الزبالة جزء من الموروث الادبي للعرب، واماكن تجمعها تحظى بعناية
فائقة من الدوائر البلدية في جميع العواصم العربية وتخصص لجمعها وردمها
اماكن بعيدة عن مراكز المدن.. وتفتقد البلدان العربية لتقنية التخلص
منها او الافادة من البقايا المتكدسة والمكومة والتي تبلغ الاف الاطنان
من الفضلات المختلفة (التافهة وغالية الثمن).
ويقال ان هنالك امكانية لبناء معامل لتدوير النفايات، ولا نعلم
لماذا لا تشتغل الحكومات عليها. واذكر ان شائعة طرأت في منطقتنا شرق
بغداد، ان النية تتجه لتأسيس معمل كبير لتدوير النفايات واعادة تأهيلها
وفجأة دارت احاديث وتهامس الناس بكلمات تبعث على الخوف.. ان اسرائيل
ستدفن نفايات نووية في منطقتنا..لكن اسرائيل لم تظهر والمعمل لم ينشأ
بسبب هذه المخاوف.. وبقينا نتبخر مثل الهنود صباح مساء بما ترميه
سيارات البلدية التابعة لامانة بغداد المحروسة، حيث يجتمع العشرات من
الفقراء الذين ينبشون في اكوام الزبالة بحثا عن الثمين من اللقى
والمواد الفائضة عن الحاجة، وحيث يحرق هؤلاء تلك الاكوام فترتفع سحب
الدخان بالوان شتى حتى يخيل للناظر ان موجة من الضباب ستجتاح بغداد
كامواج التراب والغبار المحمر والمصفر التي تهجم بين حين واخر..
نحن نسمي مواقع جمع الزبالة (مواقع الردم الصحي).. وفي الشقيقة مصر
يسمونها (عزبة الزبالة)،والعزبة كانت تطلق على المزرعة الكبيرة
ويقولون..تلك عزبة الباشا او.. انا رايح. لعزبة الباشا في الفيوم.
وفوجئت ان المواطنين المنزعجين من تكدس الازبال قرب الاحياء السكنية
يشكون عزوف عمال البلدية عن اداء واجبهم وذكروا.. ان الازبال كانت تنقل
الى ( عزبة الزبالة) وهو الموقع المخصص لتجميعها خارج القاهرة
(العاصمة) ,.
المشكلة هناك قد تحل لسبب او لاخر غير ان مصيبتنا اكبر ونحن اعجز
عن حلها واحوج لذلك ولا نجد من يبتكر الوسيلة ليحمي مئات الاف الارواح
من خطر السموم، وامراض السرطان والحنجرة والرئتين والقفص الصدري.. وفقط
مئات الشاحنات تنقل الاف الاطنان من الفجر وحتى الظهيرة ومن انحاء
العاصمة (الكرخ، الرصافة) وترميها شرق بغداد حيث عدة احياء سكنية
يقطنها اكثر من مليون انسان.
وسامح الله المسؤولين عن الخدمات من امين ورئيس مجلس ومحافظ دوخوا
رؤوسنا وصدعوها باحاديث عن المترو والاسواق الحديثة والاطباق الطائرة
في حين ان اغلب شوارع واحياء بغداد وضواحيها تعاني من دمار الطرق
وانعدام الارصفة من البتاويين الى باب المعظم وانتهاءا باحياء الكمالية
والعبيدي اضافة الى ما تعانيه احياء جانب الكرخ من مشاكل..
السادة المسؤولون بعد 35 عاما على الحكم الدكتاتوري وسبع سنوات على
حكم الحكماء الجدد ما زلتم تمارسون سياسة الترقيع.. وسلمتك بيد الله..
|