شبكة النبأ: استبشرَ أهالي ريف ديالى
خيراً بملامسة الأمطار أراضيهم بعد طويل جفاء، على العكس من سكان مدن
المحافظة الذين أبدوا تذمرهم البالغ من جراء الأضرار البليغة التي
ألحقتها بدورهم وممتلكاتهم لتسببها بطفح المجاري وتضرر منازلهم وسط
“تبريرات معتادة” من البلدية تعزو الأمر إلى قدم الشبكات.
وقال الشيخ سعد المزهر (من وجهاء ديالى) إن الأراضي الزراعية التي
يمتلكها وتربو على 100 دونم في قضاء الخالص “تعرضت للجفاف خلال السنوات
الماضية ما أدى إلى خسائر مالية كبيرة له ولعائلته”، مشيرا إلى أن هطول
الأمطار على محافظة ديالى وغالبية المحافظات خلال اليومين الماضيين
“أسهم بإرواء أراضيه وإنعاش آماله بالعودة مجددا لمهنة الزراعة بعد
غياب إجباري سببته الأوضاع الأمنية وشحة المياه”.
وأيده في ذلك مسؤول إعلام مديرية زراعة ديالى مبينا أن مشكلة الجفاف
التي عانت منها الزراعة في المحافظة “أنحسرت بنحو كبير”.
وأضاف المهندس الزراعي علي خلف العبيدي لوكالة أصوات العراق، أن
الجفاف الذي عانت منه الأراضي الزراعية التي تقدر بآلاف الدوانم “جاء
متزامنا مع المشاكل التي اعترضت الواقع الزراعي في المحافظة”، مبينا أن
منها “سيطرة الجماعات المسلحة على أغلب البساتين والأراضي الزراعية
وقيامهم بقتل أعداد كبيرة من المزارعين والفلاحين ما أدى إلى تهجير
أغلب العوائل من القرى والأرياف واسهم بهلاك أراضيهم الزراعية وحول
المحافظة إلى مستوردة بعد أن كانت تقف في مقدمة المحافظات المصدرة
للمحاصيل الزراعية منها الحمضيات والأعناب”.
وأوضح العبيدي أن هطول الأمطار خلال اليومين الأخيرين “أدى إلى
ارتفاع مناسيب الماء داخل الانهر الرئيسة بالمحافظة وهي خريسان، مهروت
والخالص ومعالجة نسبة كبيرة من مشكلة الجفاف لاسيما أن أغلب مناطق
محافظة ديالى شهدت استقرارا ملحوظا في الواقع الأمني بعد القضاء على
جماعات القاعدة وما يسمى بدولة العراق الإسلامية والجماعات المسلحة
الأخرى مع عودة أعداد كبيرة من المهجرين بينها العوائل الفلاحية”.
يذكر أن محافظة ديالى تعد من المحافظات الزراعية لخصوبة أراضيها وأن
أكثر من 70% من سكان المحافظة يمتهنون الزراعة مصدرا رئيسا للعيش.
وعلى النقيض من ذلك أعرب سكان المدن في أقضية المحافظة عن تذمرهم
البالغ واستيائهم الشديد من جراء ضعف الخدمات البلدية وعدم شمول غالبية
المناطق بشبكات المجاري مع تفاقم مشكلة طفحها وانسدادها بسبب مياه
الأمطار مع تضرر الكثير من الدور السكنية والممتلكات بعد تسرب المياه
إلى داخلها.
وقال محمد جليل (موظف حكومي) من سكنه منطقة حي الأمين في بعقوبة
لوكالة أصوات العراق إن مدينة بعقوبة “شهدت خلال اليومين الماضيين
أمطارا غزيرة أنعشت آمال أهالي ديالى من الذين يمتهنون الزراعة مصدرا
رئيسا للعيش لكنها ألحقت أضرارا بليغة بسكان الأحياء السكنية لاسيما في
قضاء بعقوبة”، مضيفا أن هنالك “تلكؤا واضحا في عمل البلدية دائرة
المجاري تسبب بطوفان المياه الآسنة والأمطار وتسربها إلى دورنا متسببة
بأضرار فادحة”.
وذكر علي عبد السادة (من سكنه جرف الملح) في بعقوبة أن أغلب مناطق
القضاء “غير مخدومة بشبكات المجاري وما هو موجد منها لم تتم صيانته أو
تنظيفه استعدادا لموسم الشتاء”، مستدركا “إذا ما كانت منطقتنا التي تقع
وسط قضاء بعقوبة (مركز محافظة ديالى) غير مخدوم بشبكة المجاري فكيف
الحال مع بقية مناطق المحافظة”.
إلى ذلك قال جاسم حسين (من سكنه حي بعقوبة الجديدة) إن هطول المطر
“أجبرنا على المكوث في منازلنا بعد أن فاضت شوارع الحي بالمياه وتعذر
وصول الأطفال إلى مدارسهم والموظفين إلى دوائرهم بالرغم من أن الحي
الذي نسكن فيه يعد الأفضل والأغلى سعرا بين عقارات أحياء المحافظة”،
وتابع لقد بات واضحا أن دائرة المجاري “تقف عاجزة بعد أول قطرة مطر
تلامس أراضي المحافظة وخير دليل المياه التي أغلقت شوارع بعقوبة جميعا”.
وأردف “لقد راجعنا دائرة المجاري عدة مرات لنجدتنا بعجلاتها
الصاروخية (مخصصة لفتح انسداد المجاري) من دون جدوى لاسيما أن الشوارع
الرئيسة والفرعية في الحي ما تزال تعاني من آثار الفيضان”.
ومن جانبه عزا مدير دائرة المجاري في محافظة ديالى مشكلة طفح
المجاري إلى قدم الشبكات الموجودة التي أنشأت منذ عشرات السنين.
وقال المهندس عبد الجبار الحمداني إن “أكثر من 80% من مناطق
المحافظة غير مخدومة بشبكات المجاري مع قدم الشبكات في المناطق
المخدومة التي أنشأت منذ ستينات القرن الماضي”، مضيفا أن ذلك “أدى إلى
تفاقم مشكلة طفح المجاري في العديد من مناطق المحافظة لاسيما أن هنالك
نقصا ملحوظا في عدد العجلات الصاروخية التي تعالج مشكلة الإنسدادات في
الشوارع الرئيسة والفرعية”. وتقع مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، على
بعد 57 كم شمال شرق العاصمة بغداد.
مواطنون في بغداد يشكون عدم تصريف مياه
الأمطار
وما إن هطلت الامطار التي طال ترقبها كبشارة خير وفق ما يعتقد
العراقيون، حتى تعالت صيحات الشكوى بامتلاء شوراع المدن وتعطيل حركة
الدوام والمدارس في العديد منها.
امانة بغداد اعلنت عقب هطول الامطار بغزارة، انها استنفرت ملاكاتها
الخدمية والفنية وآلياتها التخصصية لسحب المياه التي تجمعت في بعض
الشوارع.
ومع ذلك، فأن مواطنين من مناطق شرقي العاصمة قالوا في حديثهم لوكالة
أصوات العراق ان الامطار ساهمت باعاقة اعمالهم وعوائلهم خصوصا مدارس
الاطفال، في وقت تمنى البعض هطول الامطار في ايام العطل.
ابو فيصل، 48 عاما، من اهالي مدينة الصدر، يقول انه لم يتمكن من
ارسال اولاده الثلاثة الى المدرسة بسبب كثيره المياه الممزوجة بمياه
المجاري في الشوارع والازقة.
ويضيف لوكالة اصوات العراق أن الامطار “كانت كثيرة، ونحن نتمنى
ازديادها بسبب شحة المياه التي يعاني منها البلد، وهي بشارة للمناطق
الزراعية”، مستدركا “لكننا في ذات الوقت نتمنى ان لا يتحول المطر الى
نقمة في احيائنا الشعبية، وتتوقف اعمالنا ومدارس اولادنا، وتمنينا ايضا
هطول الامطار في عطلتي الجمعة والسبت”.
فيما يقول سليم رشم، 42 عاما، من سكنة حي الامانة شرقي بغداد، ويعمل
صباغ دور، ان الامطار “ادت الى غرق بعض الشوارع المحاذية لمشروع قناة
الجيش”، كما “تسببت بانقطاع التيار الكهربائي، ولم اتمكن من الذهاب الى
عملي بسبب المياه التي ملئت الشواع والتي اختلطت بمياه المجاري”.
ويتابع ان امانة بغداد “قامت قبل ايام بفتح شبكات المجاري، لكنها لم
تكن بمستوى المطلوب، وهذا ما ادى الى غرق بعض الشوارع في حينا وغيره من
الاحياء”.
من جانبها ذكرت امانة بغداد، أن “الدوائر البلدية كافة باشرت وفور
هطول الامطار بإستنفار ملاكاتها وآلياتها التخصصية لسحب المياه التي
نزلت بغزارة والحد من تجمعها في الشوارع منعا لعرقلة حركة السير
والمرور وتسهيل حركة المركبات والسابلة”.
واضاف البيان أن “الدوائر البلدية ومن خلال اقسام المجاري فيها
استطاعت احتواء كميات الامطار الغزيرة التي هطلت بفضل الجهد الإستثنائي
لملاكاتها وآلياتها التخصصية والخطة المبكرة التي وضعت استعداداً لموسم
الشتاء”، حيث “شملت تنظيف الخطوط الرئيسة لنقل وتصريف مياه المجاري
والامطار وفتح الانسدادات ومعالجة التخسفات وتنظيف المنهولات ومشبكات
المجاري والامطار”.
وتابع أن أمانة بغداد “قامت أيضاً بتأهيل كافة محطات المجاري وإصلاح
كافة الغواطس والمولدات وتوفير كميات كافية من (الكازولين) لديمومة عمل
المولدات في حالة إنقطاع التيار الكهربائي وأن كافة هذه المحطات تعمل
حالياً بطاقاتها القصوى لإحتواء وتصريف مياه الأمطار.
وكان هطول الامطار بشكل مستمر خلال يومين متتالين ادى الى قطع
التيار الكهربائي في بعض المدن علاوى على اغراق الشوراع بالمياه،
وانقطاع شبكات الاتصال.
الى ذلك، قال بعض اصحاب المهن ان الامطار اعاقت عملهم بسبب اغراق
بعض الشوارع وعدم امكانية الوصول الى العمل.
يقول جمعة الكناني، وهو بائع الصحف في شراع السعدون انه لم يتمكن
من بيع الكثير من الصحف على عكس الايام الاخرى التي يكون فيها الجو
صحو، بسبب هطول كمية كبيرة من الامطار، الامر الذي لم نألفه منذ سنوات
“.
ويضيف الكناني البالغ من العمر 35 عاما، “انا اسكن في مدينة الصدر،
وقد خرجت مع ساعات الصباح الاولى لجلب الصحف، الا ان الشوارع كانت
مليئة في بالمياه، وقد تأخرت كثيرا في الطريق، حتى ان بعض الصحف التي
جلبتها من البورصة ابتلت بسبب غزارة الامطار”.
كما لم يتمكن حسين الدراجي، 23 عاما من سكنة مدينة الصدر شرقي
بغداد، من فتح بسطته في منطقة الباب الشرقي بسبب فيضان الشوارع في بعض
مناطق شرق العاصمة، وهطول الامطار.
ويوضح “حاولت الخروج مع ساعات الصباح الاولى الى عملي غير اني لم
اتمكن بسبب كثرة الامطار وفيضان الشوارع المحيطة في حيّنا.
وطبقا لبيان امانة بغداد فأن “أمين بغداد صابر العيساوي، والملاكات
المتقدمة في أمانة بغداد يشرفون على العمليات الجارية لإحتواء مياه
الأمطار فضلاً عن إستنفار كافة ملاكات الدوائر البلدية الأربع عشرة
المنتشرة في بغداد لمعالجة أي طارئ وتصريف المياه مع فتح كافة منافذ
الطوارئ لسحب أكبر كميات من المياه وتصريفها الى نهر دجلة. |