الطاقة البديلة...مشاريع عملاقة أشبه بقصص الخيال العلمي

الماء والهواء والشمس ابرز المصادر الى جانب الوقود الاحفوري

 

شبكة النبأ: تعكف العديد من دول العالم على وضع دراسات ومشاريع تنموية في مجالات الطاقة البديلة للكثير من الاعتبارات التي توفرها تلك التقنية.

فيما فعلت الأمم المتحدة دعواتها للدول لإبرام معاهدة في هذا الشأن للحد من الأضرار البيئية الناجمة عن انبعاث الثاني أكسيد الكربون، في ظل تيسر العديد من بدائل الطاقة كالشمس والوقود الاحفوري والمياه أيضا.

الطاقة النظيفة

حيث أشار تقرير إلى أن التحول القوي تجاه الطاقات المتجددة قد يخلق 2.7 مليون فرصة عمل في توليد الطاقة في كل أنحاء العالم بحلول 2030 أكثر من الاستمرار في الاعتماد على الوقود الاحفوري.

ودعت الدراسة التي قامت به جماعة جرينبيس (السلام الاخضر) المهتمة بشؤون البيئة والمجلس الاوروبي للطاقة المتجددة الحكومات إلى الاتفاق على معاهدة جديدة قوية للامم المتحدة لمكافحة تغير المناخ في ديسمبر بكوبنهاجن جزئيا لحماية العمالة.

وقال التقرير "التحول من الفحم إلى توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة لن يتجنب فحسب عشرة مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ولكن سيخلق ايضا فرص عمل بحلول 2030 أكثر من مواصلتنا للعمل كالمعتاد." بحسب رويترز.

وقال سفين تيسك الكاتب الرائد في جرينبيس ان الحكومات كثيرا ما كانت مخطئة لتخشى من ان التحول الى الطاقة الخضراء يمثل تهديدا للوظائف. وقال ان صناعة الطواحين الهوائية كانت بالفعل ثاني أكبر مستهلك للصلب في ألمانيا بعد السيارات.

وقال لرويترز حول آفاق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمد والجزر والكتلة الحيوية - مثل الخشب ونفايات المحاصيل - وطاقات متجددة اخرى في توليد الطاقة "صناعات الطاقة المتجددة يمكنها خلق الكثير من الوظائف."

أوروبا تروي ظمأها من شمس

 من جانب آخر ما يزال الإعلان عن مبادرة "ديزرتيك" لتأمين الطاقة الكهربائية لأوروبا والعديد من الدول العربية والأفريقية عبر مشروع عملاق للطاقة الشمسية في صحاري المنطقة، يشبه قصص "الخيال العلمي" يشغل بال الخبراء، خاصة لجهة ضخامة المشروع وانعكاساته السياسية والاقتصادية.

وفي حين قدر البعض أن خطة بهذا الحجم قد تكلف أكثر من 550 مليار دولار خلال العقود الثلاثة أو الأربعة المقبلة، رأى البعض الآخر أنها لن تساعد أوروبا على "الاستقلال بمصادر الطاقة،" لأنها ستبقيها مرتبطة بالشرق الأوسط عبر الشمس عوض النفط، إلى جانب أن التوترات في المنطقة قد تهدد استقرار مصادر الطاقة.

وتبرز أهمية المشروع من واقع أن بعض الشركات الكبرى الناشطة في مختلف المجالات قد أعربت عن اهتمامها في المشاركة به، رغم صعوبات الاستثمار في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة. بحسب(CNN).

ففي اجتماع في مدينة ميونيخ الألمانية وقعت وقد وقعت 13 شركة غربية مذكرة تفاهم لإظهار التزامها بالمشروع الذي قد يكون الأكبر على مستوى الطاقة البديلة في التاريخ.

وبين الموقعين "دويتشة بنك" وعملاق الطاقة "إيون" و"ميونخ ري" و"سيمنز" والهدف، بناء محطات تنتشر في شمالي أفريقيا وفي الشرق الأوسط لإنتاج الطاقة الكهربائية من الشمس، ومن ثم نقل الطاقة الناتجة منها إلى أوروبا.

وتعتقد الجهات التي تقف خلف المشروع أنها ستكون بحاجة إلى 550 مليار دولار خلال العقود الثلاثة أو الأربعة المقبلة لتغطية التكاليف، وهي تأمل بأن تشارك حكومات من الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا بتوفيرها.

ويرى مشرفون على المشروع أن تمويله لن يكون صعباً لأنه لن يحتاج إلى إيجاد مصادر مالية جديدة، بل يمكن الاكتفاء بقيام المستثمرين بتحويل وجهة أموالهم، فعوض بناء مفاعلات نووية للطاقة الكهربائية، يمكنهم الاكتفاء بالطاقة الشمسية.

وفي هذا السياق، قال سيو كوهفيشر، نائب رئيس مجلس إدارة "دويتشة بنك": "أتصور أن الاتحاد الأوروبي قد يكون مهتماً بالمشاركة في المشروع، لأن لديهم أصلاً ميزانية مخصصة لمشاريع التنمية في منطقة البحر المتوسط، كما قد تكون هناك مصاريف مهتمة بتقديم قروض، وأنا واثق أننا سنجد وسائل أخرى للتمويل."

وبحلول 2050، قد توفر الشمس 15 في المائة من حاجات أوروبا للطاقة، إلى جانب كميات الطاقة التي توفرها للدول التي ستستضيف المنشآت على أراضيها.

الكهرباء من الماء

يقف اندرياس باودر المتخصص في علوم الجليد على جبل جليدي عند منبع نهر رون بجوار سارية ارتفاعها ثلاثة امتار وسط الجليد ويشير فوق راسه.

ويقول بينما يحفر علماء اخرون وسط الجليد "هذا مقدار الذوبان في شهر واحد تقريبا.. طولي نحو مترين."

من جبال الهيمالايا الى الانديز تتيج الجبال الجليدية التي تذوب بمعدلات اسرع من ذي قبل فرصا قصيرة الاجل ومخاطر طويلة الامد بالنسبة للطاقة الكهرومائية والقطاعين الهندسي والمعماري اللذين تقودهما.

وتلبي الطاقة المائية وهي اوسع مصادر الطاقة المتجددة استخداما على مستوى العالم أكثر من نصف احتياجات سويسرا من الكهرباء غير ان هذه الحصة ربما تتراجع في نهاية الامر في ظل جفاف الطقس في الصيف وانحسار الجبال الجليدية التي تسهم في تشغيل التوربينات عن طريق ذوبان الجليد. بحسب رويترز.

وتتوقع دراسة اجرتها جامعة (اي.بي.اف.ال) الفنية في لوزان ان تتراجع حصة الكهرباء المائية الى 46 في المئة في عام 2035 من نحو 60 في المئة في الوقت الحالي مع تراجع كمية الامطار والتوسع في استخدام الطاقة.

وكما تعتبر الهيمالايا "البرج المائي لاسيا" فان سويسرا منبع لاهم الانهار الاوروبية وتدعم الزراعة والممرات المائية وتبريد محطات الطاقة النووية.

وتتساقط المياه من وسط شقوق وتصدعات في الجليد بينما يشرح باودر الذي يعمل كل عام بين 20 و30 يوما في دراسة الجبال الجليدية لصالح جامعة زوريخ كيف سيختفي جبل رون الجليدي العملاق بحلول نهاية القرن.

ويقول "يمكن للطبيعة ان تتكيف مع الظروف. الناس اكثر حساسية تجاه الظروف الطبيعية."

ويعيش أكثر من مليار نسمة في ارجاء العالم في احواض الانهار التي يغذيها ذوبان الجليد او الجبال الجليدية.

وتنحسر الجبال الجليدية بشكل كبير منذ نهاية العصر الجليدي الصغير في القرن التاسع بصفة خاصة في الهيمالايا حيث تغذي انهارا من بينها نهر ميكونج ويانجتسي وتضمن توفير المياه والكهرباء لاقتصاديات سريعة النمو.

وذكرت لجنة الامم المتحدة للتغيرات المناخية ان نقص المياه اللازمة لتوليد الكهرباء بلغ حدا "حرجا" بالفعل في بوليفيا وبيرو وكولومبيا والاكوادور كما ترى اللجنه ان فقد التراكمات الجليدية في سييرا نيفادا ونهر كولورادو يهدد امدادات المياه في جنوب كاليفورنيا.

وفي اوروبا توفر الطاقة المائية 20 في المئة من الكهرباء ويتوقع ان تنخفض النسبة بحلول عام 2070 وسيكون اكبر انخفاض في حوض البحر المتوسط.

ويشير باودر لارض صخرية بها بحيرات صغيرة عند نهاية الجبل الجليدي ويقول "اتذكر ان الجبل الجليدى كان أكبر كثيرا حين كنت طفلا. كان لسان الجبل الجليدي لا يزال ممتدا لهذه المنطقة الصخرية."

وتمول صناعة الكهرباء المائية السويسرية بحث باودر جزئيا كي يساعدها على تكوين اتجاه طويل المدى بشان مشروعات جديدة في صناعة تمنح تراخيص عادة ما تصل مدتها لنحو قرن.

ومن المخاطر الاخرى التي حددها الباحثون الفيضانات المفاجئة من البحيرات الجليدية التي يرتفع فيها منسوب المياه. وسيزيد الطلب على تكنولوجيا الضخ والسدود في الدول التي تستوعب هذه الحلول.

ويؤكد الخبراء أن التوقعات المبكرة جدا غير مؤكدة الى حد بعيد وبصفة خاصة عند توقع كمية الامطار ويشيرون الى ان بعض المناطق قد تستفيد.

مزرعة للرياح

من جهته قال وزير الكهرباء المصري حسن يونس ان مصر تدرس عروضا من 32 شركة عالمية لبناء مزرعة رياح طاقتها 250 ميجاوات على الساحل الشرقي للبلاد وستعد قائمة مصغرة بالعروض خلال شهر.

وتطور مصر المنتجة للنفط والغاز طاقة الرياح على امتداد ساحلها المطل على البحر الاحمر. وتستهدف توليد 12 بالمئة من الكهرباء لديها من الرياح و20 في المئة اجمالا من مصادر متجددة بحلول 2020.

وقال يونس للصحفيين على هامش أعمال مؤتمر في القاهرة ان مصر تدرس عروضا من 32 شركة في الوقت الحالي وستكمل التقييم في غضون شهر. وأضاف انه سيتم بعد ذلك اخطار الشركات المؤهلة واقتراح المواصفات المطلوبة عليها. بحسب رويترز.

وتابع أن الوزارة ستختار شركة واحدة لبناء مزرعة الرياح بنظام البناء والتشغيل والتملك.

وستقوم الشركة الفائزة بتصميم وتمويل وبناء وامتلاك وتشغيل محطة الكهرباء لمدة 20 الى 25 عاما وستبيع الكهرباء التي سيتم انتاجها خلال تلك الفترة للشركة المصرية لنقل الكهرباء.

ويقول مسؤولون ان احتياطيات البلاد من النفط والغاز ستنضب خلال نحو ثلاثة عقود وهو ما يشجع الدولة على التحول الى مصادر بديلة للطاقة بما فيها الطاقة النووية والشمسية.

وتخطط مصر لبناء عدة محطات للطاقة النووية ووقعت اتفاقا مع شركة ورلي بارسونز الاسترالية في يونيو حزيران لتقديم خدمات استشارية خاصة بمحطة للطاقة النووية وتحديث دراسات بشأن موقع الضبعة على ساحل البحر المتوسط حيث كانت مصر تخطط في الثمانينات لبناء محطة للطاقة النووية. وقال يونس ان مصر تخطط لبناء عدة محطات وليس محطة واحدة.

وستبدأ أول محطة للطاقة الشمسية العمل بكامل طاقتها في مصر في عام 2010. والمحطة جزء من مجمع أكبر يضم ثلاث وحدات غير شمسية.

بناء محطة شمسية

على صعيد متصل أعلنت الكويت، أنها ستطرح مناقصة لبناء محطة للطاقة الشمسية العام المقبل، من أجل توفير ما نسبته خمسة في المائة من إمدادات الكهرباء من مصدر طاقة متجدد بحلول عام 2020.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مشعان العتيبي مساعد وكيل وزارة الكهرباء قوله إن بلاده تحرص على "الاستفادة من الطاقة الجديدة والمتجددة،" مشددا على أن ذلك "خيار استراتيجي لها نظرا لما حباها الله من طاقة شمسية كبيرة."

وقال العتيبي على هامش اجتماع لفريق عمل الإستراتيجية العربية للطاقة المتجددة إن "هناك توجها لدى دولة الكويت نحو هذا الخيار الاستراتيجي حيث تم تحديد نسبة 5 بالمائة سيتم توفيرها من الطاقة المتجددة بحلول العام 2020." بحسب(CNN).

وتابع المسؤول الكويتي "سنطرح مشروع إنشاء محطة للطاقة الشمسية في منطقة العبدلى بنظام بي أو تي على أن يتم طرحه على القطاع الخاص خلال العام المقبل."

وفي الكويت، كسائر دول الخليج الغنية بالنفط، واحد من أعلى معدلات استهلاك الكهرباء للفرد في العالم، وأكدت غير مرة أنها تعتزم تعزيز طاقتها الإنتاجية من الكهرباء إلى نحو 16 ألف ميغاوات بحلول عام 2012.

ووقعت الحكومية الكويتية اتفاقا مع شركتي "جنرال الكتريك" و"هيونداي" للصناعات الثقيلة لبناء وتشغيل محطة كهرباء الصبية الشمالية والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 2000 ميغاوات.

وقال العتيبي للوكالة "إن الكويت وضعت برنامجا خاصا لتحسين كفاءة الطاقة والحد من الهدر والمحافظة عليها،" مبينا انه "سيتم اتخاذ العديد من الإجراءات لضمان منع الهدر ووضع مواصفات وتاريخ محدد لمنع استيراد بعض أجهزة التكييف."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 31/تشرين الثاني/2009 - 11/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م