عيد الأضحى في البلاد العربية

 

شبكة النبأ: عيد الأضحى المبارك الذي يحل علينا هذه الايام، هو عيد إسلامي سنوي من أيام الحج الى بيت الله الحرام، يتميز بفرحة خاصة لدى الشعوب الإسلامية في جميع أنحاء المعمورة.

لكن أسوة بمختلف المناسبات التي تمر على المجتمعات العربية يكون لعيد الأضحى خصوصية هامة مثل نحر الاضاحي وشراء الهدايا حيث تتداخل العادات الاساسية مع الازمات المالية وارتفاع الاسعار، نرصد هذه المناسبة في بعض البلدان العربية من خلال هذا التقرير.

زحام أسواق الماشية

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك يعاني الزبائن والتجار على السواء في سوق بنها للماشية شمالي العاصمة المصرية القاهرة من ارتفاع أسعار الأغنام والأبقار الحية.

وقبل أيام قليلة من وقفة عرفات امتلأت السوق بالجاموس والأبقار والخراف والجمال التي عرضت للبيع استعدادا لذبحها صبيحة يوم العيد.

لكن رغم النشاط الذي تشهده سوق بنها ما زال تأثير ارتفاع الأسعار الذي بدأ قبل الأزمة المالية العالمية وتسببت الأزمة في تفاقمه يؤثر بشكل ملموس على حركة البيع والشراء.

وذكر مرب وتاجر للماشية يدعى الحاج مجدي النمر أن الارتفاع الهائل في الأسعار أصبح يفوق قدرة الزبائن على الشراء.

وقال الحاج مجدي "ما هذا الغلاء..العجل بعشرة آلاف و12 ألف جنيه.. من أين ؟ كيف يحصل المواطن على 12 ألف جنيه لكي يضحي بعجل؟ كان الأول يشتريه بألفين.. أو 2500 جنيه. لكن الآن..."

وأصيب الذين ترددوا على سوق بنها حيث تباع الماشية والأغنام بالجملة بخيبة أمل حيث اكتشفوا أن زيادة الطلب عن الحد المعتاد وتناقص المعروض قبل العيد أدى إلى ارتفاع الأسعار.

وذكر تاجر آخر يدعى محمد السيد عبد الجواد جاء من بلدة طوخ في دلتا النيل أن تناقص أعداد رؤوس الماشية التي تربى في المزارع التابعة للحكومة وتراجع الواردات لعب دورا في نقص المعروض وارتفاع الاسعار.

وقال "أين المزارع الحكومية. أغلقت. الإصلاح الزراعي اغلق. أين البهائم والجمال المستوردة."

وذكر كثير من المترددين على السوق ان ارتفاع الاسعار يرجع في الاغلب الى الجزارين (القصابين) الذين يسعون لتحقيق هامش ربح كبير. بحسب رويترز.

وذكر ايمن عاطف الذي توجه الى سوق بنها بحثا عن أضحية هذا العام للمرة الاولى ان زيادة الوازع الديني في مصر مسؤول عن زيادة الطلب على الخراف والأبقار الحية.

واضاف "الأسعار هذا العام مرتفعة لأن فيه إقبال متزايد من الناس بسبب الوعي الديني."

وارتفع سعر الخراف الحية الى نحو 22 جنيها للكيلو (اربعة دولارات تقريبا) وهو سعر باهظ في بلد تقول دراسة حديثة للبنك الدولي ان 20 في المئة من سكانه يعيشون على اقل من دولارين في اليوم.

تحد ينتظر ذوي الدخل المحدود

أما في المغرب فمنذ مدة، هرول عدد من الموظفين المحسوبين على الطبقة الوسطى إلى مقار شركات التسليف والقروض الصغيرة والمتوسطة للتعرف على جديد هذا العام.

أما الشركات فلجأت بدورها إلى احتلال مساحات في الصحف المكتوبة وفي الملصقات بالشوارع والأزقة من خلال نشر إعلانات خاصة بالمناسبة حتى لا تضيعها لحشد أعداد من المدينين الجدد.

أغلب شركات القروض تتنافس لتقديم عروض مغرية، فهناك من يقترح سلفات بقيمة عشرة آلاف درهم (الدولار يساوي 7.5 درهم تقريبا) ويمكن أن يصل العرض إلى حوالي 2000 درهم ، مقابل سعر فائدة تقول عنه الشركات إنه محدود ومع احتسابها لأقساط يمكن أن لا تتجاوز 200 درهم في الشهر. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

أسواق متخصصة في بيع الأغنام والماعز بدأت تأخذ مكانها في ضواحي المدن ,تجار رؤوس الأغنام يستغلون الفرصة لعرض ما لديهم من منتج أعدوه للمناسبة، وتتراوح الأسعار هذا العام بين 40 و45 درهم للكيلوجرام حسب نوع الخروف: فهناك السردي الصنف الأول المطلوب لدى العائلات المغربية، وهناك البردي.

كما تتوجه عائلات عديدة نحو الماعز لأنه لا يحتوى على كميات كبيرة من الدهون ، نظرا لتفشي مرض السكري بين أوساط المغاربة فالإحصائيات الرسمية الأخيرة تشير إلى إصابة 6.6 في المائة من المغاربة بهذا الداء المزمن.

ويفضل العديد من المغاربة شراء أضحية العيد من أصحاب الضيعات الفلاحية والاتفاق بشأن تركها في عين المكان إلى حلول العيد ليعفي نفسه من عناء البحث قبل العيد كما أنه يكون مطمئنا لجودة الأضحية ويحمي نفسه من الزيادة في السعر الذي يتسبب فيه السمسار أو الوسيط الذي يشكل حلقة وصل بين الفلاح وبين المستهلك النهائي.

وبمجرد أن أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية عن حلول عيد الأضحى يوم السبت 28 نوفمبر الجاري ارتفعت وتيرة الاستعداد لدى الأسر وأيضا تجار تسويق الأغنام.

وكانت وزارة الفلاحة أعلنت رسميا أن العرض المرتقب لهذا العام يقدر بنحو 9.6 مليون رأس ، إلا أن التخوف من التهاب الأسعار يبقى واردا على اعتبار تدخل السماسرة الذين يساهمون في اشتعال الأثمنة وارتفاعها إلى درجة غير مقبولة.

وفي حال استمرار تأخر سقوط المطر فوق المملكة المغربية فإن العارفين بمجال الأضحية يتوقعون انخفاض أسعار البيع لأن الفلاحين سيضطرون إلى التخلص من المواشي خوفا من تضررها من الجفاف.

وهناك مهن حرة تنتشر بمناسبة عيد الأضحى في أوساط الشباب العاطلين ،فهناك من يتخصص في بيع علف الأغنام وسط أزقة الأحياء الشعبية وهو العمل الذي على الرغم من بساطته إلا أنه يدر دخلا موسميا على صاحبه. فيما يختار آخرون التخصص في تسويق مواد يكثر عليها الطلب من مثل السكاكين والشوايات والقطبان الحديدية وغيرها من لوازم العيد.

وتشهد حركة بيع التوابل خلال عيد الأضحى رواجا كبيرا في المغرب إذ تقبل العائلات المغربية على اقتناء مختلف صنوف التوابل التي تستعمل في إعداد أكلات خاصة أهمها "الشوا" (اللحم المشوي على الفحم الحجري) والتقلية (أي تحضير أحشاء الخروف) والقديد (لحم يجفف تحت أشعة الشمس) وأكلات أخرى تختلف من منطقة إلى أخرى.

الجزائر عادات وتقاليد

على صعيد متصل ما كاد الجزائريون يستفيقون من نشوة تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 حتى قابلهم واقع صعب وهو ما ينتظرهم من مصاريف عيد الأضحى المبارك، وهم الذين دأبوا على الاستعداد للمناسبات الدينية قبلها بأيام وربما بأشهر.

يتفق الجزائريون على الاستعداد لعيد الأضحى أو "العيد الكبير" بشراء الأضحية قبل أيام ، ولا تكتمل الفرحة إلا حين دخول الكبش البيت برفقة أطفال العائلة فيما تقوم النسوة بطلاء رأسه بالحنة يوما أو أياما قبل المناسبة وتنظيف البيوت إضافة إلى صوم يوم عرفة. كما ظلوا محافظين على شراء ملابس جديدة لأبنائهم حتى لو تطلب الأمر اقتراض بعض المال من الأقارب أو زملاء العمل. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

شهدت أسعار الماشية ارتفاعا رهيبا بأسواق ولايتي الجلفة والاغواط خصوصا وأنهما المنطقتين المعروفتين بتربية الأغنام حيث يتراوح سعر النعجة التي يقل عليها الطلب في هذا الموسم ما بين 180 و 220 يورو وهي التي كان سعرها لا يزيد عن 150 يورو في باقي الأيام.

و يبقى الخروف أو الكبش أهم ما يقتنى في عيد الأضحى لذا ارتفع سعر الخروف ليتراوح بين 200 يورو إلى 500 يورو حسب عمره ووزنه وقرونه. وعزا العديد من المربين ارتفاع سعر الكبش إلى المضاربين و السماسرة الذين يغتنمون المناسبات والمواسم و يرفعون من سعر الماشية.

ويتنبأ العارفون بأسواق الماشية في الجزائر ببقاء سعر الماشية مرتفعا إلى ما بعد عيد الأضحى وإلى نهاية موسم الحج لكون الحجاج العائدين إلى ديارهم يعمدون إلى إقامة الولائم وهو ما يدفع بتجار الماشية إلى الاحتفاظ بالكباش التي لم يتمكنوا من بيعها مادام هناك زبائن في الانتظار.

ودعا محمد عليوي الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين المضاربين إلى "الرأفة بإخوانهم".

وأكدت وزارة الفلاحة أن الجزائر يتواجد بها 21 مليون رأس غنم مقابل معدل استهلاك سنوي بـ 5.3 مليون رأس في إشارة إلى إن ارتفاع أسعار الماشية هي من صنيع المضاربين.

ويستغل عدد من الجزائريين فرصة عيد الأضحى لتغيير نشاطاتهم التجارية وحتى فتح محلات جديدة لتسويق كبش العيد وهو ما يوفر لهم دخل إضافي ، ولم تثنهم حملة وزارة التجارة عن الاستمرار في عملهم الظرفي بالرغم من كل "الإحراج البيئي" الذي يسببونه للآخرين.

ويقول عبد القادر وهو أب لخمسة أطفال إن المناسبات الدينية لا يمكن أن تمر دون الاحتفال بها رغم الأزمات ، مشيرا إلى أنه يضطر إلى تلبية كل رغبات أبنائه من شراء ملابس جديدة إلى اقتناء الأضحية في بعض الأحيان بأسعار غير معقولة.

أما أمين فيرى أن مناسبة مثل عيد الأضحى "تفزعه" لأنه يعتقد أن جيبه لن يقدر على تحمل كل الأعباء دون اللجوء إلى الاقتراض.

ورغم العولمة و الصعوبات المالية لا يزال أغلبية الجزائريين يحتفظون بعاداتهم خاصة في المناسبات والأعياد الدينية ، فسكان المناطق الغربية يلتزمون بعادة زيارة المقابر كما يقوم الآباء بنحر الأضاحي فيما تقوم النسوة بتحضير الحلويات التقليدية ، ويبدأ الأكل صباحا بالكبد وفي المساء المشويات.

أما سكان منطقة القبائل فيحرصون على شراء الأضحية أيام قبل العيد ويوازيها استعداد من قبل ربات البيوت اللواتي يتفنن في تحضير أكلة المسمن يوما واحدا قبل يوم عرفة ، أما الأطفال الصغار فيلبسون الجلابية البيضاء والطربوش الأحمر وهو الزي الذي قال عنه محمد إنه بدأ يندثر أمام غزو الموضة الأوروبية والأمريكية على غرار بقية المناطق الأخرى من البلاد.

ومع قرب عيد الأضحى تتحول عدة أماكن بالعاصمة الجزائر ومناطق أخرى بشرق البلاد إلى حلبات لإقامة "منازلات" بين الكباش التي تحمل أسماء لنجوم كرة القدم أو حتى سياسيين و يحضرها المئات من الفضوليين ، وقد أعطى تأهل المنتخب الجزائري على حساب نظيره المصري نكهة خاصة لهذه "المسابقة" التقليدية.

التونسيون يضحون بمليون رأس

من جهة أخرى تستعد العائلات التونسية لنحر قطيع يعد نحو مليون خروف بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يوافق يوم الجمعة القادم.

واشتكى عامة التونسيين الذين مازالوا مثقلين بديون عطلة الصيف وشهر رمضان والعودة إلى المدارس من غلاء أسعار الأضاحي الذي أرجعه الفلاحون إلى غلاء الأعلاف وارتفاع تكاليف تربية الخرفان.

وقد اضطرت أغلب العائلات التونسية إلى فتح جبهات اقتراض وتداين جديدة لشراء الأضاحي فيما قررت أعداد نادرة التخلّي عن شراء أضحية لهذا العام حتى لا تستفحل مديونيتها.

وكانت "منظمة الدفاع عن المستهلك" وهي منظمة غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق المستهلك، حذرت من مخاطر التداين الأسري المفرط في تونس.

وقالت إنه "يعد من أكثر السلوكيات تداولا في المجتمع التونسي في الوقت الراهن". وأظهرت نتائج استطلاع نشرتها المنظمة مؤخرا، أن أكثر من 85% من التونسيين مدينون ماليا بنسبة 77.7% للبنوك و32.3% للأقارب والأصدقاء. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويؤكد خبراء أن الديون باتت هاجسا يؤرق التونسيين الذين صاروا يعملون لاستخلاص القروض والديون وليس لادخار الأموال.

ومنذ يوم 17 نوفمبر الجاري فتحت السلطات في العاصمة تونس التي يقطنها حوالي خمس سكان البلاد 4 نقاط لبيع الأضاحي على أساس الوزن، ستبقى مفتوحة إلى غاية ليلة العيد.

وفي هذه الأماكن يباع الخروف الذي يقل وزنه عن 40 كيلوجراما على أساس 9ر5 دنانير للكيلوجرام الواحد (حوالي 5 دولارات) أما الخروف الذي يتعدى وزنه 40 كيلوجراما فتم تحديد سعر الكيلوجرام الواحد من وزنه بـ 5.6 دنانينر (حوالي 4 دولارات).

ودعت منظمة الدفاع عن المستهلك في بيان التونسيين إلى "التوجه قدر الإمكان إلى نقاط البيع التي تتوفر فيها آلات وزن والاتفاق فيها مع البائع على شراء أضحيته على أساس الوزن في كنف الشفافية التامة" ونصحت بـ"مراعاة ميزانيته العائلية في كل الحالات وتجنب التداين المفرط".

وفي بقية المحافظات التونسية حوّل الفلاحون وتجار الماشية ساحات عامة إلى فضاءات لبيع الأضاحي. ويرابط الباعة بهذه الأماكن ليلا نهارا للبيع ولحراسة أغنامهم خشية عليها من السرقة.

وتنشط في مثل هذه الفترة من كل عام سرقة المواشي. وتنقل الصحف المحلية يوميا أخبار السرقة التي ينفذها لصوص على متن سيارات وشاحنات في عدة مناطق من البلاد.

وتتراوح أسعار الخرفان في أسواق المواشي بين 240 دينارا و450 دينارا (الدولار يساوي 1.3 دينار تونسي).

ويحتفل الأطفال بالخرفان التي يشتريها آباؤهم إذ يزينونها بالأشرطة الملونة ويجوبون بها الشوارع في تباه ومن بينهم من يفرض عليها الدخول في مسابقات مبارزة قد يفقد فيها الخروف قرنيه أو يصاب بجروح فيصبح غير صالح للتضحية.

ويمثل يوم "الوقفة" وهو اليوم الذي يسبق العيد ذروة استعدادات العائلات التونسية لعيد الأضحى حيث تغرق أسواق الخضر بنباتات البقدونس والسلق التي تشتريها النسوة لاستخدامها في صناعة "العصبان" وهي أكلة شعبية تعدّها التونسيات في أول أيام العيد مع طبق الكسكسي الشهير.

واعتاد التونسيون في مثل هذه المناسبات شراء البهارات والليمون (لعصره على الشواء) والمشروبات الغازية التي يعتقدون خطأ أنها تسهل هضم اللحوم التي يأكلونها بشراهة.

وقبل ثلاثة أيام من العيد يشرع التونسيون في إخراج السكاكين والسواطير-التي اعتادوا استعمالها يوم العيد- لشحذها عند الحدادين حتى تكون جاهزة للاستعمال يوم العيد. وقد احتل الحدادون أرصفة الشوارع التي نصبوا عليها آلات الشحذ الكهربائية أو اليدوية. ويمثل يوم العيد ذروة العمل للجزارين الذين يختار كثير منهم التوجه نحو الأحياء الراقية التي يدفع سكانها مبالغ عالية مقابل ذبح الأضاحي وسلخها.

ويستنكر كثير من التونسيين "عادة" اجتماعية تترسخ عاما بعد عام في البلاد وهي الإفراط في شرب مختلف أنواع الخمور أيام العيد. وتحقق المحلات المتخصصة في بيع الخمور أرقام معاملات خيالية خلال هذه الفترة. وألغت السلطات التونسية هذا العام الحج خشية إصابة مواطنيها بأنفلونزا الخنازير في البقاع المقدسة وتفشي الوباء في تونس عند عودتهم إليها. ويبلغ عدد التونسيين الذين يؤدون مناسك الحج سنويا نحو 9 آلاف شخص. وكانت تونس البلد الإسلامي الوحيد الذي ألغى موسم الحج.

الخرطوم تفرغ من سكانها

من جانب آخر توشك العاصمة السودانية أن تتحول إلى مدينة بلا سكان في عيد الأضحى، اذ تتوجّه غالبية هؤلاء إلى مدنها وقراها في الاقاليم لتمضية ايام «العيد الكبير» مع عائلاتهم الكبيرة، تاركة «كرش الفيل» كما يسميها بعضهم، خالية إلا من بعض سكانها الأصليين!

وكالعادة احتشدت الطرق البرية في الايام الماضية، بمئات السيارات الخاصة والعامة المتجهة إلى كسلا في الشرق، والأُبيّض في الغرب، و «واد مدني» في الوسط، وسواها من حواضر الاقاليم.

واضطرت شرطة المرور إلى تسييرها بنظام «التفويج»، تفادياً لوقوع الحوداث التي طالما قلبت افراح البعض إلى أتراح. ليست الطرقات البرية وحدها المحتشدة، فالناظر الى صالة الوصول في مطار الخرطوم، يلاحظ الحركة الكثيفة للعائدين من دول الاغتراب في الخليج وأوروبا.

فعيد الأضحى هو موسم الأعراس لكثير من الأسر السودانية وخصوصاً لهؤلاء العائدين! بحسب جريدة الحياة.

وعلى رغم تعدّد ثقافات وتقاليد السودانيين، إلا ان القبائل السودانية المسلمة تتوحد في طريقة احتفالها بعيد الأضحى.

فبعد صلاة العيد الصباحية التي تقام في ساحة كبيرة مكشوفة في سائر المدن والقرى، يتوجّه السودانيون إلى الأحياء والحارات لتبادل التهاني والتمنيات. يتحرك الجميع ويطوفون في جماعات على بيوت الجيران قبل بيوتهم.

وللعيد أزياؤه وطقوسه أيضاً، إذ يرتدي الرجال الزي الشعبي المكون من الجلابية البيضاء «الجلباب»، والعمامة، والشال الذي يوضع على الكتف.

اما الحذاء فهو «المركوب» ويصنع من جلد النمر أو الأصلة، أو البقر، ويختلف سعره باختلاف جلده!

بعد التهاني، تصل الظهيرة حيث تكون البطون تنادي أصحابها من الجوع. فتكون الوجبات الخاصة بالعيد في انتظار العائلة.

أول الأطباق «العصيدة» السهلة الإعداد التي يتناولها أعضاء العائلة، ريثما ينهي رب البيت سلخ الأضحية. وتتكون «العصيدة» من عجينة الدقيق و «الويكة» وهي البامية المجففة المطحونة مع بعض اللحم المفروم.

وسرعان ما تحضر «الشية» وهي اللحمة المشوية في الموقد البلدي، وتُسمّى «السلات» حين تُشوى على الحجر (وهي مشهورة ومتداولة في شرق السودان).

ومع «الشية» تقدم «المرارة» وهو طبق مكون من احشاء «الخروف» الكبد والرئة «الفشفاش» و «الكرشة». تُنظف جيداً وتؤكل نيئة مع «الشطة» أو الحرّ.

وهي تتألف من المكونات ذاتها التي تتألف منها «الكمونية» الأكلة الأكثر شعبية في البلاد، لكن بعد أن تطهى. ولا تخلو المائدة من طبخات من الخضار والفول المصري والطعمية.

وعلى  رغم صدور فتاوى بتحريم «الشربوت» في السنوات الأخيرة باعتباره مشروباً مسكراً، إلا ان الأسر تحرص على صنعه. وهو عصير التمر بعد تخميره ليوم أو يومين.

ويُعتقد انه يساعد في هضم اللحم، لكنه يحظّر على مرضى السكري. ويُقدّم التمر أيضاً في طبق الحلوى إلى جانب الفول السوداني للأطفال.

بطعم هذه المائدة الثرية يقبل أهل السودان على عيد الأضحى هذه السنة، وعيونهم مفتوحة ليس على ارتفاع أسعار الأضحية التي وصل سعرها في العاصمة إلى 250 جنيه (حوالى 100 دولار) كحد أدنى، حيث اضطر بعضهم شراء الأضحية بالتقسيط.

لكن عيونهم وقلوبهم ستكون على الانتخابات المزمع إجراؤها في نيسان (ابريل) المقبل، والتي لن تخلو من سيرتها خطب صلاة العيد في سائر المدن. فهي تأتي بعد طول انتظار، أي بعد 20 سنة.

العناق والتقبيل ممنوع

في سياق متصل سيكون من الصعب على العراقيين التقيد بالإجراءات الاحترازية التي دعت اليها وزارة الصحة العراقية بمنع التقبيل والمصافحة خلال تبادل التهاني بمناسبة عيد الاضحى المبارك ووضع كمامات طبية خلال التجمع في الحدائق العامة ومدن الالعاب.

فقد بثت وزارة الصحة العراقية مجموعة نصائح وتحذيرات عبر المحطات التليفزيونية والاذاعية ورسائل قصيرة عبر الهواتف المحمولة تدعو العراقيين الى "الوقاية من أنفلونزا الخنازير وتجنب الاماكن المزدحمة، وعند الاضطرار إلى التواجد فيها يتم استخدام الكمامات والابتعاد عن العناق والتقبيل".

كان وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي ان عدد الوفيات بين العراقيين بفيروس "إيه/إتش 1 إن 1" المعروف بأنفلونزا الخنازير "بلغت 13 شخصا وعدد الاصابات تجاوزت 1600 مصابا غالبيتهم في بغداد".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/تشرين الثاني/2009 - 12/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م