
الكتاب: عندما يتحدّث الأبناء
الناشر: مؤسسة إحياء تراث العلماء الشهداء من
آل الشيرازي
عدد الصفحات: 176 صفحة- حجم وزيري
عرض: مؤسسة الرسول الاكرم s-alshirazi.com
شبكة النبأ: لقد جرت سيرة السلف من
العلماء على ترجمة الأعلام والشخصيات وذكر الأمور الهامّة في حياتهم،
لكي تستفيد منها الأجيال عبر العصور المختلفة وتستلهم منها الدروس
والعبر في حياتها اليومية.
وقد كثرت التراجم لدى الإمامية امتثالاً لوصايا الأئمة الأطهار
صلوات الله عليهم الذين أكدوا على تقييد كل شيء وتدوين جميع ما ينفع
الناس بما في ذلك سير وأحوال العظماء لكي يحفظ التراث من الضياع والتلف،
ففي الحديث: «من ورّخ مؤمنا فكأنما أحياه».
وببركة التزام رجال الطائفة بوصايا أهل البيت صلوات الله عليهم
بتقييد العلوم بالكتابة أثريت المكتبة الشيعية بالعديد من مصنفات
التراجم وسير العظماء التي لا يطلع عليها أحد إلا ويخرج بحصيلة كبيرة
من المعارف والعبر التي ربما لا يجدها في بطون المصنفات وأعماق الكتب.
من هذا المنطلق- ومن باب البر بالوالدين وخدمة المذهب- فقد كتب
الامام المجدد آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي كتاباً حول والده
فقيه أهل البيت صلوات الله عليهم الورع التقي آية الله العظمی الميرزا
مهدي الشيرازي بعنوان (والدي) جمع فيه العديد من الخواطر والذكريات،
وقد طبع الكتاب عدة مرات وترجم إلى بعض اللغات.
وبعد رحيل الامام المجدد آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي الذي
أفجع العالم، كتب الكثيرمن العلماء حوله، ومنهم نجله الأكبر الفقيه
المقدس آية الله الشهيد السيد محمد رضا الشيرازي حيث كتب بعض ذكرياته
وخواطره حول والده وقد أسماه بـ(خواطر) علماً أنّ الكتاب طبع أكثر من
مرة وترجم إلى بعض اللغات.
ولما استشهد الفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الشيرازي الذي
افجع الجميع برحيله كتب أيضاً نجله الأكبر- السيد محمد حسن الذي لم
يبلغ من العمر سوى إحدى عشرة سنة- كتاباً حول والده المقدس باللغة
الفارسية ثم ترجم إلى اللغة العربية تحت عنوان (هكذا كان أبي).
إن أسرة آل الشيرازي حملت منذ أکثر من قرن تأريخا حافلا تترابط فيه
أصالة الماضي و الحاضر لتمتد الی المستقبل، و إرادة فذة تکاملت فيها کل
صفات الإنسان الحر العالم العامل المجاهد من أجل حرية الأمة و عزتها و
قد انبثقت تلك القوة من التمسك الشديد برسول الله صلى الله عليه وآله
والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم.
فقد کان دورهم أکبر من أن يکتفی بإنجازات الحاضر بقدر ما کانوا
يسعون لبناء المستقبل، عبر إصلاح الحاضر وتوفير النموذج الصالح
للإمتداد وبناء تراکم تاريخی للأمة يهدف الی عملية النهوض عبر الوعي
والعلم والتثقيف ورفع مستوی التفکير عند الأمة الإسلامية.
لقد شکلت أسرة آل الشيرازي نموذجا فريدا قل نظيره في التاريخ، فهي
مدرسة متکاملة ومشروع حضاري شامل مبتن علی الفهم الصحيح والوعي السليم
والحرکة العقلانية المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف والروح الإنسانية
السامية حيث اقتبست منهجها من القرآن الکريم وأحاديث الرسول الأعظم
وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم، وهذا هوالسر فی امتدادها لأکثر من
قرن وهي تشغل حيزا کبيرا من تأريخ الحاضر والمستقبل ولذلك فإنها لازالت
تثمر ويتوارثها الأجيال تلو الأجيال بإذن الله «كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء».
لأجل ذلك ومن باب تعظيم العلماء وحفظ تراثهم، قامت مؤسسة إحياء تراث
العلماء الشهداء من آل الشيرازي ـ رحمهم الله ـ بجمع هذه الكتب الثلاثة
التي كتبت بيد أکبر أنجالهم في كتاب واحد تحت اسم(عندما يتحدث الأبناء)
وتم إضافة ملحق للصور في نهاية الكتاب يحكي بعض الجوانب عن معالم هؤلاء
العظماء.
راجين من الله العلي القدير أن يتقبل منّا هذا الجهد المتواضع وأن
يتغمّد الماضين من أسرة الإمام الشيرازي بواسع رحمته ويسكنهم فسيح
جناته مع محمد وآله الطاهرين.
هذا ما جاء في مقدمة الكتاب الذي صدر مؤخراً تحت عنوان «عندما
يتحدّث الأبناء» عن (مؤسسة إحياء تراث العلماء الشهداء من آل
الشيرازي».
يقع الكتاب في (176) صفحة من الحجم الوزيري (19×12)، وطبع في مطبعة
النجف الأشرف بمساهمة (هيئة الإمام الحسين صلوات الله عليه النسوية ـ
دولة الكويت). |