النظام الغذائي للإنسان المفتاح الى صحة الفرد والوقاية من الأمراض

الحلوى تحول الأطفال الى مجرمين... والمكسرات تسبب ارتفاع ضغط الدم

شبكة النبأ: توضح العديد من الدراسات العلمية المتخصصة في النظام الغذائي للإنسان إن طبيعة ما يتناوله الفرد تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الصحة البدنية والصحة النفسية في آن واحد.

مما دفع الأطباء الى توجيه بعض الإرشادات والتحذيرات في هذا المضمار علها تتيح للأفراد وممن يعانون من مشكلات عضويا ونفسية الاستفادة بالقدر الممكن من تلك النصائح.

سيما إن نتائج تلك الدارسات أفضت الى معلومات مهمة كانت حتى وقت قريب مغيبة عن القواميس الصحة الإنسانية وأسس العناية بها.

الحد من بالاكتئاب

توصل علماء الى أن الأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي لدول البحر المتوسط الغني بالخضر والفاكهة والمكسرات والحبوب الكاملة والأسماك يكونون أقل عرضة للشعور بالاكتئاب لكن الأسباب وراء ذلك غير واضحة.

وأجرى باحثون أسبان دراسة على 11 ألف شخص ووجدوا أن من يتبعون النظام الغذائي لدول البحر المتوسط بشكل دقيق سجلوا انخفاضا في احتمال شعورهم بالاكتئاب بنسبة تزيد عن 30 في المئة عما سجله من لا يحتوي نظامهم الغذائي على العناصر الحيوية في نظام البحر المتوسط. بحسب رويترز.

وقالت الباحثة ألمودينا سانشيز بيلجاس وزملاء لها في جامعتي لاس بالماس ونابارا الاسبانيتين "لم تعرف بعد بشكل جيد الاليات المحددة التي قد يساعد من خلالها الالتزام الافضل بالنظام الغذائي لدول البحر المتوسط في الحيلولة دون الشعور بالاكتئاب."

لكن الباحثين أشاروا يوم الاثنين الى أن عناصر هذا النظام الغذائي ربما تكون تعمل على تحسين وظائف الاوعية الدموية ومحاربة الالتهاب واصلاح تلف الخلايا لاسباب متصلة بالاكسجين وكلها أمور قد تقلل احتمال الشعور بالاكتئاب.

وتأتي الدراسة التي نشرت في دورية "أرشيف الصحة النفسية العامة" لتضيف الى مجموعة من الادلة تظهر أن النظام الغذائي لدول البحر المتوسط له فوائد صحية من بينها تقليل فرص الاصابة بأمراض من بينها داء السكري والربو والسرطان.

واستخدمت الدراسة بيانات من أسبان أجابوا على أسئلة لها علاقة بالنظام الغذائي الذي يتبعونه في استطلاع حول غذائهم.

ودرس الباحثون مدى قرب العادات الغذائية للمشاركين في الاستطلاع من النظام الغذائي لدول البحر المتوسط استنادا الى تسعة مكونات ألا وهي وجود نسبة عالية من الاحماض الدهنية غير المشبعة بالمقارنة مع الاحماض الدهنية المشبعة وشرب الكحول ومنتجات الالبان بشكل معتدل وأكل كميات ضئيلة من اللحوم وكميات كبيرة من البقول والفاكهة والمكسرات والحبوب والخضروات والاسماك.

وقال الباحثون "سجل الافراد الذين يتبعون النظام الغذائي لدول البحر المتوسط بدقة اكبر انخفاضا في احتمال شعورهم بالاكتئاب بنسبة تفوق 30 في المئة عما سجله من احتوت أنظمتهم الغذائية على أقل كمية من عناصر هذا النظام الغذائي."

الحلوى بالصغر والإجرام في الكبر

من جهتها دعت دراسة بريطانية إلى الربط بين إدمان الأطفال على تناول السكاكر والشوكولاتة، وبين سلوكهم وطباعهم في المستقبل، مشيرة إلى أن الإفراط في تناول هذه الحلويات متصل بطريقة أو بأخرى بتحول الشخص إلى مجرم عند كبره.

وتشير الدراسة التي نفذها فريق من الباحثين يقوده سيمون مور، المحاضر في قضايا العنف وعلوم الاجتماع بجامعة كارديف البريطانية إلى أن الأطفال الذين يرتكبون الجرائم في صغرهم، أو في مراحل لاحقة من حياتهم بعد البلوغ، غالباً ما تكون أنظمة غذائهم سيئة للغاية، بحيث يتناولون مثلاً رقائق البطاطا والمشروبات الغازية عند الفطور.

واعتمد مور على سجل مسح وطني بريطاني شمل 17 ألف شخص خلال مراحل طويلة من حياتهم، وقد وجد أن 69 في المائة من الذين أدينوا بجريمة واحدة على الأقل كانوا يتناولون السكاكر والشوكولاتة مرة واحدة على الأقل يومياً. بحسب (CNN).

ويضيف مور: "في البداية، ظننا أن الأمر يرتبط بعوامل أخرى، لذلك حاولنا عزل الخصائص الاقتصادية والعائلية وطبيعة التربية الخاصة بجميع الذين شملهم البحث، لكن النتائج ظلت كما هي."

وتابع قائلا: "نستنتج أنه بمعزل عن كل الأمور الأخرى، فإن المجرمين غالباً ما يميلون إلى استهلاك السكاكر بكثرة في طفولتهم، وهذا الأمر في الواقع يطرح أسئلة أكثر مما يقدم أجوبة."

وشرح مور ما قصده بالقول إن على العلماء البحث في ما إذا كانت السكاكر تحتوي على مركبات تزيد من عدائية الطفل أو استعداده لارتكاب جرائم، أم أن الطفل المشاغب المرشح كي يكون مجرماً في المستقبل يتلقى الكثير من السكاكر ممن حوله في مسعى منهم لتصحيح سلوكه.

وطرح مور خياراً ثالثاً يشير إلى أن الإفراط في تناول السكاكر والشوكولاتة غير مضر بطبيعته، إنما يشكل دليلاً على أن الطفل يميل إلى عصيان أوامر أهله الذين يطلبون منه عادة تناولها باعتدال.

وذكر مور أنه يميل إلى الرأي الثالث، معتبراً أن الأمر مرتبط بسلوك الطفل مع عائلته، فإذا قام أهله بشراء السكاكر له في كل مرة يطلبها أدى ذلك إلى جعله معتاداً على نيل ما يريده دون حاجة للانتظار، وهذا ما يزيد في المستقبل من شراسة طباعه.

الغذاء الصحي يحمي من السرطان

كما أشارت دراسات علمية كثيرة إلى الدور الذي يلعبه غذاء الناس في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، باعتباره  يتكون من أطعمة صحية، ولتنوعه واحتوائه على الأسماك والخضار والفواكه وزيت الزيتون، ما يجعله سبباً في تأخير الزهايمر، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

لكن دراسة جديدة أظهرت أن هذا النوع من الغذاء يساهم في الحفاظ على وزن مثالي لمرضى السكري من النوع الثاني، كما إنه يقلل من اعتمادهم على الأدوية التي تعمل على خفض السكر، مقارنة بنظرائهم الذين يتناولون طعاماً قليل الدهون، ويستخدمون الأدوية لخفض السكر، وفقاً لدراسة نشرت في دورية "حوليات الطب الباطني".

والنوع الثاني من مرض السكري هو الأكثر انتشاراً في العالم، إذ يعاني منه حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، كما يعتقد الباحثون أن ثلث الأطفال الذين ولدوا منذ بداية القرن الجديد سيصابون بالمرض في إحدى مراحل حياتهم.

وفي هذا الإطار، قال المتخصص في الغدد الصماء في جامعة ميسوري، ريتشارد هيلمان: "غذاء منطقة المتوسط ليس غذاء سحرياً، لكنه يحتوي على الكثير من الخصائص، ونعلم جميعاً أنه طعام صحي." بحسب (CNN).

لكنه عاد ليقول: "لست متفاجئاً من نتيجة الدراسة، فبعد الأبحاث الكثيرة التي سبقتها وبينت أن ذلك الغذاء يقلل من احتمال الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية، يمكننا توقع مثل هذه النتائج، لكن الدراسة أيضاً، أعطتنا معلومات مفيدة حول مرض السكري."

وتمت الدراسة على 215 شخصاً ممن يعانون السمنة، وتم اكتشاف إصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري مؤخراً، وجرى الطلب من مجموعة منهم تناول أطعمة قليلة الدهون، فيما تتناول المجموعة الثانية أطعمة كتلك التي يتم تناولها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.

وبعد أربع سنوات، وجد الباحثون وهم إيطاليون، أن 44 في المائة فقط من الذين استمروا في تناول الغذاء المتوسطي كانوا بحاجة لاستخدام الأدوية لخفض السكر في الدم، مقابل 70 في المائة من الذين تناولوا أطعمة قليلة الدهون.

وتقول الدكتور كريستين لين محررة المجلة العلمية التي نشرت الدراسة:"الناس الذين يتناولون أطعمة المتوسط، أكثر قدرة على تنظيم مستوى السكر في الدم بسبب الغذاء الذي يتناولنه، في حين تعمل الأدوية فقط عندما يرتفع مستوى السكر عن الحد اللازم."

ويمكن لأولئك الذين يعانون النوع الأول من مرض السكري، والتي تتطلب حالتهم تناول الأنسولين، أن يتناولوا الأطعمة المتوسطية، مع ممارسة التمارين الرياضية ما يجعلهم في غنى عن تناول الأنسولين، وفي حال لم تنجح هذه الوصفة في تخفيض السكر فيجب العودة لتناول الأنسولين.

لا تكثر من المكسرات

من جانب آخر تعتبر المكسرات كاللوز، والفستق، والفول السوداني والبندق من الأطعمة الصحية والمفيدة، لاحتوائها على عدد من البروتينات التي يحتاجها الجسم، كما تحتوي على كميات من الدهون التي يمكن أن تزود الجسم بالطاقة اللازمة.

ولكن هل يعني كونها صحية، أن يأكل منها الفرد الكمية التي يشاء وقت ما يشاء، وما هي الحدود التي يجب على الفرد التوقف عندها في تناوله للمكسرات بأنواعها؟

تجيب اختصاصية التغذية ميلينا جامبوليس عن هذا التساؤل فتقول :"هذا التساؤل مهم جداً، فهي مسألة أتعامل معها يومياً، فالكثيرون ممن أضع لهم حميات غذائية يعتقدون أن الأطعمة الصحية يمكن أن نتناول منها الكميات التي نشاؤها دون خوف، وهذا اعتقاد خاطئ."

وتضيف جامبوليس: "مما لا شك فيه أن المكسرات غذاء صحي، باعتبارها مصدراً للدهون غير الضارة، والبروتين، والألياف وبعض الفيتامينات المهمة والمعادن، فالجوز واللوز أثبتا أنهما يعملان على التخفيف من الكولسترول في الدم." بحسب (CNN).

وتتابع :"ومع ذلك فالمسكرات تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة، بسبب ارتفاع نسبة الدهون فيها وقلة الماء، ما يعني أن تناولها يمكن بسهولة من زيادة السعرات الحرارية في الجسم، والذي يمكن أن يتسبب بزيادة وزنك، وزيادة مستوى الكولسترول في الدم."

وتوصي اختصاصية التغذية بما مقداره ربع كأس من المكسرات أو البذور يومياً، خصوصاً إذا كان الفرد يتبع حميات غذائية ويسعى لخفض وزنه، إلا إذا كان الشخص نباتياً، فذلك يعطيه فرصة لتناول كمية أكبر قليلاً من المكسرات.

وبسبب السهولة بالإفراط في تناول المكسرات، تنصح جامبوليس بتناول الأغذية الغنية بالماء، كالفواكه والخضار، والأغذية قليلة الدهون، وذلك عند تناول المكسرات.

ولتجنب تناول كميات كبيرة، تنصح خبيرة التغذية بتناول نصف كوب من المكسرات، مع الفواكه والسلطة، وبذلك يمكن للفرد أن يشعر أنه اكتفى من المكسرات دون أن يكون قد تناول كمية كبيرة.

العسل بديلاً مناسباً للسكر

من جهة أخرى يعتبر السكر الذي يتناوله الفرد في طعامه وشرابه أحد أهم مصادر الطاقة التي يتلقاها الجسم، ويصرفها في أنشطة الجسم المختلفة في عمليات البناء والهدم اليومي.

لكن الزيادة في تناول السكر قد تؤدي إلى مشاكل صحية، كالسمنة ومرض السكري، وبعض أنواع السرطان، ما جعل العديد من الناس يبحثون عن بدائل لهذا المصدر المهم لطاقة الجسم، فاتجه جزء منهم لأنواع أخرى من السكر تحوي سعرات أقل، ولكن هل يمكن أن يكون العسل بديلاً مناسباً؟

تشير الدكتورة ميلينا جامبوليس اختصاصية التغذية أن الأبحاث الحديثة تدل على أن الفرد يستهلك أكثر من 20 ملعقة من السكر يومياً وهو رقم كبير إذا ما قورن باحتياجات الجسم الفعلية من السكر، والتي لا تتجاوز 9 ملاعق. بحسب (CNN).

وأصدرت جمعية القلب الأمريكية دليلاً يحث الأفراد على عدم تناول أكثر من ست ملاعق من السكر يومياً للنساء، وتسع ملاعق للرجال، في الوقت الذي يصل استهلاك الفرد الأمريكي يومياً من السكر إلى 22.2 ملعقة.

لكنها ترى أن العسل قد لا يكون خياراً مناسباً ليحل محل السكر، فملعقة واحدة من العسل تحتوي على ما يعادل ثلاث ملاعق من السكر، ما يعني أنه يجب تناول ثلث عدد ملاعق السكر من العسل.

وعلى الرغم من احتواء العسل على مواد غذائية مختلفة عما يحتويه السكر، فإنه يتسبب في تأخير خفض الوزن، فلا ينصح للذين يتبعون حمية غذائية لتخفيف أوزانهم بتناول كميات كبيرة منه.

السلمون والشوفان وزيت الزيتون

كما يعتبر الغذاء الصحي من أهم العوامل المؤثرة في سلامة القلب، وأداء وظائفه بشكل صحيح دون أي اعتلال، فالأغذية التي تكثر بها الدهون مثلاً قد تؤدي إلى زيادة الكولسترول الذي قد يغلق الأوعية الدموية وبالتالي التأثير في عمل القلب.

وينصح الاختصاصيون بعدد من الأغذية الصحية والمفيدة لعضلة القلب، فيما يؤكدوا على الابتعاد قدر الإمكان عن أغذية بعينها، بحسب موقع health.com المتخصص بالصحة، والذي أورد أبرز الأطعمة الصحية للقلب. بحسب (CNN).

الشوفان: ينصح الأطباء بتناول الشوفان يومياً بسبب احتوائه على كميات كبيرة من أحماض أوميغا 3 الدهنية، وحمض الفوليك والبوتاسيوم، ويعتبر الشوفان مصدراً غنياً بالألياف التي تقلل من الكولسترول الضار بالجسم، وتحافظ على سلامة الشرايين.

السلمون: كالشوفان يتميز سمك السلمون باحتوائه على كمية كبيرة من أحماض أوميغا 3 الدهنية، ما يمكنه من أداء دور فعال في خفض ضغط الدم، كما يلعب دوراً مهماً في تخثر الدم، كما إن تناوله مرتين في الأسبوع يؤدي إلى خفض احتمال الإصابة بالنوبات القلبية بمعدل الثلث.

وينصح الأطباء بالسلمون البري، والابتعاد عن السلمون المنتج في المزارع، كما يمكن أن يكون سمك التونا والسردين بديلاً مناسباً لمن لا يحبون السلمون.

الأفوكادو: تؤدي إضافة قليل من الأفوكادو إلى سلطة السبانخ مثلاً، لزيادة كمية الدهون الصحية للغذاء، ولاحتوائه على الدهون الأحادية غير المشبعة، يستطيع أن يقلل من نسبة الكولسترول الضار وزيادة المفيد منه الجسم.

كما يساعد الجسم في امتصاص بعض أنواع الكاروتينويدات خصوصاَ "الكاروتين" و "ليكوبين" وهما ضرويان لصحة القلب.

زيت الزيتون: يعتبر زيت الزيتون واحداً من أكثر الأغذية فائدة للقلب، بسبب احتوائه الدهون الأحادية غير المشبعة، وهذا يتيح له التقليل من الكولسترول الضار، وزيادة الكولسترول المفيد، وهذا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

التمر قد يقي من أمراض القلب

على صعيد متصل اكتشف باحثون أن تناول التمر يوميا قادر على الوقاية من تصلب الشرايين الذي يعتبر من أهم مسببات النوبات والسكتات القلبية.

وخلص البحث الذي أجراه بروفيسور ميخائيل أفيرام من "معهد الهندسة التطبيقية - التخنيون" في حيفاء إلى أن إضافة حفنة من التمر إلى الحمية اليومية قادرة على خفض مستوى ثلاثي الغليسيريد في الدم دون أن ترفع مستويات السكر في الدم. بحسب (CNN).

ووجد العالم في مجال الكيمياء الحيوية أن تناول التمر من صنف "الحلاوي" يوميا لمدة أربعة أسابيع يستطيع تحسين جودة الدهنيات في الدم دون أن يرفع مستويات السكر.

والتمور التي تنمو في المناطق شبه الاستوائية والصحراوية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وكاليفورنيا وأستراليا غنية بالسكريات الطبيعية وفيتامينَي "أ" و"ب"، ويعتقد أن الثمرة تعد من أقدم الفواكه غير البرية في العالم.

وقد أجرى أفيرام وفريقه تجارب على 10 أشخاص أصحاء تناولوا حوالي 100 غرام من تمر "الحلاوي" يوميا لمدة 4 أسابيع.

وقد أظهرت نتائج الاختبار والتي نشرت على الشبكة الدولية ضمن مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية (Journal of Agricultural and Food Chemistry) هبوط مستويات ثلاثي الغليسيريد في الدم بنسبة 15 في المائة، فيما هبطت نسبة أكسدة الدهنيات بنسبة 33 في المائة.

ونقل الموقع الإلكتروني للخارجية الإسرائيلية عن أفيرام قوله: "إن الأكسدة عامل مركزي في ترسب الكولسترول على جدران الشريان. وحين تترسب هذه المادة تستطيع التسبب في تعطيل انسياب الدم باتجاه القلب أو الدماغ، وهي الظاهرة التي تؤدي بدورها إلى النوبة القلبية أو السكتة."

ويضيف أفيرام أن تقييم احتمالات إصابة المريض بأمراض القلب والأوعية الدموية لا يتم من خلال قياس كمية الكولسترول في الدم فحسب، بل أيضا عبر تقييم نوعية الكولسترول، وهذه النوعية تأخذ في التردي حين يتأكسد الكولسترول لتتكون فيه جزيئات تحمل خطر الإضرار به.

وجاءت النتائج بعد أن أمضى العالم  أكثر من 20 عاما في محاولة العثور على طرق للحيلولة دون تكون ترسبات الكولسترول وتفتيت ما تكوّن منها فعلا داخل الشرايين، أي لمنع الإصابة بمرض تصلب الشرايين الذي يتسبب في السكتات وأمراض القلب والتي تشكل بدورها عاملا رئيسيا في الوفيات في العالم الغربي، وذلك بالتركيز بشكل خاص على اكتشاف مضادات الأكسدة القادرة على خفض مستوى الكولسترول في الدم.

الفركتوز قد يرفع ضغط الدم

وأضافت دراسة علمية حديثة سبباً آخر قد يدعونا للتفكر ملياً قبيل تناول المزيد من المشروبات الغازية المحلاة، فلقد وجد بحث أمريكي أن الإكثار من تعاطي "الفركتوز"  قد تزيد من مخاطر الإصابة بضغط الدم.

ويدخل "عصير الذرة العالي في مركب الفركتوز" - High-fructose corn syrup في تركيب وصناعة العديد من المواد الغذائية والمشروبات الغازية.

وعصير الذرة العالي الفركتوز هو حلو المذاق، مثل السكروز، لكنه أرخص تكلفة وسعرا، لذلك فهو المفضل لدى منتجي المرطبات الذين تحولوا اليه في منتصف الستينيات، وقد تفوق الآن على السكروز كمحلي أساسي في وجبة الغذاء الأميركية.

وتزايد استهلاك الأمريكيين من مادة "الفركتوز" بنسبة 30 في المائة في الوقت الراهن عما كان عليه قبل 20 عاماً مضت، وهي المادة التي يحمل الباحثون الإكثار من تعاطيها ملامة "وباء" السمنة المتزايد، غير أن الأبحاث لم تجد رابطاً موثوقاً بين تعاطيها وارتفاع ضغط الدم.

لقد بدا الفركتوز كواحد من العوامل الغذائية الجيدة. وهو على الرغم من كونه من بين أبسط الكربوهيدرات، لكنه يملك مؤشراً سكرياً منخفضاً. بحسب (CNN).

والمؤشر السكري هو الأسلوب الذي يقاس فيه تأثير الطعام والشراب على مستويات السكر في الدم، فكلما كانت الأطعمة والمشروبات منخفضة المؤشر، كان ذلك أفضل بشكل عام.

واستندت الدراسة الجديدة، وقادتها د. ديانا جلال من "مركز كولورادو دينفر لعلوم الصحة" على متابعة 4528 شخصاً ليس لهم تاريخ بمرض ضغط الدم، وراقب الفريق العلمي كم الفركتوز الذي يتعاطاه كل فرد من المجموعة.

ولاحظ الباحثون أن الأفراد الذين تجاوز استهلاكهم من الفركتوز 74 غراماً في اليوم - أي ما يعادل 2.5 من المشروبات الغازية المحلاة - ارتفعت بينهم مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ما بين 28 في المائة إلى 87 في المائة، ويعتمد ذلك على مستويات ارتفاع ضغط الدم.

ولفت الباحثون إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث المستقبلية لتحديد إذا ما كان الإقلال من تعاطي الفركتوز سيخفض بدوره ضغط الدم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 8/تشرين الثاني/2009 - 9/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م