
الكتاب: التدبر الموضوعي في القرآن الكريم
المؤلف: الشيخ علي آل موسى
الناشر: دار كميل- لبنان
عدد الصفحات: 750 صفحة -قطع كبير
عرض: محمد حسن آل زايد
شبكة النبأ: التدبر الموضوعي في
القرآن الكريم، قراءة في المنهجين: التجميعي والكشفي، كتاب قيّم يحاول
ملأ فراغ شاغر في المكتبة الإسلامية بحقلها القرآني، تتلمس فيه اطلاعاً
وافراً وإحاطة واسعة، سُبكت بأسلوب سهل ممتنع، ولغة علمية رصينة،
ومنهجية فنية رشيقة، معالجاً مسألة التدبر الموضوعي عموماً، وكيفيتها
تحديداً، عبر فهم تحليلي رصين.
والكتاب من تأليف الباحث الإسلامي سماحة الشيخ علي آل موسى، ويقع في
750 صفحة من القطع الكبير، وصدر في طبعته الأولى 1430هـ/ 2009م عن دار
كميل (بيروت/ لبنان)، متضمناً لخمسة فصول.
وجاء الفصل الأول بمثابة مقدمات تمهيدية عامة للولوج للتدبر
الموضوعي، حيث بُيّن فيه الفرق بين التدبر والتفسير، وعُرضت التأكيدات
الشرعية والعقلية لضرورة التدبر، ثمّ أوضح الكتاب عبر مسح علمي كيف
فُهِم القرآن الكريم، إذ قد فُهم تارة بشكل تجريدي قشري، وأخرى بفهم
حكوي تاريخي، وثالثة بفهم مصلحي استغلالي، وأخيراً بفهم أجود وهو الطرح
الحيوي الواقعي النشط، موضحاً هيكلة كلّ فهم، وضارباً الأمثلة على كلّ
صعيد.
وأتبع ذلك بدراسة استكشافية تحليلية لأبرز مناهج التفسير القرآني،
ذاكراً تسعة أصناف، بدءاً من التفاسير النقلية والكلامية والفلسفية
والعرفانية والفقهية، وانتهاء إلى التفاسير اللغوية والعلمية
والتاريخية والاجتماعية، مسهباً في كلّ نوع، مبيناً أهمّ ملامحه، وأبرز
روّاده ونماذجه.
وينتهي الفصل الأول بذكر أنواع التفسير القرآني الخمسة: (تفسير
مفردات القرآن، التفسير الموضعي، التفسير الموضوعي [محلّ الدراسة]،
التفسير الارتباطي، التفسير الكوني).
وجاء الفصل الثاني ليسلط الضوء على منهجي التدبر الموضعي والموضوعي،
مستقصياً الجذر التاريخي الذي ظهر منه كلّ فرع، ومجلياً أوجه الاختلاف
بينهما، ومفسّرا لماذا شاع أحدهما [الموضعي] على حساب الآخر [الموضوعي]،
ومتناولاً الآثار السلبية لهذه الإثرة.
ومنها انطلق الكتاب لبيان التأصيل الشرعي للتدبر الموضوعي، ذاكراً
استدلالاته ومميزاته ومنطلقاته، ومعللاً بذلك سبب السير في هذا الدرب
الجديد/ القديم. وليفصِّل في الأخير المشكلات التي تواجه الباحث
الموضوعي.
ثمّ أفردت الدراسة زاوية ذُكر فيها قسما التدبر الموضوعي: التجميعي
والكشفي، حيث أوضِح أنّ الأول (التجميعي) يهتم بالتقاط الموضوع ضمن
كافة نطاق القرآن الكريم، بينما الآخر (الكشفي) يتناول لوحة قرآنية
معيّنة (آية، مقطع، سورة)، ويحاول عبرها استكشاف موضوع ما.. يتضمن تلك
المنطقة المحددة.
وتأتي بعد ذلك مجالات التدبر الموضوعي السبعة، والتي يستطيع الدارس
أن يجري فكرته في إحدى أقسامها، وهي: (الموضوع، المفردة، الأداة،
الأسلوب، السورة، الموضوع في سورة، المقالة التفسيرية).
أما نقطة الارتكاز فتتمثل في الفصلين الثالث والرابع، ولعلّهما
يمثلان الصلب والقطب الذي يدور حوله البحث، وقد خُصِّص الفصل الثالث
لمنهجية التدبر الموضوعي التجميعي، والذي يرى الكتاب بأنّها تمرّ عبر
سبع خطوات:
1- البحث عن المصطلح.
2- جمع الآيات.
3- فرز الآيات وترتيبها.
4- الاستفادة من الروايات.
5- الاستفادة من التفاسير.
6- التطبيق الخارجي.
7- استنباط الرؤية المتكاملة.
وقد أسهب في شرح كلّ نقطة، وبيّن خطوطها وخصوصياتها، وزوّد القارئ
بتطبيقات كثيفة لفهم أبعادها، وكيفية ممارستها، مما يعطي الكتاب مسحة
واقعية، وبُعداً دراسياً جذاباً.
وبشكل مواز تعرّض في فصله الرابع للقسم الآخر من التدبر الموضوعي
ألا وهو (الكشفي) أو ما يُعرف بـ (التدبر الموضعي الموضوعي)، وقد خصّه
بست خطوات، وهي:
1- الاستفادة من ممهدات النصّ [اسم السورة، فضلها، خصائصها، سبب
نزولها،..].
2- تحديد هدف السورة.
3- اكتشاف محور السورة.
4- تقسيم السورة إلى مقاطع.
5- اكتشاف الوحدة العضوية.
6- دراسة السورة كموضوع.
وبطبيعة الحال فقد أخذ كلّ خطوة بشكل عميق، وأسهب التفصيل في
مبانيها، وفوائدها، وما إلى هنالك.
ثمّ أسدل الستار على الكتاب بفصل خامس وأخير حول التطبيقات لمجالات
التدبر السبعة، وقد أفرد نموذجاً تطبيقياً لكلّ فرع على حدة. |