آخر الصيحات في عالم التكنولوجيا المتقدمة

رادار يخترق الجدار... وتلفزيونات ثلاثية الأبعاد

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: بوتيرة متزايدة السرعات تطل علينا بين الفينة والاخرى تقنيات واجهزة مبتدعة عكف مصنوعها على التميز واضفاء كل ما هو جديد في هذا العالم الخاص.

فخلال التقرير التالي سوف نطلع على آخر الصيحات في عالم التكنلوجيا المتقدمة، بالاضافة الى افضل المبتكرات المساعدة على تعزيز سبل الرفاهية لدى الانسان

التلفزيونات الثلاثية الأبعاد

حيث أعلنت كل من شركتي "سوني" و"باناسونك" للتقنيات بأنها ستغزو البيوت بأنظمة التلفزيونات التي تبث صورا ثلاثية الأبعاد قريبا، وذلك بعد أن كانت هذه التقنية محصورة بعالم دور العرض السينمائية دون غيرها، في خطوة ستغير كيفية رؤيتنا للشاشة الصغيرة للأبد.

وقال نائب الرئيس التنفيذي في "باناسونك،" روبرت بيري، بأنه بهذه التقنية "سيصبح التلفزيون وكأنه مشهد حقيقي، وهذا هو الحد الجديد للتقنية"، مقارنا التحول من التلفزيونات ثنائية الأبعاد إلى نظيرتها الثلاثية، بأنها ثورة تشبه تحول صورة شاشة التلفزيون من الأبيض والأسود إلى صورة ملونة.

وذكرت تقارير أن قناة ESPN ، تسعى نحو تصوير أحداث رياضية بشكل ثلاثي الأبعاد، باستخدام كاميرات ذات عدستين، مما يجعل اللاعبين يبدون وكأنهم يقفزون خارج الشاشة أثناء البث عبر التلفزيون الثلاثي الأبعاد. بحسب (CNN).

ورغم أن صناع هذا النوع من التلفزيونات لم يفصحوا كثيرا عن تفاصيل منتجاتهم الجديدة، التي تتطلب أجهزة تلفزة جديدة ومحتويات بث ونظارات ثلاثية الأبعاد حديثة لمشاهدتها، فإن الخبراء لا يتوقعون أن تكون أسعارها أعلى بكثير، عند نزولها عام 2010 للأسواق، من الأنواع السابقة.

وقامت كل من شركتي "سوني" و"باناسونك" بعرض تلفزيوناتها الجديدة لـCNN، في معرض للتقنية بمدينة أتلانتا في ولاية جورجيا الأمريكية، حيث تتطلب مثل هذه الأجهزة استعمال "نظارات فعالة" وتلفزيونات ذات معدلات عالية لانتعاش الصورة حتى الوصول إلى نتائج المشاهدة المطلوبة.

وستعمل هذه الأجهزة عبر تناوب صورتين، واحدة للعين اليسرى والأخرى لليمنى، على التلفزيون بسرعة، وستقوم مغلاقات الرؤية (shutters) على النظارات الثلاثية الأبعاد، بتبديل رؤية المشاهد من العين اليسرى إلى اليمنى بنفس المعدل، أي بـ120 هيرتز أو 240 هيرتز للصور مع بعضها البعض.

وشبه مدير قسم المحتويات بسوني ، جون وايكوف، النظارات بأنها مثل "الستائر المعدنية: تفتح ثم تغلق، ثم تفتح فتغلق ثم تفتح وهلم جرا."

وعبّر بعض الخبراء عن خشيتهم من البث الثلاثي الأبعاد والذي يتطلب ضعف البيانات التي يحتاجها البث العادي يحيث من الممكن أن يرسل عرض حزمة ترددات لن تتمكن التلفزيونات من تحمله.

ويرى البعض أن الرسوميات (graphics) والنظارات الثلاثية الأبعاد لن تجد لنفسها مكانا بسهولة في غرف المعيشة بمنازل الولايات المتحدة، معتبرين أن هذه التقنية لا تزال في بدايتها، وأنها لم تتطور بما فيه الكفاية.

رادار يخترق الجدران

من جانبها عرضت شركة " كامبريدج كونسلتنت" المتخصصة بالتصميم والتطوير آخر اختراعاتها من الأجهزة الحديثة التي تحمل أفكاراً فيها من الإبداع ما يكفي لأن تحتل حيزاً كبيراً في الأسواق عند إطلاقها، أبرزها الرادار الخارق للجدران، وشريحة مراقبة جسم الإنسان والراديو المكعب.

وبين الاختراعات أيضاً أجهزة للتحكم بالكومبيوتر باستخدام موجات الدماغ، وذلك عبر نظام قادر على قراءة تلك الموجات وترجمتها لأوامر لجهاز الكمبيوتر، بهدف تمكين الأشخاص المصابين بالشلل الكامل من التواصل مع الآخرين، دون الحاجة لزراع أقطاب كهربائية في الدماغ، وبكلفة أقل. بحسب (CNN).

ومن أبرز التحديات التي تواجه هذا الاختراع، هو إيجاد وسيلة آمنة وعملية، لتثبيت هوائي أو جهاز استشعار على رأس الشخص، ليتمكن من إرسال واستقبال الموجات الخاصة، لأن أي تغير في الاتجاه قد يؤثر على عمل الجهاز.

الراديو المكعب : ويهدف هذا الاختراع الجديد إلى تسهيل استخدام جهاز الراديو دون أي تعقيد أو أزرار، إذ يحتوي على أربع محطات إذاعية فقط، وللاختيار من بينها ما عليك إلا تحريك الراديو بأكمله إلى المحطة التي تريدها، وإذا أردت أن ترفع الصوت مثلاً حرك الراديو إلى الأعلى، أو إلى الأسفل لخفض الصوت.

استغرق تجهيز المنتج حوالي تسعة شهور منذ الفكرة وحتى النهاية، وفقاً للشركة المنتجة، "كامريدج كونسلتنت و آرمور غروب"، ومن المتوقع طرح المنتج الجديد في الأسواق في عطلة عيد الميلاد القادمة.

شرائح لمراقبة جسم الإنسان : وهي عبارة عن شرائح إلكترونية تزرع في جسم الإنسان، يتمكن الطبيب عبرها من مراقبة العمليات الأيضية في الجسم، ومراقبة درجة الحرارة وضغط الدم وغيرها.

وأبرز المعوقات التي يمكن أن تعترض هذه الشرائح، هي طبقة الجلد السميكة أو طبقات الدهون لدى الناس المصابين بالسمنة، لأنها ستحجب الإشارة اللاسلكية التي تؤمن الاتصال بين الشريحة في الجسم، ونظام المراقبة عند الطبيب.

رادار خارق للجدران : إذ يحتاج رجال الشرطة والقوات الخاصة مشاهدة ما خلف الجدران، أثناء العمليات التي ينفذونها، لذلك تم العمل على الجهاز الجديد، وهو رادار محمول باليد، يمكن الشرطة من مشاهدة ما يدور في الغرفة أو المبنى.

ويستطيع الجهاز إظهار ما يقع خلق الجدران الإسمنتية، كما إن حساسيته تمكنه من التقاط أصوات أنفاس الموجودين خلف الجدران، ويمكن من خلاله التقاط الصور من زوايا مختلفة، كما يمكن التحكم بعد عن بعد.

غواصات لاستخدام الأفراد

كما سيتم قريباً تصنيع جيل جديد من الغواصات القادرة على الانطلاق من على سطح يخت، لتكون اختراعاً جديداً سيؤدي إلى اكتشاف المزيد حول الحياة البحرية، بالنسبة لهواة الغوص، وذلك بسبب قدرة الغواصة على الوصول إلى مسافة 37 ألف قدم تحت سطح الماء، وبسرعة تصل إلى 400 قدم في الدقيقة.

وقام بتصميم الغواصة، المصمم الشهير غراهام هوكس، والذي يعمل حالياً على تصنيع نموذج تجاري أكبر من هذا النوع من الغواصات.

ويعمل هوكس في تصميم الغواصات منذ ستينيات القرن الماضي، إذ عمل مع القوات الخاصة البريطانية، ثم عمل في شركات النفط، ويقوم الآن بتصميم غواصات وبيع تصاميمه للأثرياء.

وقال هوكس :"إذا كان لديك المال لشراء يخت عملاق، والبقاء محدوداً فوق سطح الماء، فأنت تضيع وقتك، هذا هو المبدأ الذي أعمل به." بحسب (CNN).

وكان المغامر الملياردير ستيف فوسيت، قد طلب من هوكس أن يقوم بتصميم غواصة له قادرة على الوصول لأعماق كبيرة، لكن فوسيت توفي قبل أربعة أسابيع من تسلمه للغواصة.

لكن الثري الآخر توم بيركينز طلب من هوكس تصميم غواصة قادرة على الغوص لألف قدم، والتي سماها "Deep Flight Superfalcon" والتي كانت تكلفتها 1.5 مليون دولار، وذلك ليحملها على يخته العملاق "Maltese Falcon".

وفيما يعتبر الكثيرون أن هذه الغواصات، تعتبر ألعاب الأغنياء بسبب ارتفاع ثمنها، يرفض هوكس هذه التسمية ويقول: "إنها كمركبة فضائية، لا أحب من يقول عنها لعبة."، ويسعى هوكس أن يقدم للعلماء بدائل مناسبة، وبأسعار أقل، للمركبات التي يستخدمونها لاستكشاف عالم البحار.

ويقول هوكس عن قدرات غواصته :"Superfalcon لديها قدرات أكبر من تلك التي تملكها البحرية الأمريكية."، ويضيف :"أحب فكرة إعطاء الأفراد المقدرة على الاستكشاف."

وخلافاً للغواصات المعروفة بكبر حجمها وثقل وزنها، فإن تصاميم هوكس معروفة بوزنها الخفيف، وقدرتها على توفير الطاقة في أعماق البحر.

عدسة تمكّن الإنسان فحص دمه

من جهة أخرى قامت مجموعة من العلماء وجراحي العيون بتصميم عدسة لاصقة تحتوي على مصباح ثنائي باعث للضوء، يعمل على موجات التردد المستخدمة بالراديو، وذلك لتمكين البشر من رؤية معطيات عن الآخرين من داخلهم وخارجهم، بحيث تجعلهم قادرين على  الحصول على معلومات على كل ما يرونه، إضافة إلى أنها قد تستعمل كجهاز لفحص درجة حرارة الإنسان ودمه من داخل جسمه.

ومن المتوقع أن تتيح النماذج الأكثر تطورا من العدسة اللاصقة كنزا من المعلومات، مما يمكن واضعها من رؤية تعليقات افتراضية يتم بثها على العدسة تتحرك حول أو تحت كل شخص أو شيء يراه أمامه، كما أن الجهاز الجديد بإمكانه أن يستخدم لمراقبة الأمور الجسدية الأساسية في الجسم مثل درجة الحرارة أو معدل السكر بالدم.

ومن جهته أكد، باباك بارفيس، الأستاذ بجامعة واشنطن، أن العدسة الجديدة تنتمي إلى عالم "الواقع المزيد" (Augmented reality)، وهي تقنية معلوماتية حديثة تستطيع تحويل الصورة الحقيقية إلى صورة افتراضية على شاشة الحاسوب.

وذكر بارفيس لموقع Wired.com، أن "العين تم اختيارها لمثل هذا الجهاز لأنها بابنا الصغير نحو الجسم." بحسب (CNN).

وبحسب بارفيس فإن العدسات اللاصقة التي تعمل بتقنية "الواقع المزيد،" من شأنها أن تدفع مراقبة الإنسان لصحته الذاتية قدما، لأن سطح العين ممكن استخدامه لقياس الكثير من المعلومات التي من الممكن قراءتها من فحوصات الدم، بما في ذلك مستويات  الكولسترول والصوديوم  والسكر.

واعتبر بارفيس أن هذا التقدم سيكون مجرد نقطة البداية، لأن هذا النوع من المراقبة الصحية في الوقت الحقيقي كان مستحيلا في الماضي، مشيرا إلى أن هناك المزيد من المعلومات لم تكتشف عن العين.

يذكر أن بارفيس ورفاقه كانوا يعملون على العدسة اللاصقة المتعددة الأغراض منذ عام 2004، حيث هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات عليها قبيل موافقة إدارة الأدوية الأغذية الأمريكية على طرحها في الأسواق.

الروبوتات و العمليات الجراحية

على صعيد متصل أظهر معرض جديد أجرته الكلية الملكية للجراحين بلندن، العديد من الأنظمة الإلكترونية ونماذج أولية لرجال آليين (روبوتات) مصممة كي يبتلعها الإنسان وتجمع نفسها أوتوماتيكيا في داخل جسمه، ما يدل على أن مثل هذه التقنيات قد بدأت تقتحم عالم العمليات الجراحية، إذ يتنبأ العلماء بأنها ستشكل مستقبل العمليات الجراحية وتغيرها للأبد.

ومن جهته قال المحاضر بـ"London Imperial college "، مايك روستيك أن الآلات الحديثة، التي عرضت بالمعرض، مثل نظام "دافينشي"، الذي أطلق لأول مرة عام 1991، سيكون لها أثر كبير على مجريات العمليات الجراحية، مضيفا بأن نظام الروبوت لإدخال القسطرة قد بدأ استعماله للإجراءات الفيزيولوجية الكهربائية على القلب.

ونتيجة للمعرض، الذي أطلق عليه اسم "العمليات الجراحية الخيالية العلمية: الرجال الآليين الطبيين،" قال روستيك إن هناك الكثير من الأبحاث التي ما تزال جارية حول استخدام الآلات الصغيرة، مثل الرجال الآليين المصغرين، والتي يمكن إدخالها في جسم المريض لجمع المعلومات أو القيام بإجراءات طبية.

ورغم استخدام الكاميرات التي تكون بحجم الكبسولة ، والتي  يتم ابتلاعها لتوفير صور لجهاز المريض الهضمي، فإن روستيك يقول أن استخدام مثل هذه التقنيات لا يزال أمرا بعيد المنال.

وأفاد روستيك في مقابلة مع CNN أن هذه الآلات عبارة عن أدوات علاجية، ولكنه على الناس أن ينتظروا فترة قبل أن يتمكنوا من مشاهدة شيء منها، مضيفا "الصعوبة هي أنه حتى لو كان بإمكاننا صنع محركات صغيرة فإننا بحاجة إلى منحهما الطاقة والتواصل معها وتوجيهها." بحسب (CNN).

وبين روستيك أن هناك اختراعا، تعمل عليه London Imperial college، والذي قد يسمح للجراح بالتحكم من بعد بمنظار داخلي بجسم الإنسان، ويتم فحصه عبر آلة تصوير الرنين المغناطيسي، والتي يمكن أن توفر ردود أفعال مصورة فورية، أثناء العمليات والإجراءات المتعلقة بالمعدة، وانتزاع أجزاء من البروستاتة.

وأضاف روستيك بأن الأدوات الجراحية الآلية كثيرا ما تكون غالية الثمن، وتستعمل ضمن نطاق ضيق من الإجراءات أو العمليات  الجراحية، معربا لـCNN عن رغبته بأن يرى رجلا آليا يمكن إعادة تشكيله للقيام بعدة إجراءات بطريقة منمطة بحيث يمكن تدريب الأخصائيين عليه بسهولة.

ورأى روستيك أن هناك فجوة، حيث "نحاول إنتاج آلات معقدة لاستبدال الأدوات الجراحية، أي الأدوات اليدوية، إن الأمر يشبه انتقال الصناعة من استخدام الأزميل والمطرقة إلى الآلات الحديثة."

ومن جانبه قال بيير كريستوفورو جوليانوتي، الأستاذ بجامعة إلينوي الأمريكي، إنه كلما زاد عدد المصنعين المنخرطين في سوق الرجال الآليين الخاصين بالعمليات الجراحية، فإن سرعة ابتكار أصناف جديدة ستزيد وستنخفض الأسعار.

ويعتقد جوليانوتي، بأنه في المستقبل سيتم تصميم آلات إلكترونية مصغرة للغاية، إضافة إلى تطور في جودة المشاهد التي يراها الجراحون في جسم المريض، بحيث تتحول من معلومات موجودة على الحواسيب إلى صور من العالم الواقعي.

ولا يرى جوليانوتي إمكانية أن يستبدل الرجال الآليين الجراحين البشر، ولكنه لا يشك حول أهمية مثل هذه الآلات، قائلا "إن الجراحة عبر استخدام الرجال الآليين هي مستقبل الطب." 

التخطيط فوق الصوتي

من جانب آخر عرضت شركة "جنرال الكتريك" الاميركية جهازا محمولا للتخطيط فوق الصوتي بحجم الهاتف الذكي من شأنه ان يسهل مهمة الاطباء العاملين في ظروف صعبة.

واطلق على الجهاز اسم "في سكان" ومن الممكن ان يصير بحسب "جنرال الكتريك" بمثابة "سماعة القرن الحادي والعشرين"، وقد عرض في مناسبة انعقاد قمة "ويب تو بوينت زيرو" في سان فرانسيسكو (كاليفورنيا، غرب).

ويشبه الجهاز الى حد كبير جهاز "ام بي ثري" للاستماع الى الموسيقى، وهو بالكاد اكبر من الهاتف المحمول، ويشمل شاشة حيث تعرض صور فوق الصوتية فضلا عن لاقط من اجل انجاز القياسات. بحسب فرانس برس.

ومن المفترض وفق "جنرال الكتريك" ان يسمح "في سكان" للأطباء بانجاز تخطيط لمختلف الاعضاء في ظروف عمل صعبة او بالقيام بتشخيص مبدئي للمريض قبل توجيهه لزيارة اخصائي.

غير انه ينبغي لهذا الجهاز ان يخضع لسلسلة من التجارب يشارك فيها اطباءاميركيون، على ما اشارت "جنرال الكتريك" من دون ان تحدد سعره.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/تشرين الثاني/2009 - 13/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م