المجتمع العراقي بين التقاليد الأصيلة والثقافات المستوردة

الزواج عبر الانترنت مثالا

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: رسائل  ومسجات ومحادثة، هي حصيلة أولية  للصراع الدائر بين طرفي النزاع المتمثل بين الزواج التقليدي أو ما تسمى باللغة الدارجة بالخاطبة وما يصبو إليه شبابنا المعاصر في ثنايا رغبتهم الجامحة  للتزود من عنصر العلاقات الانسانية والعاطفية ناهيك عن شغفها المستمر في البحث عن الشريك المناسب من كلا الجنسين الذكر أو الأنثى مستغلين تلك الثورة العلمية المتطورة في مجال الاتصال السريع عبر الانترنيت أو الموبايل وهم  يهمون بنقل وقائع تلك المعركة الشرسة الى ساحة الخصم  آملين من وراء ذلك بيان أسباب سخطهم  وامتعاضهم وتجاهلهم للنتائج السلبية التي منيت  بها الطرق القديمة للزواج حيث خلفت وراءها خسائر فادحة وجيش جرار من العوانس.

ومن هنا كان لابد أن نقف عند حدود هذه الجولة من الصراع المعاصر للكشف عن الآثار المترتبة حيال هكذا نوع من العلاقات وما هي الانعكاسات الأخرى في الجانب الاجتماعي او الانساني.

الأديبة والشاعرة حذام يوسف تقول لـ شبكة النبأ: الزواج بشكل عام من وجهة نظري ضربة حظ بمعنى لا توجد معادلة تصلح لنجاح أو فشل أي زواج، وزواج الانترنيت او الأصح اللي يكون عن طريق الانترنيت حصلت حالات ناجحة واستمرت وكونوا عائلات والحمد لله وبالمقابل هناك علاقات فاشلة وغير ناضجة لكن لا يعني لأنها عن طريق ألنت إنما الخلل في إطراف الموضوع.

محمد حميد الصواف صحفي في شبكة النبأ وهو يتهم هذا المعنى بانه ضرب من ضروب الخيال العلمي البعيد المنال فهناك ثمة مسافات ومساحات شاسعة تفصل بين الطرفين وهم لا يجتمعون على ارضية واحدة الا من خلال الاثير فالكثير من هولاء يبدو في تلميع صورته إمام محدثيه كما انه يزيف الحقائق كما أجد هكذا علاقات مضيعة للوقت وللجهد فيه تنحسر بمجال واحدة فقط لا يتعداه وهو حالة التوصل الجسدي وليس هناك من أهداف متوخاة سوى نشر المفسدة بين صفوف الشباب.

رجاء حسين في كلامها لـ شبكة النبأ تجد من خلال الشبكة الانترنيت عالم رحب وواسع وهو صورة متطورة من صور العصر فيجب التعامل معه على أساس منطقي وملتزم فليس فيه باس أو ضير فربما تتشكل علاقات إنسانيه أساسها تقريب وجهات النظر ومحاولة فهم الآخر فالكثير من الشباب وجد ضالته من خلالها وتم له ما أراد من خلال التعرف على طرفه الآخر وتم إلقاء بعد ذلك وهذا لا يعني بان جميع من حضر على الانترنيت هو من صنف الملائكة كما هو الحال في الواقع فهناك ممن يريدون التسلية فقط أو محاولة انتزاع رغبة محدودة وهناك من يريد فعلا ان يستقر في اختيار شريكة حياته.

حسن هادي مراسل الفضائية البغدادية في محافظة بابل، يقول لـ شبكة النبأ: من الإجحاف تصوير العلاقات الجارية من خلال الشبكة العنكبوتية بانها غير أخلاقيه والحال يقول غير ذلك فالناس الموجودين على الانترنيت ليس هم من فصيلة الأغبياء او السذج بل هم يتمتعون بقدر كافي من المعرفة وهم أحرار في تصنيف أنفسهم في حيثيات التعامل مع العلاقات الموجودة على ألنت فهناك من يرجو التسلية وهناك من يريد ان يقيم علاقات جادة وهناك من ضاعت عليه الفرصة في اختيار شريك حياته المناسب وهناك من لم تتوفر لديه القدرة على الزواج وهذه كلها محطات من شانها ان تشكل عوائق مهمة امام تحقيق غاية الزواج لذلك اجد بهذا المتنفس مجال رحب في الكثير من الأحيان على تحقيق الامنيات والاحلام للعديد من الشباب والشبات.

 ويضيف هادي لـ شبكة النبأ: هناك ايضا من النساء من لم تتوفر لها فرصة الزواج المبكر لاسباب عديده منها عدم قدرتها على الزواج او لعدم امتلاكها ناصية السحر والجمال وهناك من هو في مكان اخر لديه نفس المواصفات فهذا المجال قد يفسح لهم من اجل عرض بياناتهم الشخصية للبحث عن من يتناسب معهم ومن ثمه يتم الاتفاق على المواجهه وساعتها تتضح النوايا والاهداف غير المرئية، وهذه الحقائق تجعلني امام خيار واحد وداعم لهذا النوع من التطور الذي يسهل في حل الكثير من الاشكلات الاجتماعية والأسرية وربما يؤسس الى بناء اسر جديدة على قاعدة التعارف والخطبة المعاصرة.

محطتنا التالية كانت مع احد النساء الصريحات والجادات وهي غير متزوجة الى الان والسبب في ذلك يعود لعوق في اطرافها السفلى الا انها مواظبة على الاتصال بالانترنيت والدعوة الى الزواج من خلال أسلوب المحادثة وهي تثني على تلك الطريقة المعاصرة للتعارف كما تشيد بالنتائج الايجابية التي أوجدها ذلك الابتكار حيث خلق فرص عديدة للكثير من الشباب والشبات وربما حتى المطلقات والأرامل او كبار السن فهناك من يناسبك في مكان ما في هذا العالم وربما لا تنحصر وتيرة التعارف او التزاوج عبر الانترنيت على عالمنا العربي بل تتعداه الى العالم الإسلامي ودول العالم  الأخرى فهناك الكثير من النساء والرجال ممن يبحثون عن شريك مناسب لهم وهذا قد يقرب المسافات كما يقرب المشاعر وانى من مويدي هذا النوع من التواصل.

اما محطتنا الأخيرة فكانت مع الشيخ علي عبد الحسين وهو رجل دين، يقول لـ شبكة النبأ: من المفترض ان تكون هناك ثمة قياسات موضوعية يتم من خلالها بيان نسبة الربح او الخسارة في أي شيء في الحياة وهذا قد يشمل موضوع الاستطلاع فنحن لا نجزم بان العلاقات التي شهدها الانترنيت كلها فاشلة أو كلها منحلة إلا إننا ومن مبدأ تطلعاتنا ومشاهدتنا وسماعنا اليومي يجب ان نؤكد على ان اغلب العلاقات هي علاقات مشبوهة وغير نظيفة وغير ذات نفع ولكن ربما هناك نتائج بسيطة ومتواضعة هي التي وجدة طريقها الى النجاح وحققت غايتها النبيلة.

والى هنا قد يبدو  العالم الافتراضي او شبكة الاتصال الحديث قد لاقت إقبالا شديدا  وتشجيعا من قبل الجميع وعلى اختلاف ألوانهم وأجناسهم وثقافاتهم وأعمارهم فالكل هنا يعزف على وتر واحد وهو التعارف  او الزواج الا ان هذا الابتكار هو أشبه ما يكون بسلاح ذات أوجهه  متعددة فمنها ما هو سلبي وهناك ما هو ايجابي إلا في حدود المستخدم أو المحاور فهو وحده من يحدد الغاية والهدف إن كانت سامية أو نبيلة او كانت تسير بالاتجاه المعاكس واعني  تحمل شارة تقضية الوقت ومحاولة التلاعب بمشاعر الناس وتذويب حالة السلوك الاجتماعي والديني للفرد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/تشرين الثاني/2009 - 28/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م