دولة القاعدة المزعومة... وكيفية ضرب الأمة الإسلامية

الإستراتيجيات السبعة لقيامها والتهيؤ للمعركة الشاملة

 

شبكة النبأ: كشفت دراسة مهمة غير منشورة أن منظري تنظيم القاعدة الاستراتيجيين وضعوا سبع مراحل للوصول إلى بناء دولتهم عام 2016.

وأوضحت الدراسة أن بناء الدولة ـ المزعومة ـ يمثل بداية ما يسمونه "المعركة الشاملة بين قوى الإيمان وأعداء الإسلام".

وأكدت الدراسة التي حملت عنوان التيار الجهادي في الإسلام المعاصر ومآلاته بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر  أن الإطار الزمني لمراحل القاعدة يستغرق 16 عاماً.

وكشفت الدراسة أن المراحل تضمنت توجيه ضربات استفزازية موجعة للولايات المتحدة لدفعها إلى ردود أفعال ارتجالية سريعة غير مدروسة، واستدراجها لضرب الأمة الإسلامية لتفيق من نومها، على حد تعبير القاعدة.

وأوضحت الدراسة أن المراحل السبع تشمل: مرحلة الإفاقة، ومرحلة فتح العيون، ثم مرحلة النهوض والوقوف على القدمين، وتليها مرحلة إعلان الدولة، ثم مرحلة المواجهة الشاملة، ومرحلة بناء الدولة وأخيراً مرحلة الانتصار النهائي حيث يعتقدون أن قدرات دولة الإسلام التي يخططون لها ويزعمون القدرة على إقامتها ـ ستكون هائلة.

وعلى جانب آخر توقعت تقارير صادرة عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية زوال القاعدة خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.

مرحلة الإفاقة

وتشير الدراسة إلى أن القرارات العسكرية لتنظيم القاعدة مرهونة بالخطة العسكرية الإستراتيجية التي تعمل على تنفيذها القاعدة مستقبلاً والتي بدأت فعلياً في عام 2000م حينما هاجمت عناصر من التنظيم المدمرة الأمريكية يو إس كول التابعة لسلاح البحرية الأمريكية في ميناء عدن اليمني، لتأتي بعدها أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليكون ذروة الصدام بين القاعدة وأمريكا. وتعد مرحلة الإفاقة أولى مراحل التنظيم العسكرية، بدأت بعملية تسديد ضربة موجعة للأمريكان يفقدهم رشدهم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر. بحسب صحيفة الوطن.

وكان هدف القاعدة دفع أمريكا إلى ردود أفعال ارتجالية سريعة غير مدروسة بحق من ضربها. فكان إعلان بوش حربه الصليبية ودعوته لتحالف دولي للقضاء على الإرهاب، ومن وجهة نظر القاعدة يعد هذا نجاحاً للمرحلة الأولى في استدراج واشنطن لضرب الأمة الإسلامية لتفيق من نومها، حيث بدأت هذه المرحلة من احتلال أفغانستان وانتهت باحتلال الأمريكان للعراق في 9 أبريل 2003م. ووفق تقديرات مفكري القاعدة الاستراتيجيين، فقد أجبرت المرحلة الأولى الأمريكيين على الخروج من قواعدهم التقليدية إلى ساحة معركة واسعة.

مرحلة فتح العيون

يعتقد مفكرو القاعدة في المرحلة الثانية وهي مرحلة فتح العيون التي بدأت مع احتلال بغداد،برسم أوطان محتلة وعدو هائل، وتقوم خطة القاعدة في هذه المرحلة على إدامة حالة الاشتباك مع العدو، وإعطاء القاعدة زخماً جديداً بتحويلها من تنظيم إلى تيار يصعب القضاء عليه.

والقاعدة في هذه المرحلة تعد للوصول إلى الآتي: الاشتباك المباشر مع إسرائيل في فلسطين،حرق النفط العربي، وحرمان الغرب والأنظمة العربية من الاستفادة منه، والإعداد لمرحلة الجهاد الالكتروني عبر شبكة الإنترنت، وإعطاؤها أهمية عالية ليبدأ تأثيرها مع بداية المرحلة الثالثة من الخطة المرسومة، وهي اتخاذ العراق قاعدة لبناء جيش من الشباب القادم للجهاد، سيعاد نشره مع بداية المرحلة الثالثة في دول الجوار.

مرحلة النهوض

أعطى منظرو القاعدة أنفسهم مساحة زمنية لتنفيذ هذه المرحلة من بداية 2007 وتنتهي مع بداية 2010، والوقوف على القدمين عندهم يعني القدرة على الحركة الفاعلة المنتجة، سيتم في هذه المرحلة التركيز على عملية التغيير في المنطقة المحيطة بالعراق، يتم التركيز على الشام، واختيار الشام لم يكن عشوائياً.

فهم يستندون إلى أحاديث نبوية صحيحة، تؤيد هذه الرؤية لديهم المخططات الصهيونية الأمريكية لتقسيم الشام (سوريا الحالية ولبنان وشمال الأردن) إلى دويلات طائفية بما يخدم تفكيك أي دولة محيطة بإسرائيل مهما كان نوعها لإعادة ترتيب المنطقة بما يخدم تطلعات إسرائيل.

وتقول الدراسة: "إن نظرية العمل الإسلامي الجهادي الذي تتبناه القاعدة، تقوم على استغلال أي حالة لفقدان السيطرة الأمنية،ففكرة (جند الشام) طرحت منذ أمد بعيد في أفغانستان، ولم تكتمل بسبب الغزو الأمريكي، والشباب الذين عملوا على الفكرة عادوا إلى سوريا ولبنان، وبعضهم متواجد في العراق، وقد أعدوا أنفسهم لاستثمار فرصة ما قد يحدث في لبنان أو سوريا حالياً".

في نهاية هذه المرحلة سيكون تيار القاعدة قد أنهى استعداده لبدء الاشتباك المباشر داخل فلسطين وعلى حدود فلسطين المحتلة، وفي حالة ما حصل ذلك ستكرس القاعدة قيادة شرعية للأمة الإسلامية دون أي منازع.

وسيمتد ضرب إسرائيل ليصل إلى بعض المناطق التي يوجد فيها لليهود نفوذ قوي في بلاد المسلمين، والمقصود هنا تركيا،فإنهاء حالة سيطرة يهود الدوما على الجيش ومفاصل الاقتصاد التركي، سيسمح للأمة الإسلامية بامتلاك قوة عسكرية ومادية قوية.

مرحلة استعادة العافية

تبدأ المرحلة الرابعة من سنة 2010 وتنتهي مع بداية سنة 2013، سيتم التركيز فيها على إسقاط الأنظمة العربية عبر الاشتباك المباشر والقوي معها، سيكون تيار القاعدة في هذه الفترة قادرا على ضرب النفط العربي وإحراقه، مما سيحرم الأمريكان من أهم الدعائم الاقتصادية وسيؤدي إلى إضعاف بعض الأنظمة العربية، إضافة إلى ذلك ستكون إمكانيات القاعدة الإلكترونية قد اكتملت لشن هجمات إلكترونية على الاقتصاد الأمريكي.

مرحلة إعلان الدولة

وفق إستراتيجية القاعدة ستكون هذه المرحلة مع بداية 2013 وتنتهي عام 2016، في هذه المرحلة ستكون القبضة الأمريكية قد تراخت في المنطقة، وستكون إسرائيل عاجزة عن القيام بضربات استباقية وقائية، والمعادلة الدولية ستكون معالمها قد تغيرت، فالصين إذا ما قدر لها الاستمرار ستكون قوى عظمى، وكذلك الهند، يؤمن منظرو القاعدة أن متغيرات مستقبلية ستحدث ونتائجها ستصب في مصلحة تيار التغيير والجهاد الإسلامي العالمي، سوف تمكنهم، من إعلان دولة الإسلام، دولة الخلافة هو الهدف الاستراتيجي للقاعدة.

مرحلة المواجهة

ستكون هذه المرحلة هي السادسة، وتبدأ عام 2016، وهي مرحلة المواجهة الشاملة - بحسب منظروي القاعدة - بين قوى الإيمان وقوى الكفر العالمي، فالمواجهة الشاملة ستبدأ بإقامة دولة الإسلام مباشرة، والعالم سينقسم إلى معسكرين : معسكر الكفر ومعسكر الإيمان، وهذا ما ضمنه زعيم التنظيم أسامة بن لادن في الكثير من رسائله.

مرحلة الانتصار النهائي

هذه هي المرحلة النهائية في خطة القاعدة العسكرية الإستراتجية، والمعركة الشاملة والواسعة وفق منظري التنظيم ستحسم في سنوات قليلة، لأن قدرات دولة الإسلام ستكون هائلة، بالاستناد على عدد المسلمين الكبير (مليار ونصف المليار نسمة) مما سيرهب أعداء الإسلام وفي مقدمتهم دولة إسرائيل. 

العراق وتنظيم القاعدة

من جانب آخر اتهم الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري ليبيا بأنها عذبت حتى الموت متشددا استخدم اعترافه لتبرير الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.

وقال النائب العام الليبي في مايو ايار ان المواطن الليبي علي محمد عبد العزيز الفاخري الذي يعرف ايضا باسم ابن الشيخ الليبي انتحر في زنزانته بينما كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة.

وقال الظواهري في تسجيل فيديو بث على موقع اسلامي على الانترنت "انتزع منه اعتراف زائف تحت التعذيب والتنكيل عن علاقة القاعدة بصدام حسين."

وذكر تقرير للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الامريكي عام 2006 ان الفاخري اختلق قصة عن وجود صلة بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتنظيم القاعدة ليتجنب التعذيب بينما كان محتجزا في دولة ثالثة.

وقالت جماعات أمريكية لحقوق الانسان ان الفاخري ادلى بهذه الشهادة لمحققين في مصر التي ارسلته اليها الولايات المتحدة في يناير كانون الثاني عام 2002 . وقالت اللجنة انه انكر ذلك لاحقا. بحسب رويترز.

وارسلته الولايات المتحدة سرا الى ليبيا عام 2006 وقال الظواهري ان تنظيم القاعدة سيعاقب الولايات المتحدة على تسليمه لطرابلس. وأضاف ان الامريكيين سلموه الى "زبانية القذافي" ليواصلوا تعذيبه ويقتلوه.

ووصف الظواهري الامريكيين بالمجرمين والقتلة ومصاصي الدماء متوعدا بالانتقام "نزيفا من دمائكم واستنزافا لاقتصادكم حتى تكفوا عن جرائمكم."

وتابع "ابن الشيخ الليبي ليس سوى واحدا من الاف الضحايا المظلومين الذين افترسهم وما زال يفترسهم الوحش الامريكي المسعور." وقال انه عذب حتى الموت.

وأردف قائلا "ايها الاوباما.. يا من تتحدث عن حقوق الانسان.. كم هي السجون السرية.. واين تقع.. وكم عدد ضحاياها.. وكم قتل منهم.. وكم اصابته عاهة.. واين ضحاياها.. وما مصيرهم ولمن سلمتموهم يا دولة الحريات.. ...يا دولة الكذب وامة الاجرام."

وكان اوباما تعهد باغلاق مركز الاعتقال الامريكي بجوانتانامو بحلول عام 2010 . كما يضغط على الحلفاء الاوروبيين لقبول سجناء لا ينظر اليهم على انهم تهديد امني لكن لا يمكن اعادتهم لبلادهم خشية تعرضهم للتعذيب. وتساءل الظواهري "لماذا تواطأت ادارتك مع النظام الليبي على قتل ابن الشيخ الليبي.."

وكانت جماعات لحقوق الانسان حثت ليبيا على اجراء تحقيق شامل في وفاة الفاخري. وتقول ان موته يظهر المخاطر التي يمكن ان يواجهها كثير من السجناء بمعتقل جوانتانامو اذا اعيدوا الى بلادهم.

وقال الظواهري ان الفاخري تعرض للتعذيب في باكستان وافغانستان ومصر وليبيا بعد احتجازه في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول.

زوجة ونجل اسامة بن لادن

من جهتها قالت زوجة زعيم تنظيم القاعدة ونجله انه اب متقشف حظر على اولاده الالعاب ومنع زوجاته من استخدام الادوات الحديثة في المنزل، الا انه يحب الطبيعة وزراعة الزهور وكان يتحدث الانكليزية بطلاقة ويعشق السيارات السريعة.

وفي كتاب سينشر نهاية هذا الشهر، قدمت نجوى اولى زوجات بن لادن وعمر ابنه الرابع نظرة فريدة عن الحياة الشخصية لزعيم تنظيم القاعدة حتى 11 ايلول/سبتمبر 2001 عند وقوع الهجمات على الولايات المتحدة التي يعتقد انه مهندسها.

ويتحدث الاثنان عن تحول بن لادن من مراهق ورع الى وجه عالمي للتطرف الاسلامي. وقد تنقلت عائلته خلال ذلك من السعودية الى باكستان والسودان وافغانستان وفي احدى المراحل الى الولايات المتحدة، كما تقول نجوى. بحسب فرانس برس.

فبعيد الثورة الاسلامية في ايران في 1979، زار بن لادن وزوجته التي اقترن بها عندما كان عمره 17 عاما، مدينتي انديانابوليس ولوس انجليس لحضور اجتماع مع معلمه رجل الدين الفلسطيني عبد الله عزام.

وقالت نجوى لجان ساسون الذي ساعد في تاليف الكتاب "امضينا هناك اسبوعين وقضى بن لادن احدهما في لوس انجليس للقاء بعض الرجال في المدينة". واضافت ان الاجتماع كان مع عبد الله عزام.

وبعد ذلك بفترة قصيرة بدأ بن لادن السفر الى باكستان وافغانستان لمحاربة الاحتلال السوفياتي، وعاد ليخبر ابناءه قصصا عن المعارك في الكهوف والجبال الافغانية تحت نيران السوفيات.

وبعد ذلك عاد الى السعودية بطلا. لكن داخل منزله كانت يزداد صرامة ويعاقب اطفاله -- الذين بلغ عددهم في النهاية اكثر من 12 -- على امور بسيطة مثل الضحك بصوت عال.

اما نجوى فقد كانت معزولة مع زوجات بن لادن الاخريات التي اختارت هي احداهن، في منزل بسيط يخلو من مكيفات الهواء الحديثة التي تجعل الحياة في الصحراء السعودية وفي السودان محتملة.

اما عمر فيقول "والدي لم يكن يسمح لامي بتشغيل مكيف الهواء الذي ركبه مقاول البناء في الشقة ولم يكن يسمح لها باستخدام الثلاجة التي كانت تقف في المطبخ".

ورغم كراهيته للاجهزة الحديثة، كان بن لادن ينغمس في ولعه بالسيارات السريعة التي كان يقتنى عددا منها من بينها سيارة مرسيدس ذهبية. حتى انه اشترى مرة قاربا سريعا.

واضاف "لم يكن يسعده شيء اكثر من تفرغه يوما كاملا ليقوم بقيادة السيارات السريعة في الصحراء حيث كانت يترك سيارته ويسير لمسافات طويلة".

وبعد اجباره على الخروج الى المنفى في السودان بسبب معارضته العلنية لنشر القوات الاميركية في السعودية، كان زعيم تنظيم القاعدة يفخر بتربية الزهور بينما كان يتجنب خطط الاغتيال وبناء شبكة القاعدة.

وقالت نجوى ان "هواية اسامة المفضلة كانت العمل في الارض وتربية افضل محاصيل الذرة واكبر نباتات عباد الشمس". الا ان حبه للطبيعة كان يختلط بحبه المتزايد للسياسة.

وقد اجبر عائلته على قضاء ليال في الصحراء لا يغطيها من البرد الا التراب. كما اجبر ابناءه على تسلق الجبال الصحراوية دون ماء لاعدادهم لاوقات اكثر صعوبة.

الا ان ابناءه يقولون انه فارس جيد ويتحدث الانكليزية بطلاقة بفضل تعليمه، كما انه بارع في الحساب.

وقال عمر ان "والدي كان يشتهر بمهارته وفي بعض الاوقات كان ياتي رجال الى منزلنا ويطلبوا منه منافسة الالة الحاسبة" مضيفا ان والده كان دائما يفوز.

وروت نجوى وعمر كيف ان بن لادن كان يحب تناول الفاكهة خاصة المانغا، وكان يتناول الشاي مع معلقتين من السكر، وكانت وجبته المفضلة الكوسا المحشي وكان يحب الاستماع الى اذاعة البي بي سي.

ومن المرجح ان ينكب المهتمون على الكتاب لمعرفة المزيد عن عادات بن لادن وربما مكان وجوده.

وسيعرفون من الكتاب انه ربما يكون قادرا على التحليق بمروحية كما انه عانى من نوبات من الملاريا ومصاب بشبه عمى في عينه اليمنى بسبب اصابة في صباه تلقى علاج لها في لندن.

الولايات المتحدة تزود مالي بالسلاح

تستعد الولايات المتحدة لتزويد مالي بأسلحة ثقيلة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات لمواجهة فرع تنظيم القاعدة في الشمال الافريقي.

وتشمل هذه الأسلحة دبابات وأجهزة اتصال وملابس عسكرية وبتكلفة تصل إلى خمسة ملايين دولار.

وتحصل مالي بالفعل على مساعدات من ليبيا والجزائر لقتال الاسلاميين المتطرفين في تنظيم القاعدة.

وكان تنظيم القاعدة في المغرب العربي قد برز عام 2007 من داخل احدى الجماعات الاسلامية المسلحة في الجزائر، وتبنى منذ ذلك الحين عشرات الهجمات التي وقعت في المنطقة.

وقد صرح السفير الامريكي في مالي لبي بي سي بأن هناك شعورا بالقلق حيال هذه الجماعة.

وقال إننا نرحب بالموقف الصلب الذي تتخذه حكومة مالي وبرغبتها في القيام بدور أكثر كفاءة في مواجهة هذه الجماعة . ومن شأن شحنات الأسلحة إلى مالي أن تعزز قدرتها على حماية حدودها.

وقتلت الجماعة الإسلامية عشرات الاشخاص في عامي 2007 و2008 في هجمات انتحارية وعمليات تفجير سيارات مفخخة، وقعت أساسا في الجزائر.

وقد قل عدد الهجمات التي شهدتها الجزائر في 2009 إلا أن الجماعة المكونة عدة مئات من المقاتلين، تتجه صوب الجنوب.

وقد تبنت الجماعة مسؤولية قتل مواطن أمريكي في موريتانيا، ورهينة بريطاني في مالي.

وتعهد رئيس مالي أمادو توماني بشن حرب شاملة ضد الاسلاميين، كما أعلن تحقيق عدد من الانتصارات عليهم. وقامت الحكومة بتجنيد بعض الرجال من قبائل الطوارق لمحاربة مقاتلي الجماعة. بحسب رويترز.

إلا أن مارتن فوجل، مراسل بي بي سي في العاصمة باماكو، يقول إنه لوحظ انخفاض وتيرة العمليات خلال الأشهر الأخيرة.

ويضيف أن هدية الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة والحديث عن رغبتها في التعاون مع دول اخرى في المنطقة تعني أن القتال قد يبدأ قريبا.

الانضمام في صفوف القاعدة

في السياق ذاته لفتت تقارير استخباراتية أمريكية وغربية أنه رغم ضعف القاعدة بعد تصفية عدد من قياداتها، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في عدد المجندين الجدد الذين ينضمون للتنظيم وحركة طالبان، من بينهم غربيون وأمريكيون.

وقالت أجهزة تجسس في أوروبا والولايات المتحدة، إن تدفق الكوادر الجديدة للتدريب في معسكرات إرهابية في باكستان وأفغانستان، في ارتفاع ولم يتأثر بالحملات الجوية المكثفة لاقتناص قيادات الحركتين، التي تنفذها أجهزة الاستخبارات الأمريكية بطائرات استطلاع دون طيار.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن الاستخبارات الألمانية أن نحو 30 ألمانياً توجهوا للتدرب في باكستان في يناير/كانون الأول، بالإضافة إلى عودة مجموعة أخرى مؤلفة من عشرة أشخاص، مما أثار مخاوف من هجمات جديدة قيد الإعداد ضد أهداف أوروبية.

ويذكر أن ألمانيا رفعت حالة الإنذار إلى أعلى مستوياتها الشهر الماضي، فور ظهور سلسلة تسجيلات توعدت فيها القاعدة بشن هجمات ما لم تبادر حكومة برلين بسحب قواتها البالغة نحو 3800 جندي من أفغانستان. بحسب (CNN).

وأثار "أبو إبراهيم الأمريكي"، وظهر في شريط فيديو بثه تنظيم يدعي "طالبان الألمانية"، وهو شاب متمدن حليق الذقن لوح بعضلاته المفتولة ببندقية متوعداًً، حيرة الاستخبارات الأمريكية والألمانية، وتسعيان لتحديد هويته الأصلية وكيفية انضمامه للجماعات الإرهابية.

وتجد الحكومات الغربية صعوبة بالغة في وقف تدفق مواطنيها إلى معسكرات التدريب في باكستان، التي اعتقلت في أغسطس/آب الماضي، 12 أجنبياً، بينهم سويديان، في طريقهم إلى شمال وزيرستان، حيث معظم معسكرات التدريب.

وحالياً، تحاكم بلجيكا وفرنسا ثلاثة من مواطنيها اعتقلوا بعد عودتهم العام الماضي من باكستان بعد تلقي تدريبات على استخدام المتفجرات في وزيرستان.

ومراراً، حذرت أجهزة الاستخبارات في أوروبا من تهديدات "الراديكالية المحلية" بعد تلقي تدريبات في باكستان وأفغانستان لإعلان "الجهاد"، ونجحت بعض من تلك الدول، منها بريطانيا، في سحق تلك التهديدات وخفض تدفق مواطنيها إلى تلك المعسكرات الإرهابية، على نقيض ألمانيا التي تتعثر في احتوائها.

وفي السابق، كان الانضمام لتلك المعسكرات بدوافع شخصية، إلا أن القاعدة طورت شبكات تجنيد معقدة لها عملاء ميدانيون في أوروبا، يوفرون المال والإرشادات والتزكية للكوادر الجديدة، وفق مصادر استخباراتية رفيعة.

ورغم تصريح إدارة أوباما بوهن تنظيم القاعدة بعد تصفية قياداته، إلا أن للاستخبارات الألمانية تقييماً مخالفاً، يرى أن قدرات الحركة على شن هجمات تحسنت ككل خلال السنوات الماضية، ويرجع سبب ذلك إلى نجاحها في توطيد تحالفات مع منظمات إرهابية أخرى.

ويقول محللون في شؤون الإرهاب إنه رغم نجاح الضربات الجوية بطائرات استطلاع دون طيار التي تسددها الاستخبارات الأمريكية لتصفية قيادات الحركة، إلا أن لتلك الإستراتيجية محدوديتها نظراً لعدم تأثر معسكرات التدريب بها.

وفي هذا الصدد قال أحدهم: "من الواضح أنهم لا يجدون صعوبة في تجنيد كوادر جديدة، وعلى المنظور البعيد، لن يواجهوا صعوبات في استبدال القيادات التي قتلت."

القاعدة لا تزال تمثل تهديدا

من جانبها قالت وزيرة الامن الداخلي الامريكية جانيت نابوليتانو ان تنظيم القاعدة لا يزال يمثل تهديدا للولايات المتحدة حتى بعد حصار قادته في أجزاء نائية في باكستان وأفغانستان.

وفي ولاية كولورادو ألقي القبض الشهر الماضي على نجيب الله زازي المولود في أفغانستان والمتهم بالتخطيط لتفجيرات قنابل في الولايات المتحدة. وتحرص ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما منذ ذلك الحين على التأكد من أن الهجوم أحبط والكشف عن أي صلات محتملة أخرى بتنظيم القاعدة.

وقالت نابوليتانو يوم الاثنين في مقابلة أثناء قمة رويترز في واشنطن "أعتقد أن من المنصف أن نقول ان هناك أشخاص في البلاد يؤمنون بمعتقدات القاعدة أو بأفكار على شاكلتها."

وأضافت "لذا فاننا بحاجة لبذل قصارى جهدنا اضافة الى العمل مع الولايات والاشخاص ... للتأكد من احباط أي من مخططاتهم قبل تنفيذها."

ولم تعلق نابوليتانو على امكانية القبض على المزيد من الاشخاص في قضية زازي في كولورادو.

ومن بين أبرز الانتقادات بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن أن الاتصال بين سلطات المخابرات وتبادل المعلومات فيما بينها لم يكن كافيا.

ويحاول المسؤولون منذ ذلك الحين اصلاح النظام لتجنب أي انقطاع في الاتصال لكن الوزيرة الامريكية أشارت الى أن خطر وقوع هجوم اخر لا زال قائما.

وقالت "أرى من المنصف أن نقول ان هناك بيئة تهديد نشطة للغاية في الوقت الحالي... يمكننا أن نعمل ما بوسعنا لتقليل الخطر الى الحد الادنى لكن من الخطأ أن نقول ان بامكاننا القضاء على كل مصادر الخطر."

والى جانب قضية زازي القت السلطات الامريكية الشهر الماضي القبض أيضا على رجلين في عمليات منفصلة تتعلق بمخططات لنسف مباني مكاتب تورط أردني في أحدها بعدما ظن أنه تمكن من الاتصال بخلية للقاعدة لكن تبين أنها عملية شارك فيها عميل سري تابع لمكتب التحقيقات الاتحادي.

وذكرت نابوليتانو "علينا ان نعرف ونفترض أنه حتى وعلى الرغم من حصار قيادة القاعدة جغرافيا وماليا والحاق أضرار بها بفضل بعض أفعال في منطقة باكستان وأفغانستان فانه لا يزال هناك أشخاص في الولايات المتحدة يعتنقون هذه الافكار وبامكانهم تغيير منهجهم ولكن ليس هدفهم."

وفي قضايا أخرى قالت الوزيرة ان من الممكن اعادة سجناء الارهاب في معتقل جوانتانامو الى الولايات المتحدة ومحاكمتهم هناك دون أن يشكل هذا أي تهديد أمني.

وقالت لتلفزيون رويترز انها تتوقع صدور قانون لتعديل قوانين الهجرة وذلك في الربع الاول من عام 2010 مشيرة الى أن للهجرة علاقة بقضايا اقتصادية واجتماعية وأمنية في الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وتنوي نابوليتانو تقديم توصياتها بشأن اصلاح نظام مستويات الخطر في الولايات المتحدة بحلول نهاية الاسبوع المقبل بعدما تعرض لانتقادات كثيرة قالت انه غير فعال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 1/تشرين الثاني/2009 - 12/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م