المجدد الثاني... نابغة العلم وجزيل المعرفة

المهرجان التأبيني الخاص بالجالية المسلمة في النرويج

 

شبكة النبأ: تستمر في العديد من بلدان المعمورة مجالس تأبين الذكرى السنوية لرحيل الإمام الشيرازي(قدس)، لتعكس صورة صادقة عن مدى التأثير الذي تركه في نفوس مريديه.

ففي حضور حشد كبير من أبناء الجالية المسلمة من العراقيين والأفغان وجنسيات أخرى مختلفة، شهدت العاصمة النرويجية أوسلو، إقامة مهرجان تأبيني بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدّس سرّه.

ابتدأ المهرجان الذي أقيم بمشاركة (مركز سيد الشهداء عليه السلام) و(مركز الهدى الثقافي في حسينية أم البنين عليها السلام) بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ الحاج أبو حيدر.

بعدها عرض فلمين وثائقيين عن المرجع الشيرازي الراحل، باللغة العربية والفارسية، تضمّنا توجيهات وإرشادات الفقيه الراحل ونصائحه للمؤمنين، بتقوى الله وخدمة الإسلام المظلوم ونشر فضائل وسيرة الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين. وتضمّن الفيلمان أيضاً توصيات بوحدة المسلمين ونبذ التفرقة بين الإخوة السنة والشيعة في العراق. وفي خطابه باللغة الفارسية يتحدّث المرجع الراحل عن مظلومية الإخوة الأفغان ومعاناتهم من الحكومات المتعاقبة.

وأثناء المهرجان تم فتح خط هاتفي مباشر مع بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله، حيث وجّه نجله حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي دام عزّه كلمة بالمناسبة، نوّه فيها إلى دور العلماء في إنقاذ الأمة والتصدّي لكل المخططات والمشاريع التي تريد أن تغيّر هويتها وتبعدها عن أصول وثوابت العقيدة.

كما تحدّث عن سيرة المرجع الشيرازي الراحل منوهاً بجهاده وخدمته للدين والمذهب، ودوره الكبير في إنشاء المؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية، وكيف أنه جسّد المرجعية ودورها في التصدّي لكل احتياجات الأمة ووصفه بأنه كان أمة بحق في كل عطائه الفكري والديني والتوجيهي التربوي، وأن حياته قائمة على أسس التقوى والورع والعبادة.

وأضاف السيد حسين الشيرازي بأن عمّه المرجع الراحل كان يطرح نظريات واقعية ويسعى إلى تطبيقها، وليست مجرد نظريات مثالية، ففي مجال دعوته إلى تشكيل المؤسسات، عكف على ترجمة هذه الدعوة فأسس شخصياً عشرات المؤسسات، وقام مقلّدون له بتأسيس المئات منها في كل أنحاء العالم، وفي دعوته إلى السلم الاجتماعي والتآخي كان يهدف إلى إعادة خلق المنظومة الاجتماعية التي أمر بها الإسلام العظيم في عدم إلغاء الآخر وفي التواصل الاجتماعي الأسري بعدما بدأت الأسرة المسلمة في مجتمعاتنا تتفكك بفعل الأفكار الغربية.

وأوضح السيد حسين الشيرازي بأن المرجع الراحل قدّس سرّه الشريف تصدّى للعدوان السياسي والثقافي الذي تعرّضت له الأمة وبذل عملاً وعلماً في هذا المجال، حيث كتب عدة كتب نهضوية بحق فريدة من نوعها في هذا الشأن مثل «السبيل إلى إنهاض المسلمين» و«التغيير» و«حكومة المليار مسلم» وكتب أخرى فريدة ومتميزة بثراء وعطاء الأفكار التي طرحها المرجع الراحل قدّس سرّه.

ودعا السيد حسين الشيرازي، في كلمته باللغتين العربية والفارسية أبناء الجالية المسلمة إلى العمل لخدمة الجالية المسلمة ونشر الإسلام وتعريف النرويجيين وبقية الشعوب على عظمة مدرسة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وان الإسلام دين علم وعمل ومحبّة وسلام.

وابتهل إلى الباري عزّ وجلّ أن ينصر الشعب العراقي والأفغاني على أعدائه وأن ينصر أتباع آل محمد صلوات الله عليهم في العراق وأفغانستان وفي كل مكان على كل من يريد سوءاً بهم وبالدين والمذهب.

كما تحدّث سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الريحاني حيث نوّه بالدور الكبير الذي قام به المرجع الشيرازي الراحل في إثراء المكتبة الفقهية بموسوعته الفقيه التي ناهزت الـ(140) مجلداً، وكتبه الأخرى التي زادت على الألف ومائتي كتاب في مختلف مجالات المعرفة والثقافية الدينية والتعريف بسيرة أهل البيت عليهم السلام، وقال: إن الإمام الشيرازي نذر حياته لخدمة الإسلام وخدمة مذهب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

وفي الختام ألقى حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ الصادقي كلمة بالمناسبة، استذكر فيها سيرة المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي، وتحدّث عن زهده وتقواه وحياته الحافلة بالعمل والعلم.

كما تحدّث الشيخ الصادقي عن اهتمام سماحة الفقيد الراحل بالشعب الأفغاني وبالشيعة المظلومين بشكل خاص، ووصفه بأنه من المدافعين والمحامين عن القضية الأفغانية وعن شيعة أفغانستان، وذكر الصادقي بأن المرجع الراحل التقى بالقائد الأفغاني الشيعي المجاهد الشهيد مزاري وبارك له ولزملائه العمل الجهادي ضد طالبان، وقال له: إن الشعب الأفغاني يستحقّ الكثير للتخلّص من الظلمة.

وأوضح الشيخ صادقي بأن مرجعية آل الشيرازي المتمثلة الآن بالمرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله، تهتم بأمور الشعوب والأمة الإسلامية، وهي اهتمت ومازالت تهتم بقضايا الشعب الأفغاني وخاصة الشيعة الأفغان الذين تعرّضوا للكثير من المعاناة والظلم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/تشرين الثاني/2009 - 13/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م