أنفلونزا الخنازير: توقعات لنهاية قريبة وغياب الرقم الحقيقي للمصابين

الوباء يحصد خمسة آلاف ضحية حول العالم اغلبهم من الأطفال

 

شبكة النبأ: في ظل غياب إحصائية علمية توضح أعداد المصابين بأنفلونزا الخنازير تصر بعض الجهات الطبية على توقعاتها بنهاية وشيكة للوباء، وبالرغم في تزايد اعداد الوفيات المسجلة خلال الفترة القليلة الماضية.

وقالت المنظمة إن معدلات الحالات المرضية التي برزت في أوروبا وآسيا خلال الأيام الماضية في تزايد، ما يدل على اقتراب موسم انتشار الأنفلونزا الدوري الذي يترافق مع فصلي الخريف والشتاء، وهي الفترة التي يتوقع أن يبلغ فيها انتشار فيروس H1N1 ذروته.

وفيات جديدة

حيث قالت المديرة العامة الزائرة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إن وباء انفلونزا الخنازير H1N1 سيصل إلى نهايته الطبيعية عندما يتم تحصين عدد كاف من الناس، وفي الأثناء، كشفت تقارير مختلفة عن تزايد انتشاره إضافة إلى تزايد عدد حالات الوفيات في عدد من الدول.

ففي العاصمة الكوبية، هافانا، قالت تشان إن تحصين عدد كاف من الناس سيؤدي إلى نهاية مرض انفلونزا الخنازير بصورة طبيعية.

وكشفت، في مؤتمر عقد في معهد الطب الاستوائي بيدرو كوري في هافانا، أن المزيد من لقاحات انفلونزا الخنازير سيتم توزيعها في أكثر من 100 دولة نامية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وذكرت تشان أن لقاحات الانفلونزا كانت جاهزة في أقل من ستة أشهر بسبب التعاون الدولي ودعوة منظمة الصحة العالمية إلى التضامن العالمي، بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا."

وأضافت أن منظمة الصحة العالمية تعتبر هذا الوباء "معتدل"، برغم أن الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة، مضيفة أن "العامل المسبب لم يتحور" ومقاومته للعقاقير المضادة للفيروسات "منخفضة جداً."

ووسط التفاؤل النسبي، وتوزيع اللقاحات في عدد من الدول، سجلت في روسيا الثلاثاء أول حالة وفاة نتيجة الإصابة بانفلونزا الخنازير في العاصمة موسكو، والرابعة على مستوى الدولة، إذ توفيت امرأة نتيجة الإصابة بهذا المرض.

كما أعلنت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية الروسية أيضا أن أنفلونزا الخنازير قتلت 3 أشخاص من سكان الشرق الأقصى الروسي، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."

وأعلنت السلطات المحلية في وقت سابق عن وفاة امرأتين، واحدة في التاسعة والعشرين من عمرها، والأخرى في الخمسين، بسبب أنفلونزا الخنازير، مشيرة إلى أنهما لم تغادرا منطقتهما إلى منطقة أخرى أو بلد آخر.

وكشفت الوكالة أن عدد المرضى بالانفلونزا في حالياً يبلغ نحو 400 شخص، وشفى منه حوالي 1000 مواطن، كما أفادت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية الروسية الثلاثاء.

وفي لبنان، أعلنت وزارة الصحة الثلاثاء عن وفاة امرأة في الثلاثين من عمرها، وحامل بشهرها الثامن بفيروس انفلونزا الخنازير، بعد أن وصلت إلى طوارئ مستشفى بيروت الحكومي الجامعي بحالة موت سريري من أحد مستشفيات البقاع بعد إصابتها بقصور رئوي حاد. بحسب(CNN).

وكانت منظمة الصحة العالمية قد رفعت عدد الذين قضوا جراء إصابتهم بفيروس H1N1 حول العالم، إلى خمسة آلاف شخص، في حين ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 414 ألف حالة مثبتة، معظمها في الدول الغربية.

وذكرت المنظمة في بيان لها أن الأعداد الحقيقية للمصابين قد تكون أكبر من ذلك بكثير، خاصة وأن العديد من الدول كانت قد أعلنت أنها توقفت عن إحصاء الحالات المسجلة على أراضيها، بسبب تزايدها السريع.

في الرياض، أعلنت وزارة الصحة السعودية إغلاق مدرسة ابتدائية جديدة للبنات مدة أسبوع بسبب انتشار فيروس انفلونزا الخنازير بين طالباتها.

وأوضحت الوزارة في بيان لها " إنه تم تعليق الدراسة مدة أسبوع في مدرسة شرق الرياض بلغت حالات الإصابة بالفيروس بين طالباتها 10 في المائة، وهي النسبة التي تشكل "النصاب" لتعليق الدراسة في أي مدرسة إلى جانب حدوث حالة وفاة، لمدة أسبوع أو سبعة أيام.

وكانت الوزارة قررت إغلاق مدرستين السبت الماضي بسبب تسجيل حالتي وفاة فيهما لطالب وطالبة سعوديتين فيما بلغ عدد الوفيات بالمرض نفسه، 45 حالة.

وفي اليمن، وصل عدد حالات الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير في اليمن إلى 1618 حالة منها 1102 حالة مخالطة ظهرت عليها أعراض المرض و516 حالة مؤكدة فضلا عن تسجيل 16 حالة وفاة بسبب هذا المرض، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية "وام."

وعلق اليمن الدراسة في ثلاث مدارس وأربعة فصول اكتشفت فيها حالات إصابة. وفي العراق، أعلن وزير الصحة العراقي، صالح مهدي الحسناوي، وجود 257 حالة إصابة بمرض انفلونزا الخنازير في عموم العراق، منها سبع حالات لأجانب.

وفي المغرب، ارتفع عدد الإصابات بانفلونزا H1N1 بين الطلبة إلى 90 إصابة، وتم إغلاق ثلاث مدارس بشكل احترازي، اثنتان منها في الدار البيضاء وثالثة في مدينة فاس.

الخطوة استباقية

من جهته أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حالة الطوارئ القومية جراء أنفلونزا الخنازير، بعد توقيعه بياناً بهذا الشأن.

وقال أوباما في بيانه: "وباء فيروس H1N1 يواصل التحور، ومعدلات الإصابة بالمرض ترتفع بوتيرة مطردة في أنحاء البلاد قد تثقل كاهل موارد الرعاية الصحية."

وتابع: "إدراكاً منا باستمرار تقدم الوباء، ولدفع الاستعدادات لأبعد مدى، اتخذنا المزيد من الخطوات لتسهيل كيفية  استجابتنا."

وشرح مسئول أمريكي، رفض تسميته، أن إعلان الطوارئ "تدبير احترازي وليس تجاوباً لأي تطورات جديدة."

وأكد آخر، بدوره طلب عدم الإفصاح عن هويته، بأن الخطوة "لا ترتبط بعدد الإصابات" بل "لمنح الحكومات الاتحادية المزيد من السلطات لمساعدة الولايات" بإزاحة المتطلبات البيروقراطية - من حيث توفير العلاج للمريض ونقل الأجهزة حين تستدعي الضرورة."

ولفت إلى أن الخطوة ستتيح لوزيرة الصحة والخدمات الإنسانية، كاثلين سيبليس، "تأجيل أو تعديل متطلب محددة مؤقتاً" لمساعدة منشآت الرعاية الصحية سن خطط طوارئ للتعامل مع الوباء." بحسب(CNN).

وقال البيت الأبيض إن الإعلان سيجعل من السهل للمنشآت الطبية في البلاد التعامل مع زيادة عدد مرضى الأنفلونزا من خلال السماح بإلغاء بعض متطلبات برامج التأمين الصحي الفيدرالية مثل "ميديكير" و"ميديكايد" والبرامج الفيدرالية الأخرى.

ومنذ ظهور "أنفلونزا الخنازير" أو "H1N1" لأول مرة في إبريل/نيسان، أصيب الملايين في الولايات المتحدة بالمرض الذي استدعي ملازمة 20 ألف مريض، على الأقل، المستشفيات، وتسبب في هلاك أكثر من ألف شخص، وفق توماس فريدان، مدير "مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض."

وقال فريدان إن انتشار الوباء في 47 ولاية سمة مؤشر على بلوغ الأنفلونزا الموسمية ذروته، إلا أن المسؤول نبه إلى أن بلوغ المرض ذروته في هذا الوقت من العام أمر "استثنائي للغاية."

وباء خارج السيطرة

في سياق متصل كشف روبين جورنا، رئيس الجمعية العالمية للإيدز، في مقابلة مع بي بي سي أن تحول "HIV" المسبب للإيدز قد بات خارج نطاق السيطرة في روسيا، وحث السلطات المختصة على عمل المزيد لمنع تفشي الفيروس في أوساط حوالي مليوني شخص جدد من متعاطي المخدرات في البلاد.

وكان جورنا يتحدث قُبيل انطلاق أعمال مؤتمر دولي حول مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) سيُعقد في العاصمة الروسية قريبا.

ويُعتقد بأن أكثر من مليون شخص مصابين بـ "HIV" في روسيا في الوقت الراهن، ويمثل هذا الرقم زيادة كبيرة في عدد الإصابات بالفيروس خلال السنوات العشر المنصرمة.

والغالبية القصوى من المصابين بالفيروس في روسيا هم ممن تقل أعمارهم عن 30 عاما، وقد أُصيب معظمهم بسبب اشتراكهم باستخدام المحاقن (الإبر) التي يستخدمها متعاطو المخدرات لحقن أنفسهم بالهيروين.

ووفقا لنفس التقديرات، فإن هنالك حوالي مليوني شخص في البلاد ممن يتعاطون المخدرات عبر حقنها بالوريد، ويرى المراقبون أن تلك هي نتيجة تدفق كميات كبيرة من الهيروين من أفغانستان إلى داخل روسيا.

وسيسعى خبراء دوليون خلال مؤتمر موسكو المرتقب إلى إقناع الحكومة الروسية بإلغاء القوانين التي يقولون إنها تؤدي إلى عرقلة الجهود الرامية إلى تخفيض معدلات العدوى بفيروس "HIV" في البلاد.

يُشار إلى أن الحكومة الروسية لا تقوم بتمويل أي برامج لاستبدال الإبر التي يستخدمها متعاطو المخدرات لحقن أنفسهم.

ويؤدي مثل هذا الأمر إلى ظهور مخاوف، وذلك لأن المانحين الدوليين هم من يقومون بتمويل برامج الوقاية الكبيرة في روسيا خلال الوقت الراهن.

إلا ان المانحين سيضطرون إلى إيقاف تمويل مثل تلك البرامج، وذلك لأن روسيا تُعتبر الآن بلدا معظم سكانها من متوسطي الدخل، ولا تود بالتالي تلقي مساعدات مالية من الخارج.

5 آلاف ضحية

رفعت تقديرات منظمة الصحة العالمية عدد الذين قضوا جراء إصابتهم بفيروس H1N1، المسبب لمرض "أنفلونزا الخنازير"، حول العالم، إلى خمسة آلاف شخص، في حين ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 414 ألف حالة مثبتة، معظمها في الدول الغربية.

وذكرت المنظمة في بيان أصدرته الجمعة، لعرض تطور الفيروس، أن الأعداد الحقيقية للمصابين قد تكون أكبر من ذلك بكثير، خاصة وأن العديد من الدول كانت قد أعلنت أنها توقفت عن إحصاء الحالات المسجلة على أراضيها، بسبب تزايدها السريع.

وبحسب بيان منظمة الصحة العالمية، فقد دخلت أيسلندا والسودان وتريننداد وتوباغو قائمة الدول التي تسجل أولى الوفيات بهذا المرض على أراضيها خلال الأسبوع الماضي، بينما أعلنت منغوليا ورواندا وساوتومي وبرنسيب عن أول إصابات لديها.

وقالت المنظمة إن معدلات الحالات المرضية التي برزت في أوروبا وآسيا خلال الأيام الماضية في تزايد، ما يدل على اقتراب موسم انتشار الأنفلونزا الدوري الذي يترافق مع فصلي الخريف والشتاء، وهي الفترة التي يتوقع أن يبلغ فيها انتشار فيروس H1N1 ذروته.

أما في الدول الاستوائية، فأعداد الذين يتقدمون مشيرين إلى تعرضهم لأمراض في الجهاز التنفسي في تراجع، وذلك باستثناء دول مثل كوبا وكولومبيا والسلفادور، في حين تبقى أوضاع الدول الواقعة جنوبي خط الاستواء مستقرة. بحسب(CNN).

وفي الإطار عينه، أشارت أرقام لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض الأمريكي أن نصف الذين دخلوا مستشفيات البلاد جراء إصابتهم بأنفلونزا الخنازير هم من الأطفال أو الشبان دون 25 عاماً.

وأضاف المركز أن ربع الوفيات التي حصدها المرض في الولايات المتحدة تنتمي لهذه الفئة أيضاً.

اختبار لقيم العدالة

من جانبها أبدت منظمة الصحة العالمية تفاؤلا حذرا حول مستقبل وضع فيروس H1N1 كوباء في العالم غير أنها حذرت في الوقت ذاته من سمات مقلقة أبرزها إصابة الفيروس لفئات أقل سنا مما يشكل خطورة على الصحة العامة، لاسيما في البلدان النامية ذات النظم الصحية الضعيفة.

وقالت المنظمة إن "الوباء ينتشر في عالم تتباين فيه مستويات الدخل وتتفاوت فيه سبل إتاحة الرعاية الصحية مما يجعل من هذا الوضع اختبارا أساسيا للعالم في ما يتعلق بقيم الإنصاف والعدالة والتضامن."

وطغت التهديدات المرتبطة بانتشار فيروس أنفلونزا الخنازير والآفاق التي تفتحها اللقاحات الجديدة على أشغال الدورة 56 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط التي افتتحت أعمالها الاثنين بمدينة فاس المغربية، والتي تبحث عددا من القضايا الصحية والوبائية من قبيل التهاب الكبد الوبائي وأمراض السرطان وتأثيرات حوادث السير على الصحة العامة في المنطقة. بحسب(CNN).

وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إن الحالة الوبائية لفيروس أنفلونزا H1N1 لا تزال مطمئنة بمجملها، حيث الغالبية العظمى من الحالات تعاني من إصابات متوسطة تشفى تماما خلال أسبوع واحد، وتقريبا بدون شكل من أشكال المعالجة الطبية، كما أنه لا توجد علامات وبائية وفيروسية تدل على أن الفيروس حقق طفرة تجعله أشد ضراوة.

وفي المقابل، حذرت تشان من بعض السمات المقلقة للفيروس الذي يصيب ويقتل فئات عمرية أحدث سنا، إذ بينما تخلف إصابات الأنفلونزا الموسمية 90 في المائة من الوفيات في صفوف المسنين ضعاف البنية والصحة، فإنه في ظل الموجة الحالية من الأنفلونزا، تبقى الوفيات في صفوف من تتجاوز أعمارهم 50 عاما نادرة نسبيا.

وأقرت تشان بأن الفيروس الجديد تسبب، بالنسبة لمجموعة صغيرة من المرضى، في اعتلالات شديدة الوطأة، تميزت بالإصابة بالالتهاب الرئوي الفيروسي الأولي، وتدهور سريري شديد السرعة، ذلك أن حالة المرضى تتطور خلال 24 ساعة من حالة طبيعية للنظام التنفسي إلى الإصابة بفشل في العديد من الأعضاء.

وفي إشارة إلى الوضع الوبائي المقلق في البلدان النامية، أشارت المسئولة الدولية إلى أن إنقاذ الأرواح يتوقف على سرعة الاستفادة من معالجة تخصصية عالية المستوى في مرافق متخصصة على مستوى عال، وهو ما يندر في هذه البلدان.

ورحبت من جهة أخرى بتبرع تسعة بلدان، على غرار الولايات المتحدة، بجزء من حصتها من اللقاحات المضادة للفيروس للبلدان النامية، كما تبرعت الشركات الصانعة للقاح بملايين الجرعات منه، مسجلة أن الإمدادات الأولى الممنوحة من الدواء المضاد للفيروس وصلت إلى 121 بلدا.

وفي ندوة صحافية على هامش افتتاح الدورة، حذر زهير حلاج المستشار الخاص للمدير الإقليمي للمنظمة العالمية للصحة بشرق المتوسط، من أن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس وإن ظل محدودا في المنطقة حتى الآن، يبقى مرشحا للارتفاع مع اقتراب الموسم الذي تنشط فيه فيروسات الأنفلونزا الاعتيادية.

وبخصوص اللقاحات ضد المرض، التي دخلت طور التسويق عالميا، قال كيجي فوكودا مساعد المديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة إنه لم يثبت حتى الآن وجود آثار جانبية سلبية للقاح الحالي مؤكدا أن المنظمة تولي اهتماما خاص لتوفير اللقاحات بالنسبة للدول الأقل تقدما بأسعار مناسبة.

وفضلا عن تحدي الفيروس يناقش وزراء الصحة في 22 بلدا في منطقة شرق المتوسط، ولفيف من الخبراء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، جدول أعمال مكثف يشمل قضايا وبائية مختلفة في مقدمتها مكافحة السرطان والوقاية منه وحوادث المرور على الطرق وتحسين أداء المستشفيات ومكافحة التدخين ومدونة توظيف العاملين الصحيين على المستوى الدولي والتحدي المتزايد لالتهابات الكبد الفيروسي "بي" و"سي" في منطقة شرق المتوسط.

شكوك بشأن نجاح اللقاح

من جانبهم عبََّر باحثون عن تزايد شكوكهم بشأن النتائج التي يمكن أن يفضي إليها الاختبار الذي أُجري مؤخرا بهدف إنتاج لقاح جديد فعال لفيروس نقص المناعة عند البشر (HIV)، المسبب لمرض نقط المناعة المكتسب (AIDS).

فقد قال بعض الخبراء إن لديهم شكوكا حيال اللقاح المذكور، لا سيما وأن الباحثين لم يتمكنوا حتى من مجرد الإشارة إلى الكيفية التي عمل بها اللقاح.

يُشار إلى أن الباحثين الذين أجروا تجربة ضخمة في تايلاند على مزيج من عدة لقاحات كانوا قد أشاروا في وقت سابق إلى أن المركَّب الطبي الجديد قد بدأ على ما يبدو يعطي أثرا وقائيا على المتطوعين المشاركين وبمعدل 31 بالمائة.

كما أعلن الجيش الأمريكي والحكومة التايلندية، الراعيان الشريكان للاختبار الجديد، إن النتيجة التي تم الإعلان عنها لم تحدث بالصدفة المحضة، بل كانت لها أهميتها الكبيرة .

وشارك في التجربة، وهي أكبر اختبار سريري في العالم لإنتاج لقاح جديد لفيروس (HIV)، حوالي 16 ألف شخص تراوحت أعمارهم بين 18 و30 عاما.

وتبين أن من بين المتطوعين الـ 8 آلاف، الذين أُعطوا مركب اللقاح الجديد، خرج 51 شخصا فقط مصابا بالفيروس، بينما أُصيب 71 شخصا ممن أُعطوا لقاحا وهميا.

ومع أن الفرق بين الرقمين (أي بي 51 و74) كان صغيرا، إلاَّ أن سيث بيركلي من جمعية المبادرة الدولية للقاح الأيدز، رأى أن النتيجة كانت بمثابة الخبر السارّ والمثير، والإنجاز العلمي الهائل.

وقال بيركلي: لقد حصلنا الآن على لقاح تحت التجربة، وسوف يكون على ما يبدو له أثر وقائي على البشر، وإن كان جزئيا.

إلا أنه يُعتقد أن يؤدي نشر معلومات جديدة خلال مؤتمر علمي يُعقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الثلاثاء، إلى زيادة الشكوك بجدوى ما جاء بشأن مشروع اختبار اللقاح الأمريكي-التايلاندي المشترك.

فمن المتوقع أن يقدم الباحثون خلال لقائهم اليوم في باريس تصنيفا وتحليلا مفصلا للقاحات فيروس (HIV) في العالم.

فقد قال جاس كايرنس، وهو خبير يعمل في جمعية NAM الخيرية البريطانية للمعلومات المتعلقة بفيروس HIV : كانت هذ الدراسة الخاصة في وضع صعب تطلب منها إعطاء نتيجة تكتسب أهمية إحصائية فحسب.

وأردف بقوله: هذا يعني أن هنالك واحدة من أصل كل 26 فرصة لأن نحصل على نتيجة تنجم عن الصدفة المحضة، وهذا قد لا يكون له أثر على أي شيء على الإطلاق.

وختم بالقول: ذلك أمر صعب. كما أن هنالك ثمة تحليلا يعتمد على الحسابات الجزئية لهذه الدراسة، ومفاده أنه إذا نظرت فقط إلى أولئك الأشخاص الذين التزموا بشكل صارم بالنظام، أي واظبوا على تناول جرعاتهم من اللقاح بشكل كامل، فإن النتيجة لن تصبح ذات أهمية إحصائية.

والمشكلة هي أن الأعداد الأولية التي أُعطيت لعدد الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى شملت كل أولئك الذين التقطوا فيروس (HIV) حالما بدأت التجربة، بمن في ذلك أولئك الذين أُصيبوا به طوال فترة أشهر الاختبار الستة.

ولكن، في حال تم استثناء هؤلاء، كما جرت عليه العادة في الكثير من الاختبارات، فإن الأعداد سوف تتبدل، وبالتالي تتغير معها المزاعم بالحصول على نتيجة وقائية.

وكان العديد من العلماء قد شعروا بالانزعاج لأن المعلومات الأولية التي أُعطيت بشأن الاختبار جاءت عبر مؤتمر صحفي، وليس عبر نشرها كتلخيص لبحث في مجلة متخصصة.

إلا أن الدكتور ألاند بيرنشتاين، المدير التنفيذي للمشروع العالمي للقاح فيروس (HIV)، فإن القضية ليست هي كيفية طرح المعلومات وإيصالها إلى العامة، بل الأهم هو ما تنطوي عليه تلك المعلومات.

وقال بيرنشتاين: في نهاية اليوم، ما يهمني هو ما يجري على المدى البعيد. فإن لم يصمد مثل هذا العمل، فلا بأس عليك، فلن نسمع أي شيء عنه فيما بعد.

وختم بالقول: وإن صمد وحقق نجاحا، فإننا سوف نعلم عنه في غضون الأسابيع والأشهر المقبلة، وعندها سوف يكون إسهاما هاما. وهكذا، لن يكون من المهم على المدى البعيد أن نسمع بذلك في الرابع والعشرين من سبتمبر/أيلول أم في الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، فالأمر سيَّان بينهما.

شائعات وشكوك وحقائق

وفي وقت ينتظر فيه العالم بفارغ الصبر، مطعوم أنفلونزا الخنازير، فإن جدلا طبيا وشعبيا يدور حول سلامة ذلك اللقاح ونجاعته، خصوصا أن الشركات المنتجة قالت إنها لا تضمن الآثار الجانبية له في المستقبل.

وتقول السلطات الصحية في معظم دول العالم، إنها تبحث بدقة، المخاطر والمنافع المعروفة والمشتبه فيها المرتبطة بكل لقاح قبل الترخيص به، غير أن تقارير إعلامية شككت في سلامة المطعوم.

وتداول الناس في عدد من الدول العربية رسائل بالبريد الإلكتروني، والهاتف المتحرك، تحذر من لقاح أنفلونزا الخنازير، وتربطه بأمراض عديدة وآثار جانبية كارثية، في وقت يقول فيه أطباء إنهم ينتظرون المزيد من المعلومات حول اللقاح.

لكن منظمة الصحة العالمية تقول إن "حصيلة التجارب التي تم إجراؤها حتى الآن على اللقاح الجديد تضمن الدرجة نفسها من السلامة التي تكفلها لقاحات الأنفلونزا الموسمية،" لافتة إلى أن "الآثار الجانبية ستكون مطابقة لما يُلاحظ عند إعطاء المطاعيم الموسمية."

وقال بيان للمنظمة إن "من الآثار الجانبية الشائعة تفاعلات في موضع الحقن (ألم وتورّم واحمرار) ومجموعة من التفاعلات المحتملة (الحمى والصداع والألم العضلي أو المفصلي)."

ونوه خبراء المنظمة إلى أن تلك الأعراض "غالباً ما تكون معتدلة ومحدودة ذاتياً ولا تدوم أكثر من يوم أو يومين لدى جميع من يتلقون اللقاحات تقريباً."

إلا أن هؤلاء الخبراء يؤكدون أنه "من غير الممكن، حتى وإن تم اللجوء إلى تجارب سريرية واسعة النطاق، تحديد التفاعلات النادرة التي تحدث عند إعطاء اللقاحات المضادة لأنفلونزا الخنازير لعدة ملايين من الناس."

وتوصي منظمة الصحة العالمية جميع البلدان التي تعطي اللقاحات المضادة للجائحة بإجراء "رصد مكثّف في مجال السلامة والإبلاغ عن الأحداث الضارة."

وفي أيار/مايو الماضي، أشارت تقديرات منظمة الصحة إلى أنّ قدرة العالم الإنتاجية ستناهز، في أفضل الأحوال، خمسة مليارات جرعة في العام تقريباً. وتمت، منذ ذلك التاريخ، إتاحة معلومات أفضل بشأن المردود الإنتاجي وتركيبة اللقاح المناسبة.

ولن تكون تلك الإمدادات كافية لتغطية مجموع سكان العالم البالغ عددهم 6.8 مليار نسمة والذين سيصبح كل منهم تقريباً عرضة للعدوى بفيروس جديد وسريع، بينما أن الطاقة العالمية لإنتاج لقاحات الأنفلونزا تتسم بمحدوديتها كما أنّه يتعذّر رفعها بسهولة.

وقد تعاقدت البلدان الغنية، مع صانعي اللقاحات للحصول على ما يكفي من إمدادات لتغطية احتياجات جميع سكانها، غير أنّ معظم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تفتقر إلى الموارد المالية اللازمة للدخول في منافسة على الحصة الأولى من الإمدادات المحدودة.

وتقدمت مصر باحتجاج رسمي إلى سكرتير عام الأمم المتحدة، بان كي مون، طالبت فيه بتوزيع عادل لمطعوم أنفلونزا الخنازير، وذلك من خلال خطاب مشترك لوزارتي الصحة والخارجية، قالتا فيه إن اللقاح لا يوزع بعدالة بين الدول الفقيرة والغنية.

وقال وزير الصحة المصري، حاتم الجبلي إن الدول الغنية تحصل على جميع احتياجات سكانها من هذه الأمصال بينما الدول النامية والفقيرة لا تحصل على الحد الأدنى من احتياجاتها.

وحذر المواطنين المصريين من تناول عقار "تاميفلو" وكذلك اللقاح الواقي من أنفلونزا الخنازير المهرب بطرق غير شرعية، مؤكدا أن الوزارة هي الجهة الوحيدة المسئولة في مصر عن توفير العقاقير والأمصال الواقية من أنفلونزا الخنازير.

الكنديين يرفضون التلقيح

من جهة أخرى تراجع عدد الكنديين الذين أكدوا أنهم سيقبلون باللقاح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير (اتش1 ان1) وقال معظمهم إنهم يرفضون ذلك بحسب استطلاع نشرت نتائجه في حين أطلقت حملة تلقيح في كافة أنحاء كندا.

وقال 49% من الكنديين فقط انهم سيتلقون اللقاح في حين كانت نسبتهم 62% في تموز/يوليو بحسب استطلاع اجراه معهد "ستراتيجيك كاونسل" لحساب صحيفة "ذي غلوب اند مايل" وقناة سي تي في الخاصة.

في المقابل اكد 51% انهم يوافقون على اللقاح، في ارتفاع مقارنة مع نسبة ال38% التي سجلت في تموز/يوليو بحسب دراسة شملت الف كندي اجريت بين 22 و24 تشرين الاول/اكتوبر.

وكان سكان الكيبك الاكثر تشكيكا في لقاح اتش1 ان1 اذ ان ستة من كل عشرة من سكان المقاطعة لا يعتزمون اللقاح ضد الفيروس.

وترى غالبية الكنديين (59%) ان فيروس انفلونزا الخنازير ليس اخطر من الانفلونزا الموسمية ويعتبر 7% منهم فقط انها قاتلة حتى وان توفي حتى الان 86 شخصا في كندا من جراء الفيروس منذ الربيع الماضي.

والفئة العمرية التي تراوح ما بين 18 و34 سنة (64%) هي التي ترفض التلقيح في حين ان الاشخاص الذين تزيد اعمارهم عن خمسين سنة يؤكدون انهم يريدون التلقيح ضد الفيروس (60%). بحسب فرانس برس.

وتعارض 56% من النساء التلقيح ضد الفيروس في حين يعارض 47% من الرجال ذلك. ويرى 78% من الكنديين ان الاعلام "ضخم" الخطر الذي يشكله مرض انفلونزا الخنازير وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع نسبة ال68% في تموز/يوليو الماضي. الا ان 63% من الكنديين يؤكدون انهم يتخذون تدابير وقائية ضد الفيروس في حين كانت نسبتهم 46% في تموز/يوليو.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/تشرين الثاني/2009 - 4/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م