتجاوز نسبة خسائر الحرب التي أوجدت بسببها تلك الألغام. الى جانب ذلك تخلف تلك القنابل الموقوتة دون أدنى شك أضرار بيئية واقتصادية كبيرة خصوصا في المناطق الزراعية المأهولة بالسكان.

مدنيون يفقدون أطرافهم

فقد عصمت علي (14 عاما) يديه اثناء لعبه بقطعة من الذخيرة الحية قبل عشرة ايام. ويجلس التلميذ الباكستاني الذي يحمل وجهه ندوبا من الانفجار على مقعد من البلاستيك خارج عنبره في مستشفى ميداني تديره اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

ولا يستطيع الطفل صلب جسمه وقد وضعت الضمادات حول بطنه وما تبقى من يديه ويعجز تقريبا عن الحديث.

يقول والده شوكت علي "وجد شيئا بدا مثل غطاء ترموس (وعاء حفظ حرارة السوائل) وكان يلعب به حين انفجر." واصيبت ابنته البالغة من العمر أربعة اعوام جراء الانفجار ايضا.

وعاد علي مع اسرته الى منزله في ميدان في منطقة دير السفلى هذا الشهر بعدما فر من المنطقة في ابريل نيسان حين بدأ الجيش الباكستاني الهجوم علي متشددي طالبان.

وعلى مدى ثلاثة أشهر اقامت الاسرة في غرفة استأجرتها في بيشاور المدينة الرئيسية في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي في انتظار ان تبلغها السلطات بان الوضع آمن بما يسمح بعودتها لمنزلها. وحين عادت تمنت لو لم تفعل.

قال علي "كان يجب ازالة هذه الاشياء قبل ان يبلغونا بان الوضع آمن." وكان علي يبيع الحلي قبل ان تندلع المعارك ولم يعد لديه عمل الان بعد ان نهب محله واصاب القصف منزله.

ويوجد في مستشفى الصليب الاحمر لعلاج مصابي القتال عشرات من الضحايا يروون قصصا مشابهة.

وفي عنبر النساء تبكي ربيحات سعيد (33 عاما) وتغطي بوشاحها ما تبقي من رجلها اليسرى.

تقول ربيحات وهي أم لطفلين من قرية ماتوارا بمنطقة بونر "كنا نجلس في منزلنا حين بدأ القصف وخلال دقائق وقع انفجار ورأيت الدم في كل مكان."

وقام المستشفي المكون من خيام بعلاج 450 مريضا اصيب معظمهم في المرحلة الاخيرة من أعمال العنف. ومعظم الاصابات نتيجة قصف وانفجار قنابل وذخيرة حية وطلقات رصاص والغام ارضية. ولا يعرف معظم المصابين من زرع الالغام او مصدر طلقات الرصاص أو القصف. بحسب رويترز.

يقول ساباهات جمال جيلاني مساعد مدير المستشفى "نحو 70 في المئة ممن عولجوا في المستشفى من الرجال وحوالي 15 في المئة من النساء و15 في المئة من الاطفال. "للاسف لم نستطع انقاذ حياة 25 مصابا."

ولا يوجد مصدر مستقل للتحقق من عدد الضحايا المدنيين للمعارك ولكن الجيش الباكستاني يؤكد ان عددهم قليل جدا.

وارغم القتال أكثر من مليوني شخص على ترك ديارهم ولكن معظمهم عاد في الاونة الاخيرة.

وتكثر عمليات البتر في المستشفى المكون من 91 سريرا والمزود باجهزة اشعة سينية ووحدة للرعاية المركزة وغرفة للعمليات الجراحية.

ويمضى المصابون مدة قد تصل الى ثلاثة اشهر للتعافي من عملية البتر قبل تحويلهم لمكان اخر كي يحصلوا على طرف صناعي.

وفي المعهد الباكستاني للاطراف الصناعية وتقويم العظام في بيشاور تجلس زكية البالغة من العمر خمسة أعوام في حضن ابيها وهي واعية تماما للرجل الصناعية التي تم تركيبها لها حديثا.

يقول والدها محمد شير وهو مزارع من كابال بمنطقة سوات ان زكية فقدت رجلها اليمنى عندما تعرض منزله للقصف في مايو ايار. ومن فرط تأثره انهار وعجز عن الحديث حين سئل عن توقعاته لمستقبل ابنته.

ويقول العاملون في المعهد ان هذا النوع من الاطراف الصناعية مهم ليحفظ للمصاب اعتداده بذاته في مجتمع يشعر فيه المعاقون بأنهم منبوذون.

وقال فيليب مورجان من اللجنة الدولية للصليب الاحمر "الامر مهم جدا بالنسبة لهم نظرا لوجود العديد من القضايا الاجتماعية المرتبطة باعاقة من هذا النوع حيث يمكن ان يشعر المعاقون بأنهم منبوذون في المجتمع."

وتابع "هؤلاء الناس يحتاجون للعودة للعمل والاطفال للعودة للمدارس ومن المهم ان يلقوا قبولا داخل مجتمعهم حين يعودون لديارهم بعد انتهاء القتال."

ملكال تشكل تحدياً كبيراً

في سياق متصل أفاد دويب دي بليسيس، مسؤول مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الألغام بملكال، أنه بالرغم من استكمال عملية نزع مئات الألغام المزروعة في ملكال بولاية أعالي النيل جنوب السودان، إلا أن أكثر من نصف حقول الألغام بالمدينة لا تزال بحاجة إلى تمشيط.

وأوضح دي بليسيس أن "المدينة تقع وسط حقل ألغام، فنحن نجد الألغام وسط البيوت، كما أن العديد من الناس لا يدركون بأن هناك ألغاماً على عتبات أبوابهم".

وتعمل حالياً فرقتان لإزالة الألغام في المدينة ومن المتوقع أن تنتهي أعمال الإزالة بحدود شهر يونيو 2010. وقد تم إلى الآن تنظيف حوالي 1.3 مليون متر مربع من الأراضي الملغومة في حين لا يزال حوالي 1.5 مليون متر مربع بحاجة إلى التنظيف. وقد وصل فريق كمبودي للتو لتعزيز عمليات إزالة الألغام.

وقال دي بليسيس أن "ملكال تكتسي أولوية قصوى وخصوصاً حقل الألغام الموجود بها". وقد تم إلى الآن تدمير ما لا يقل عن 526 لغماًمضاداً للأفراد بالمدينة. وما يزيد من صعوبة أعمال الإزالة كون الألغام مصنوعة من البلاستيك ولا يمكن اكتشافها بسهولة.

وتستمر عمليات إزالة الألغام في أعالي النيل لفترة ثمانية أشهر ثم تتوقف خلال موسم الأمطار.

فبالإضافة إلى كون الأمطار تعيق سير عمليات إزالة الألغام، فإنها تزيد من ليونة الأرض مما يسهل انفجار الألغام. وقد علق دي بليسيس على ذلك بقوله أن "التربة تصبح متماسكة جداً في الموسم الجاف بحيث يتعذر تشغيل اللغم، أما في موسم الأمطار فإن اللغم ينفجر بمجرد الدوس عليه".

وقد شكلت منطقة ملكال، شأنها في ذلك شأن العديد من المناطق الأخرى في ولاية أعالي النيل، ساحة معركة رئيسية خلال الحرب التي انتهت بتوقيع اتفاق السلام عام 2005، وهو الاتفاق الذي أدى إلى عودة آلاف اللاجئين والنازحين من الشمال إلى ديارهم في الجنوب.

وقد تمت زراعة الألغام وغيرها من المتفجرات من طرف الجيش الشعبي لتحرير السودان والجيش السوداني إذ قام الأخير بتلغيم المناطق المحيطة بملكال في حين قام الأول بتلغيم مناطق أخرى بأعالي النيل مثل بالييت وناصر.

وقد أعرب مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الألغام عن قلقه حيال مدينة ناصر في ولاية أعالي النيل حيث تم إلقاء 250 كيلوغراماً من المتفجرات جواً على المدينة خلال الحرب. وقد غرقت هذه القنابل، بما فيها قنبلة وقعت على محطة للبترول، في الأرض ومن المحتمل أن يتسبب أي اشتعال للنار في انفجارها.

أما المناطق الأخرى التي تعاني من المشكلة ذاتها هي مالوت ورنك وأكوبو بولاية جونقلي. وقال دي بليسيس أن "هناك ذخائر غير منفجرة في أنحاء أكوبو".

وكانت أعمال نزع الألغام من أكوبو قد تأثرت بسبب الهجوم الذي وقع في يونيو واستهدف سفناً في نهر السوباط ما أدى إلى وقف الحركة الملاحية في النهر بشكل مؤقت. وعلق دي بليسيس على ذلك بقوله: "لم يعد بإمكاننا عبور نهر السوباط بآلياتنا بعد ذلك الهجوم".

وتكتسي إزالة الألغام في السودان أهمية قصوى لكونها ستساهم في تسهيل التحرك وعودة المهجرين وانتشار مستلزمات حفظ الأمن وتوفير المساعدات الإنسانية. وتنتشر الألغام في 19 ولاية من ولايات السودان الـ 25.  بحسب شبكة أيرين الإنسانية.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الألغام، ما يزال الحجم الحقيقي لمشكلة الألغام في السودان غير معروف. ولكن منذ عام 2002 تم فتح أكثر من 29,000 كلم من الطرقات بالإضافة إلى تمشيط حوالي 45 مليون متر مربع من الأراضي وتدمير أكثر من 16,000 لغم مضاد للأفراد والدبابات.

محرومون من الزراعة

على صعيد متصل وقف علي طالب وهو يشير بأسى الى مساحات واسعة من الاراضي الزراعية التي لا يستطيع سكان قرية بازكرتان بقضاء الحمدانية  استغلالها للزراعة او لرعي مواشيهم فيها رغم ان الزراعة مهنتهم الرئيسة وقد تكون الوحيدة .

فسكان قرية بازكرتان بقضاء الحمدانية (30 كم شرقي مدينة الموصل) يعيشون تحت تأثير الخطر الدائم الذي تشكله القنابل العنقودية والأعتدة غير المنفجرة التي تعود لبداية الحرب عام 2003،بعد ان أوقع إنفجار أعداد منها إصابات بين سكان هذه القرية، فضلاً عن تسببها بتراجع نشاط رعي المواشي بالقرية ومحيطها. بحسب أصوات العراق.

ويطالب سكان هذه القرية الحكومة الى تفهم معاناتهم بسبب وجود أعداد كبيرة من القنابل غير المنفجرة في مساحة واسعة من محيط قريتهم، مؤكدين إيقاعها إصابات بين السكان.

علي طالب وهو مختار القرية قال إن “الطائرات الأمريكية ألقت في الحرب عام 2003 قنابل عنقودية على القرية لوجود موقع عسكري بالقرب منها وانفجر قسم من تلك القنابل وبقي قسم كبير منها دون أن ينفجر وهي موزعة في أرض تقدر مساحتها بعشرة آلاف دونم”.

وأوضح طالب وهو يقف بالقرب من الأرض التي تحوي بعضاً من تلك القنابل “نعاني منذ سنوات من هذه القنابل التي تنفجر أحياناً بشكل تلقائي بفعل تأثير الطقس أو عند الاقتراب منها، وهي تشكل خطراً كبيراً على سكان القرية الذين يعتمدون على الزراعة والرعي كمهنة”.

ويشتكى مختار قرية بازكرتان من عدم إهتمام المنظمات والمؤسسات المختصة بازالة القنابل والألغام غير المنفجرة بمشكلة قريتهم، مناشداً “الحكومة المركزية والمحلية بالمحافظة التدخل لتنظيف قريتهم من وجود تلك القنابل وتعويض المتضررين من السكان”.

وكشف المواطن عمار فارس 46 عاماً عن إن “ابنه البالغ من العمر 10 سنوات بترت ساقه قبل 3 سنوات بانفجار إحدى تلك القنابل”، داعياً الحكومة الى “مراعاة معاناتهم ورفع تلك القنابل لتقليل الإصابات التي تقع بشكل كبير بين الأطفال الذين لا يعلمون خطورة الاقتراب منها”.

وذكر المواطن جاسم خضير 33 عاما ويعمل راعياً، أنه “يحاول الدخول والخروج من والى القرية بحذر كي لا تذهب إحدى أغنامه أو هو حتى ضحية إنفجار إحدى تلك القنابل”.

وأضاف أن “مساحات من الأراضي الصالحة للزراعة في قريتهم لم يعد السكان يزرعونها بسبب خوفهم من تلك القنابل”.

ووفقا لمدير عام دائرة شؤون الالغام في وزارة البيئة فان هناك 1700 كيلو متر مربع من الاراضي العراقية ملوثة بـ 25 مليون لغم ومليون طن من المقذوفات غير المنفلقة، والتي تهدد بمجموعها وبشكل مباشر 2117 تجمعا مدنيا يعيش فيها قرابة 2.7  مليون مواطن.

واضاف المهندس عيسى الفياض الى ان “عدد مبتوري الاطراف  في العراق يتراوح بين  80 الف الى 100 الف، وبنسبة 70 % الى 80 % منهم من مبتوري الاطراف السفلى، و80 % من هذه الاصابات ناتجة عن الالغام”.

واشار الفياض الى ان العراق يعتبر “أحد البلدان الملوثة بالالغام والمخلفات الحربية، وهذا يؤثر على الحياة اليومية للسكان لانها تعرقل توصيل المساعدات الانسانية وتعيق مشاريع التنمية والاعمار”.

وكشف عن ان دائرته قامت بمسح 13 محافظة عراقية بين العام 2004 والعام 2006 وكانت النتائج تشير الى ان مساحة الاراضي الملوثة بالالغام والمقذوفات غير المنفلقة هي 1700 كم مربع، وان المناطق الخطرة لوجود تلك الالغام هي 2470 منطقة تؤثر على 2117 تجمعا مدنيا يعيش فيها 2.7 مليون مواطن.

وحول عدد الالغام الموجودة في الاراضي العراقية والذي تتداوله التقارير الصحفية، قال الفياض ان هناك بالفعل 25 مليون لغم بالاضافة الى مليون طن من المقذوفات غير المنفلقة في الاراضي العراقية.

واشنطن سياستنا لن تتغير

من جهتها أكدت الخارجية الأمريكية أن الرئيس، باراك أوباما، سيبقي على سياسة الإدارة تجاه الألغام كما هي دون تغيير، وليس لديه أي خطط للانضمام إلى معاهدة عالمية تحظر الألغام الأرضية.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، إيان كيلي، إن مراجعة للسياسة أظهرت أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفي بالتزاماتها الأمنية بدون الألغام الأرضية.

وأضاف كيلي: "هذه الإدارة أجرت مراجعة وقررنا أن تبقي سياستنا بشأن الألغام سارية كما هي.. توصلنا إلى أننا لن نفي بحاجتنا الدفاعية أو التزاماتنا الأمنية تجاه أصدقائنا وحلفائنا حال توقيعنا هذه الاتفاقية."

وجاء إعلان الإدارة الأمريكية بالإبقاء على سياستها في هذا الشأن دون تغيير قبل من أسبوع من مؤتمر لمراجعة معاهدة حظر الألغام الأرضية.

وقال مناهضو سياسة الولايات المتحدة حول الألغام إن موقف إدارة واشنطن لم يأتي بمثابة مفاجأة، وقال ستيف غوس، من منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية: "هذا تطور مزعج.. فالإدارة لم تعلن من قبل مطلقاً بأنها تعمل على مراجعة السياسة."

وذكر غوس إن القرار يخالف التزامات الإدارة الأمريكية المعلنة تجاه المعاهدات الدولية والقضايا الإنسانية، مضيفاً: "المعاهدة الدولية لمكافحة الألغام الأرضية حققت فارقاً هائلاً  وشكلت رادعاً قوياً."

وقال إن الولايات المتحدة هي العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي "ناتو" الذي لم ينضم للمعاهدة التي بلغ عدد الدول الأطراف فيها  156 دولة - أي أكثر من ثلاثة أرباع بلدان العالم - إما بالتصديق على الاتفاقية أو الانضمام إليها.

وأكدت الولايات المتحدة مشاركتها كمراقب في المؤتمر الدولي حول الألغام الأرضية الذي سيعقد الأسبوع الماضي في كولومبيا.

تفرض اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، التي تسمى أيضا اتفاقية أوتاوا (ويسميها البعض معاهدة حظر الألغام) حظرا شاملا على الألغام المضادة للأفراد. وهي تحظر استعمال وتخزين وإنتاج وتطوير ونقل الألغام المضادة للأفراد، وتقضي بتدمير هذه الألغام, سواء أكانت مخزنة أم مزروعة في الأرض. بحسب (CNN).

وفي البداية، وقعت 123 دولة على اتفاقية أوتاوا، في أوتاوا, في ديسمبر/كانون الأول 1997. ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في أول مارس/آذار 1999.

والألغام المضادة للأفراد هي أجهزة متفجرة "تفجرها الضحية". وهي مصممة لتزرع تحت الأرض أو عليها أو بالقرب منها وتنفجر بمجرد وجود شخص أو اقترابه منها, أو ملامسته لها.

معاهدة حظر الالغام

من جانبهم قال نشطون مطالبون بحظر الالغام الارضية ان قبول الولايات المتحدة بمعاهدة حظر الالغام الارضية حان وقته منذ زمن بعيد وانه على الرئيس الامريكي باراك أوباما ان يستغل المراجعة التي تجري للمعاهدة في مطلع الاسبوع لاعلان انضمام واشنطن اليها.

وتحظر المعاهدة التي سرت في مارس ايار عام 1999 استخدام وتخزين وانتاج ونقل الالغام الارضية التي تستهدف البشر.

وصدق على المعاهدة 156 دولة لكن بعض الدول الكبرى منها الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند لم تصدق عليها.

وتجري المراجعة الثانية للمعاهدة بعد ان أجريت المراجعة الاولى بعد خمس سنوات من سريانها.

وتوفد الولايات المتحدة وفدا من وزارة الخارجية كمراقب في مؤتمر لمراجعة المعاهدة يعقد يوم الاحد في كارتاجينا بكولومبيا وستكون هذه المرة الاولى التي تحضر فيها امريكا اجتماعا للدول التي وافقت على المعاهدة.

وقال ستيف جوس مدير ادارة الاسلحة في منظمة هيومان رايتس ووتش "نأخذ مجرد حضورهم (الامريكيون) على انه مؤشر طيب على التحرك بشأن هذه القضية داخل ادارة أوباما." بحسب رويترز.

وأعرب عن أمله الا تجيء أمريكا الى الاجتماع "خالية الوفاض" وأضاف "نريدهم بشدة ان يجيئوا ويقولون انهم عازمون على الانضمام الى المعاهدة. حتى لو لم يقدموا موعدا نريدهم ان يقولوا انهم يعتزمون الانضمام في وقت ما."

وصرح جوس بأن مجرد الاعلان عن النية بالغ الاهمية لان ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش قالت انها لن تقبل بهذه المعاهدة ابدا.

وأضاف "نحن الدولة الوحيدة في العالم التي قالت بصوت عال لن ننضم أبدا لهذه المعاهدة."

ويقول المدافعون عن هذه المعاهدة انها نجحت بقدر كبير منذ سريانها بعد ان خفضت عدد ضحايا الالغام الارضية بمقدار النصف تقريبا.

وكانت الجهود الدولية التي توصلت الى المعاهدة قد فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1997 .

وقالت ويندي باتسون رئيسة المنظمة الدولية للمعاقين في الولايات المتحدة ان الجيش الوحيد الذي استخدم الالغام الارضية العام الماضي كان في ميانمار وربما بعض المناطق المضطربة في روسيا الاتحادية مثل الشيشان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/تشرين الثاني/2009 - 12/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م