قضايا ادارية: عُنف العاملين وظروف العمل

أجواء العمل الحديثة تسبب سوء التغذية وعُنف العاملين يظل سرّياً

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يقول خبراء انه بينما من المألوف وقوع أحداث عنف في مكان العمل فان العنف الفعلي بين الزملاء في العمل أمر نادر الحدوث أو على الاقل لا يتم الابلاغ عنه واحصاؤه كما ينبغي. ويضيفون أن نتيجة لذلك ما زال هناك الكثير الذي لم يُعرف بعد بخصوص هذا الموضوع.

من ناحية اخرى أظهرت دراسة حديثة، أن ظروف العمل تضع الموظفين بين مطرقة أن يكونوا فقراء إن لم يعملوا وبالتالي المعاناة من قلة الطعام، وسندان أن يعملوا كثيرا وبالتالي الأكل بطريقة غير منظمة ولا صحية نظرا لظروف العمل.

وعلى عكس ما يعتقده كثيرون، فإن الركود الاقتصادي والأزمة المالية العالمية، قد تكون الفرصة المناسبة لافتتاح أعمال وعمليات تجارية صغيرة الحجم، إذ رأى خبراء أن مثل هذه الأوضاع تشجِّع على التفكير الخلاق والإبداع في مجال الأعمال، منبهين إلى أن هناك عدة خطوات يجب أن يقبل عليها الشخص قبل انخراطه في مغامرته التجارية.

العنف بين العاملين في أمريكا لا يتم الابلاغ عنه

ويقول خبراء انه بينما من المألوف وقوع أحداث عنف في مكان العمل فان العنف الفعلي بين الزملاء في العمل أمر نادر الحدوث أو على الاقل لا يتم الابلاغ عنه واحصاؤه كما ينبغي. ويضيفون أن نتيجة لذلك ما زال هناك الكثير الذي لم يعرف بعد بخصوص هذا الموضوع.

واختفت اني لي الباحثة بجامعة ييل لخمسة أيام قبل العثور على جثتها خلف جدار أحد المختبرات في 13 سبتمبر أيلول وهو ما كان من المفترض أن يكون يوم زفافها. وألقي القبض على رايموند كلارك فني المعامل ووجهت له تهمة القتل. وقالت الشرطة انها جريمة عنف في مكان العمل وانها لم تتوصل بعد الى الدافع وراء الجريمة. ووصف زملاء كلارك العامل بأنه مهووس بالسيطرة وقالوا انه اشتبك مع اخرين من قبل بسبب نظافة المعمل. بحسب سي ان ان.

ويقول خبراء ان مثل تلك الجريمة لا تتكرر كثيرا. وتظهر الاحصاءات الحكومية أن جرائم القتل في مكان العمل تراجعت بشكل كبير الى 444 حالة العام الماضي مقارنة مع ضعف هذا العدد عام 1995 .

ومن ناحية أخرى قال مكتب احصاءات العمل الامريكي ان البلاغات عن أعمال عنف لم تؤد للوفاة بلغت نحو 17 ألف واقعة مما أدى الى تعطيل العمل عام 2007 .

لكن بحثا اخر للمكتب عن العنف في مكان العمل على عينة بلغت 7.3 مليون شركة في 2005 توصل الى رقم أكبر بكثير - نحو 355 ألف حالة خلال عام 2004 .

وقالت كورين بيك أسا استاذة الصحة المهنية والبيئية بجامعة ايوا ان العنف في مكان العمل "لا يحصى بشكل عام وليس بهذه البساطة."

أحد العوامل هو تعريف العنف في مكان العمل حيث يقصر بعض الخبراء تعريفه على العنف البدني أو ايام العمل الضائعة بينما يقول اخرون انه يشمل أيضا الاساءة اللفظية والتعدي والترهيب والتهديد.

هل يمكن تحسين المهارات القيادية لدى الأفراد؟

من جانب آخر ادعى أستاذ في جامعة أريزونا أنه استطاع تحديد أجزاء من الدماغ، مسؤولة عن مهارات القيادة لدى الأفراد، كما قال إنه يستطيع استخدام التقنيات العلمية العصبية لمساعدة الناس على تحسين المهارات التي تلعب دورا في القيادة.

وقام بيير بالثازارد، وهو أستاذ في كلية الأعمال في جامعة أريزونا، باستخدام تخطيط الدماغ EEG للحصول على "خريطة للدماغ" واستخدم أقطاباً كهربائية أوصلها بالرأس، وقال إنه استطاع قياس النشاط الكهربائي الذي تولد من الأعصاب في الدماغ.

واعتمدت تجربة بالثازارد على مقارنة البيانات التي حصل عليها من تجربته، بقياس سايكوميترك  الاعتيادي، وقال إنه بعد ذلك يمكنه معرفة قدرات الشخص القيادية من خلال الاطلاع على خريطة دماغه.

وفي تصريح لـ CNN قال بالثازارد :"من النظر إلى خريطة الدماغ، أستطيع أن أخبر أي شخص عن المستوى الذي يمكن أن يقدمه في مهارات القيادة، وهذا اكتشاف مهم."

وأجرى بالثازارد التجربة بالتعاون مع الجيش الأمريكي، بهدف الوصول إلى آلية لتحديد القدرات القيادية لدى الجنود، وقدرتهم على التفكير الإبداعي والتكيف مع الظروف المختلفة، وفقاً للظروف المختلفة التي يتعرض لها الجنود من الحروب ومهام حفظ السلام.

وأشار اختصاصي الإدارة إلى عدة عوامل معقدة، يمكن أن تلعب دوراً مهماً في القدرات القيادية، لكنه يعتقد أن تحديد هذه العوامل هي نصف الحكاية، وما أبهره أكثر في هذه التجربة، هو القدرة على إعطاء بعض التمارين للدماغ يمكن أن تطور أداءه القيادي.

وعلق بالثازارد :"إذا استطعت أن تقيم فقط، ولم تستطع أن تطور، فإن ذلك لا يعدو تمريناً بسيطاً، وهذا أمر ليس ممتعاً بالنسبة لي."، ويرى أن الدماغ يمكن تدريبه عن طريق تعزيز الإيجابي وذم السلبي، كعلاج أي خصلة اجتماعية غير مرغوبة.

وأخبر CNN أن ذلك يمكن أن يتم من خلال برنامج كمبيوتر يمكن وصله بالدماغ، وإذا ما تصرف الدماغ بطريقة غير مرغوبة، فإن إشارة معينة قد تصدر، كصوت او إضاءة أو ما شابه.

ويعتقد أن برنامجاً كهذا يمكن إنتاجه في الـ18 شهراً المقبلة، وإذا ما حدث ذلك، فإن المدراء التنفيذيين، سيصطفون في طوابير لتعويض نقاط الضعف لديهم.

ظروف العمل الحديثة تتسبب بسوء التغذية

من ناحية اخرى أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن ظروف العمل تضع الموظفين بين مطرقة أن يكونوا فقراء إن لم يعملوا وبالتالي المعاناة من قلة الطعام، وسندان أن يعملوا كثيرا وبالتالي الأكل بطريقة غير منظمة ولا صحية نظرا لظروف العمل.

وتبين في الدراسة، التي أجرتها جامعة كورنيل الأمريكية، وشملت حوالي 25 امرأة و25 رجلا عاملين، من فئات تتراوح دخولها ما بين الأجور الضئيلة والمتوسطة، بأن أكثر من نصف أفراد العينة يلجأون إلى خيارات غير صحية عندما يأكلون، نظرا لظروف عملهم. بحسب سي ان ان.

وأشارت رئيسة فريق البحث، كارول ديفاين، إلى أن الآباء والأمهات الذين شملتهم عينة البحث، يقومون بعدة إستراتيجيات كي "يتلائموا" مع ظروف عملهم، مثل عدم تناول الأباء للوجبات في وقتها المناسب، أو أنهم يأخذون عائلاتهم للأكل في المطاعم لأنها طريقة أسرع لهم للعودة إلى أعمالهم، والتكيف مع متطلبات وظائفهم.

بينما أظهرت الدراسة، التي نشرت، في مجلة "جورنال أوف نيوتريشن إديوكيشن آند بيهيفير" أن الأمهات، بحسب ديفاين، يملن إلى تجنب أكل الفطور، والذي يعد علميا أهم وجبة في اليوم، أو أن يأكلوا من المطاعم أو يشتروا الوجبات الجاهزة بدلا من الطبخ.

وقالت ديفاين: "نحن نعلم أنه عندما يأكل الناس مع بعضهم البعض كعائلة، فإن الغذاء الذي يتناولوه الآباء والأولاد يكون أفضل، ولكن في الكثير من الأحيان، تمنعنا وظائفنا من أن نأكل سويا في البيت كما نريد، إذ اتضح أن هذه الظاهرة منتشرة أكثر مما كنا نتوقع، خصوصا وأن الأهل لا يأكلون الوجبات السريعة فحسب."

وبينت ديفاين أن المسألة ليست ما نأكل بل كيف نأكل، إذ أن ساعات العمل الطويلة وغير المنتظمة هي من الأسباب الرئيسية لعادات الأكل غير الصحية، ورغم أنه من الصعب تغيير مواعيد العمل، إلا أنه من الممكن على أصحاب العمل أن يغيروا بعض ظروف العمل التي من الممكن أن تساهم في تحسين غذاء العاملين لديهم.

وضربت ديفاين، مثالا على ذلك، العمال الذين يشتغلون ضمن مناوبات ليلية، الذين يلجأون عادة لأكل الوجبات الجاهزة منذ مدة، من آلات البيع الآلية (Vending machines)، ليسدوا جوعهم، نظرا لأن المقاصف في أماكن العمل تكون مغلقة.

وبرأي الخبيرة، يمكن علاج ذلك الوضع من خلال إبقاء الكافتيريات مفتوحة ليلا لتشجيع الموظفين على تناول طعام أكثر صحية، إضافة إلى إعطاء استراحات محددة للعمال، كي يتمكنوا من الأكل بشكل منتظم.

وتأمل ديفاين أن يأخذ أرباب الأعمال بعين الإعتبار الآثار التي تسببها ظروف العمل على تغذية العمال،وأن يتحفزوا للقيام ببعض التغييرات على مكان وظروف العمل، لينعكس ذلك على الأنتاج.

وختمت ديفاين بالقول: "نحن لن نعالج داء السمنة عبر مجرد نصيحة الناس بأن يأكلوا جيدا وأن ينتقوا الغذاء الصحي، ولكن هذه الدراسة تظهر أن هيكل حياتنا هو ما يجعلنا نتجنب ما يطلبه منا الأطباء."

كيف تستريح في العمل دون ان تفقد وظيفتك

لا تعبأ كثيرا بالكساد فالعاملون بوسعهم ايجاد السبل لبذل جهد أقل في العمل والافلات من العقاب.. هذا رأي ستانلي بينج مؤلف كتاب "كيف تستريح دون ان يطاح برأسك."

ويقول بينج في كتابه الذي يصدر في 17 نوفمبر تشرين الثاني بعنوان فرعي "دليل للبقاء في مناخ العمل الجديد" ان السر يكمن في تعلم الحيل البارعة للاشخاص الناجحين الذين يمسكون بالسلطة.

وكتاب بينج الجديد هو نسخة معدلة من كتابه "حيل تنفيذية او كيف تتقاعد وانت لاتزال تعمل" الذي يقول الكاتب انه وضعه خصيصا للتعامل مع الظروف الاقتصادية العصيبة في الوقت الحالي.

وقال بينج لرويترز في حديث "مناخ العمل خطير لكن بعد الاقرار بهذا.. يمكنك التعلم من الطريقة التي يدير بها الناس الناجحون أوقاتهم وحياتهم العملية."بحسب رويترز.

وكتاب بينج مليء بنصائح استراتيجية عن سبل توزيع المسؤوليات على الغير ويقول ان ذلك "محور السلطة" كيف تتعرف على مشكلة في موقع اخر لتبرر رحلة عمل على نفقة المؤسسة وكيف تخلق شعورا بالخصوصية يوهم الاخرين بوجود مكتب خاص لك حتى وان كنت تعمل في قاعة مفتوحة مقسمة الى قطاعات صغيرة.

ويرى أنه حتى يتحقق هذا الشعور "الحقيقي" بوجود باب للمكتب أدر شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بك بعيدا عن الاخرين وأضف طابعا شخصيا على المكان حتى تجعله غير ملائم للزوار بل اخلق "نمطا شعوريا لا يتسم بالود."

ابدأ عملك التجاري الآن رغم الأزمة العالمية!

وعلى عكس ما يعتقده كثيرون، فإن الركود الاقتصادي والأزمة المالية العالمية، قد تكون الفرصة المناسبة لافتتاح أعمال وعمليات تجارية صغيرة الحجم، إذ رأوا أن مثل هذه الأوضاع تشجع على التفكير الخلاق والإبداع في مجال الأعمال، منبهين إلى أن هناك عدة خطوات يجب أن يقبل عليها الشخص قبل انخراطه في مغامرته التجارية.

فقد قال ديفيد ليستر مؤسس مجلة startups الإلكترونية البريطانية المتخصصة بتأسيس الأعمال، لـCNN، "يفترض الناس بشكل تلقائي أن إطلاق شركة تجارية أو افتتاح عمل جديد هو فكرة سيئة أثناء الركود الاقتصادي، ولكن للكثير من الأعمال والشركات فإنه أفضل وقت للبداية."

ورأى ليستر أن هناك أسبابا وجيهة ليكون الناس حذرين عند الإقبال على مثل هذه الخطوة، بما في ذلك عندما يضعف الطلب في بعض القطاعات، مبينا أن هذا الأمر يجب ألا يثبط عزائم الأشخاص الذين يودون إطلاق أعمالهم التجارية. بحسب سي ان ان.

وأضاف ليستر "يجب أن تكون رؤية الناس واضحة حول توقعاتهم وأن يتأكدوا بأن هناك لا يزال مجال للطلب على عملهم أو تجارتهم،" موضحا أنه "طالما أن الإنذار حول وضع السوق كان مفهوما وواضحا، فإن فترة الركود تعد ممتازة للبدء بالأعمال."

وأول نصيحة رآها ليستر ملائمة للبدء بالأعمال في أوقات الأزمات الاقتصادية، هي أن يستغل الشخص انخفاض كلفة تشغيل الأعمال في مثل هذه الأوضاع، مبينا أن نفقات البدء بعمل جديد في أوقات الركود تكون في حدها الأدنى مما يعزز من فرص إطلاق تجارة أو شركة ناجحة.

ونصح ليستر رجال الأعمال الجدد أن يكونوا مرنين للحفاظ على احتياطاتهم المالية ولتخفيض نفقات عملهم، قائلا "على سبيل المثال، بدلاً من أن تستأجر مكتبا لخمس سنوات، استأجر وتنقل لأكثر من مكتب في الفترة الأولى حتى تصل إلى المكان الذي يتوافق مع إمكانياتك، وبدلا من أن توظف الكثير من الناس اعمل مع المستشارين والخبراء والموظفين المؤقتين وغير الدائمين."

ومن جهتها رأت صوفي كومر، العاملة في اتحاد الأعمال الصغيرة الحجم الأمريكي، أن العمل من المنزل قد يوفر الكثير من كلفة تشغيل الأعمال، وبوجود الإنترنت يمكن القيام بذلك، بحيث لا يحتاج الشخص الذي ينوي إنشاء عمل أن يستأجر مكتبا على الإطلاق.

وقالت كومر لـCNN، "إن العمل من المنزل يعفيك من استئجار مكتب أو عقار"، مضيفة "أن الركود الاقتصادي يعد فترة ملائمة للتفكير باستخدام الطاقة مثل الكهرباء وكلفة التنقل وغيرها بشكل فعال، وهو أمر جيد لأنه يخفف أيضا من الآثار السلبية التي تفرضها الأعمال والشركات على البيئة."

وفاة مديرة احد مطاعم ماكدونالدز بسبب الارهاق

وفي سياق حوادث العمل توفيت مديرة لأحد مطاعم سلسلة ماكدونالدز في اليابان نتيجة نزيف دماغي سببه الارهاق الشديد، على ما اعلنت مديرية العمل.

وتبلغ هذه الموظفة في احد مطاعم السلسلة الاميركية في يوكوهاما (ضواحي طوكيو)، الحادية والاربعين وهي عملت اكثر من ثمانين ساعة اضافية شهريا في الاشهر الستة السابقة للحادث.

وهذه السيدة ضحية جديدة لما يسمى "كاروشي" اي الموت اثناء العمل. وقد فارقت الحياة في المستشفى بعد ثلاثة ايام على اصابتها بنزيف دماغي في تشرين الاول/اكتوبر من العام 2007 فيما كانت تتابع دورة في مؤسسة اخرى، في حرم هذا المطعم للوجبات السريعة.

واعلن مسؤول في المكتب المحلي للعمل في مقاطعة كاناغاوا، حيث تقع يوكوهاما "تأكدنا من ان عمل السيدة تسبب في مرضها". واضاف ان "عوارض سابقة سجلت منها شكواها من الام في الرأس قبل ثلاثة اسابيع على النزيف، ونعتقد انها كانت انذاك مريضة". ولم يرغب متحدث باسم ماكدونالدز في اليابان في ابداء رأيه في الموضوع، واوضح انه لم يتلق الى الساعة اعلانا رسميا في هذا الشأن من الادارة.

ويموت سنويا نحو 150 موظفا يابانيا بسبب العمل، وفي معظم الاحيان نتيجة الارهاق. وقال هيروشي كاواهيتو وهو محامي دفاع اوكله انسباء ضحايا العمل، توفى نحو عشرة الاف موظف في العام 2007 بسبب ازمة قلبية او دماغية على صلة بنشاطهم المهني.

ولا يتم ابلاغ دائرة الشؤون الاجتماعية سوى بأقل من 10% من هذه الحوادث، اذ ان الضحايا او اقرباءهم بحسب المصدر عينه، يمتنعون عن ذلك خشية الغرق في مسار قضائي طويل او بسبب رفض الجهات المعنية الاقرار بعدد كبير من الحالات.

وكانت الشرطة احصت في العام عينه اكثر من الفي حالة انتحار بسبب مشاكل في العمل ومعظمهم موظفون مثبطو الهمة. وفي اطار قضية اخرى، ادينت مطاعم ماكدونالدز في اليابان اخيرا بدفع خمسين الف يورو تقريبا لاحد الموظفين، بعدما اجبرته لسنوات عدة على العمل ساعات اضافية ومن دون مقابل.

دراسة تحث على تحسين مناخ العمل لكبار السن

وفي نفس السياق قال علماء بريطانيون وسويديون انه ينبغي تحسين ظروف العمل لكبار السن اذا ما رغبت الحكومات والشركات في اقناعهم بمواصلة اسهامهم في النمو الاقتصادي.

واجرى باحثون تحليلا شمل قرابة 15 الف موظف في فرنسا ووجدوا انهم يشعرون انهم ليسوا على ما يرام في السنوات التي تسبق تقاعدهم لكنهم يتحسنون فجأة بعد توقفهم عن العمل مما يوحي بأنهم يرون ان العمل يضر بصحتهم.

وقال هوجو وسترلوند من معهد ابحاث الاجهاد بجامعة ستوكهولم والذي اجرى الدراسة مع زملائه من جامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن "نتائجنا يجب ان تثير قلق صناع السياسة الذين يحاولون اقناع العاملين بالبقاء لفترة اطول على قوة العمل."

ووجدت الدراسة التي اجرت مسحا سنويا على عاملين يقيمون صحتهم بصورة ذاتية انه بين العام الذي يسبق التقاعد والعام الذي يليه فان نسبة العاملين الذين يقولون انهم لا يشعرون انهم بصحة جيدة تراجعت من 19 الى 14 بالمئة وهو انخفاض يرى الباحثون انه يوازي صغرا في السن بما بين ثماني وعشر سنوات.

وكتب الباحثون "فلنقل بطريقة اخرى ان... الناس يصغرون فجأة بثماني او عشر سنوات عند تقاعدهم." واستمر شعور المتقاعدين بتحسن صحتهم خلال السنوات السبع التي تابعتهم فيها الدراسة.

وفي العالم المتقدم تزداد أعداد المسنين وتتخذ بالفعل العديد من الحكومات خطوات لرفع سن التقاعد في محاولة لمواجهة انفجار محتمل في تكاليف الخدمات الصحية والاجتماعية.

واظهرت دراسة اجراها باحثون دنمركيون الشهر الماضي ان اكثر من نصف المواليد في الدول الغنية سيعيشون مئة عام وهو ما يعني احتمال عملهم فترة اطول في كبرهم.

وكتب وسترلوند وزملاؤه "افضل خيار هو تحسين ظروف العمل لكبار السن بحيث تكون صحية اكثر وتنال رضا أكبر مما هو عليه الحال الان."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/تشرين الثاني/2009 - 15/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م