التلفزيون.. يزيد السلوكيات العدوانية ومُدمنيه الأكثر بدانةً

 

شبكة النبأ: خرجَ بحث علمي حديث بالمزيد من الأدلة الداعمة لدراسات أخرى تحدثت عن التأثير السلبي للتلفزيون لاسيما على المشاهدين الصغار، حيث خلصت الدراسة الأخيرة إلى أن مشاهدته تزيد من العدوانية في سلوكياتهم.

وفي أحدث الدراسات حول تأثير الإعلام المرئي عموما، لفتَ بحث إلى أن المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند بلوغ سن الرشد. في حين خلص بحث آخر إلى أن من يقضون ساعة زيادة أمام شاشة التلفاز، أكثر عرضة لاكتساب كيلو إضافي، في المتوسط، مقارنة بالغير.

التلفاز قد يزيد السلوكيات العدوانية

ووجدت دراسة أمريكية، نشرت في "دورية أرشيف طب الأطفال والمراهقين" أن لمشاهدة الأطفال الصغار للتلفزيون مباشرة أو التعرض له بشكل غير مباشر على حد سواء، رابط في تزايد السلوك العدواني بين الأطفال الصغار.

ولفت البحث الذي أجرته State University بنيويورك، بعد وضع عدد من العوامل الأخرى قيد الاعتبار، منها إصابة الأمهات بالاكتئاب بعد الولادة، العيش في حي غير آمن، بالإضافة إلى التعرض للعقاب البدني، إلى أنه مع "كل ساعة مشاهدة مباشرة للتلفزيون، ازدادت عدوانية الطفل بواقع 0.16 من مقياس مخصص يبدأ من الصفر وحتى 30. وتدنت إلى 0.09 عند تشغيل التلفزيون فقط."

وأوضحت منفذة الدراسة، جينفر مانغانيللو، أنه رغم أن الزيادة لا تبدو كبيرة، إلا أن الباحثين، وبعد النظر في كافة العوامل الأخرى، وجدوا أن "التلفزيون الأكثر ترجيحاً من العوامل الأخرى، لاكساب سلوكيات الأطفال المزيد من العدوانية."بحسب سسي ان ان.

واعتمدت الدراسة على دراسة بيانات 3128 طفلاً، من 20 مدينة أمريكية كبيرة، ولدوا خلال الفترة من 1998 و2000.

ولحظ الباحثون أن الأطفال الصغار من تعرضوا للعقاب البدني، أو من يقيمون في ضاحية غير آمنة أو من تعاني أمهاتهم من اكتئاب ما بعد الولادة، أو والدين عنيفين، أكثر عرضة من سواهم لأن تتسم سلوكياتهم بالشراسة والعدوانية، وارتفع التأثير بشكل واضح، بعد ضبط العوامل الأخرى المؤثرة، عند اقترانه بالتلفزيون سواء بمشاهدته بشكل مباشر أو غير مباشر.

هذا وقد أعربت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (اAAP) عن قلقها البالغ إزاء ما تأثير الإعلام على سلوك الطفل، وقامت مؤخراً بتحديث سياستها حيال العنف في وسائل الإعلام.

"وقالت: التعريض للعنف في وسائل الإعلام ، بما فيها التلفزيون والأفلام والموسيقى وألعاب الفيديو، تمثل خطرا داهماً على صحة الأطفال والمراهقين. أدلة الأبحاث المستفيضة  تشير إلى أن وسائل الإعلام يمكن أن تسهم في السلوك العدواني، تحجر العواطف والكوابيس والخوف من التعرض للأذى."

وتأتي الدراسة في تلو أخرى حذرت من أن المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند بلوغ سن الرشد.

الإكثار من مشاهدة التلفاز في الصغر اكتئاب في الكبر

وفي أحدث الدراسات حول تأثير الإعلام المرئي على حياتنا، لفت بحث علمي إلى أن المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند بلوغ سن الرشد.

وبدت عوارض الاكتئاب بعد مرور سبع سنوات، وتعاظم خطر الإصابة مع تزايد عدد ساعات المشاهدة، بين المشاركين في التجربة، وعددهم أكثر من 4 آلاف مراهق، وفق "هيلثي دي نيوز. ولفت الباحثون إلى أن التعرض لوسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى له ذات تأثير التلفزيون.

وعقب د. برايان برايماك، بروفيسور مساعد للطب وطب الأطفال بجامعة "بيتسبراه للطب، والذي قاد فريق البحث": "الأسباب التي أدت للخلاصة بأنه ربما المسبب-و-المؤثر.. نظراً لأن الدراسة، وعند البدء بها، لم تشمل أي أشخاص يعانون من أعراض الاكتئاب."بحسب رويترز.

وقال أكثر من 4100 من المراهقين الذين شاركوا في الدراسة عام 1995، إنهم يقضون قرابة 5.7 ساعات في المتوسط، في مشاهدة البرامج التلفزيونية أو الفيديو أو ألعاب الفيديو، أو الاستماع للإذاعة، من بينها 2.3 ساعة أمام التلفاز.

وبعد مرور سبع سنوات، لاحظ الباحثون أن 7.4 في المائة من المشاركين بدت عليهم الأعراض المتلازمة مع الاكتئاب، وارتبطت بعدد الساعات التي قضوها أمام شاشات التلفزيون أو وسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى.

وأضاف برايماك قائلاً "على الرغم من قدرتنا على التحكم بالكثير من المتغيرات مثل الحالة الاجتماعية الاقتصادية والتعلم.. إلا أن الخلاصة النهائية هي أننا في وضع لا يتيح لنا التأكد بصورة قاطعة بأنه المسبب-و-المؤثر cause-and-effect".

وشرح قائلاً: "من الممكن التكهن بأسباب أن التلفزيون قد يقود للاكتئاب.. هناك نظرية بأنك تشاهد الكثير من الأحداث الكئيبة التي قد تضفي عليه الصفة الذاتية.. التلفزيون يشدد على الأخبار السيئة وتكرار التعرض لها قد يجعلها ذاتية."

وأوضح أن للإعلانات التجارية دور بدورها في التأثير النفسي على المشاهد، ونوه: "أنت تشاهد قرابة 20 ألف إعلان تجاري في السنة، وشريحة واسعة منها تسهب في حقيقة مفادها أن الحياة ليست بالمثالية."

وقد يستعيض البعض بالتلفاز بدلاً من المشاركة في أنشطة فكرية أو اجتماعية أو بدنية قد تقي من الاكتئاب، كما أن مشاهدته حتى ساعات متأخرة من الليلة يربط النوم الطبيعي، الضروري للتطور العاطفي والفكري.

وتأتي الدراسة في أعقاب تنبيه مشابه أشار إلى أن الأطفال يقضون أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر ضعف الوقت الذي يمضونه داخل الفصول الدراسية، وفق تحذير أطلقه كتاب جديد يتناول تأثير الحملات الشرسة التي تستهدف بها المؤسسات الكبرى المستهلكين الصغار بتطويع أدوات الإعلام الحديث.

ويذكر الكتاب أن طفل اليوم "مستمع أسير" لتقنيات التسويق المعقدة والحيوية الحديثة نظراً لقضائه معظم اليوم في تصفح الشبكة الإلكترونية أو الجلوس أمام شاشات التلفزيون.

وفي الولايات المتحدة يقضي الأطفال من الوقت في مشاهدة التلفاز أكثر من الوقت الذي يمضونه داخل الفصول الدراسية وذلك بـ1023 ساعة مقابل 900 ساعة، وفق مركز التوعية بالوقت-الشاشة.

وفي المقابل يقضي نظيره البريطاني في المتوسط خمس ساعات و18 دقيقة في التحديق في شاشات التلفزيون، أو اللهو بألعاب الكمبيوتر أو تصفح الإنترنت، ويصل إجمالي تلك الساعات إلى ألفي ساعة سنوياً مقابل 900 ساعة تقضي داخل الفصول الدراسية و1270 ساعة بين الوالدين والأهل.

مدمنو التلفاز أكثر بدانة من سواهم

ولا تنفك الدراسات العملية عن التحذير من سلبيات الإفراط في مشاهدة التلفاز، وقد كشفت أحدثها أنه يصيب "محبيه" من الأطفال بالبدانة.

والنتائج هي ثمرة دراسة مطولة، بمشاركة 89 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنتين وست سنوات، واستغرقت ثلاثة أعوام، نفذتها جامعة "أبردين" في اسكتلندا.

وخلصت الدراسة إلى أن من يقضون ساعة زيادة أمام شاشة التلفاز، أكثر عرضة لاكتساب كيلو إضافي، في المتوسط، مقارنة بالغير. بحسب سي ان ان.

ويعتقد العلماء أن الأسباب وراء زيادة الوزن ربما تكمن في تناول الأطعمة، خاصة وأن بعض البرامج قد تحفز لديهم الرغبة في الأكل، وليس الخمول.

وقالت د. ديان جاكسون، من "معهد التغذية والصحة" التابع للجامعة: "حققنا إذا ما كانت مشاهدة التلفاز مقرونة بزيادة حجم الجسم، والأنشطة البدينة وحرق السعرات الحرارية."

وأضافت: "باستخدام تقنيات مختلفة تتضمن أحدث الأساليب في قياس حرق السعرات الحرارية أثناء ممارسة المهام اليومية المعتادة، قسنا معدلات الأنشطة الجسدية للأطفال، وشحوم الجسم والسعرات الحرارية التي استهلكوها."

وأكدت الخبيرة أن النتائج القاطعة، أثبتت وبما لا يقبل الجدل، وجود رابط إيجابي بين الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة التلفزيون يومياً وأحجامهم.

وشرحت قائلة: "وضعاً في الاعتبار تزايد البرامج المخصصة للأطفال خلال السنوات القليلة الماضية، قد تمثل العلاقة بين مشاهدة التلفاز والحمية الغذائية هدفاً واعداً في مكافحة البدانة مستقبلاً."ويشار إلى أن نتائج الدراسة البريطانية نشرت في الدورية الأمريكية للتغذية السريرية.

وتلت الدراسة البريطانية أخرى أمريكية حذرت من "إدمان" التلفاز مشيرة إلى أن المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة في مشاهدته أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

وشارك أربعة آلاف مراهق في الدراسة التي استغرقت سبع سنوات، ولفت فيها الباحثون إلى أن التعرض لوسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى له ذات التأثير.

وكان بحث علمي آخر قد نبه إلى أن الأطفال يقضون أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر ضعف الوقت الذي يمضونه داخل الفصول الدراسية.

وفي الولايات المتحدة يقضي الأطفال في مشاهدة التلفاز أكثر من الوقت الذي يمضونه داخل الفصول الدراسية وذلك بـ1023 ساعة مقابل 900 ساعة.

في المقابل يقضي أطفال بريطانيا في المتوسط خمس ساعات و18 دقيقة في التحديق في شاشات التلفزيون، أو اللهو بألعاب الكمبيوتر أو تصفح الإنترنت، ويصل إجمالي تلك الساعات إلى ألفي ساعة سنوياً مقابل 900 ساعة تقضي داخل الفصول الدراسية و1270 ساعة بين الوالدين والأهل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/تشرين الثاني/2009 - 15/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م