شؤون الحَج: ارهاصات الانفلونزا الوبائية والتجاذبات السياسية

 

شبكة النبأ: تزامناً مع مخاوف عدّة تتداولها بلدان العالم الإسلامي مع اقتراب موسم حج هذا العام، خصوصاً في شأن مرض أنفلونزا الخنازير، أصدرت المديرية العامة للجوازات في السعودية إحصاءات مطمئنة، حول أعداد الحجاج الواصلين إلى الأراضي السعودية. معلنةً عن وصول 956697 حاجّاً، منهم 903741 حاجّاً قدموا عبر الجو، و39323 من طريق البر و13633 حاجّاً من طريق البحر.

ويعطي هذا العدد مؤشراً إيجابياً على توازن فعلي بين الاستعدادات التي تبذلها الحكومة السعودية لطمأنة ضيوف الرحمن، وبين ردود الفعل التي لاقتها هذه الطمأنة خارجياً.

من جهة اخرى، قد تؤدي إلى تعميق الخلافات السياسية والمذهبية بين إيران والسعودية، انتقد إمام جمعة طهران المؤقت آية الله أحمد خاتمي، مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بسبب الفتوى التي أصدرها الأخير مؤخراً، اعتبر فيها أن مراسم "البراءة من المشركين" بدعة، في الوقت الذي حذرت فيه الرياض من استغلال موسم الحج لتحقيق أغراض شخصية.

وفي جانب يتعلق بدعوات مختلفة لرفع الوصاية الوهابية عن المسجد الحرام، دعا الدكتور أحمد صبحى منصور زعيم جماعة القرآنيين والمقيم بالولايات المتحدة، إلى ما أسماه بتحرير المسجد الحرام من احتلال "آل سعود"، ووضعه تحت إدارة دولية محايدة تضمن أن يكون مفتوحا لكل قادم اليه للحج أو العمرة أو الزيارة من كل البشر بلا تمييز أو تخصيص، وتضمن أمن الحجاج ، وتيسر لهم تأدية المناسك طيلة أربعة أشهر للحج. بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.

انفلونزا الخنازير تفتك بأربعة من الحجّاج

ويبدو ان الحجاج الذين أتوا بمئات الالاف الى مكة المكرمة لا يولون المخاوف من انفلونزا الخنازير كثيرا من الاهتمام، الا ان المرض فتك باربعة منهم في تطور قد يعزز هذه المخاوف.

ففيما كثفت السلطات السعودية اجراءاتها الصحية الوقائية من فيروس انفلونزا الخنازير، اعلنت وزارة الصحة السعودية ان اربعة حجاج اتوا من خارج المملكة للمشاركة في المناسك المقدسة توفوا جراء اصابتهم بالفيروس.

وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية ان سودانيا (75 عاما) ونيجيرية (17 عاما) وهنديا (75 عاما) ومغربية (75 عاما) توفوا في المملكة بعد وصولهم لاداء فريضة الحج.

وذكرت الوزارة ان الاربعة لم يطبقوا "التوصيات العلمية التي سبق الاعلان عنها بما في ذلك اخذ التطعيم المضاد لفيروس انفلونزا الخنازير".

وكانت جموع حجاج بيت الله الحرام بدات بالتوافد منذ ايام الى مكة المكرمة للعمرة والطواف في انتظار انطلاق مناسك الحج الاربعاء بيوم التروية الذي يتوافدون فيه على مشعر منى استعدادا للوقوف بجبل عرفات الخميس حيث يؤدون اعظم اركان الحج.

ولا يبدي غالبية الحجاج قلقا واضحا ازاء المرض، لكن عددا كبيرا من رجال الشرطة والامن في داخل الحرم وفي محيطه وبعض الحجاج يضعون كمامات للوقاية من العدوى.

واشار الرازي وهو مدرس ماليزي (59 عاما) الى انه يضع كمامة على انفه وفمه "تحسبا للعدوى من مرض انفلونزا الخنازير او حتى الرشح".

وقال الحاج الفلسطيني ابراهيم كنعان ان قلة من الحجاج يضعون كمامات واقية من الفيروس.

واكد الحلاق المصري خالد الذي يقيم في مكة المكرمة انه يستقبل الحجاج في محله "من دون اي مخاوف من انتقال العدوى".

الحجاج يتدفقون على السعودية رغم انفلونزا (إتش1إن1)

يقف مهدي شريف وسط طابور طويل في مطار جدة وهو واحد من ملايين المسلمين الذين ينتظرون دخول المملكة العربية السعودية لاداء مناسك الحج على الرغم من تفشي فيروس (إتش1إن1) في أنحاء العالم.

لم يسبب فيروس الانفلونزا الجديدة قلقا يذكر لدى شريف الذي ظل ينتظر عامين لاختياره من بين نحو خمسة الاف من أكراد العراق لزيارة مكة. صحيح أنه وضع على أنفه وفمه قناعا واقيا لكنه لم يفكر ولو للحظة في تأجيل الحج لعام اخر. بحسب رويترز.

وقال شريف بصوت مكتوم لانه كان يتحدث والقناع يغطي فمه "تم اختياري هذا العام لذلك جئت الى هنا.. لم أستطع الرفض. السعادة لاختياري كانت أقوى من الخوف (من المرض)."

ومنذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية الفيروس وباء في يونيو حزيران يخشى خبراء من أن يسبب ثلاثة ملايين حاج من أكثر من 160 دولة الذين يصلون مكة هذا الشهر نقل الفيروس بشكل يؤدي الى موجات من تفشي المرض في أنحاء العالم ويسبب ضغطا على أنظمة الرعاية الصحية.

وفي يونيو حريزان نصحت السلطات السعودية من هم أكبر من 65 عاما وأقل من 12 عاما وكذلك المصابين بأمراض خطيرة والحوامل تأجيل حجهم. كما فرض عدد من الدول المسلمة قيودا مماثلة على الحجاج وقررت تونس منع سفر الحجاج هذا العام.

ووصل نحو 580 ألف حاج حتى الان الى السعودية لاداء مناسك الحج.وأحكمت السلطات السعودية الاجراءات الصحية في المطارات والموانيء التي يصل اليها الحجاج.

وفي مطار جدة زادت وزارة الصحة من العاملين في المجال الطبي بنسبة 22 في المئة مقارنة بالعام السابق الى 568 فردا ويشمل ذلك أطباء وممرضات وفنيي مختبرات وصيادلة.

وعند الوصول يمر كل حاج بأجهزة لقياس الحرارة. واذا اتضح أن حرارة أي من الحجاج تزيد عن 38 درجة يدق جرس انذار وسيجري حجز الحاج لاجراء فحوص له.

وقال محمد الحارثي مدير الشؤون الصحية في مطار الملك عبد العزيز "اذا صاحبت الحمى أعراض الانفلونزا... فسوف تؤخذ منه عينة لمعرفة ما اذا كانت هناك اصابة بانفلونزا (إتش1إن1) أم لا. اذا كانت النتيجة ايجابية فسوف يخضع للملاحظة خمسة أيام ونعالجه."

ويضم مستشفى الملك سعود في جدة الذي أقيم خصيصا لعلاج حالات الاصابة بانفلونزا (إتش1إن1) خلال الحج 300 سرير حاليا لكن مسؤولين يقولون انه لم يتم بعد تسجيل أي حالات مؤكدة.

قبل انتهاء مهلة القدوم: 956 ألف حاج يصلون السعودية

وتزامناً مع مخاوف عدة تتداولها بلدان العالم الإسلامي مع اقتراب موسم حج هذا العام، خصوصاً في شأن مرض أنفلونزا الخنازير، أصدرت المديرية العامة للجوازات في السعودية إحصاءات «مطمئنة» حول أعداد الحجاج الواصلين إلى الأراضي السعودية حتى أول من أمس 25 ذي القعدة الموافق 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009.

وأعلنت الجوازات السعودية وهي الجهة المخولة رسمياً رصد أعداد الحجاج القادمين من خارج المملكة، وصول 956697 حاجاً، منهم 903741 حاجاً قدموا عبر الجو، و39323 من طريق البر و13633 حاجاً من طريق البحر.

ويعطي هذا العدد مؤشراً إيجابياً على توازن فعلي بين الاستعدادات التي تبذلها الحكومة السعودية لطمأنة ضيوف الرحمن، وبين ردود الفعل التي لاقتها هذه الطمأنة خارجياً. خصوصاً أن الزمن المتبقي لإقفال باب القدوم من الخارج بالنسبة إلى الحجاج لا يتجاوز 10 أيام.

وفيما اعتبر مراقبون لشؤون الحج أن هذا العدد المعلن كبـــــير إلى حد ما، على افتراض توافد أعداد أكبر خلال الأيام العشرة الباقية، تـــــتأكد النظرية السائدة في العالم الإسلامي بأن الحاج القــــادم ضيفاً على الرحمن قاطعاً البحار والقفار، لا يبالي كثيراً «على أي جنب كان في الله مصرعه».

القرآنيون يدعون للوصاية الدولية على المسجد الحرام

وفي جانب يتعلق بدعوات مختلفة لرفع الوصاية الوهابية عن المسجد الحرام، دعا الدكتور أحمد صبحى منصور زعيم جماعة القرآنيين والمقيم بالولايات المتحدة، إلى ما أسماه بتحرير المسجد الحرام من احتلال "آل سعود"، ووضعه تحت إدارة دولية محايدة تضمن أن يكون مفتوحا لكل قادم اليه للحج أو العمرة أو الزيارة من كل البشر بلا تمييز أو تخصيص، وتضمن أمن الحجاج ، وتيسر لهم تأدية المناسك طيلة أربعة أشهر للحج. بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.

ووجه منصور الدعوة فى مقال نشر على موقعه الإلكترونى لمن وصفهم بأحرار المسلمين فى كل مكان من شيعة وسنة و صوفية وعلمانيين وحقوقيين إلى عقد مؤتمر يناقش حتمية وكيفية تنفيذ هذا الأمر الذى اعتبره نوعاً من الجهاد السلمى لتوعية المسلمين بالمسكوت عنه من التاريخ وحقائق الاسلام، لإعلاء دين الله.

وهاجم منصور فى مقاله ما أسماه بالنظام الوهابى فى السعودية متهماً إياه بمخالفة الإسلام، وقال إن السلطات السعودية تتثبت من إسلام من يرغب فى الحج، خصوصا إذا لم يكن عربيا، وهى بذلك تعطى نفسها سلطة إلهية تبيح لنفسها التفتيش على عقائد الناس، رغم أن الإشراف على الحج لا يعنى التفتيش على العقائد، وإنما التفتيش الأمنى الظاهرى كما يحدث فى أى مطار فى العالم.

وأضاف أن السلطات هناك تبذل جهوداً فى فرض الوهابية على الحجاج عن طريق الدعاية المكثفة لآل سعود، كما أنها تستغل سلطتها على الحج والبيت الحرام لاضطهاد الحجاج الشيعة والصوفية والأحمدية ومن هم غير الوهابيين.

كما وجه منصور انتقادات لحالة التكدس الناتجة عن تواجد ملايين الأشخاص فى موسم الحج ويروح ضحيتها الكثيرون، على الرغم من أن "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ" وهو جائز خلال أربعة أشهر، من أول ذى الحجة إلى نهاية ربيع الأول، وقال منصور أن السبب فى عدم تطبيق هذه الآية يرجع إلى تزمت الفكر الوهابى السلفى الذى يقدس ما تعارف عليه السلف، مشيرا أن اختيار السلف لسياسية تجميع كل الحجاج فى موسم كان يرجع إلى الحرص على حراستهم من غارات القبائل النجدية وغيرها، بينما الوهابيون مسئولون حالياً عن نهب ملايين الحجاج سنويا بفرض رسوم باهظة عليهم بزعم حراستهم وتذليل الصعاب، بينما يحشرونهم بالملايين فى أسبوع واحد، يموت فيه المئات اختناقا وتحت الأقدام، بالمخالفة لدين الإسلام.

وتساءل الدكتور أحمد صبحى منصور: وهل البيت الحرام حكر على الوهابيين السعوديين وحدهم؟ وهل لديهم من دليل من القرآن يعطيهم شرعية تحكمهم فى بيت الله الحرام ؟.

مرجع إيراني يهاجم مفتي السعودية ويدعوه للتوبة قبل الحج

وفي خطوة قد تؤدي إلى تعميق الخلافات السياسية والمذهبية بين إيران والسعودية، انتقد "إمام جمعة طهران" المؤقت، آية الله أحمد خاتمي، مفتي المملكة، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بسبب الفتوى التي أصدرها الأخير مؤخراً، اعتبر فيها أن مراسم "البراءة من المشركين" بدعة، في الوقت الذي حذرت فيه الرياض من "استغلال موسم الحج لتحقيق أغراض شخصية."

وقال المرجع الشيعي، في خطبته أمام المصلين بالعاصمة الإيرانية الجمعة، إن "هذه المراسم وردت في القرآن وسيرة النبي الأعظم"، مضيفاً قوله: "من الأجدر بمفتي السعودية أن يتوب عن هذه الفتوى، قبل حلول شهر ذي الحجة"، وهو الشهر الذي يؤدي فيه ملايين المسلمين من مختلف أرجاء العالم، فريضة الحج.

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن آية الله خاتمي قوله: "إن المشركين بالأمس كانوا عباد الأصنام، واليوم هم أمريكا وربيبتها إسرائيل.. فالموت لمشركي الأمس واليوم.. الموت لأمريكا وإسرائيل"، وأضاف أن "مراسم البراءة من المشركين قائمة على أساس القانون والسنة الشريفة."

وكان آل الشيخ قد رد قبل أيام على الدعوات الإيرانية لتنفيذ شعائر "البراءة  من المشركين" بالقول إنها "دعوى كاذبة"، كما انتقد، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، من قال إنهم "يريدون تحويل الحج من طاعة وعبادة، إلى منابر للدعايات الباطلة والأغراض المضللة."

وكانت السلطات السعودية قد حذرت، في وقت سابق الاثنين، جميع الذين يقصدون أراضيها في موسم الحج، بأنها "لن تسمح لأي جهة" بتعكير صفو أداء هذه الفريضة، داعية جميع الحجاج إلى "الالتزام بمقاصد الحج الشرعية"، كما توعدت كل من يسعى لـ"العبث بأمن الحجيج، ومحاولة شق الصف الإسلامي."

جاءت هذه المواقف خلال اجتماع لمجلس الوزراء، برئاسة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد أيام على تلويح إيران بتحركات تعتزم القيام بها خلال موسم الحج، ما أثار أزمة دفعت طهران إلى التراجع عن هذه التصريحات، عبر التأكيد بأن مناسك الحج "ستجري بهدوء تام ومن دون أزمات."

صحيفة ليبية تنتقد ارتفاع تكاليف موسم الحج

من جانب آخر انتقدت صحيفة ليبيا المستقلة في خطوة نادرة، ارتفاع تكاليف موسم الحج التي دفعت عددا كبيرا من الليبيين "الممتعضين" الى الغاء اداء الفريضة هذه السنة.

وقالت الصحيفة ان "الليبيين امتعضوا من ارتفاع تكاليف موسم الحج الى رقم لم يتوقعه الحجاج مما اضطر الكثير من اصحاب الدخل المحدود الى الغاء اداء فريضة الحج لهذا العام او الى بيع حليهم والاستدانة لتوفير المبلغ المطلوب بعد ان وصل الى ستة آلاف دولار للفرد الواحد".

واضافت ان "الامتعاض بسبب محدودية الدخل لدى المواطن الليبي والزيادة الملحوظة في التسعيرة لهذا الموسم التي تقدر بضعف" ما كانت عليه في السنوات الماضية اي ثلاثة آلاف دولار. ومعظم الحجاج الليبيين من كبار السن. بحسب رويترز.

وحسب التعداد الرسمي تسمح وزارة الحج السعودية لما يقارب سبعة آلاف حاج على مستوى ليبيا باداء مناسك الحج وذلك حسب التعداد السكاني وتحديد نسبة واحد الى الف لكل دولة. وهي المرة الاولى التي تنتقد فيها صحيفة ليبية ارتفاع تكاليف الحج وتتحدث عن استياء الليبيين من هذه المسألة.

وعبرت صحيفة "ليبيا" عن استغرابها هذا الارتفاع غير المبرر لتكاليف موسم الحج بينما تواجه دول الخليج تبعات الازمة المالية العالمية الى جانب التحذير من انتشار مرض انفلونزا الخنازير.

وقالت ان "هذا الموسم يشهد انخفاضا ملحوظا في اسعار الفنادق بسبب الازمة المالية التي تمر بها دول الخليج وانتشار مرض انفلونزا الخنازير الامر الذي لا يعطي اي مبرر منطقي لرفع الاسعار الى هذا الحد الذي يضطر فيه الليبيون الى تكبد هذة المصاريف الباهظة".

الشيشان تنظم رحلة مجانية لأداء مناسك الحج

وقال متحدث باسم الرئيس الشيشاني رمضان قادروف ان منطقة الشيشان الروسية التي تسكنها أغلبية مُسلمة ستتحمل نفقات سفر مئات الأشخاص لاداء مناسك الحج هذا العام.

وتأتي رحلة الحج المجانية التي أمر بها قادروف في اعقاب تقديم جوائز للمواليد الجدد الذين حملوا اسم النبي محمد وفرض حظر في أوقات محددة على تناول الخمور ومطالبة النساء بارتداء الحجاب في المكاتب الحكومية.

ويقول بعض المحللين ان قادروف يستخدم الدين لتوفير متنفس للناس بعد تزايد الاحباط في مواجهة عنف المتشددين الاسلاميين في شمال القوقاز.

وأدت سلسلة من الهجمات المسلحة والتفجيرات الانتحارية على أجهزة تنفيذ القانون في الشيشان - حيث خاضت موسكو حربين ضد الانفصاليين - وفي انجوشيا وداغستان المجاورتين الى تبديد هدوء نسبي استمر بضع سنوات في أرجاء الاطراف الجنوبية لروسيا.

وقال الفي كريموف المتحدث باسم قادروف عبر الهاتف "انها (الرحلة) مخصصة لاولئك الذين لا يملكون الوسائل التي تمكنهم من الذهاب بشكل أو بآخر ومن أجل غير المتزوجين والشباب."

وفي الاسبوع الماضي قال الرئيس الشيشاني - وهو متمرد سابق حول ولاءه للكرملين - على موقعه الرسمي على الانترنت انه أطلق مسابقة للمهندسين المعماريين لبناء "أجمل مسجد في العالم" في الشيشان.

وقال كريموف ان 400 حاج شيشاني سيسافرون مباشرة من العاصمة الشيشانية جروزني الى المملكة العربية السعودية وسيعودون بعد اداء مناسك الحج.

وسيتم تمويل الرحلة من خلال صندوق أسسه قادروف تكريما لوالده وسلفه الراحل أحمد الذي اغتيل في تفجير قنبلة في عام 2004.

فضة وماء ذهب وحرير لكسوة الكعبة استعدادا للحج

من ناحية اخرى، عملَ 140 عاملاً وفنياً على مدى عشرة أشهر لحياكة كسوة الكعبة المشرفة التي انتهت وسُلمت الى كبير السدنة عبد العزيز بن شيبة الذي تتولى عائلته تسلُّم الثوب ومفاتيح الكعبة منذ زمن النبي محمد (ص). بحسب رويترز.

وسُلمت كسوة الكعبة كما جرت العادة في الاول من شهر ذي الحجة. وتحظى هذه الكسوة المصنوعة من الحرير الاسود الخالص باهتمام كبير لدى السعودية التي تفخر بكسوة اقدس بيت للمسلمين في العالم.

ويجري العمل على صناعة الكسوة وحياكة ثوب الكعبة يدويا وباجهزة الكترونية، بخيط الحرير الاجود في العالم الذي يتم استيراده سنويا خصيصا من ايطاليا والمانيا، حسبما ذكر احمد بلعنتر مدير العلاقات العامة في الرئاسة العامة لكسوة الكعبة.

ويجري العمل على صناعة الكسوة على قدم وساق بقرار من العاهل السعودي في مصنع مخصص اقيم بامر من الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في مكة المكرمة لانجاز الكسوة للكعبة من الداخل والخارج.

ويبلغ طول الثوب 14 مترا وتتم حياكته باسلاك من الفضة الخالصة بعد طلائها بماء الذهب وتطرز عليه ايات قرانية. ويصل طول الستارة التي تغطي الجزء العلوي من باب الكعبة المصنوع من 280 كلغ من الذهب الخالص، ثلاثة امتار.

ولتغيير ثوب الكعبة مراسم خاصة تتلخص بغسلها بالماء سنويا من قبل امير مكة والمشرف العام لكسوة الكعبة قبل يوم واحد من عيد الاضحى عندما يكون الحجاج منشغلين في الوقوف على جبل عرفة، الركن الاساسي في الحج.

ويضم المتحف المقام داخل مقر الرئاسة العامة لكسوة الكعبة نماذج عديدة لثوب الكعبة يعود تاريخ بعضها الى اكثر من مئتي عام عندما كان الثوب ياتي هدية من الهند او مصر، قبل ان يأمر الملك فهد بصناعتها في السعودية.

وتفيد نشرة اعدتها وزارة الاعلام والثقافة السعودية وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منها، ان كسوة الكعبة تعود الى ما قبل الاسلام. وكان اول من كساها قبيلة قريش في مكة قبل ان يكسوها النبي محمد وتوالت كسوتها حتى الان.

واوضح بلعنتر لعدد من الصحافيين خلال جولة ميدانية في المتحف ومصنع كسوة الكعبة، تفاصيل تاريخية عن قطع من ثوب الكعبة ومحتويات المسجد المكي واعمدته الخشبية القديمة في المتحف.

وقال ان اول قطعة للثوب صنعت في مكة في 1346 هجرية (1928 ميلادية)، موضحا ان اخر مرة قدم فيها الثوب الحريري المرصع بخيوط ذهبية هدية من حكومة هندية لكسوة الكعبة كانت قبل 87 عاما. وشدد على اهمية كسوة الكعبة لدى المسلمين الذين "يقدسون بيت الله الحرام ويحرصون على الحج اليه".

وتبدو قطعة من ثوب غير مكتمل بين خيوط آلة قديمة للحياكة اليدوية في زواية المتحف الواقع على بعد عشرات الامتار من المصنع المخصص لحياكة وصناعة ثوب الكعبة.

ويحرص الكثير من الحجاج على لمس الثوب الاسود الذي يغطي الكعبة في المسجد المكي للتبارك به. كما يحرصون على تقبيل الحجر الاسود في الزاوية الشرقية من الكعبة.

ويعتقد عبد الغني بركة ذو الستين عاما وهو من تونس ان "من يلمس الثوب محظوظ لانه يتبارك به". واضاف "انا سعيد لانني طفت حول الكعبة سبع مرات وتمكنت من لمس الثوب في الشوط الاخير".

لكن رائد الحاج احمد (36 عاما) وهو من لبنان يرى ان لمس الثوب "ليس من مناسك الحج او الدين". واضاف "نقدس الكعبة ونقبل الحجر الاسود لان الرسول محمد قبل الحجر الاسود بامر من ربه".

وتزدحم باحة الكعبة على مدار الساعة في هذه الايام بمئات الاف الحجاج من الرجال والنساء وهم يطوفون بلباسهم الابيض حولها لاداء العمرة كاول ركن من اركان الحج قبل الوقوف بجبل عرفة المقرر الخميس بعد القادم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25/تشرين الثاني/2009 - 27/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م