الكتاب العراقي في معرض فرانكفوت الدولي

 

شبكة النبأ: تستقبل مدينة فرانكفورت أكبر معرض كتاب في العالم في خريف كل عام، وقد شهدت الدورة الحادي والستين مشاركة فعالة لوزارة الثقافة العراقية ودار الشؤون الثقافية التي اشتركت بمئات العناوين الصادرة من الدار.

نوفل ابو رغيف رئيس الوفد العراقي وصف المشاركة بانها اهم حدث ثقافي لهذا العام إذ تم كسر الحصار على الثقافة العراقية كما ان مشاركة دار الشؤون الثقافية تعني ان هذه الدار العتيدة قد عادت بكل قوتها الثقافية لتمثل العراق والكتاب العراقي بعد سنوات من التهميش القسري, مضيفا ان مئات العناوين التي اصدرتها الدار لعان 2008 و2009 حظيت بترحيب المثقفين العراقيين في المانيا.

من جانبه الأستاذ فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة وصف هذه المشاركة بانها نصر للثقافة العراقية وللكتاب العراقي الذي عاني من المحلية طيلة عقود الدكتاتورية، ووصف الإقبال العربي والعراقي والاجنبي على الجناح العراقي بانه نقطة تحول مهمة جدا.  

فقد تحول الجناح العراقي الى ملتقى ادبي ومعرفي، بين أبناء الجالية العراقية التي حضرت من أوربا، للمساهمة في هذا المعرض. وعكست حالة التنوع والالفة بين ابناء الجالية.

وكان للقنصلية العراقية في فرانكفوت دورا بارزا ومهما في دعم هذه الفعالية، فجندت كادرها طيلة ايام المعرض.

فارس آل شكر القنصل العام في فرانكفوت، وصف مشاركة دار الشؤون الثقافية بانها مؤثرة جدا وسط الجالية العراقية، التي احتفت بالكتاب العراقي، ووصف مبادرة مدير عام دار الشؤون الثقافية نوفل ابو رغيف باهداء كتب الجناح العراقي للجالية العراقية وللقنصلية في فرانكفوت بانها مبادرة عززت روح الانتماء للجالية، كما احتفت القنصلية العراقية بالشاعر نوفل ابو رغيف في امسية شعرية في مقر القنصلية، وقد حضرها عدد كبير من المثقفين العراقيين والعرب الذين اكتظت قاعة القنصلية بهم، تغنى الشاعر بحب الوطن في قصائد ابكت الحاضرين وأيقظت بهم الحنين للوطن، كما ذكرت مقدمة الأمسية الأديبة إيمان محمد.

ولا تقتصر فعاليات هذا المعرض على عرض الكتب المختلفة، ولكنها تمتد إلى تقديم أنشطة ثقافية متنوعة، مما يجعل المعرض واحدا من أكبر الأحداث الثقافية العالمية. وقد بدأت فعاليات الدورة الــ61_للمعرض، والذي استمر خمسة أيام.

ويستمد المعرض أهميته من كونه ملتقى لكل الثقافات العالمية. ففي هذا العام يشارك أكثر من 5000 عارض ألماني، ونحو 6000 عارض من حوالي مئة دولة مختلفة.

وحسب إحصاءات إدارة المعرض فقد وصل عدد الزائرين 300.000 زائر، يستمتعون باكتشاف عالم الكتب الجديدة، كما يستمتعون بالأنشطة الثقافية المختلفة من ندوات وحلقات مناقشة وغيرها.

الصين الشعبية ضيف شرف المعرض، نائب الرئيس الصيني الذي حضر جلسة الافتتاح، قال إن معرض فرانكفوت مساهمة حقيقية للحوار بين الثقافات، مضيفا ان الاحتفاء بالصين يعني ان العالم يدرك بجدية اهمية الحوار والالتقاء الثقافي.

 يحفل هذا الحدث السنوي الكبير بزيارة العديد من المتخصصين من كتاب وناشرين وأصحاب المكتبات وأمناء مكتبات ورسامين وصحافيين، ويصل عددهم إلى حوالي 190.000 وهو ما يجعل من هذا المعرض فرصة فريدة للعاملين بالمجال الأدبي لتبادل الآراء والتعارف. ويوفر المعرض فرص الاتفاقيات على حقوق النشر والطبع،

 تاريخ المعرض

لمعرض فرانكفوت تاريخ يمتد نحو خمسمائة عام، ولمدينة فرانكفورت تاريخ أطول في استقبال المعارض. هذه المدينة التي تقع على ضفاف نهر الماين تعد إحدى أقدم المدن التي بدأت في إقامة المعارض في العالم.

فمنذ أن شيد القيصر فريدريش أرض المعارض بفرانكفورت في سنة 1240 وهي تعتبر من أهم مراكز المعارض على مستوى العالم. وبعد أن اخترع جوتنبرج الطباعة عام 1445 في مدينة ماينز، قريباً من فرانكفورت، أصبحت فرانكفورت مركزاً لطباعة الكتب في ألمانيا وفي أوروبا كلها. ورافق اختراع طباعة الكتب تنظيم معرض للكتاب، للنهوض بالصناعة الوليدة في أوروبا والترويج لها.

أما فترة الازدهار الثانية للمعرض فكانت في القرن السادس عشر، حيث بدأ المعرض في اتخاذ الطابع العالمي، وبزيارة التجار الأجانب للمعرض، ازداد طابعه العالمي ولم يقتصر الأمر على تجارة الكتب، بل كانت هناك معروضات أخرى كالحرائر والمجوهرات. ولكن مدينة المعارض تعرضت لفترة صعبة بسبب الحروب التي توالت عليها واستهدفتها، فانتقل معرض الكتاب إلى مدينة لاييتزيج، لتصبح مركزاً لمعرض هام آخر هو معرض لايبتزيج للكتاب.

ولم يعد المعرض إلى مركزه الأول إلا بعد قرنين من الزمان، عندما أعيد بناء أرض المعارض في فرانكفورت عام 1907. وفي عام 1949 أقيم أول معرض للكتاب بفرانكفورت بعد نهاية الحرب العالمية.

 العرب في فرانكفوت

 في كل عام من معرض فرانكفوت يدور الحديث عن مشاركة عربية خجولة، الأستاذ غسان مروة عزى أسباب الضعف في المشاركات العربية الى عدم توفير الدعم الحكومى للناشرين، فهناك تكاليف باهضة يتحملها الناشر، تبدء من السعر المرتفع لحجز متر مربع واحد ويصل سعره احيانا الى 5000 الاف يورو، فضلا عن تكاليف الديكور والتي تصل الى 1000 يورو، وتلحقها تكاليف الشحن الجوي وهي ايضا مرتفعة جدا هذه الاسباب بمجملها تؤدي الى عزوف الناشرين عن المشاركة في فرانكفوت وبالتالي تكون الدولة الحضارية ملزمة بمساعدتنا.

اما عن مشاركات الدول فهي ضعيفة جدا اذ تعتمد على الدعاية السياسية والترويج السياسي، لذلك ترى جميع الكتب هي دعائية واغلبها ذات طابع سياسي.

وعن مشاركة العراق في هذا المعرض قال مروة: في الواقع انا تفاجات جدا بالكتاب العراقي الذي كسر المالوف فلم اجد كتابا يروج للحكومة او لشخص متنفذ، بل وجدت كتبا رصينة جدا تعكس مدى تطور الوعي العراقي خلال هذه السنين القليلة. وربما سيكون العراق نموذجا لنا نحن العرب، من خلال مشاركة المؤسسة الرسمية.

فكما عرفت فان دار الشؤون الثقافية تابعة لوزارة الثقافة العراقية. لكني كما قلت لمست تطورا اخاله الافضل عربيا.

الثقافة العربية تجذب العالم الغربي لتعزيز دور المعرض في تبادل الثقافات، وفي إضفاء الطابع العالمي عليه، يختار القائمون على المعرض في كل عام ضيف شرف، تركز عليه الأضواء، وتكون معظم أنشطة المعرض مخصصة للتعرف على ثقافته.

وبالإضافة إلى الأنشطة الأدبية التي تقدمها الدولة الضيفة، تقدم العديد من العروض المسرحية المختلفة، والموسيقى والرقص، والأفلام أيضاً، متيحة الفرصة بذلك للإلمام بثقافة جديدة غريبة على الألمان.

بينما أتاحت الفرصة هذا العام للصين لتعريف العالم بثقافتها، وفي الندوات الثقافية كان كتاب انطولوجيا الشعر الالماني للشاعرة العراقية امل الجبوري حاضرا. فتم تسليط الضوء على اهمية هذا الكتاب من وجهة نظر عربية. كما تم الاحتفاء بالكتابة اللبنانية املي نصر الله وتسليط الضوء على تجربتها الروائية، في أمسية جذبت العديد من ابناء الجالية العربية

وتتميز مشاركة الدول العربية بدور نشر اهلية الامر الذي افتقده الجناح العراقي، فكانت المشاركة الوحيدة لدار الشؤون الثقافية، فضلا عن مشاركة وزارة الثقافة في اقليم كردستان.

الشاعر نوفل ابو رغيف مدير عام دار الشؤون الثقافية وصف هذه المشاركة بالمهمة والضرورية فهي استطاعت ان تكسر الحصار عن الكتاب العراقي.

فقد اشتركت دار الشؤون الثقافية باكثر من 500 عنوان واستطاعت ان تنال إعجاب من حضر المعرض من الجالية العراقية او ضيوف المعرض، و استطعنا أن ننافس دور نشر عربية كبيرة ولها باع طويل في هذه لمشاركات، كما عقدنا عدة صفقات لتطوير صناعة الكتاب العراقي، فضلا عن اطلاعنا على اخر مستجدات تسويق وتوزيع الكتاب، واذا اضفنا الى مشاركتنا تلك اللقاءات والنقاشات التي جرت في الجناح العراقي مع الادباء والاساتذة العراقييين المغتربيين فانه يعد انجازا آخر يضاف الى مشاركتنا، استطعنا ان نسلط الضوء على التجربة العراقية في مجال الابداع،

 كما زار الجناح العراقي مدير العلاقات الخارجية في وزارة الخا رجية الالماني، وابدى سروره لمشاركة العراق في الدورة 61 في معرض فرانكفورت الدولي. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/تشرين الثاني/2009 - 10/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م