الواقع المروري في محافظة كربلاء المقدسة

المشاريع غير مدروسة... وكثرة رجال المرور تعكس ظاهرة غير حضارية

حاوره: ميثم العتابي

 

شبكة النبأ: جميع دوائر الدولة العراقية ومفاصلها، أخذت منحى جديدا نحو التغير، إذ بعد زوال اللانظام السابق مرت بظروف ومتغيرات كثيرة، مما أسفر هذا التغيير عن منهجية جديدة معتمدة على بعض القوانين السابقة واخرى جديدة أستحدثت مؤخرا، ومديرية مرور كربلاء المقدسة واحدة من هذه الدوائر المهمة التي لها الدور المباشر في إبراز الوجه الحضاري للمدينة، ولذا بات من الواضح جدا عملية التحديث على المستويين العمودي والأفقي، من الناحية الفنية أو الإدارية.

وفي هذا الصدد كان لـ(النبأ) هذه الوقفة المفتوحة مع عقيد المرور مانع عبد الحسن مدير دائرة مرور كربلاء، ليحدثنا عن عمل المديرية والمعاناة التي يواجهها رجل المرور:

لاشك ان التغيير الحاصل في مفاصل الدولة أدى إلى تقدم واضح وملموس في مستوى عمل مديريات المرور العامة في جميع المحافظات، وهذا كله جاء نتيجة الإنفتاح والتطور الحاصل على مستوى إدخال التقنية المعلوماتية إلى دوائرنا، أو الزيادة الحاصل في دخول العجلات الحديثة، وبالتالي أدت زيادة العجلات هذه إلى تعامل خاص ليشمل التغيير الهيكلية الخاص بمديرياتنا، ليتناسب مع حجم التوسع، فيوازي عمل رجل المرور بذلك من ناحية الإمكانية والتجهيز والعلمية، وهذا ما يتطلبه الراهن.

ويضيف العقيد مانع عبد الحسن لـ(النبأ): واحدة من أهم انجازات مديرية مرور كربلاء اليوم هو مشروع معمل اللوحات الجديد، والذي ستباشر به المديرية بعد استحصال الموافقات النهائية، ومن الجدير بالذكر ان المشروع خصص له المكان المناسب داخل المديرية، كما تمت تهيأة الكوادر اللازمة، أما أجهزة المعمل فهي من مناشئ عالمية وذات كفاءة عالية جدا. وإلى جانب اللوحات الجديدة ـ ذات الفحص الدائم وبمواصفات لايمكن خرقها أو تزويرها ـ يقوم المعمل بإصدار الوثائق الخاصة بالسنويات وإجازات السوق. وقريبا سيكون هناك إصدار إجازت السوق العمومي منها والخصوصي، إلى ذلك الوقت من حق رجل المرور ان يقوم بمحاسبة المخالف لشروط القيادة بالنسبة للسن، وهذا ينطبق على السيارات والدراجات النارية.

أما بخصوص التوسع الحاصل في الشارع العراقي من حيث كم العجلات سواء السيارات أو الدراجات النارية، فقد توسعت إلى جانب ذلك آليات المرور وفق ما يتناسب وحجم الشارع العراقي، من حيث السيارات والدراجات النارية الخاصة برجل المرور إلى جانب الأجهزة اللاسلكية، وأعداد رجال المرور وتنمية مستواهم الثقافي والعلمي، وفق الدورات التي تقيمها المديرية، وحسب الدورة الاخيرة التي أقمناها والتي شملت 400 رجل مرور في المحافظة، وجاء التعيين وفق الشهادات من خريجي الإعداديات والمعاهد والكليات، ورغم هذا طموحنا مزال مستمرا نحو الأفضل مع التوسع والإستحداث الذي تحدثنا عنه. فهناك شقين من التوسع إحداهما ميداني ويكون في الشارع والثاني داخل أروقة المديرية من أقسام وشعب.

* هل مازلتم تعانون من ضيق وقلة الشوارع الرئيسية والمنافذ الفرعية في المحافظة، وهل من خدمة على الصعيد المستقبلي ستقدمها بعض الشوارع الجديدة والمجسرات:

كما تعرفون ان لكربلاء خصوصية تختلف عنها بقية المحافظات، فمواسم الزيارات التي تمر بها المحافظة تكون عاملا ضاغطا على رجل المرور إذ ان أغلب الشوارع الموجودة في المحافظة لاتنسجم وأعداد العجلات الوافدة هذا بالإضافة لما تحتويه المحافظة أصلا. ناهيك عن التوسع الحاصل في شوارع المحافظة والمشاريع المتعلقة بهذا التوسع خصوصا وان بعض المشاريع غير مدروسة بشكل جيد، وأقصد بهذا المجسرات في منطقتي الضريبة وباب طويريج، ذلك ان الحكومة المحلية لمحافظة كربلاء لم تأخذ مديرية المرور بنظر الإعتبار أثناء إحالة المشروع للعمل على التنسيق في هذا المشروع وسواه، وبالتالي لايمكن لأحد ان يقيم الوضع المروري والتراكمات التي ستنتج من إغلاق لبعض الشوارع سوى المختصين بالعملية المرورية، ونحيطكم علما ان لمديريتنا لجان خاصة لمتابعة جميع القضايا المتعلقة بإنسيابية السير، وهي لجان متركة مع عمليات كربلاء ومديرية البلدية وبقية الدوائر الخدمة في المحافظة، وعلى هذا وبناء على اتصالاتنا بالسادة المسؤولين في مجلس المحافظة، سيكون هناك تنسيق كامل ومشترك في المستقبل القريب لتذليل الصعوبات والعمل وفق الآلية الصحيحة، ورغم ذلك فنحن نتعامل وفق الواقع، إذ لانريد ان نعطل المشاريع التي تخدم هذه المدينة، لذا نحاول دائما ان نقدم الخدمة الكاملة لأبناء هذه المحافظة وفق ما يتناسب والقانون المروري.

* تحدثنا عن التوسع الأفقي والعمودي، وقلنا ان الافقي يشمل اعداد المنتسبين، والعمودي يشمل الكفاءة العلمية، هل لديكم شعب هندسية فنية تخصصية في إدارة مشاريعكم الخاصة، او تتخذونها كلجان تنسيقية مع بعض الدوائر:

لاشك ان التطور الحاصل يملي علينا ان نساير ونستحدث هكذا لجان، وذلك عبر وجود كفاءات فنية وهندسية متخصصة بالأعمال المدنية بعيدا عن عمل رجل المرور، وعملهم يتعلق بإدارة معمل اللوحات الذي تحدثنا عنه، أو الحاسبة الألكترونية، وهي القضايا الفنية البحتة ولدينا أكثر من عشرة مهندسين في هذا الجانب، بالإضافة الى تفعيل شعبة هندسة المرور وهي موجودة في مديرية بلدية كربلاء، نأمل ان يتحول ملاكها على مديرية المرور ليكون عملها مرتبطا مباشرة بالمرور، وهي مختصة بالمطبات والإشارات المرورية وتخطيط الشوارع والمجسرات، ودور المرور في هذه الشعبة هو دور إرشادي والتنسيق من اجل الإحتياجات المطلوبة.

* هل هناك من تنسيق معكم على أرض الواقع بما يتعلق بتعبيد الشوارع أو فتح شوارع جديدة:

أغلب المشاريع التي نفذت بعد التغيير كانت مباشرة مع المتعهدين أو المقاولين، وللأسف نقول لم يتم أخذ رأي مديرية المرور أو مفاتحتها في هذا الجانب، وهذا يكون إما جهل بالقضية المرورية أو التغاضي لتسريع تنفيذ هذه المشاريع، وللأسف يكون الإستعانة برجال المرور في قضية قطع الطرق أو تغيير مسار السيارات، اليوم سيكون هناك تغيير كامل في مسار خطط الإعمار بالنسبة لدوائر المحافظة، وهذا لايشمل الإعمار فقط، بل ان هناك جهود مبذولة وتنسيق مباشر مع غرفة عمليات كربلاء فيما يختص بالجانب الأمني أثناء الزيارات المليونية، كالزيارة الأربعينية أو الشعبانية، وهي غرفة موحدة لكافة الاجهزة الأمنية والخدمية، في السابق كانت لدينا مفرزة الأشغال وعملها هو فتح وقطع الطرق في المناسبات وبشكل مدروس، لكن ولحجم الأعداد الوافدة على المحافظة والمشاكل الامنية التي تمر بها البلاد، وللضرورة هذه يكون التدخل من قبل الأجهزة الامنية وأخذنا الاوامر من هذه الغرفة الموحدة، وهي غرفة عمليات كربلاء، وذلك للحفاظ على أمن وسلامة المدينة ومن فيها.

* الزيارة الأربعينية القادمة قد تكون مختلفة عن سابقاتها حسب ما يتم رصده إعلاميا، وقد تصل بنا أعداد الزائرين إلى أكثر من  خمسة عشر مليون زائر، ومحافظة كربلاء إلى اليوم لم تستحدث شارعا إضافيا واحدا، ناهيك عن إغلاق الكثير من الطرق، ما هي تحضيراتكم لهذه الزيارة وكيف ستواجهون هذا الكم الهائل من الزوار:

إلى غاية يوم أمس كنا في إجتماع مع السادة المسؤولين في مجلس المحافظة لإطلاعهم على آخر التطورات خصوصا فيما يخص الزيارة الأربعينية القادمة، ولكن رغم هذا لدينا مخططاتنا كدائرة مرور، ولانقف عند حدود الممكن على أرض الواقع، وأعتقد ان الخبرة الحاصلة منذ التغيير وإلى اليوم أكسبت منتسبينا خبرات كبيرة فيما يخص التعامل مع حركة السير بين الإنسيابية والإختناق، وهذه الحلول هي وقتية، آملين ان تأخذ الحكومة محافظة كربلاء بالحسبان بالنسبة فيما يختص بالطرق الجديدة أو الجسور أو الأنفاق أو ساحات وقوف السيارات، وهذا يكون مردوده الأمني كبير جدا، بالإضافة إلى عدم إرباك الزوار في داخل المحافظ.

* إلى جانب تفعيل حزام الأمان في السيارات من قبل رجل المرور، هل سنشهد تفعيل كامل لجميع قوانين المرور الاخرى والمعطلة:

من واجب رجل المرور العمل وفق ما مخول به من عقوبات وغرامات، ورصد جميع المخالفات وتطبيق القانون لحظة وقوع المخالفة المرورية، وكذلك فرض الغرامات الآجلة والفورية، واليوم وحسب الإحصائيات نراها أرتفعت بشكل ملحوظ عما كانت عليه في السابق، وهو أمر غير مفرح، فالإلتزام يولد قلة الغرامات، وبعكسه يكون مصدر قلق من عدم إحترام القانون المروري، فالإنظباط الفردي والألتزام من قبل سائقي العجلات ينم عن ثقافة جيدة للمحافظة على الشكل الحضاري للبلاد ككل. وللأسف رصد المخالفات في مركز المدينة يكاد يكون قليلا وذلك لإنتشار رجال المرور، ولكن ما نلاحظه من خروقات ومخالفات كثيرة يكون في الأحياء، ولقلة رجال المرور لايمكن نشرهم في تلك الأحياء، وأيضا نقول ان كثرة رجال المرور لايدل على التطور، بقدر ما يدل على التدني التقني والفني، ذلك اننا نطمح ان تدخل التقنية إلى الطرق، كعنصر فعال وبديل في رصد المخالفات المرورية، مثل الكاميرات، او العدادات. لاأخفيكم ان المعاناة كبيرة فكربلاء تحوي على أكثر من 55 ألف دراجة نارية مسجلة في المحافظة وهي أكبر نسبة في العراق تقريبا، بالإضافة إلى أعداد السيارات الذي يأخذ بالإزدياد يوما بعد يوم. اما فيما يتعلق بالمخالفات وتفعيل القوانين المرورية، فعلا نحن باشرنا منذ فترة طويلة وحزام الأمان واحدة من الوصايا المرورية المهمة للحفاظ على سلامة الركاب.

* كلمة توجهونها للسادة المسؤولين في المحافظة وإلى المواطنين الكرام:

نرجو ان تكون هناك إلتفاتة من قبل السادة المسؤولين في المحافظة لضم عدد أكبر رجال المرور، فالإهتمام اليوم يكون منصبا على الأجهزة الأمنية، وهذا مطلب وطني حقيقي، ولكن الموازنة القليلة تكفي مديرية المرور، إذ لايمكن تحقيق الأمن دون تنظيم مروري، كما اود ان اشير إلى المواطن الكريم ان اهمية المدينة تحتم علينا ان نحترم ونطبق القانون ونظهرها بالمظهر الحضاري اللائق بها. وبهذا على المواطن ان يكون إلتزامه مضاعف للقانون ورجال القانون القائمين على خدمتهم وحمايتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/تشرين الثاني/2009 - 12/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م