ويندوز7 ينطلق لتجاوز نكسة فيستا

البرنامج قد يساعد على انطلاق إنفاق الشركات

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: تبدو مبيعات نظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت "ويندوز 7" مشجعة للغاية، خاصة من قبل كثير من مستخدمي الكمبيوتر الذين أصابهم النظام القديم (فيستا) بالإحباط، بسبب العيوب الكثيرة التي تشوبه، وقد أبدت الشركة تفاؤلها بنتائج المبيعات التي بدأت مؤخرا خلال الإعلان عن نتائجها المالية للربع الثالث من العام.

وتشير التقارير، التي أعدها عدد من الذين استخدموا النظام الجديد، إلى أنه يعتمد أساساً على هيكل فيستا، مع تعديلات جذرية تطال مكامن الخلل التي اعترت النسخة الماضية، خاصة بعد أن قامت مايكروسوفت بأخذ آراء مصنعي أجهزة الكمبيوتر قبل إطلاق منتجها الجديد.

وقال بيان للشركة إن "ويندوز 7" قام بـ"تبسيط" مفهوم الكمبيوتر وتسهيل استخدامه، إلى جانب أن النظام الجديد أكثر سرعة بعد أن أزالت مايكروسوفت منه الخيارات الكثيرة العديمة الأهمية الموجودة في "فيستا."

ولفت بيان الشركة إلى أن تبادل المعلومات بين أكثر من جهاز كمبيوتر يستخدم النظام الجديد ضمن بيئة عمل واحدة بات أسهل بكثير، مضيفة أن "ويندوز 7" يقدم أيضاً خاصية رؤية جميع الأجهزة المرتبطة بالكمبيوتر، مثل الكاميرات والطابعات وأجهزة الهاتف المحمول، ويتيح التحكم بها بشكل أفضل.

كما يسمح النظام بإعادة تحديد أحجام الصفحات المفتوحة بشكل آلي، كما يمكن التحكم بأحجام الصفحات غير المستخدمة من خلال هز "الفأرة" عوض النقر على أزرارها. بحسب سي ان ان.

أما بالنسبة للخاصية الأبرز في أنظمة التشغيل، وهي متصفح الانترنت، فقد أشارت "مايكروسوفت" إلى أنها باتت أسهل وأكثر أمناً، كما توفر ميزة البحث الفوري، بالإضافة إلى برامج للحماية من الفيروسات الإلكترونية وسائر الخروقات الأمنية التي كانت تعتبر ثغرة كبيرة تواجه مستخدمي "فيستا."

ويتمتع "ويندوز 7" أيضاً بميزة تسمح بالتحكم به عبر اللمس في أجهزة الكمبيوتر المزودة بشاشات تسمح بذلك، إلى جانب القدرة على مشاهدة قنوات التلفزة بشكل أفضل على الكمبيوتر وتحميل المواد المختلفة على المشغلات الخاصة.

ومنذ اعوام، يتكهن الخبراء بنهاية احتكار مايكروسوفت لسوق انظمة التشغيل، قائلين ان آبل "العائدة" أو نظام لينوكس الحرستطيحان بها، ومنهم من يقول ان ثورة في كيفية استخدام الحواسيب ستكون نهاية مايكروسوفت، حيث لن تحتاج الحواسيب الى تخزين انظمة التشعيل محليا، بل تديرها من خوادم بعيدة فيما يطلق عليه "الكلاود أو السحابة".

لكن الحقيقة ان الد اعداء مايكروسوفت نفسها، فتصرفاتها المتشددة تجاه منافسيها جلب عليها اهتمام صناع القرار في المفوضية الاوروبية ووزارة العدل الامريكية.

واهم من ذلك انها تسرعت في اطلاق نسخة "فيستا" من ويندوز قبل ثلاث سنوات. واضطر مستخدمو ويندوز فيستا، وهو برنامج "منتفخ" صعب التحميل الى التخلي عن الكثير من برامجهم وآلاتهم (هاردوير) التي لم تتلاءم معه. كانت تلك كارثة ضربت مصداقية مايكروسوفت لدى المستهلكين والمبرمجين على حد سواء.

ويندوز 7 يساعد على انطلاق إنفاق الشركات

من جهة اخرى، قد تضطر شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر التي تأمل في أن يساعد نظام التشغيل الجديد لشركة مايكروسوفت "ويندوز 7" على عودة انفاق الشركات الى الانتظار حتى النصف الثاني من العام المقبل.

وبينما تستعد مايكروسوف أكبر شركة لتصنيع برامج الكمبيوتر في العالم لاكبر عملية اطلاق لمنتجاتها منذ عقود يوم الخميس قال محللون ان بائعي أجهزة الكمبيوتر يستعدون للاستفادة من دورة تجديد الاجهزة العام المقبل. ومن شأن النظام الجديد لمايكروسوفت والمفترض أنه سيكون أكثر استقرارا أن يخلق قوة دافعة لتحديث الاجهزة القديمة.

ويقول المراقبون بقطاع تكنولوجيا المعلومات ان ويندوز 7 قد يؤثر تأثيرا قصير المدى على مبيعات أجهزة الكمبيوتر للمستهلكين الامر الذي قد يحقق مكاسب طفيفة للاعبين الذين يركزون على المستهلكين مثل شركات هيوليت باكارد وايسر.

الا أن الكثير من الشركات الكبرى ستنتظر حتى عام 2010 وما بعد ذلك كي تشتري وستفضل اتباع سياسة الانتظار والترقب.

وقال ريتشارد كوجيلي المحلل في نيدام اند كو "كان نظام فيستا سيئا للغاية لذلك لم يقبل عليه أحد."وتابع "الان مع التغلب على مشكلة نظام التشغيل يمكنك بالفعل أن تتعامل مع مشاكل الاجهزة وأن تشعر بالارتياح لان نظام التشغيل لا يمثل مشكلة."

وتتوقع مجموعة جارتنر للابحاث أن ترتفع مبيعات أجهزة الكمبيوتر التجارية عشرة بالمئة خلال عام 2010 وأن تصعد 13 بالمئة اضافية في 2011 في ظل تغيير الشركات لاجهزة الكمبيوتر التي يبلغ عمرها أربع أو خمس سنوات. ومن شأن التقييمات المبكرة الايجابية لويندوز 7 أن تدفع الشركات الى ذلك بصورة أكبر.

ويقول محللون انه بعد ثلاثة أعوام تقريبا من طرح نظام ويندوز فيستا لم يستخدمه سوى حوالي عشرة الى 15 بالمئة فقط من الشركات بينما تعتمد النسبة الباقية على نظام تشغيل ويندوز اكس.بي الذي يمتد لعامه الثامن.

وتستعد كافة سلاسل شركات الكمبيوتر بداية من شركات تصنيع الرقائق الالكترونية مثل انتل وادفانسد مايكرو ديفايسز وحتى الشركات المصنعة للاقراص الصلبة مثل سيجيت تكنولوجي الى الاستفادة من اتجاه الشركات القوي لاستبدال أجهزة الكمبيوتر.

وقال ميكاكو كيتاجاوا المحلل في جارتنر "يجب أن يستبدلوا تلك الاجهزة القديمة" وأضاف أن ويندوز 7 قد يعجل بدورة تحديث أجهزة الشركات.

ويتوقع بنك جولدمان ساكس أن يرتفع الانفاق في قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة أربعة بالمئة في عام 2010 ليصل الى 320.4 مليون وحدة مقارنة بتقديرات بتراجع يبلغ ثمانية بالمئة هذا العام. ويتوقع البنك أن يبلغ معدل نمو وحدات أجهزة الكمبيوتر تسعة بالمئة في عام 2010.

ويلقى نظام ويندوز 7 ترحيبا من جانب بائعي أجهزة الكمبيوتر الذين يتطلعون الى نسيان نظام ويندوز فيستا المليء بالعيوب.

وأبدت شركة ايسر التي ارتفع تصنيفها لتحتل المكانة الثانية بين شركات الكمبيوتر العالمية بفضل أجهزة النت بوك الرخيصة تفاؤلا بشأن النظام الجديد.

وقال راي ساوال كبير مديري تسويق المنتجات في ايسر أمريكا "نتوقع تسجيل نمو في خانة العشرات (على المستوى العالمي وفي الولايات المتحدة) في هذا الفصل الذي يشهد موسم الاجازات."

وقالت شركة اتش.بي أكبر الشركات المصنعة لاجهزة الكمبيوتر في العالم انها معجبة باستعداد مايكروسوفت للتعاون بشان المنتجات والافكار.وقال مارلوس مونتالفو نائب رئيس ادارة المنتجات في اتش.بي "نحن سعداء بالتقدم الذي حققته مايكروسوفت."الا أنه فيما يتعلق بسوق المستهلكين فمن شأن ويندوز 7 أن يسجل ارتفاعا طفيفا. ويقول محللون ان الناس لا يضعون أنظمة التشغيل ضمن أولوياتهم حينما يتسوقون لشراء أجهزة الكمبيوتر ويركزون بصورة أكبر على الاسعار ومكونات الاجهزة.

الهاكرز سبقوا مايكروسوفت في طرح ويندوز 7

في متاجر في سوق شيناينج الذي يعج بالنشاط في شنغهاي تعرض أجهزة ابل اي فون وسماعات بوز غير الاصلية الى جانب نسخ مقلدة من برنامج شركة مايكروسوفت الجديد لتشغيل أجهزة الحاسب (ويندوز 7) الذي ظهر في الاسواق الصينية قبل أسبوع من طرحه رسميا في الاسواق.

وتسأل صاحبة متجر زبونا لاغرائه وهي تشير بفخر الى كم كبير من الاسطوانات المعروضة الموضوعة في أغلفة بيضاء لا توجد عليها أي علامات "أي نسخة تريد.. كاملة أم عادية.. انجليزية أم صينية.."

وقد تشن مايكروسوفت حملة دعاية في العالم استعدادا لطرح النسخة الاحدث من نظم تشغيل ويندوز لكن كان في مقدور الصيني أن يشتري هذا الشهر نسخا مقلدة بسعر 20 يوانا (2.3 دولار) للنسخة وهو جزء صغير جدا من السعر المعلن والذي قد يصل الى 320 دولارا للنسخة الواحدة.

ويبرز "الطرح المبكر" لنسخ ويندوز 7 في الصين التحدي الذي تواجهه شركات البرمجيات الكبرى التي تسعى لجني أرباح في الصين ثاني أكبر سوق للحاسبات الشخصية في العالم.

وتقدر شركة اي دي سي للابحاث أن حوالي 80 في المئة من البرمجيات المباعة في الصين في العام الماضي مقلدة. وبينما يتراجع هذا الرقم الا أنه يظل ضعف المتوسط العالمي لمبيعات النسخ المقلدة وأربعة أمثال تلك المبيعات في أسواق بلدان متقدمة مثل الولايات المتحدة واليابان. بحسب رويترز.

وقال ماثيو تشيونج وهو محلل يعمل في شركة جارتنر للابحاث "القضية الكبيرة التي تحرك القرصنة في الصين اليوم هي السعر."

ومضى يقول "اذا حاولت بيع برنامج بسعر 2000 يوان لطالب يعيش على 400 يوان شهريا فان ذلك لن يصلح ببساطة للغالبية العظمى من المستهلكين."

وفي تجاوب مع هذه الضغوط خفضت شركة مايكروسوفت في العام الماضي سعر نسخة برامج أوفيس 2007 للاستخدام المنزلي أو للطلبة الى 199 يوانا من 699 يوانا. وستبيع نسخة الاستخدام المنزلي الاساسية من برنامج ويندوز 7 بسعر 399 يوانا وهو سعر متواضع بالمعايير الغربية لكنه لا يزال أعلى 15 مرة من سعر النسخ المقلدة.

وانتهاك حقوق الملكية الفكرية واحدة من النقاط المؤلمة في علاقة الصين مع شركائها التجاريين الرئيسيين على الرغم من اتخاذها اجراءات صارمة ضد القرصنة المتفشية على نطاق واسع والتي تشمل كل شيء بدءا من حقائب جوتشي غير الاصلية وحتى البرمجيات المقلدة.

وقضت محكمة صينية بسجن أربعة أشخاص في أغسطس اب الماضي لتوزيعهم نسخة مقلدة من برامج ويندوز اكس بي من انتاج مايكروسوفت فيما اعتبرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أكبر ضربة توجه لقرصنة البرمجيات.

وقال ستيف فيكرز رئيس اف تي اي انترناشونال ريسك لتحليل المخاطر "اعتاد كثير من الناس على ذلك منذ فترة طويلة." ومضى يقول "هناك علامات على تكثيف حملات تطبيق القانون وذلك من شأنه أن يساعد على تحسين الامور."

ويقول تحالف شركات البرمجيات وهو اتحاد تجاري أنشأته صناعة البرمجيات ان القطاع خسر ما يزيد على 6.6 مليار دولار في الصين العام الماضي بسبب القرصنة لتأتي في الترتيب الثاني بعد الولايات المتحدة مباشرة.

مايكروسوفت تبرم اتفاقين مع فيس بوك وتويتر

وفي نفس اسياق، أبرمت شركة مايكروسوفت اتفاقين يتيحان لها الإطلاع الفوري على محتويات موقعي (فيس بوك) Facebook و(تويتر) Twitter للتواصل الاجتماعي عبر شبكة المعلومات الدولية وهو ما يعطي دفعة لمحركها الوليد للبحث على الانترنت (بينج) Bing. بحسب رويترز.

وقال مسؤولون في مايكروسوفت أثناء مؤتمر حول الانترنت في سان فرانسيسكو ان مُحرك البحث بينج -الذي تأمل الشركة أن ينافس محرك البحث الرائد جوجل- سيسمح له بالاطلاع الفوري على المخزون الكامل للمعلومات العامة في موقع تويتر. ولم يتم الكشف عن شروط الاتفاقين اللذين قال المسؤولون انهما ليسا حصريين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 28/تشرين الثاني/2009 - 8/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م