تركيا وايران وسوريا وأفق تشكيل محور شرق أوسطي جديد

خامنئي يستبدل أنقرة بموسكو كحليف جديد لطهران

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: قال مسؤول سوري ان الفضاء المكوَّن من سوريا وتركيا وايران وربما العراق مهم ومفصلي في إعادة ترتيب موازين القوى والتحالفات والتكتلات الاقليمية وفق رؤى دول المنطقة دون تدخلات دولية.

وفي غضون ذلك قال المرشد الايراني علي خامنئي ان العلاقات الايرانية التركية وطيدة في الوقت الحالي ولا سابق لها منذ عقود. وأشاد خلال لقائه برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالتقارب التركي باتجاه العالم الاسلامي وبمواقف اردوغان تجاه الفلسطينيين مبيناً ان هذه المواقف ترسّخ مكانة تركيا على صعيد العالم الاسلامي.

من جهة اخرى تثير العلاقات المتنامية بين تركيا وايران مخاوف بعض دول الاتحاد الاوربي ويمكن أن يستخدمها المعارضون لانضمام أنقرة للاتحاد ذريعة. حيث أثار تعيين هيرمان فان رومبوي في منصب الرئيس الاول للاتحاد الاوروبي المخاوف في تركيا من انه قد يعوّق آمال أنقرة في الانضمام الى الاتحاد على خلفية تقارير صحفية تشير الى معاداة رومبوي لتركيا.

الفضاء السوري التركي الايراني العراقي يؤسس شرق اوسط جديد 

وقال معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن تركماني ان الفضاء المكون من سوريا وتركيا وايران وربما العراق مهم ومفصلي في اعادة ترتيب موازين القوى والتحالفات والتكتلات الاقليمية. واشار تركماني فى حديث للفضائية السورية ان هذا الفضاء والتكتل او التحالف مهم جدا على الصعيد السياسي والاقتصادي وعلى المستوى الدفاعي.

واضاف بقوله "رؤية الرئيس الاسد لهذا الفضاء انه يؤسس لشرق اوسط يبنى بجهود ابنائه وعلى بذور تاريخية وثقافية ومعرفة بشؤون المنطقة وحل قضاياه بمعزل عن تدخل القوى الكبرى" مشيرا الى ان سوريا وايران وتركيا هي حجر الزاوية لشرق اوسط جديد ليس مفروض ومصطنع ويخلق توازن جديد في المنطقة.

واوضح ان "هذا الفضاء يمكن استثماره وسيكون مثالا يحتذى به ويمكن ان يجتذب اليه العديد من الدول كالدول العربية وارمينا واذربيجان". بحسب رويترز.

وحول المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل عبر الوسيط التركي قال تركماني "تركيا بادرت الى استضافة مثل هذه المحادثات وانه تم اجراء عدة جولات من التفاوض قسم منها اقترب من نهايته" مشيرا الى ان "الوساطة التركية ذات مصداقية وانه كان يعول عليها كثيرا في وضع اسس التي تبنى عليه المفاوضات المباشرة".

يذكر ان تركيا لعبت دورا كبيرا في المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل من خلال رعايتها لتلك المحادثات التي بدات في مايو عام 2008 قبل ان تعلق اخر ديسمبر الماضي حيث تم اجراء خمس جولات من تلك المحادثات في مدينة اسطنبول التركية.

واشار معاون نائب رئيس الجمهورية الى انه "ليس الهدف من المحادثات غير المباشرة مجرد التفاوض وانما وضع اساس لما يجب ان تنتهي اليه المفاوضات المباشرة" مبينا ان "المفاوضات غير المباشرة تسعى لتاسيس مفهوم لخط الرابع من يونيو عام 1967".

وتابع تركماني ان "سوريا متمسكة بثقة بدور الوسيط التركي وهذا الموقف ابلغ الى الحكومة التركية وبالتالي بقدر ما هم مستعدون بقدر ما نحن متمسكون بدور الوسيط التركي دون سواه بادارة المفاوضات او باستمرار هذه المفاوضات بالتوصل الى المفاهيم الاساسية التي تبنى عليها عملية السلام".

جهود الوساطة تعزز مكانة تركيا لدى العرب

وفي نفس السياق قال تقرير ان جهود تركيا لحل المشاكل الاقليمية مثل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني او النزاع بشأن البرنامج النووي الايراني عززا مكانتها لدى جيرانها العرب.

وافادت دراسة اجرتها مؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التركية ومقرها اسطنبول ان حوالي ثلاثة ارباع العرب يعتقدون ان تركيا يجب ان تكون اكثر نشاطا في معالجة مشاكل المنطقة.

واضافت ان 61 في المئة يعتقدون ان تركيا ذات الدستور العلماني لكن اغلبية سكانها مسلمون تمثل نموذجا ناجحا للعالم الاسلامي.

وقال التقرير الذي يحمل عنوان "المفاهيم عن تركيا في الشرق الاوسط" ان حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ذات الجذور الاسلامية قطعت صلتها بالسياسة الخارجية للعهد الماضي والتي كانت متباعدة الى حد كبير عن الشرق الاوسط كما عززت الحكومة الوجود السياسي والثقافي والاقتصادي لتركيا في المنطقة.

وأضافت ان "تولي حزب ذي جذور اسلامية السلطة بطريقة ديمقراطية وعمله لتعزيز الديمقراطية زاد من الاهتمام في الشرق الاوسط بتركيا بدرجة ملموسة." بحسب رويترز.

وقالت الدراسة التي استطلعت اراء 2006 اشخاص في العراق وسوريا ومصر والاردن ولبنان والسعودية والاراضي الفلسطينية ان 75 في المئة ممن شملتهم الدراسة لديهم نظرة "ايجابية جدا" او "ايجابية" لتركيا مما يجعلها ثاني اكثر البلاد شعبية في المنطقة بعد السعودية.

وقال منصور اكجون رئيس برنامج السياسة الخارجية في مؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التركية وهو احد المشاركين في كتابة الدراسة "تحبذ تركيا سياسة حل الصراع والتي لقيت دعما كبيرا من الناس في المنطقة."

واضاف في مؤتمر صحفي انه لكي تحافظ تركيا على هذا الدعم يجب عليها ان تكون محايدة في صراعات المنطقة وان تركز على الوساطة.

وفترت العلاقات بين تركيا واسرائيل منذ توغل اسرائيلي على مدى ثلاثة اسابيع في قطاع غزة في بداية العام والذي انتقده اردوغان. وقال رئيس الوزراء التركي هذا الاسبوع ان اسرائيل لم تعد تثق في تركيا كوسيط مع سوريا.

واثناء زيارة الى طهران الشهر الماضي دافع اردوغان عن حق ايران في تطوير طاقة نووية مما اثار القلق بين الحلفاء الغربيين من ان تكون تركيا عضو حلف شمال الاطلسي تحول تركيزها الى الشرق.

وقالت مليحة التونيزيك استاذة العلاقات الدولية في جامعة الشرق الاوسط التقنية واحد كتاب دراسة مؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التركية ان مثل هذه التصريحات تقف في طريق لعب تركيا لدور الوساطة.

لكن 79 في المئة ممن استطلعت الدراسة اراءهم يعتقدون ان انقرة ينبغي ان تتوسط بين الاسرائيليين والفلسطينيين وقال 76 في المئة ان تركيا لديها النفوذ لجلب السلام للعالم العربي.

وأظهرت الدراسة ان أكثر من النصف يؤيدون وجود دولة مسلمة في الاتحاد الاوروبي وقال 64 في المئة ان مسعى تركيا للانضمام للكتلة الاوروبية له اثر ايجابي على العالم العربي.

علاقة تركيا بايران تثير حفيظة بعض الدول الاوربية

من جهة اخرى تثير العلاقات المتنامية بين تركيا وايران مخاوف بعض دول الاتحاد الاوروبي ويمكن أن يستخدمها المعارضون لانضمام أنقرة للاتحاد ذريعة.

وبالرغم من أن الانضمام للاتحاد يمثل أولوية بالنسبة لانقرة حرص حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الجذور الاسلامية على زيادة نفوذ تركيا في الشرق الاوسط. وخلال الاسابيع القليلة الماضية زار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان طهران واستضافت تركيا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال قمة منظمة المؤتمر الاسلامي.

وتقول بعض الدول الاوروبية ان تحسين أنقرة لعلاقاتها مع طهران يمكن أن يدعم سياسة الاتحاد في الشرق الاوسط ويعزز جهود القوى العالمية الرامية لمنع ايران من تصنيع قنبلة نووية.

بينما يخشى اخرون من أن تدير أنقرة ظهرها لاوروبا وان تعوق سياستها المحادثات حول البرنامج النووي لايران بتقليل العزلة المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

وكتبت كاتينكا باريتش من مركز أبحاث الاصلاح الاوروبي في لندن "يزداد قلق صناع القرار في الغرب من أن تنامي علاقات تركيا مع ايران -- من خلال تقليل شعورها بالعزلة-- قد يحبط الجهود الدبلوماسية الرامية لمنع طهران من تصنيع قنبلة نووية."

كما أشارت الى أن بعض البلدان الاوروبية قد تحاول المبالغة في أي خلافات في السياسات التركية والاوروبية لتعزيز حجتها ضد انضمام تركيا للاتحاد الذي يتشكل من 27 دولة.

وقالت عبر الهاتف "المسألة قد تصب في ايدي من يقولون ان تركيا ليست دولة أوروبية. وبغض النظر عما تفعله أنقرة فسوف يفسر ذلك دوما بطريقة من قبل من لا يريدون تركيا في الاتحاد الاوروبي وبطريقة أخرى من جانب من يريدونها."

ومن شأن أي تحول في اهتمام تركيا بعيدا عن الاتحاد الاوروبي أن يضر بالعلاقات مع واحد من أكبر شركاء أنقرة التجاريين وسيكون مبعثا لقلق المستثمرين الذين يعتبرون مساعي الانضمام للاتحاد ركيزة للاصلاحات المالية والسياسية.

كما أن هذا سيثير قلق الاتحاد اذ انه بالرغم من معارضة بعض الاعضاء لانضمام تركيا الا انها تعد ممرا مهما محتملا لنقل الطاقة يقدم بديلا عن روسيا كمصدر للامدادات.

ويرى وزراء فرنسيون وبريطانيون ان علاقات تركيا مع الشرق الاوسط والبلدان الاسلامية يمكن أن تعود بالنفع على الغرب. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما ان أنقرة يمكن أن تضطلع بدور ايجابي في تخفيف المواجهة مع طهران.

بيد أن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عبرت في أحاديث خاصة عن مخاوفها حيال دفء العلاقات بين أنقرة وطهران.

زيارة نجاد لأسطنبول تعزز العلاقات مع انقرة

وحضرَ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في اسطنبول اجتماعا لمنظمة المؤتمر الاسلامي يشكل فرصة لتعزيز العلاقات بين تركيا وايران وسط جدل دولي حول البرنامج النووي لطهران.

من جهته، تخلى الرئيس السوداني عمر البشير الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية عن التوجه الى اسطنبول مجنبا تركيا اي ارباك. ووصل احمدي نجاد الى اسطنبول للمشاركة في القمة الاقتصادية لمنظمة المؤتمر الاسلامي التي بحثت في القضايا التجارية ومكافحة الفقر.

وقد اجرى عند وصوله محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في ثاني لقاء بينهما منذ اسبوعين. وقال اردوغان بعد اللقاء "تحدثنا عن منظمة المؤتمر الاسلاني وقضايا اقليمية والعلاقات الثنائية والبرنامج النووي".

وكان رئيس الوزراء التركي قام في نهاية تشرين الاول/اكتوبر بزيارة الى طهران صرح احمدي نجاد خلالها انه "يقدر" موقف تركيا من مسألة البرنامج النووي الايراني.

وصرح احمدي نجاد حينذاك "عندما يملك نظام غير شرعي (اي اسرائيل) اسلحة نووية لا يمكن لاحد ان يمنع بلدا آخر من امتلاك طاقة نووية لاغراض سلمية". وكان اردوغان رأى بعيد ذلك ان ايران لا تلقى معاملة عادلة في المسألة النووية ووصف فرضية توجيه ضربات عسكرية الى ايران "بالجنون".

وقال احمدي نجاد ان "موقفكم الواضح حيال النظام الصهيوني ستكون له آثار ايجابية على المستوى الدولي وفي العالم الاسلامي". وبعدما استبعدت تركيا اسرائيل من مناورات عسكرية مع انها حليفتها العسكرية في المنطقة، اكدت انقرة منتصف تشرين الاول/اكتوبر ان عودة العلاقات الثنائية الجيدة مرتبطة بانهاء "المأساة الانسانية" في قطاع غزة.

أردوغان ينفي التوسط بين طهران وواشنطن

من جانبه نفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي اختتم زيارته لطهران مؤخرا، أن يكون سعى الى التوسط بين إيران والولايات المتحدة، مشدداً على أن إيران وتركيا «محور للاستقرار في المنطقة».

واعتبر أردوغان نتائج محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين «إيجابية».

وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في السفارة التركية، إن «زيارتي لطهران ليست للتوسط بين إيران وأميركا»، بل «ترتبط بتسوية مشاكل المنطقة والقضايا العالمية». وأضاف أن «إيران وتركيا محور للاستقرار في المنطقة»، وانهما «بلدان مهمان ومؤثران في المنطقة، وبإمكانهما اتخاذ خطوات لإرساء السلام والاستقرار فيها» معتبراً أن «إيران وفي ضوء الأعمال التي أنجزتها والتي تقوم بإنجازها، تضطلع بدور استراتيجي في إقرار السلام في المنطقة، وتركيا أيضاً تدعم تعزيز السلام في المنطقة».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن أردوغان تأكيده أن «أهداف السلام في القرن الواحد والعشرين لم تحقق نتائجها، وأن اللاعبين الدوليين فشلوا في تحقيق السلام العالمي»، مشدداً على «حق كل الدول بما فيها إيران وتركيا، في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية».

وأشار الى أن «الصداقة بين إيران وتركيا تاريخية وقوية، وتركيا تدعو الى تطويرها»، لافتاً الى انها «تأسست على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون السياسية للبلد الآخر».

وتطرق أردوغان الى التفجيرات التي وقعت في باكستان وأفغانستان أمس، معرباً عن «الأسف لأنها طاولت كثيراً من الأبرياء»، معتبراً أن «هذه الأعمال تعرض السلام العالمي للخطر وعلينا مواجهتها».

وأشار الى أن حجم التبادل التجاري بين إيران وتركيا تضاعف ست مرات خلال السنة الماضية، مرجحاً أن يرتفع الى 20 بليون دولار بحلول العام 2012. وقال إن محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني «اقترح رفع هذا الرقم الى 30 بليون دولار، ونحن نوافق على هذا الرقم»، موضحاً أن «الهدف الأساسي من زيارتي لإيران هو تطوير التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين».

وكان رحيمي قال أمام تجار ورجال أعمال إيرانيين وأتراك في طهران الثلثاء الماضي، إن أحد سبل رفع التبادل التجاري بين البلدين الى 30 بليون دولار، يتمثل في «إزالة كل العوائق القائمة أمام الاتفاقات السابقة، سواء من إيران أو تركيا». واقترح إنشاء مدينة صناعية عند الحدود بين البلدين، وتأسيس مصارف مشتركة تنجز قسماً من التعاملات بالريال الإيراني والليرة التركية في صورة متوازنة، وتأسيس شركة خطوط جوية مشتركة.

خامنئي: العلاقات الايرانية التركية وطيدة ولا سابق لها منذ عقود 

وقال مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي ان العلاقات الايرانية التركية " وطيدة في الوقت الحالي ولا سابق لها منذ عقود".

واشاد خلال لقائه برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالتقارب التركي باتجاه العالم الاسلامي وبمواقف اردوغان تجاه الفلسطينيين مضيفا "ان هذه المواقف ترسخ مكانة تركيا على صعيد العالم الاسلامي". ودعا الى "التعاون الصحيح والمبرمج" بين ايران وتركيا وسوريا والعراق.

من جانبه قال اردوغان انه " اجرى لقاءات ودية في ايران لتهيئة الارضية لمناقشة وتبادل وجهات النظر على جميع المستويات". بحسب تقرير لـ كونا.

واشار اردوغان الى لقائه مع 400 تاجر ايراني وتركي والتحدث معهم مضيفا ان تركيا ستسعى لتنمية وتوسيع العلاقات مع ايران اكثر مما مضى و توحيد واتخاذ مواقف مشتركة مع ايران بخصوص القضايا الاقليمية والدولية.

وقال ردوغان في مؤتمر صحافي في ختام زيارته "ان ايران دولة منتجة للغاز الطبيعي ومن الممكن ان تصدر الغاز الى الدول الاوروبية عبر الاراضي التركية". مشيرا الى تفاهم حول تصدير الغاز التركمنستاني الى تركيا عبر الاراضي الايرانية.

واشار اردوغان الى حجم التبادل التجاري بين ايران وتركيا قائلا "ان هذا الحجم بلغ خلال العامين الماضيين الى ستة اضعاف ولكن نحن نعتقد ان هذا لا يكفي وينبغي ان يصل حجم التبادل التجاري بين ايران وتركيا الى 20 مليار دولار حتى عام 2011.

وشدد اردوغان على حق ايران في امتلاك الطاقة النووية السلمية قائلا "ان على الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ان تمنع كل الدول من استخدام الاسلحة النووية. واوضح اردوغان ان زيارته لطهران كانت تهدف الى التباحث مع القيادة الايرانية حول المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية وتطوير التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين مفندا شائعات حول انه ينوي القيام بوساطه بين ايران وامريكا.

لماذا استبدل خامنئي بموسكو أنقرة كحليف جديد لطهران 

وكتبَ مير جافيدانفار الصحفي بجريدة الغارديان مقالا حول احتمال توجه ايران نحو تركيا كبديل لموسكو، وجاء في المقال: كتب الخبير الاستراتيجي الصيني الشهير صن تزو في كتابه الذي وضعه تحت عنوان «فن الحرب» يقول: عندما يكون لدى العدو حلفاء تكون المشكلة خطيرة لأنه يصبح في هذه الحالة قويا، اما اذا لم يكن له حلفاء، يكون موقفه عندئذ ضعيفا وتصبح المشكلة بسيطة.

ومما لا شك فيه ان المرشد الاعلى في ايران آية الله علي خامنئي يراقب الآن كيف تعمل الولايات المتحدة، التي يرى فيها عدوا لطموحات بلاده النووية، لاقامة تحالفات مع الدول الاخرى ومنها روسيا، وهو ليس سعيدا بهذا بالطبع.

ويضيف جافيدلنفار، يبدو ان هذا ما دفع ايران اخيرا لالغاء اتفاقها مع روسيا الخاص باطلاق قمر اصطناعي ايراني للاتصالات الى مدار حول الارض وتحولها الى ايطاليا للقيام بذلك، وكانت طهران قد اعربت عن استيائها ايضا من تأخر روسيا في توريد نظام «اس - 300» المضاد للصواريخ لإيران.

ويبدو ان طهران، التي كانت قد كتمت استياءها هذا حتى وقت قريب، اختارت اخيرا ايضا التخلي عن حذرها ومن ثم الافصاح عن انتقادها لروسيا بعد ان احس خامنئي ان الروس غير مخلصين معه في تلك المسألة.

لذا، قررت الحكومة الايرانية بعد ذلك القيام بالمبادرة في البحث عن شريك جديد بديل للروس. ولو اردنا ان نحكم على هذا الامر من خلال الزيارات الاخيرة الكثيرة بين طهران وانقرة سنجد ان خامنئي رأى في تركيا شريكا ملائما.

ويتابع جافيدانفار، فعلى عكس روسيا، لا تمتلك تركيا حق النقض في مجلس الامن الدولي، ومن الواضح ان اسهمها باتت مرتفعة في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي بعد ان اصبح الكثيرون يرون في رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مدافعا حقيقيا عن القضايا العربية والاسلامية، والحقيقة ان الكثيرين في الشارع العربي يحترمون قيادته باعتباره وصل الى منصبه من خلال انتخابات ديموقراطية حقيقية ونزيهة وليس من خلال التلاعب بنتائج التصويت كما يحدث عادة في الانظمة العربية.

بل ويمكن القول ان علاقات اردوغان بالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تسير هي الاخرى لصالحه. فعلى الرغم من تقاربه الوثيق اخيرا مع الدول العربية والاسلامية المجاورة لبلاده، لم يقطع اردوغان اتصالاته مع الغرب بل هو يلعب بمهارة في كلا الملعبين كما ان علاقاته مع الولايات المتحدة ليست مبنية على ضعف تركيا. فقد رفض في احدى المرات الضغط الامريكي بل ولم يقبل بوعد امريكي بتقديم منح بقيمة 6 مليارات دولار وضمانات لقرض بـ 20 مليار دولار لأنه رأى ذلك غير ملائم لتركيا ولا يلبي مصالحها. ومن المؤكد ايضا ان هجومه الحاد على اسرائيل وانتقاده الشديد لها في اعقاب حربها على غزة ساعده في ابراز صورته بالمنطقة.

والآن بعد ان رفض خامنئي عرض باراك اوباما النووي لا بد انه يشعر ان احتمالات فرض عقوبات على ايران اصبحت اكبر، لذا، بات خامنئي بحاجة لتغيير استراتيجي لمواجهة اوقات صعبة مقبلة.

ويبيّن جافيدانفار، ومن الخيارات المطروحة امامه تحويل نضاله ضد اوباما الى مواجهة جديدة بين الاسلام والغرب، ويمكن القول في الواقع ان هناك تعاطفاً ما مع موقف ايران في المسألة النووية، ولقد ظهر هذا واضحا من خلال المناظرة الدولية التي يبثها عادة تلفزيون قطر ويشارك بها جمهور من مختلف بلدان الشرق الاوسط.اذ يرى الكثيرون في المنطقة في برنامج ايران النووي الوسيلة الوحيدة لمواجهة التفوق العسكري الاسرائيلي.

ولما كان نجم اردوغان يرتفع في سماء المنطقة، سيكون تحسين علاقات طهران بأنقرة وسيلة مفيدة لخامنئي لتعزيز موقفه خلال الاوقات الصعبة، كما ان غياب التقدم على مسار السلام الفلسطيني - الاسرائيلي سوف يساعده ايضا. غير ان على المرشد الاعلى الايراني توخي الحذر في علاقاته بتركيا وبالثمن الذي سيترتب عليه دفعه داخليا وخارجيا مقابلها.

اذ يقول موقع «الخبر» الايراني على الانترنت ان حكومة الرئيس احمدي نجاد ابرمت اتفاقا سريا حول الغاز مع تركيا في اواخر اكتوبر دون ابلاغ البرلمان بذلك مما دفع النواب للمطالبة بإجراء تحقيق كامل بعد ان تسرب خبر الاتفاق للصحافة، وهناك الآن مناقشات لالغاء الاتفاق المذكور اذا ما تبين انه ضد مصالح البلاد.

ويبدو ان هناك من يعتقد ان خامنئي عرض ذلك الاتفاق بشروط غير ملائمة لايران وذلك كوسيلة لكسب ولاء انقرة.

وماذا عن مشروع محطة بوشهر النووية؟ من المؤكد ان ايران لن تستطيع اكمال بنائها بعد ان ادار خامنئي ظهره لروسيا التي كانت قد بدأت ببنائها.

ويختم جافيدان فار بالقول، ان على المرشد الاعلى ان يتعلم من الاتراك الآن ان اقامة توازن بين التحالفات افضل بكثير من تغيير حليف بآخر.

اردوغان: اسرائيل لم تعد تثق في تركيا

من ناحية ثانية قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان اسرائيل لم تعد تثق في تركيا للتوسط في محادثات السلام مع سوريا وهو تصريح يشير الى مدى تدهور العلاقات بين الدولتين في الشهور الاخيرة.

وخص اردوغان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالذكر فيما يخص عدم الثقة في انقرة خلافا لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت وقال انه لا يعتقد ان الرئيس السوري بشار الاسد سيقبل دورا فرنسيا في الوساطة مع اسرائيل.

وسهلت تركيا العام الماضي الاتصالات التي ركزت على مطالبة سوريا بانسحاب اسرائيل الكامل من مرتفعات الجولان واتهام اسرائيل لدمشق بتسليح متشددين في لبنان وقطاع غزة.

ولم تؤد هذه الاتصالات الى مفاوضات رسمية ولم يتمخض عرض تركيا المتكرر اعادة فتح هذا المسار عن اجراء مزيد من المحادثات. واستبعدت اسرائيل بعد تولي نتنياهو رئاسة الحكومة استئناف المحادثات مع سوريا بوساطة تركية مصرة على ان تكون أي اتصالات جديدة مباشرة.

وقال اردوغان في مؤتمر صحفي في روما حيث كان يحضر قمة للامم المتحدة عن الامن الغذائي "موقف اسرائيل من هذه القضية (الوساطة) هو انها لا تثق بنا."

واضاف في تصريحات نقلت تلفزيونيا في تركيا "رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اولمرت وثق في تركيا لكن نتنياهو لا يثق بنا. هذا اختياره."

وتوترت العلاقات بين تركيا واسرائيل منذ الهجوم الذي شنته اسرائيل في قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول.

وانتقد اردوغان الهجوم مرارا بل ودخل في مشادة علنية مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في يناير كانون الثاني.

والتقى نتنياهو والاسد بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كل على حدة الاسبوع الماضي وقالت اسرائيل انها مستعدة لاجراء محادثات.

وقال اردوغان "الان تحاول فرنسا الاضطلاع بالدور الذي قمنا به.. لست متأكدا من الموقف الذي سيتخذه بشار الاسد لكن مما سمعت منه فلن يقبلوا مثل هذا الامر."

الرئيس الجديد للاتحاد الاوربي يثير مخاوف تركيا

من جانب آخر أثار تعيين هيرمان فان رومبوي في منصب الرئيس الاول للاتحاد الاوروبي المخاوف في تركيا من انه قد يعوّق آمال أنقرة في الانضمام الى الاتحاد حيث تنشر بعض وسائل الاعلام تقارير تقول صراحة انه معاد لتركيا.

وسارعت الصحف التركية باستخراج تصريحات قديمة نسبت الى فان رومبوي قال فيها ان القيم المسيحية للاتحاد الاوروبي قد تفقد قوتها اذا انضمت اليه تركيا. بحسب رويترز.

واستجاب السياسيون والاكاديميون الاتراك بحذر أكبر تجاه تعيين رئيس الوزراء البلجيكي في المنصب الجديد في الاتحاد الاوروبي يوم الخميس لكن قلة قليلة منهم أعربت عن ارتياح تجاه هذا التعيين.

وكتبت احدى الصحف في عنوانها الرئيسي يوم الجمعة تقول بصراحة " الرئيس الاول للاتحاد الاوروبي معاد لتركيا."

واتسم رد فعل المسؤولين الاتراك الذين كانوا يفضلون اختيار شخص اكثر ايجابية تجاه تركيا مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بالفتور تجاه تعيين فان رومبوي.

وقال سوات كينيكلي اوغلو نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا " من الصعب تفسير تعيينه بطريقة متفائلة لكنني لا أعتقد أنه سيكون لذلك أثر على المدى القصير...اتمنى أن يراجع اراءه في هذا المدى القصير. لكنني لا استطيع أن أكون متفائلا."

وتشكلت الاراء التركية بشأن فان رومبوي وهو ديمقراطي مسيحي بسبب تعليقات نسبت اليه عندما كان زعيما للمعارضة في بلاده قبل خمس سنوات.

ونقلت جريدة اي يو أوبزرفر على الانترنت EUobserver.com عنه قوله في ديسمبر كانون الاول عام 2004 "تركيا ليست جزءا من أوروبا ولن تكون أبدا جزءا من أوروبا."

وقال فان رومبوي أمام اجتماع للمجلس الاوروبي بشأن انضمام تركيا المحتمل للاتحاد الاوروبي "القيم العالمية المطبقة في اوروبا والتي هي أيضا قيم مسيحية اساسية ستفقد قوتها بانضمام دولة اسلامية كبيرة مثل تركيا."

وعندما سئل فان رومبوي في مؤتمر صحفي يوم الخميس عن ارائه السابقة في تركيا قال ان اراءه الشخصية "لا صلة لها بالموضوع" وانه في منصبه الجديد سيسعى الى تحقيق أقصى قدر ممكن من التوافق في الاراء بين الدول الاعضاء في الاتحاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/تشرين الثاني/2009 - 25/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م